شمس: أيّ فخر لأحلام بالإعلان أنها «كوليستيرول» أفراح الخليج؟

نظارات شمسية, نوال الزغبي, ألبوم غنائي, أحلام, العالم العربي, لندن, أغنية خليجية, عروض باريس, فنانة / فنانات, دار الأوبرا المصرية, قصة حب , طوني سابا, أغنية مصرية, الشيف رمزي الشويري, ميشال فاضل, هيثم زياد, جمعة العربي

17 يناير 2011

منذ أكثر من عام تقريباً، لم يسمع أحد أي أخبار عن الفنانة شمس باستثناء بعض المقالات التي نُشرت هنا وهناك عن قرب صدور ألبومها الغنائي الذي يتضمّن 18 أغنية خليجية. شمس التي تنقلت في الفترة الأخيرة بين عدد من المدن العربية والغربية منها باريس ولندن وماربيا ومراكش وغيرها، تصدر قريباً أول كليب من الألبوم وهو لأغنية «يا ملك». غيابها لم يكن عبثياً ولا غير مثمر كما تقول، خصوصاً أنها ستعلن رسمياً عن مشاريع عديدة مهمة لها علاقة بنشاطاتها الاجتماعية والانسانية، وأولها تعيينها سفيرة لجمعية Binational plus الأوروبية والتي تُعنى بحقوق مزدوجي الجنسية والمهاجرين، خصوصاً العالم العربي. شمس خصّت «لها» بهذا الحوار وكشفت تفاصيل ألبومها المقبل ومواضيع أخرى كثيرة.

- لم نسمع أخبارك منذ فترة طويلة. أين أنت غائبة؟
أمورٌ كثيرة حصلت معي في الفترة الأخيرة، ولكن أستطيع القول أن جزءاً من فترة غيابي كان مثمراً والجزء الآخر غير مثمر.

- ماذا تقصدين؟
أي أنه حمل نواحي إيجابية وأخرى سلبية، وهذا هو ميزان الحياة في كلّ شيء.

- سنتحدث عن الجانب المثمر، لكن ماذا عن الجانب غير المثمر؟
(تضحك) «كده في بداية الحوار...!» لا أريد البدء بالأمور السلبية، لكن الفترة التي مرّت كانت غياباً حقيقياً بكل ما تعنيه الكلمة، غبت فيها عن بلدي وحياتي وأصدقائي وأمي وأمور كثيرة.

- خلال فترة غيابك، قرأنا أكثر من مرة أخباراً عن مواعيد معينة لصدور ألبومك الجديد، لكنه لم يصدر حتى الآن؟
هذا صحيح، وبالفعل حدّدت أكثر من موعد لصدور ألبومي وفي كلّ مرة حصل تأجيل. لكن التأجيل كان لصالح العمل، إذ عدّلنا بعض الأمور منها صور الغلاف وتصوير الكليبات وحتى تبديل أغنيات بكاملها. كنت حريصة جداً ومترددة خصوصاً أني غائبة منذ فترة طويلة ولم أصدر أي عمل منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومن الطبيعي أن أكون شديدة الحرص تجاه أي عمل جديد يُفترض أن يشكّل عودتي. وهذا أصعب بكثير من أن بُصدر الفنان عملاً كلّ سنة، لأن الجمهور يكون قد اعتاد عليه، فيصبح الفنان ناجحاً لأنه موجود فقط مهما كان مستوى الأعمال التي يقدّمها، أي وكأن هناك عملية غسل دماغ. هذه الحسابات نختلف عمّا نشهده في الغرب، إذ إن معايير النجاح تستند إلى ما يقدّمه الفنان وليس إلى مدى وجوده. ويتني هيوستن مثلاً غابت لأكثر من سبع سنوات ثم أصدرت ألبوماً حقق نجاحاً كبيراً جداً كذلك سيلين ديون تجدينها تغيب فترة طويلة ثم تعود بعمل مبهر... بينما في الدول العرببة طالما أن الفنان متوفّر إذاً هو ناجح، ولم يكسر أحد هذه القاعدة سوى السيدة فيروز بألبومها الأخير «إيه في أمل». لهذا أعيش قلقاً كبيراً تجاه عملي المقبل.

- ومتى سيصدر الألبوم؟
مطلع العام 2011 إن شاء الله، وباكورة الأغنيات هي «يا ملك» التي صوّرتها في بيروت مع فادي حداد. هذا الكليب، وحتى الألبوم في شكل عام، أطلّ من خلالهما بصورة جديدة. ولا أعني أن هناك «شمساً جديدة» لأني لا أبدّل جلدي كالأفاعي، بل أستطيع القول إن المخزون الفني الحقيقي الموجود لديّ والذي لم أُظهره للناس سابقاً، سيظهر في ألبومي الجديد وبدايةً مع كليب «يا ملك».

- ماذا تقصدين بمقولة «المخزون الفني الذي لم يظهر سابقاً»؟
سأتكلّم بصراحة وأقول إني كنت «مُخادعة» مع نفسي ومع من يسمعني لأني قدمت نفسي فنانة «لايت»
Light.
بمعنى أن الصورة التي رسخت لدى الناس هي شمس الفنانة الجميلة التي تقدّم أغنيات «ماشي حالها»، رغم أني قدمت كلاسيكيات لكنها أيضاً كانت «لايت».

- نادمة على ما قدّمته؟
بالتأكيد لا. وأنا صرّحت أكثر من مرة ومنذ بداية مسيرتي أني أحبّ أن أكون ضيفة خفيفة على الناس، لهذا لا يجوز أن أقدّم لهم ثقلاً فنياً منذ البداية فأبدو كمن يتفلسف عليهم فينفرون مني بعد حين... وهذا بالمناسبة حصل مع كثيرين لم يستمروا وانتهوا. ومن خلال النماذج الكثيرة عن فنانين قدّموا كل الثقل الفني في بداياتهم وانتهوا، يتأكّد لي يوماً بعد يوم صحّة رأيي في أن من يقدّم كل شيء في البداية يخسر في الآخر. أنا أحب الفن والمسرح ولا أحب أن أنتهي بسرعة، ولهذا أخطّط، وألبومي المقبل هو إحدى مراحل هذه الخطط.

- أي سنسمع في ألبومك المقبل أغنيات طربية تحمل ثقلاً؟
صحيح، والثقل موجود موسيقياً وعلى صعيد المواضيع أيضاً. وبالمناسبة، منذ بداياتي لم أقدّم سوى أغنيات أنا عشتها فعلاً رغم اختلاف الحالات من الحب إلى الكره والمسامحة والنسيان والخ... لكن ما تغيّر هو على صعيد الأنماط الموسيقية والألحان وحتى الصوت والأداء. إذ لا أحد يعرف مثلاً أني أغنّي أوبرا، كما لا يمكن أن يعترفوا بذلك أصلاً. لكن الجمهور سيتعرّف إلى هذه الناحية في صوتي مع الألبوم المقبل. لطالما اعتبروني فنانة نجحت من خلال شكلها، وقد سمعت هذا الكلام مراراً ومن كثيرين. فتخيّلي أن آتي وسط كل هذا وأقول للناس إني أغني أوبرا... لهذا قلت إني أردت منذ البداية السير خطوة بعد أخرى في تطوّر دائم. في ألبومي السابق قدّمت أغنيات طربية نسبياً، لكن تخيّلي أن البعض روّج لمقولة إن الشركة المنتجة لألبومي استعانت بفتاة أخرى لتسجيل صوتها على هذه الأغنيات، وأن من تغني في الـ «سي دي» ليست شمس، خصوصاً في الأغنيات المصرية التي نجحت كثيراً... وهذا ما كُتب في بعض الصحف للأسف وتردد على ألسنة عدد من الفنانين.
- لماذا؟
لا أعرف سبب هذه النظرة، لكن «يا جماعة الخير» أنا قدّمت هذه الأغنيات في حفلاتي الحيّة، فهل كانت هناك واحدة تقف خلف الستار مثلاً وتغني بدلاً مني؟ كما أني قدمتها في برنامج «تاراتاتا»، فأين كانت المطربة الثانية؟ كلام مُضحك ولا أدري ماذا أقول كأنه ممنوع عليّ أن أغنّي أو أن أُتقن اللهجة المصرية وأنجح من خلالها. فقط عليّ أن أكون كما يصنفونني هم، أي، مُنافِسة فقط في صورتي وكليباتي وأفكاري، «غير كده لا». لكن رغم كلّ هذا، أقول لنفسي «برافو» لأني صبرت وتحمّلت ولم أدَع هذه الشائعات تُحبطني أو تُثنيني عمّا أخطّط له، لأني لا أريد أن اخسر طاقتي للسنوات المقبلة كي أبقى متجددة دوماً.

- كيف تمّ مشروع أغنية الأوبرا؟
سجّلت الموسيقى الخاصة بهذه الأغنية في العام 2005 في كييف لكني لم أغنّها في ذلك الوقت، بل قررت أن أُصدرها في الوقت المناسب. وهي من كلمات وألحان وتوزيع ميشال فاضل، وهو إنسان محترم جداً وراقٍ وأشكره من كلّ قلبي على هذه الأغنية الرائعة.

- غالباً ما تُسجّلين أغنيات معينة وتصدرينها بعد سنوات، لماذا؟
حقيقة لا أعرف، لكني غالباً ما ألحق حدسي وإلهامي. وعندما أنظر إلى هذه الأغنيات اليوم أقول الحمدلله أني لم أصدرها في ذلك الوقت، لأن تفاعلي معها أصلاً بات مختلفاً وربما أكثر نُضجاً. فالمسألة ليست مسألة صوت فقط، بل هناك عقل أيضاً يجب أن يتفاعل مع العمل وكيف سأقدّمه وأدافع عنه... كلّ هذه أمورُ تختلف بين سنة وأخرى، وقد صرت أكثر اقتناعاً بنفسي وأحب نفسي أكثر.

- ما هي مفاجآت الألبوم، عدا أغنية الأوبرا؟
هناك أغنيات كلاسيكية بحتة بكلام خليجي. وقد درجت العادة في السوق الخليجي على تقديم أغنيات كلاسيكية بطريقة خليجية، أي مبنية على الإيقاع. بينما الكلاسيكي الشرقي أساسه تخت شرقي ذو وزن وموازير معينة. هذا اللون لم يُقدّم من سنوات، وكان آخرها مثلاً «مساء الخير» للفنان محمد عبده. عندما يُمزج الكلاسيكي مع الإيقاعات الخليجية، يفقد من قيمته لأن حتى الأيقاعات البطيئة في الخليجي هي راقصة. وما أقدّمه في هذا الألبوم، إما مبني على الكلاسيكي الغربي أو التخت الشرقي ولكن بكلمات خليجية، مثل الأغنيات المميزة التي تربينا عليها ومنها «وترحل» للفنان طلال مداح. هذه الأعمال لم نكن نسمعها على إيقاعات خليجية كما يفعلون اليوم.

- ماذا عن المواضيع الخاصة بأغنياتك؟ هل سنشهد جرأة في الكلام؟
كل أغنية تحمل موضوعاً مختلفاً وجديداً. هناك مثلاً أغنية «أذا غنّيت» التي أقول فيها «إذا غنّيت مدري ليش أزعّلهم».

- هل هذا تحدٍّ؟
(تضحك) كلا، بل إهداء خاص من كل قلبي إلى كل فنان أو فنانة يحب شمس، وإلى كل صحافي وإعلامي يحبني وكتب عني بضمير. أنا شخص صادق لا يعرف المراوغة ولا يخاف إلاّ من الله. ولهذا أقول إنها أغنية أهديها لهم ويجب أن يتقبّلوها مني بصراحة.

- لماذا لا تُسمّين الفنانين الذين تُهدينهم هذه الأغنية؟
هم كثر، وإن سمّيتهم سيزول عنصر المفاجأة. (تضحك ثم تقول) كل فنان سيهاجمني بعد هذه الأغنية يكون هو المقصود، أي كما يقول إخواننا المصريون: «اللي على راسو بطحة يحسّس عليها».

- هل سنسمع أغنيات كتلك التي اشتهرت بها مثل «تأتأه» و«اهلا ازيّك»؟
(تضحك) بالتأكيد، لأن «من فات قديمه تاه». هذا النمط الغنائي الخاص بي سيرافقني دائماً، وما أقدّمه اليوم من جديد هو إضافة وتطوير وليس تغيير جلد.

- هل من كليبات أخرى صوّرتها عدا أغنية «يا ملك»؟
صوّرت أغنيتين في المغرب وهما «أنا هالجوّ» و«كانت غلطة». كليب «أنا هالجوّ» يحكي قصة امرأة تعيش وحيدة لأنها تأذّت من علاقة حب سابقة. ثم تتعرف على شخص وتُعجب به وتشعر أنها منجذبة نحوه، فتقرر أن تبتعد نهائياً كي لا تغرم من جديد، إذ من الأفضل أن يكون المرء وحيداً وسعيداً، بدلاً من أن يكون مغرماً وتعيساً.

- والأغنية الثانية؟
لا أريد أن أحرق كل المفاجآت.

- سمعنا في الكواليس أن هناك أغنية تحمل موضوعاً جريئاً جداً وأنت مترددة إزاء إصدارها في الألبوم خوفاً من ردة الفعل عليها. هل هذا صحيح؟
صحيح مئة في المئة، ولكن ترددي كان قبل أن أتّخذ القرار بتكوين عالمي الخاص. كنت أعيش ضياعاً في السنوات الماضية بين الشخص الذي في داخلي ويريد أن ينطلق، وبين العادات والتقاليد التي ليست سوى عادات وتقاليد، أي هي ليست شرعاً ولا قانوناً. ولهذا قررت إصدار هذه الأغنية التي تحمل عنوان «24 ساعة»، وهي تعبّر عن حالة يمرّ بها كلّ انسان، وأنا أتحدّى ألاّ يكون قد مرّ بها معظم البشر. تحكي عن شخص تعرّض للغدر والخيانة من الحبيب أكثر من مرة، فيفكر بينه وبين نفسه في كيفية الرد، وهو موضوع تطرّق إليه الراحل عبد الحليم حافظ في أغنية «جبار» عندما يقول «قلبي قول للحب ابعد عن طريقي، أي حب جديد يا ويلو من حريقي، لو حصادف قلب مخلص، مش حقابلو واصونو، وان ضحك في عيني حاضحك واخدعو ويمكن أخونو...». أما أغنيتي فيقول مطلعها: «من تجربة حبك وصلت لقناعة، إذا بغيت انسان يغليك خونَه، يشتاقلك 24 ساعة، واللي تخونه شرط تاخذ عيونه». أي هي حالة يفكّر فيها الإنسان عندما يتعرّض للغدر والخيانة ولكن ليس شرطاً أن يطبّقها فعلياً لكنه يفكر فيها. وهذا أول ردّ فعل يفكر فيه أي انسان تجاه الغدر والصدمة من الحبيب.- لكن الموضوع فعلاً جريء جداً؟
بل هو موضوع طبيعي جداً ويحكي عن الواقع ومن يقول غير ذلك هو منافق اجتماعياً. في العالم العربي يقولون عن الشخص الذي يعبّر عن نفسه إنه جريء، بينما هذا هو الطبيعي في الغرب، لأن الطبيعي هو أن يعبّر المرء عن نفسه وذاته.

- قلتِ إن أغلب أغنياتك تحكي حالات عشتها. هل عشتِ قصة «24 ساعة»؟
بالتأكيد، ولهذا كان احساسي كبيراً جداً وأنا أغنيها، كما في معظم أغنيات الألبوم التي فيها دراما. بكيت وأنا أسجّل بعض الأغنيات، وقد بكى أيضاً الملحن جمعة العربي والموزّع طوني سابا. هذا ما قصدته عندما تحدثت عن ضرورة أن يقدّم الفنان أغنيات عاشها، وإلاّ كيف يكون احساسه صادقاً... «ما هذا النفاق». في الغرب الفنانون أنفسهم هم من يكتبون أغنياتهم، وعشرات منهم تحدثوا عن الحبيب مباشرة ومنهم داليدا وجينفر لوبيز. يجب أن يقدم الفنان إحساساً بواقع عاشه وإلاّ كيف يحكي للناس عن الحب مثلاً بإحساس وهو لم يمرّ بهذه الحالات...

- قرأنا لكِ تصريحاً في صحيفة «الجزيرة» السعودية منذ مدة، تحدثت فيه عن شخص أحببته وخدعك، وقلتِ إنك ستفضحينه يوماً ما؟
ليس بمعنى أن أفضحه، بل قصدت أنه سيأتي يوم وأعلن فيه هذا الموضوع. لكني لا أدري كيف سيكون هذا الإعلان، ربما في أغنية أو خلال حوار أو حتى على المسرح... أنا لا أردّ الإساءة بإساءة، وأرفض أن أسبب الأذى لأي كان حتى لمن آذاني. أي لن أعلن عن الموضوع من باب الانتقام، فالحب ليس جريمة كما أن الغدر من صفات البشر. يعني قد أكون في حفلة مثلاً وأقول «هذه الأغنية أهديها لفلان».

- ماذا عن قصة تعيينك سفيرة لمؤسسة  Binational plus؟ ما هي هذه الجمعية وما هي أهدافها؟
هذه الجمعية أُسست حديثاً بمشاركة عدة دول، ومركزها الرئيسي باريس وهي مدعومة مباشرة من الحكومة الفرنسية وتضمّ وزراء ونواباً وشخصيات بارزة. لها أهداف كثيرة ومتعددة، ومنها العناية بمن يحملون جنسيتين، وهم كثر خصوصاً في العالم العربي، كما تهتم بالمهاجرين والعمالة الأجنبية الوافدة، تهتم بهم وتقف بجانبهم لتحصيل حقوقهم في البلد الذي يعيشون فيه. وفي الوقت ذاته، تحثّهم على ممارسة واجباتهم تجاه هذا البلد الذي احتضنهم. هؤلاء ليس لهم من يهتم بهم ويستمع إليهم وإلى شكواهم وهمومهم، ولهذا كانت هذه الجمعية التي يفترض أن تكون الجهة التي ستمثّل هؤلاء، بينما قلّة من الناس يدركون فعلاً المشاكل التي يعانيها هؤلاء. العنوان العريض لها هو الإهتمام بمزدوجي الجنسية، دون أن ننسى طبعاً أن هناك كثيرين لا يحملون أي جنسية في العالم العربي ويطلقون عليهم تسمية «بدون». من يمثّل هؤلاء ومن يحكي عنهم؟ وكأن لا حق لهم في الحياة. الله لم يخلق شيئاً من العدم، ولا يجوز أن يكون هناك أناس متروكون وكأنهم أتوا من العدم. من مجمل مشاريعنا في هذه الجمعية، افتتاح مراكز في الخليج والعالم العربي للاهتمام بتفاصيل حياة هؤلاء. كما هناك أيضاً مئات وآلاف من الناس يأتون إلى الدول العربية ويعيشون فيها سنوات، لكنهم في النهاية يسمّون «وافدين»، بينما في الغرب يحصلون على جنسية البلد الذي عاشوا فيه ويصبحون مثل باقي المواطنين. يجب أن نُحسّس هؤلاء بمعنة المواطَنة، أي أن يعرف الشخص حقوقه وأيضاً واجباته في ظلّ حياة مستقرّة وخطط حياتية لمستقبل الناس. في الغرب، يخطّط الأهل مراحل حياة أطفالهم عندما يولدون، بينما أتحدّى أن يتمكّن أي شخص في العالم العربي، من التخطيط لشهر واحد مقبل، سواء كان وزيراً أو فقيراً.... وذلك لأننا لا نشعر بالاستقرار ولا بمعنى المواطَنة. هناك شعوب تقدّم كل شيء للبلد من ضرائب وعمل وتضحيات عديدة، لكنها لا تحصل على شيء من حكوماتها. وفي المقابل هناك حكومات تقدّم كل شيء للمواطنين من رفاهية وحياة هانئة وهم لا يقدمون لها شيئاً. هذا ما يجب أن نفهمه في ما يعني «المواطَنة».

- أي بشكل عام هي تُعنى بالإنسان؟
بالتأكيد، ومن أبرز مبادئها عدم التمييز بين البشر. أنا عضو مؤسس فيها وسأكون سفيرتهم في الشرق الأوسط.

- على أي أساس اختاروكِ؟
لا أستطيع تحديد أسباب معينة بل يجب أن تسألوا المعنيين. لكن المؤكّد أن المنصب الذي حصلت عليه لم يأتِ عن طريق الواسطة إذ لا مجال لوساطات عندما نتحدث عن مشاريع من هذا النوع مدعومة من حكومات ودول. هذا المنصب ليس شهادة فخرية تُعلّق على الحائط، بل يتطلّب جهداً وتعباً وفكراً وثقافة. تم اختياري من جانب اللجنة المختصّة بعد أن رشح اسمي أحد الأشخاص وأرسل ملفاً كاملاً عني. درسوا الملف وأجروا معي مقابلة، وعلى أساسها اختاروني، مع الإشارة إلى أن الموافقة يجب أن تأتي من كل الدول الأعضاء. وبالمناسبة، هناك أكثر من منصب حصلت عليه لكني لم أعلن ذلك في الإعلام، لأني لست من هواة الركض خلف الأضواء على طريقة «طبلولي أنا سويت وأنا صرت كذا». لكني سأعلن عن باقي المشاريع في الوقت المناسب طبعاً.

- هل اجتمعوا بسواكِ من الفنانين العرب أو درسوا ملفات لهم؟
صحيح، ويؤسفني القول إن خلفيتهم عن الفنانين العرب أنهم «ناس فاضيين» يفتقدون الوعي ويعشقون التفاخر والـ «شوو اوف». أعتقد أن أبرز ما دعم موقفي أني لا أميّز بين الناس، بل أتعامل مع إنسانية الانسان، وكلّ من يعرفني عن قرب يعرف هذا عني. -

لم أفهم أيّ فخر لأحلام بالإعلان أنها «كوليستيرول» أفراح الخليج
- تحدثت الفنانة أحلام عبر «أبشر» على شاشة «ام بي سي» عن حفلات الزفاف في الخليج، ووصفت نفسها بالطبق الدسم فيها بينما الأخريات مجرّد مكسرات أو حلويات للتسلية؟
«إيش يعني هي تقول عن نفسها كوليستيرول؟»... هي وصفت نفسها بهذا الشكل، فبماذا يُفترض أن أردّ؟ هي قالت أيضاً أنه لن تأتي واحدة مثلها أو مثل نوال الكويتية ولو بعد مئة سنة. وأنا أقول لها «انشالله بعد ألف سنة ما تجي واحدة مثلك» لأننا لا نريد أن تمثلينا بهذا الأسلوب، كما أتمنى ألاّ تشمل الفنانة نوال في كلامها لأن نوال راقية ولا تتحدث بهذه الطريقة. حقيقة أسأل نفسي عن الأسلوب الذي تحدثت فيه عن الطبق الدسم والمكسرات والحلويات... هل نحن في برنامج «الشيف رمزي» أم يُفترض أننا نقدم فناً؟ ثم ما هذا الفخر كونها تغني في حفلات الأعراس؟ ومن يستمع إلى الطرب في حفلات الأفراح؟ في النهاية هي حفلة زفاف، أي أغنيات شعبية و«شوية إيقاعات»، بمعنى أن كلّ من يغنين في حفلات الأفراح يسمونهن «طقاقات» منّي وجرّ فأنا لا أستثني نفسي. أقول لها إنها حقيقة تمتلك صوتاً مميزاً وخامة فريدة «ماشاء الله» وحقيقة أنا أحب صوتها كثيراً، فلماذا تنجرّ إلى أحاديث مماثلة بهذا المستوى بينما هي قادرة على الحفاظ على ما حققته من نجاح دون أن تتكلم مع الناس وعنهم بهذه الفوقية. هذا الزمن راح وكل شيء تغيّر، وإن كانت تفاخر كونها تملك المال فإن هناك آلاف الأثرياء حول العالم. كانت تفاخر بأنها خليجية وبدوية، لكن يفترض أن تمتلك أخلاق البدوي الطيب لأن البدوي لا يسيء إلى أحد. ليتها فعلاً تمثلنا كخليجيين في شكل صحيح طالما أنها تعتبر نفسها فنانة الخليج الأولى والوحيدة، وليتها تعود كما كانت في السابق لأننا كخليجيين سنفخر بها. ما قالته لا يعبّر عن الإنسان الخليجي، لأن الخليجيين أناس راقون ومحترمون ويتكلمون بمنطق. لتترك الحكم للناس ولتتفرّغ هي لفنّها وصوتها الجميل الذي أنعم الله به عليها.

شمس مجنونة ضرب 2
- هناك أغنية تجمع بين الدبكة اللبنانية والأسلوب الخليجي؟
صحيح، وهي من الأغنيات المميزة في الألبوم وأتوقع أن تحقق نجاحاً كبيراً لأنها غريبة وفيها حركة وأشعر أنها تمثلني. هي من ألحان هيثم زياد وتوزيع طوني سابا. وبالمناسبة، ستكون هذه المرة الأولى التي تُقدّم فيها امرأة أسلوب «الحدى» في الغناء التراثي اللبناني الذي اعتدنا سماعه فقط من الرجال. الكلمات خليجية وقد ادخلنا عليها إيقاعات عراقية أيضاً وتصحّ عليها تسمية «مجنونة» كما هو عنوانها.

- أليس هناك أغنية ثانية لك في الألبوم بعنوان «مجنونة» من ألحان ناصر الصالح؟
(تضحك) صحيح وهذا أكثر ما يعبّر عني لأكون «شمس المجنونة ضرب 2». حينها يتوقفون عن انتقادي ولومي على اعتبار أني مجنونة، فأقوم بكل ما أريد فعله من تكوين عالمي الخاص الذي لا أنتمي فيه إلى أي شيء. ليحسبوني أتيت من «المشتري» او «زحل» أو من الشمس حتى بما أن اسمي شمس، لأني أنوي تقديم اقتناعاتي، ومن يعجبه فني «احطه بين عيوني»، ومن لا يعجبه عليه فقط ألاّ يسمعني.

لمن تقول شمس "يا ملك"...
- لمن تقولين اليوم «يا ملك»؟
لطالما بحثت في حياتي عن رجل أقول له «يا ملك»، خصوصاً أني كما ذكرت أحرص على تقديم مواضيع عشتها حقيقة. الأغنية من كلمات الشاعر الكويتي أحمد الصانع الذي أتعاون معه في أكثر من أغنية، وألحان صديقي وأخي الملحن جمعة العربي. يقول مطلعها: «جابك الله انت وينك من زمان، جيت في وقتك يا غالي اشتقتلك، ما انت ضيف القلب يا راعي المكان، خذ ضلوعي عرش واجلس يا ملك». لفتني الكلام كثيراً، وقلت «اف ترى لمن قد أقول حقيقة يا ملك»... هي حالة عشتها ثم ظهر شخص معين لكني لا أعرف بعد إن كان هو ملك القلب أو لا. «يعني أنا تعبت على حالي كتير ومن الصعب أن أقول لأي كان «يا ملك».

- نفهم من كلامك أنك تعيشين قصة حب؟
(تضحك) كلا، بل تفكير في علاقة حب. رغم أني لا أعارض ذلك وأتمنى أن أجد من يستحق هذه التسمية. «يعني مش ارفضة أعمل دور زبيدة، بس يجي هارون».

- هل أنت مع أغنية «فوق جروحي» التي قدمتها نوال الزغبي؟
كنت أفضّل لو قدّمت نوال هذه الأغنية في وقتها، لأننا متفقون على أننا لا نريد أذية أحد. ما سأقوله ليس موجهاً لنوال الزغبي، خصوصاً أن القصة التي غنّتها لا تحكي عنها هي فقط بل عن كثيرات، لكني ضدّ إيذاء شخص معين أمضينا معه سنوات طويلة وهناك أولاد يربطون بيننا. لأننا لو لم نكن متشابهين من الأساس، لما استمرينا معاً طوال هذه السنوات. هناك فنانات كثيرات تحدثن في الإعلام عن أزواجهّن السابقين بعد أن عشن معهم 15 و20 سنة... لست مع الإساءة، بل يمكن أن نستغلّ حالة الحزن كي نولّد منها إبداعاً سواء في الفن أو العلم أو أي مجال آخر. كل الناس في لحظة الغضب يقولون «سنفعل كذا وسنكسر ونحطم...»، لكن من هم طيبون لا ينفذون شيئاً.

شكر خاص
توجّهت شمس خلال اللقاء بالشكر الكبير إلى كلّ من الموزّع طوني سابا الذي اهتم بتسجيل أغنيات ألبومها لتكون المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل ألبوم خليجي بالكامل في استوديو في لبنان. كما شكرت الملحنين جمعة العربي وهيثم زياد وميشال فاضل الذين تعاملوا معها كأخوة حقيقيين، ومدير أعمالها الجديد والشركة المنتجة وكلّ من "بلبل ورصوف ووليد" من نادي معجبيها على الإنترنت.