إليسا: عندما أريد شيئاً...

مقابلة, نانسي عجرم, عمرو دياب, إليسا, سياسة, روميو لحود, كارول سماحة, جينيفر لوبيز, شبكة الإنترنت, فيروز, باولو كويلو, مسلسل, الثورة المصرية

06 يونيو 2011

نشأت في بيت أدبي لا حزبي... عُرفت بالأغنية الرومانسية لا الوطنية... هي نجمة في المجال الفني وليس السياسي... إنما كانت الأجرأ في الإعلان عن موقفها السياسي في أكثر المراحل حساسية في لبنان. وها هي اليوم تُسهب في حديثها الخاص إلى «لها» عن موقفها الشخصي من الثورات العربية وتتوقف عند آخر الأحداث التي تعنيها على المستويين الفني والشخصي. اختارت اليسا ألاّ تفصل بين ذاتها كفنانة وإنسانة، فكانت نجمة واضحة في آرائها ومباشرة في أحاديثها وأبعد ما يكون عن الدبلوماسية التي يتسلّح بها أغلب الفنانين هرباً من أيّ حرج. 

وفي هذا الحوار اختارت اليسا أن تكون واضحة وشفافة كما عهدناها دائماً، فتطرقت إلى الوضع العام وأكدّت وجهة نظرها كإنسانة ناضجة لها تطلعاتها الوطنية والقومية. كما تحدثت عن علاقتها بالتكنولوجيا بعدما أصبحت الفنانة العربية الأولى التي تُطبّق خدمتها الخاصة بها على الآي فون. وكذلك عن عملها كسفيرة للنيات الحسنة وعلاقتها ببعض زملائها وغيرها من المواضيع التي أجابت عنها اليسا بكلّ صراحة، فكان لنا هذا الحوار الشامل والشيّق.


- أنت أوّل فنانة عربية تطبّق خدمة مجانية خاصة بها على الآي فون. كيف ولدت الفكرة لديك وما أهميتها بالنسبة إلى فنانة مثل إليسا؟

الفكرة كانت موجودة أمامي في كلّ مرّة أحمل فيها هاتفي، فأنا لديّ I Phone وأنزّل  Applicationللكثير من المحلاّت والماركات والشخصيات المعروفة. وحتى مطاعم الوجبات السريعة أصبحت تستخدم هذا البرنامج،  فالتحميل أصبح أمراً أساسياً وأنا أحببت أن أقدم على هذه الخطوة لعلمي بأنها سوف تُسعد الجمهور الذي يُحبني لكونه سيتمكن من متابعة آخر أعمالي وأخباري في أسرع الوسائل وأسهلها ومن دون أي تكلفة.

- الفنان عمرو دياب كما الكثير من النجوم العالميين، أقدم على هذه التقنية وإنما بتعرفة بسيطة هي 99 سنتاً. فلماذا اخترت أن تكون صفحتك مجانية؟
القضية ليست تجارية ولم أرد أن تكون الخطوة بهدف الربح أو الاستفادة، ولا يمكن أصلاً أن أُتاجر مع الناس التي تُحبني وتهتم بمتابعة أعمالي. فالعملية كلها مجرد هدية مني إلى الجمهور الذي يحرص على معرفة آخر أعمالي. وهذه الخدمة على الآي فون يُمكن تنزيلها مباشرة على الآي باد، وأعمل حالياً على أن تُصبح الصفحة متاحة في بقية أنواع الموبايلات حتى يتمكّن كلّ الجمهور من متابعتي في شكل متواصل عبر هواتفهم النقالة.

- خدمة الآي فون الخاصة بك تحتوي على أكثر من صفحة مُنفذّة بطريقة احترافية وتضمّ الكثير من الصور والأخبار، وهذا لا نجده حتى في صفحات أهم نجوم العالم.
أحببت أن تكون الصفحة موسعة نوعاً ما ومختلفة عما اعتاد الناس رؤيته، فجاءت على شكل ويبسايت مُصغّر. هذا بالرغم من أنّ معظم صفحات المشاهير التي رأيتها كانت مختصرة ولا تحوي على أي مبالغات أو مميزات. وأنا أحببت أن يكون التطبيق بهذه الصورة حتى يُحبها الجمهور ويتسلّى بها أيضاً.

- هل أنت من أسّس الفيسبوك الخاص بك أم أنّ الصفحة ليست رسمياً باسمك؟
ليس هناك صفحة أسّستها أنا باسمي بل هي صفحة أنشأها نادي معجبي إليسا، ولكني أتابعها وأهتم بها وبعدما عرفت شخصياً الذين أسسوها صرت أتواصل معهم وأعطيهم أحياناً أخباري جديدة.

- هل تتواصلين مع جمهورك عبر الإنترنت سواء الفيسبوك أو التويتر؟
أحياناً، على قدر استطاعتي. وحالياً أصبح لديّ صفحة على التويتر وأقوم بانتظام بمراسلة من يتابعونني وكتابة بعض الجمل والكلمات التي أريد قولها. وقد لاحظت أنّ التوضيحات أو الأخبار التي أكتبها أحياناً على الصفحات الخاصة بي صارت تؤخذ بعين الإعتبار ليس فقط من جانب الجمهور بل الصحافة أيضاً. وهذا الأمر سهّل عليّ وعلى الإعلام الكثير من الإلتباس، إذ أصبح بإمكانهم التأكّد من بعض الأمور من المصدر الأساسي وهو أنا من دون إثارة الكثير من الجدل حول الموضوع أو حتى الاتصال بي للتأكد من هذا الأمر أو ذاك.

- نلاحظ أنك ملمّة بالتكنولوجيا الحديثة، فإلى أي مدى أنت مهتمة بها؟
بصرف النظر عن حبّي لهذه التكنولوجيا ومتابعتي لها أو حتى عزوفي عنها لا أستطيع سوى أن أقول إنّ هذه التكنولوجيا أصبحت من أساسيات الحياة في عصرنا هذا. فهي بالنسبة إلى الجيل الجديد أضحت كالخبز اليومي الذي يقتاتون به مرّات عدّة خلال اليوم. فهي وسيلة تؤمن لك آخر الأخبار وأحدث المستجدات خلال ثوانٍ معدودات.

- هل تُساعد التكنولوجيا فنان اليوم في الانتشار بشكل أسرع؟
إنها تُساعد الفنان أحياناً في انتشار أعماله بين أكبر كمّ من محبّي الإنترنت في أقصر وقت ممكن، كما تُمكنه من زيادة التواصل مع جمهوره. أمّا مسألة الانتشار فهي أمر يتعلّق بحوافز وأسباب أخرى. وأنا أعتقد أنّ الجمهور يهتم بهذه الوسائل لأنها تُمكنهم من تقليص المسافات بينهم وبين نجمهم المفضل الذي قد يتواصل معهم ويُشاركهم أراءهم ويُجيب عن أسئلتهم مباشرة وليس عبر الوسيط الدائم «الصحافة».

- ما مدى نشاطك على الإنترنت؟
لست مدمنة انترنت ولا منقطعة تماماً عن هذا العالم، إنما علاقتي به عادية بمعنى أنني أعرف الأمور التي لا بدّ من معرفتها وهي بطبيعة الحال سهلة وضرورية، كما تعلمت بعض التفاصيل التي لم أكن أعرفها في الإنترنت كاستخدام بعض الصفحات والمواقع.

- ما هي المواقع أو الصفحات التي تدخلينها؟
ليس هناك مواقع معينة وإنما أحبّ دائماً البحث في صفحات الشخصيات التي أحبها مثل أوبرا وينفري وجنيفر لوبيز، بالإضافة إلى بعض الصحف والمجلات العربية والعالمية.

- هل تستخدمين الآي باد؟
نعم وأحبّ بعض الألعاب والبرامج التي تُنزّل حصرياً على الآي باد. وأحببت كثيراً هذا الاختراع المُسلّي والسهل الاستعمال لصغر حجمه وسهولة حمله معنا أينما ذهبنا.

- وماذا عن علاقتك بهاتفك؟
لديّ بلاك بري وآي فون، وعلاقتي بهما جيدّة. وككلّ اللبنانيين أمضي وقتاً لا بأس به و«رأسي برأس» الهاتف.

- ألم يسرق الإنترنت من أليسا وهج التلفزيون وبريقه؟
مازال التلفزيون يتفوّق على الإنترنت في حساباتي، وعندما أكون داخل منزلي أحبّ أن أتابع التلفزيون وأعرف آخر المستجدات من خلال المحطات التلفزيونية وليس عبر الإنترنت.

- ما هي البرامج التي تتابعينها؟
ليس هناك برنامج بعينه وإنما أتابع أوبرا وبرنامج «ذا دكتورز» بنسخته الأميركية وبعض برامج المنوعات.

- ما هي المحطة التلفزيونية المفضلة لديك؟
«ام تي في» و«إنترتينمنت» و«العربية».

- هل تُحبين الدردشة مع بعض الأصدقاء على الإنترنت؟
لا... هي فكرة جميلة لمن يحبها ولكن الدردشات الإلكترونية لا أستسيغها مع أنها أصبحت أمراً عادياً ومتداولاً في شكل كبير بين الناس. فالإنترنت لم يعد مسألة مهمة في حياة الشباب فحسب بل في العالم كلّه، أولم يُغيّر الفيسبوك أنظمة وحكومات؟ إننا نعيش زمن الإنترنت والفيسبوك ولا يمكن لأحد أن يتجاهل أهمية هذه التكنولوجيا الحديثة في حياتنا.

- كيف تتابعين كلّ المتغيرات السياسية في عالمنا العربي والى أي مدى أثرّت هذه الظروف فيك كفنانة؟
الفنان هو إنسان لديه أراؤه ومواقفه وتطلعاته الوطنية ومن حقه التعبير عنها بصراحة. ولكن للأسف في عالمنا العربي يخاف الفنان من التصريح بآرائه كما أنّ البعض يرفض فكرة أن يُجاهر الفنان بميوله السياسية باستثناء لبنان لأنّه أكثر ديمقراطية من بقية الدول العربية. ففي الدول الديمقراطية عادة يُصرّح الفنان أو الرياضي أو المشهور عامةً في شكل علني بمواقفه ويُساهم في الحملات الإعلانية لرؤساء معينين ويمكنه أن يؤثّر على معجبيه دون أي مشكلة أو خوف. ففرانك سيناترا كان من أبرز الداعمين لحملة الرئيس الراحل جون كينيدي وجوني هوليدي دعم نيكولا ساركوزي علناً في أكثر من وسيلة إعلامية.

- أنت من أوليات الفنانات اللواتي صرّحن عن حقيقة آرائهن السياسية بجرأة كبيرة. هل شعرت بأنّ هذا الأمر قد أثّر عليك في مكان ما؟
أبداً، فأنا شخص لا يفصل نهائياً بين حياته كفنان وإنسان، وأرى أنه من حقي أن أصرّح بما يحلو لي وأعترض على ما لا يعجبني في الدولة التي أعيش ضمنها والتي أشكل فرداً فاعلاً في مجتمعها. والكلّ يعرف أننا نعيش في وطن تتقاسمه الأحزاب والطوائف والزعامات ولا يمكن لأحد إلاّ أن يكون متفاعلاً مع هذا الخط أو ذاك بحسب بيئته وتربيته ومنطقته أو طائفته. وأنا من الأشخاص الذين لا يحبون أن يختبئوا وراء إصبعهم وأفضل أن أكون دائماً صريحة ومباشرة في كلّ شؤون حياتي.

- بعكس فناني الماضي، نجد أنّ الفنانين اليوم أكثر حرصاً على التكتّم عن آرائهم السياسية. أمّا اليسا فكانت من أوّل الفنانين الذي يُعلنون عن موقفهم السياسي الصريح في أصعب المراحل التي كان يمرّ بها لبنان. لماذا؟
لو فكرت بعقلية الفنانة لما كنت لأعطي رأيي ربما ولكنني صريحة في هذه الأمور لأنني لا أفصل بين كوني فنانة وانسانة ولا مشكلة لديّ في أن أعبّر عن آرائي الخاصة لأنني كمواطنة يحق لي كما يحق لغيري التعبير عن نفسي بالطريقة التي أريدها. ولا أقوم عادة بحسابات حول ما اذا كنت سأرضي هذه الفئة من الجمهور أو سأغضب فئة أخرى لأنني في النهاية أعرف أن الجمهور لديه نسبة وعي كافية تُمكنه من احترام صراحة هذا الفنان في التعبير عن وجهات نظره بحرية وتلقائية سواء كان من رأيه أو لا.

- في ظلّ ما يحصل في الدول العربية، هل وجدت أن لبنان أفضل حالاً من أشقائه في الوقت الحالي لكونه يتميز عنهم بالديمقراطية كما ذكرت؟
لا أدري ما إذا كانت الديمقراطية نعمة أم نقمة في لبنان، فأنا ضدّ الأنظمة الديكتاتورية إلا أنني في الوقت نفسه أحبذ الديمقراطية المشروطة والمحدودة. فالحرية الزائدة في الأقوال والأفعال قد تُفسّر خطأ من قبل العامة وقد يتجاوز البعض حدوده ويذهب بالبلاد إلى أماكن عير مستحبّة. كما أنّ المفهوم الخاطئ للديمقراطية قد يجعل منها سبباً للإنفلات والفوضى. وأنا لا أجد أن الديمقراطية تُمارَس في شكلها الصحيح وحتى في الدول الأجنبية وأولاها أميركا التي تنادي يومياً بالديمقراطية وتمارس كل ما يحلو لها باسم الديمقراطية أيضاً. ففي لبنان نجد أن علّة المجتمع هي تعدّد الأحزاب والميليشيات التي ليست سوى إفراز لمفهوم الديمقراطية الخاطئة في بلدنا.

- كيف تنظرين كفنانة لبنانية إلى القائمة السوداء المصرية؟
أنا ضدّها طبعاً ولا أرى لها مبرّراً أبداً. ففي مصر بقي الحكم ما يزيد عن ثلاثين عاماً ولم يفتح أحد فمه ليقول كلمة لا وكان الكلّ راضخاً لإرادة الرئيس، وفجأة بعد ثورة 25 يناير صار الكلّ ضدّ النظام ومن يصرّح برأي مُخالف ويكون واضحاً مع نفسه يُوضع اسمه ضمن اللائحة السوداء ويُعامل مُعاملة الخونة، رغم أنّه قد يكون أفضل بكثير ممّن يتصنعون المواقف ويميلون حيث الرياح تميل.

- أنت من الفنانات المحبوبات جداً في مصر، كيف تقوّمين علاقتك بهذا البلد؟ وما الذي تغيّر فيها بعد الثورة؟
صدقيني لو قلت لك إنني أعشق مصر وأعتبرها بمثابة لبنان، وكنت أقدّر التعايش الإسلامي المسيحي فيها، إذ لم تكن العلاقات بينهم على أساس دينهم ولا أحد يسأل الآخر ما هو دينه أو ملّته كما هو حالنا في لبنان. وأنا شخصياً مع حريّة الشعوب في أن تُقرّر مصيرها بنفسها بعيداً عن آراء الدول الأخرى وأؤيد صرخة المواطن أينما كان من أجل إقرار الإصلاحات له ولأهله داخل البلد الواحد. وإنما للأسف هناك من أخذ الثورة الكبيرة التي حصلت إلى أماكن أخرى أفقدتها شيئاً من ثباتها وحكمتها.

وهذا ليس في مصر فقط بل في كلّ الدول العربية التي تعيش الظروف ذاتها تقريباً، إذ يخرج الناس عشوائياً كلّ نهار جمعة مع عنوان جديد يرددونه من دون إدراك عمق الأشياء أو درس التأثيرات التي يُمكن أن تُخلفها أعمالهم على وطنهم. وعندما قصدت مصر بعد الثورة من أجل اختيار الأغنيات الجديدة لألبومي الجديد وجدت أنّ الحالة اختلفت كثيراً وكأنّ هناك جموداً في البلد ككلّ. فالسياحة شبه معدومة، إذ لا تجدين الكثير من السيّاح الأجانب باستثناء القليل أو بعض ممّن يقصدون مصر بهدف العمل. إلاّ أنّ المشكلة لا تكمن هنا، بل ما أحزنني هو أن الناس الذين رأيتهم وأعرفهم وجدتهم خائفين ومتشائمين بعض الشيء.

ولكن رغم ما حدث ومن الإشكاليات التي طُرحت حول علاقة الأقباط بالمصريين، مازلت أرى أنّ المصريين يتعاملون بالطريقة التي أحبّها فيهم ويخافون على بعضهم ويُساعدون بعضهم في أزماتهم، وعند التفجير الذي حصل داخل الكنيسة القبطية كان المواطن المسلم العادي هو من يُساعد الضحايا ويُساند أهاليهم. وبعض آراء المتعصبين لا تُمثل الرأي العام المصري أبداً. من هنا أتمنى لمصر وللمصريين كلّ السلام والآمان لأنهم لا يستحقون غير ذلك.

- هل تريدين القول إنّ مصر قبل الثورة كانت أفضل من مصر الآن؟
أنا لا أعرف تفاصيل الحياة اليومية في مصر ولست معنية بالحديث عن النظام السابق أو مدح الرئيس أو ذمّه لأنّه بكلّ بساطة ليس رئيس لبنان بل مصر، وشعبه فقط له الحقّ في أن يقبله أو يرفضه. أمّا كلّ ما يسعني قوله هو أنّ الشعب المصري اعتاد الحياة على إيقاع معيّن لمدّة ثلاثين سنة متتالية وما حصل لم يكن حدثاً صغيراً أو سهلاً بل كان تغيراً كبيراً ومفاجئاً ولا يمكن أن يتكيّف معه المصريون بهذه السهولة.

- نحن مقبلون على موسم صيف وحفلات ومهرجانات. كيف ستؤثر هذه الظروف التي تمرّ بها دولنا العربية في نشاطك الفني؟
لا شكّ أنّها أثرّت وتؤثّر لأنّ الأحداث السياسية المشتعلة من شأنها التأثير على كلّ المجالات بدءاً من السياحة وصولاً إلى الأعمال الفنية. وهذا الموسم الصيفي لا شكّ أنه سيكون مختلفاً في البلاد العربية نظراً إلى الأوضاع السائدة. وأنا وكلّ الفنانين لا شكّ أننا سنتأثّر، ولكن ما يهمنا اليوم هو أن تنعم الشعوب العربية بحياة كريمة حرّة وآمنة قبل أي شيء آخر.

- وكيف تقوّمين الوضع في لبنان اليوم مقارنةً بظروف الدول العربية الأخرى؟
كان العرب يُشاهدون المستجدات الدائمة في لبنان وكنّا نحن نقطة إهتمام الجميع نظراً إلى الظروف السياسية والأمنية الخاصة ببلدنا، أمّا اليوم فانقلبت الآية رأساً على عقب وصرنا نحن نتابع ما يجري في بقية الدول العربية، ويمكننا القول ان حالنا اليوم هو أفضل من غيرنا رغم كل التعقيدات السائدة والشلل الحاصل نتيجة عدم التوصّل إلى حلّ في مسألة تأليف الحكومة. وما يسعني قوله في هذه المناسبة هو انني أتمنى أن يعمّ الهدوء في المنطقة وأن لا يتأثر لبنان بالأوضاع الحاصلة وأن ينعم بغدٍ أفضل ان شاء الله.

- هناك تظاهرات تحصل اليوم في لبنان من أجل إسقاط النظام الطائفي ويُشارك فيها الكثير من الوجوه الفنية والإعلامية والثقافية. فما رأيك في ذلك؟
أنا مع المجتمع المدني وأتمنى أن يُصبح لبنان بلداً علمانياً مدنياً يُعطي الحقّ لصاحب الحقّ وليس لخلفيته الدينية والمذهبية والحزبية، لذا أنا أحبّذ الفكرة كفكرة وإنما أعتقد أنّ تحقيقها في بلد مثل لبنان تتقاسمه 18 طائفة شبه مستحيل، لذلك أجدني لا أهتم بها ولا أشارك فيها لأنني أدرك أنّ الموزاييك الذي يُكوّن بلدنا لا يُمكن أن يسمح بحصول هذا الأمر.

- لقد تمّ تنصيبك أخيراً كسفيرة للنيات الحسنة لمنظمة «إمسام» المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. لماذا اليسا بالذات؟ وماذا عن وقع التنصيب هذا عليك؟
لقد شعرت بطبيعة الحال بسعادة كبيرة لأنه تمّ اختياري أنا من ضمن شخصيات عربية كثيرة لأكون في هذا المنصب. ولا أعرف حقيقة سبب الإختيار لأنّ اللجنة هي المؤهلة الوحيدة للردّ على هذا السؤال. إلاّ أنّ الجميع يعلمون أنّ الإختيار يقع على الأشخاص الذين يملكون شعبية وشهرة وتأثيراً على الرأي العام.

- بعد تجربة الكثير من الفنانين العرب الذين نُصبّوا كسفراء للنيات الحسنة وجدنا أنّ هذا المنصب جاء كلقب يُضاف إلى تاريخهم بدلاً من أن يكون عملاً ميدانياً حقيقياً. فماذا عن مشاريعك ضمن هذا المجال؟
نحن مرتبطون أولاً بالمنظمة ونعمل بحسب أهدافها ومشاريعها. فقد كان من المقرّر أن نذهب إلى مدينة بنغازي الليبية، ولكن بعدما ضُرب مقرّ الأمم المتحدة هناك قرّرنا إلغاء الرحلة. وعلى الصعيد الشخصي أقول إنني لن أكون سفيرة مكتوفة اليدين في هذه المنظمة العريقة بل ساستغلّ هذا المنصب من أجل تقديم أي مساعدة يُمكن تقديمها في هذا المجال. وبصراحة اتصلت بالمنظمة وأخبرتهم أنني أريد أن أعمل وأقوم بالواجب ولن أكتفي بمجرّد الحصول على هذا اللقب.

- هل لديك كلّ هذه الجرأة للسفر إلى منطقة مشتعلة بالدم والنار من أجل عمل إنساني؟
الفكرة أنني لا أحبّ السلبية والمعروف أنني إنسانة نشيطة وأتابع أعمالي بنفسي وأتدخل في كلّ التفاصيل وأحرص على متابعتها من الألف إلى الياء، وبما أنه تمّ اختياري لأكون سفيرة للنيات الحسنة عليّ أن أثبت لنفسي قبل أي أحد آخر أنني أستحقّ هذا اللقب عن جدارة وليس فقط بالكلام. وبالمناسبة أنا إنسانة قَدَرية ومؤمنة وأعرف أنّه لن يُصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا، وأعلم جيداً أنّه من لا يُجرّب ويُخاطر لن يتقدّم على الإطلاق.

- نلاحظ اهتمامك بالشأن العام واطلاعك على الأمور السياسية، فهل يُمكن أن نسمعك في أغنية وطنية؟
كلّ شيء وارد وإنما إذا توافرت الشروط المناسبة في الأغنية. فالآن الفكرة ليست مطروحة ولكن لا أجد مانعاً من هذا الأمر. إلاّ أنني لا أحبّ الربط بين الظروف والأغنية فمن الممكن أن أغني للوطن في أوقات السلام والآمان وليس فقط عندما تشتعل نيران الحروب والثورات والإنتفاضات.

- هل أزعجك أن تُغنّي فنانة إسرائيلية أغنية «عبالي»؟
لو لم تكن الفنانة التي سرقت أغنية «عبالي» إسرائيلية لما انزعجت، لأنّ وصول الأغنية إلى البلدان الأخرى وغناءها بلغاتهم ليسا إلاّ تكريساً لنجاحك وانتشار أعمالك. ولكن علاقتنا كعرب مع إسرائيل مختلفة وأنا كلبنانية وعربية لا أحبهم وتزعجني فكرة تأدية إحداهنّ لأغنية خاصة بي، ولو كانت حقوق الأغنية لي لكبر حجم المشكلة. ولكن على أيّة حال أنا أعطيت حقوق صوتي وأغنياتي لروتانا مما يجعلني غير مسؤولة عن شيء يمكن أن يحصل في هذا الإطار، وأحمد الله على ذلك.

- أحدثت طلتك كعروس في كليب «عبالي» ضجة بين الفتيات والسيدات. ولكن أنت كسيدة كيف وجدت عروس العصر في زفافها الذي أُقيم أخيراً في لندن؟
في الواقع أحببت طلة كايت ميدلتون وبساطتها وأناقتها غير المتكلفة. مع الإشارة الى أنها جاءت من عامة الشعب وهذا ما يقربها منهم أكثر. ولكن لا يُمكن التكهن بالمكانة التي ستحتلها داخل قلوب الناس الذي أسرتهم الأميرة الراحلة ديانا وهذا سيبقى رهناً بالأيام المقبلة.

- ذكرت في آخر حوار لك مع «لها» أنّ الحلم الأبيض مازال يُرافقك ولن تتنازلي عن ارتداء فستان الفرح إذا تمّ النصيب. فهل تحلمين بمثل زفاف كايت ووليام أم تُفضلينه زفافاً بسيطاً وصغيراً؟
كوني فتاة واقعية جداً لا أحلم إلاّ بما أقدر عليه، وزفاف كايت ووليام الذي حضره ملايين الناس مباشرة على الهواء هو زفاف أسطوري واستثنائي ولا يمكن لأي فتاة أن تحلم به. من هنا أقول إنني سأحتفل في حال زواجي عبر فرح واقعي يُشبهني نوعاً ما.

- هل تبحثين عن الحبّ؟
الحبّ لا يمكن البحث عنه لأنّه يعترض طريقك فجأة ويفرض نفسه عليك من دون أي حسابات أو مخططات وإلاّ لا يُمكن أن يكون حباً. وأنا جاهزة في أي وقت لأن أقع في الغرام وأتزوج وسأعلن هذا أمام الملأ إذا وجدت الشخص الذي يُناسبني فكرياً واجتماعياً وعاطفياً.

- الوسط الفني اللبناني غير معتاد على وجود علاقات وطيدة بين الفنانين. ولكننا نعلم أنّ ثمة علاقة طيبة تجمعك بالفنانة نانسي عجرم، فهل هنأتها بعد وضع مولودتها الثانية؟
بالتأكيد، وقد زرتها في منزلها لأبارك لها على سلامتها ورأيت طفلتها الجميلة «إيللاّ».

- يؤخذ دائماً على اليسا توتّر العلاقة بينها وبين معظم الفنانين والصحافيين، فما سرّ العلاقة الجيدة التي تربطك بمنافستك الأولى- كما سبق أن صرّحت- نانسي؟
أنا إنسانة حسّاسة وأتخّذ موقفاً ممّن «يلطشني» بكلامه أو يحاول استفزازي ليجرحني أو يؤذيني. أمّا الإنسان الطيّب والمتصالح مع نفسه فلا مشكلة لديّ معه بل على العكس أحترمه وأتقرّب منه من دون أي مشكلة. ونانسي هي على المستوى الشخصي إنسانة إيجابية تتميّز بظلّها الخفيف ووجهها المريح ولم يسبق لها أن قصدتني في أي كلمة سيئة ولم أسمع منها سوى كلامها الطيّب. هذا بالإضافة إلى أنّ الظروف لعبت دورها في تقليص المسافات بيني وبينها من خلال وجود أصدقاء مشتركين.

- ألا تُفكرين في تقديم ألبوم خاص بالأطفال مثلاً؟
الفكرة لم تُطرح يوماً والمشروع غير وارد خصوصاً أنني أجد أنّ الغناء للأطفال يتطلّب شكلاً فنياً معيناً يُناسبه كما هو الحال مع نانسي التي سبق أن أقدمت عليها ونجحت فيها.

-  بعدما أعطاك الفنان روميو لحود تنازلاً على الهواء لأغنية الراحلة سلوى القطريب «سألوني العيد» لم نسمع الأغنية بصوتك بل بصوت الفنانة كارول سماحة. هل هذا يعني أنّك لن تُسجليها بصوتك؟
حصلت على التنازل وسأغنيها بصوتي لأنها من الأغنيات التي طالما ذكرت أنني أحبّها وأرغب في غنائها. ولكنها ستكون مختلفة عن الأسلوب الذي غنته بها كارول، إذ اعتمدت بعض التغييرات في الموسيقى وطريقة الأداء. أمّا أنا فأحبّ الحفاظ على الأسلوب الأصلي للأغنية.

- هل أعجبتك بصوت كارول؟
كارول لديها صوت جميل وأنا أحبّ أعمالها، ولكن في إعادة تسجيل الأغنيات القديمة أفضّل المحافظة على روح الأغنية وشكلها دون التغيير فيها.

- هل ستتابعين كارول في «الشحرورة» خلال شهر رمضان المبارك؟
ان شاء الله. وأعتقد أنّه سيكون عملاً مميزاً لأنّ تاريخ السيدة الكبيرة صباح غني بالتجارب والخبرات والأحداث الفنية والشخصية، كما أنّ كارول هي في الأصل ممثلة ومعروفة في هذا المجال. وأنا أعرفها على المسرح الرحباني كم كانت قوية وموهوبة وأتوقع أن ينال هذا العمل الكثير من الإستحسان.

- هل تحبين مسلسلات السيرة؟
نعم أتابعها ولا أرى مشكلة فيها لأنها تُعرفنا أكثر إلى الشخصيات التي لعبت في زمانها أدواراً محورية سواء على الصعيد الفني أو السياسي أو غير ذلك.

- ما أكثر مسلسلات السيرة التي حفرت في ذاكرتك؟
أحببت كثيراً مسلسلي «أسمهان» و«الملك فاروق».

- طالما أنك لست ضدّ هذا النوع من الأعمال، هل توافقين مستقبلياً على تقديم عمل فني يروي سيرتك الذاتية؟
لو كانت حياتي ستفيد الآخرين في شيء لوافقت، ولكن ليس هناك أي شيء استثنائي في حياتي خصوصاً أنّها مكشوفة أمام الجميع وليس لديّ ما أخفيه لكي يُعلن في ما بعد. كما أنني دخلت الوسط وأنا فتاة ناضجة لا في سنّ صغيرة، مما ساعدني على أن أكون أكثر توازناً ووضوحاً مع نفسي والآخرين.

- ما الذي يقوّي إليسا في لحظات ضعفها؟
بعيداً عن العموميات والأشياء المعروفة، لديّ حافز كبير يُساعدني في تجاوز أي أزمة أمرّ بها وهو يتمثّل بكتاب أحبّه وأقتنيه وأحمله دائماً. إنّه أجندة باولو كويللو وفيه الكثير من أقواله المأثورة المليئة بالإيجابية والتي تجعلني أشعر بعبثية الحزن والغضب والإستسلام. وما إن أقرأ بعضاً منها حتى أراني صرت أكثر تفاؤلاً وقوةً.

- من هي الفنانة التي يمكنك أن تتعلمي منها؟
السيدة فيروز طبعاً. وأنا أتعلّم منها معنى الغناء الإحترافي من دون أي فذلكة أو فلسفة في الأداء.