الموتُ المختبئ في فستان أبيض

19 يونيو 2021
ليس كلّ زواج فرحة العمر ولا حلماً جميلاً يتحقّق. زواج اليافعات له فعل الكارثة الحياتية والصحّية والاجتماعية المستمرّة، في حياة ضحاياه. رَهَف فتاة سورية لاجئة في التاسعة من عمرها تلهو بلعبتها الشقراء، وتحلم بأن تصبح طبيبة أطفال. زوَّجها والدها من شاب أربعيني مرتاح مادّياً دفع فيها مهراً سخيّاً مغرياً. صفقة مربحة للأهل الذين يرزحون تحت أعباء مادّية جَمّة، تمّت على حساب صحّة الطفلة وتعليمها وأحلامها ومستقبلها. لبست رَهف فستانها الأبيض، وذهبت الى حفل عرسها سعيدةً بقالب الحلوى والموسيقى الجميلة وتصفيق الأهل والأقارب. ولم تدرك ان الموت يختبئ في طيّات فستانها الصغير، إذ لم يستطع جسدها الطفولي أن يحتمل حَملاً مبكراً أودى بحياتها. ليست رَهف الضحيّة الوحيدة لغياب قانون يحظّر زواج الأطفال، ولن تكون الأخيرة. ومع ازدياد نسبة تزويج القاصرات، نتيجة للأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها المجتمعات العربيّة الفقيرة، تبدو الحاجة اليوم ملحّة لتحديد الـ 18 سنة، سنّاً أدنى للزواج، حفاظاً على حياة بناتنا وصحّتهنّ وأحلامهنّ ومستقبلهنّ.


نسمات

سأظلّ أحلم حتى تنتهي الأحلام.

أحلمُ نهاراً، وأحلمُ ليلاً.

أحلم بسعادة لا توصَف، وضحكات كثيفة،

وأماكن جديدة، وأزهار نقطفها معاً.

وسأوزّع أحلامي على المتعبين والتائهين،

فالحياة قاسية، قاسية بلا حلم.