تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مصطفى قمر: سرقوني وتعلّمت الدرس!

بدأ الفنان مصطفى قمر تصوير فيلمه الجديد «المؤامرة»، واختار ريهام عبد الغفور لتكون البطلة أمامه، وقال لنا: «فيلمي سينصف ريهام سينمائياً».
مصطفى يتحدث أيضاً عن ألبومه الجديد، والسرقة التي تعرّض لها وجعلته يكتم تفاصيل أغنياته، وعلاقته بإيهاب توفيق وحميد الشاعري ومحمد حماقي.
كما يتكلّم عن ولدَيْه إياد وتيام، وميولهما الموسيقية، وقراره الدخول في مشروع تجاري جديد من أجلهما.


- بعد غياب أكثر من عام عن السينما تعود بفيلم «المؤامرة»، فكيف وقع اختيارك عليه؟
أحضّر منذ فترة طويلة لهذا الفيلم مع مجموعة العمل التي تضم المخرج محمد حمدي والمؤلف أحمد البيه والمنتج محمد الزغبي.
وقد اتفقنا على عدد من الممثلين الذي أرى أنهم إضافة إلى الفيلم، بداية من ريهام عبد الغفور وهي بطلة العمل، ومحمد لطفي وأشرف مصيلحي، والوجه الجديد رشا نور الدين، التي تجسد دور زوجتي.
وجذبني في الفيلم فكرته الجديدة واعتماده في التمثيل على التعبير بالوجه والنظرات، وهذا النوع من التمثيل صعب جداً لكن يصل إلى المشاهد ويصدقه بسرعة في حالة تجسيده بشكل جيد.
والفيلم يناقش أوضاع المجتمع المصري بعد الثورة، وحالة الشغب والبلطجة التي انتشرت بسبب الانفلات الأمني، وذلك من خلال الأحداث التي تدور حول شخصية «طارق»، التي أجسدها، وهو يعمل في مجال الدعاية والإعلام، ولديه أسرة صغيرة ويعيش حياته مثل أي فرد، حتى يسقط في مشكلة كبيرة بسبب غلطة قام بها دون أن يقصد، وبهذا تنقلب حياته رأساً على عقب.

- لكن الفيلم لا يحمل طابع الكوميديا مثل معظم أعمالك السابقة، ألم تخف من عدم تقبل الجمهور لك في الطابع الجاد؟
لم أخف من تلك النقطة لأنني قدمت أعمالاً غير كوميدية، مثل «البطل» و«أصحاب ولا بيزنس» و«حبك نار» و«مفيش فايدة» وحققت النجاح.
بل كنت أقصد أن أبتعد عن الكوميديا في فيلمي المقبل لأنني قدمتها في عملين من قبل هما «حريم كريم» و«عصابة الدكتور عمر»، وكنت أريد التنويع وتقديم شيء مختلف عما قدمته من قبل، ولذلك اخترت فيلم «المؤامرة» من وسط سيناريوهات وأفكار عديدة تم عرضها عليَّ خلال الفترة الماضية.
ورغم ذلك هناك مشروع سينمائي جديد سأبدأ التحضير له بعد الانتهاء من «المؤامرة» وهو فيلم كوميدي من الطراز الأول.


ريهام عبد الغفور مظلومة سينمائياً

- لماذا اخترت ريهام عبد الغفور لتكون بطلة فيلمك؟
ريهام صديقتي وأيضا صديقة لزوجتي غادة، لكن ليس هذا هو سبب اختيارها في الفيلم، فرغم أنني قدمت مع ريهام فيلم «حريم كريم» من قبل، أشعر بأننا لم نمثل معاً من قبل، لأن دورها في حريم كريم كان صغيراً جداً، وكان هناك اتفاق بيننا على أن تشاركني في عمل تكون هي البطلة أمامي فيه، وهذا كان منذ فترة طويلة وتقريباً منذ فيلم «قلب جريء»، وقد تأخر ذلك المشروع كثيراً حتى جاءت الفرصة مع فيلم «المؤامرة».
وأريد أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن ريهام ممثلة قوية جداً، لكن للأسف حتى هذه اللحظة لم تأخذ الفرصة الجيدة في السينما ولم توضع في المكان المناسب لها، لكنها أخذت تلك الفرصة في المسلسلات وقدمت أدواراً ذات مساحات كبيرة، ولذلك فهي مظلومة في السينما وأعتقد أن هذا الدور سيقدمها بشكل مختلف تماماً وسيعطيها حقها.

- ومن هم الممثلات اللواتي تشعر بتفاهم بينك وبينهن أمام الكاميرا؟
معظم الفنانات اللواتي مثلت معهن من قبل أشعر بأن هناك كيمياء تجمعني وإياهن، ومنهن من يفهمنني دون أن أتحدث معهن، مثل ريهام عبد الغفور وياسمين عبد العزيز وبسمة وعلا غانم وزينة، فكل هؤلاء عندما نقف أمام الكاميرا معاً نشعر بالانسجام، ولذلك أتمنى دائماً أن أقدم أعمالاً جديدة معهن.

- وهل خفضت أجرك بسبب الأزمة التي يمر بها الإنتاج؟
بالفعل خفضت أجري، بل إنني طلبت ذلك من المنتج كي أساعد في تحريك عجلة الإنتاج حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، لأنني لا أريد أن أغيب عن جمهوري فترة طويلة، وكنت أرغب في العودة بعمل فني جديد بعد غياب استمر لمدة تجاوزت العام.

- هل ترى أن السينما أثرت في زيادة نجاحك كمطرب؟
بالتأكيد، فالسينما تؤرّخ للفنان وتعزز نجاحه وشهرته وانتشاره، فأنا قدمت تسعة أفلام سينمائية ومن خلالها أحضر دائماً أمام الجمهور في ظل عرضها بشكل دائم على شاشات الفضائيات، وهذا يجعلني موجوداً دائماً حتى لو لم أقدم أي أعمال فنية جديدة، فأنا دخلت مجال التمثيل منذ ما يقرب من أحد عشر عاماً وأُعتبر أول من دخل هذا المجال من أبناء جيلي من المطربين.


هنأت إيهاب توفيق على ألبومه الديني

- ما هو شكل علاقتك مع مطربي جيلك؟
أبناء جيلي هم إيهاب توفيق وهشام عباس وحكيم، وهم أصدقائي وأنا دائم الاتصال بهم ونبارك لبعضنا عندما يصدر لأحد منا ألبوم أو عمل فني. فقد اتصلت بإيهاب توفيق وباركت له على ألبومه الديني الأخير وقد أعجبني جداً.

- ما رأيك في الأفلام التي قدمت خلال الفترة الأخيرة مثل «شارع الهرم» و«تك تك بوم» و«يا أنا يا هوه» و«أنا بضيع يا وديع»؟
مع كامل احترامي لصنّاع تلك الأعمال، أقول إنها لها علاقة بالسينما ولم أشاهد أياً منها، لأنني لا يمكن أن أضيِّع وقتي في هذه النوعية من الأعمال.
لكن ولديّ إياد وتيام شاهدا بعضاً منها في السينما، ولم يعجبا بها لأنها ذات مستوى فني متواضع جداً، وهذه النوعية من الأفلام تضرّ بالمشاهد وبالصناعة نفسها، لأنها لم تقدم شيئاً جيداً يستحق الحديث عنه.

- حضرت فنياً في شهر رمضان الماضي «بتيتر» مسلسل الكرتون «عصام والمصباح» فهل تنوي التوجه إلى الأطفال خلال الفترة المقبلة؟
بالفعل هذا ما أريد القيام به خلال هذه الفترة، وذلك لأن الأطفال شريحة ضخمة في المجتمع ويجب الاهتمام بهم وتقديم أعمال فنية مخصصة لهم.
وللأسف أنا مقصّر جداً في تلك المنطقة، ولذلك بدأت أتنبه لتلك الفئة العمرية فقدمت تيتر مسلسل «عصام والمصباح»، وذلك بعد أن شاهدت الغرافيك الخاص بالرسوم المتحركة، ووجدت أنه من أفضل الأعمال التي قدمت للأطفال في الوطن العربي في الفترة الأخيرة.
وسأقدم أغنية في الفيلم للأطفال، كما أحضّر لألبوم خاص بالأطفال أيضاً، لكن لن أبدأ تسجيله إلا بعد انتهائي من ألبومي المقبل.

- هل تفكر في إصدار ألبوم ديني خصوصاً أن معظم المطربين يقدمون على هذه الخطوة مثل إيهاب توفيق ووائل جسّار؟
لديَّ رصيد من الأدعية الدينية التي يمكن أن تصنع ألبوماً دينياً، وفعلا فكرت في تلك الخطوة وقررت أن أقدمها في شهر رمضان المقبل.

- ما الجديد الذي تقدمه في ألبومك المقبل؟
انهيت حتى الآن تسجيل سبع أغانٍ من أصل عشر أغانٍ سيضمّها الألبوم الذي أقدم فيه شكلاً جديداً من الموسيقى، ووزعت ست أغانٍ كل واحدة منها استغرقت ما يقرب من شهر، فهي ليست من ألحاني وهذا كان مكمن الصعوبة في المسألة.
ولا أستطيع التحدث عن أي تفاصيل في شكل الموسيقى أو أسماء الأغاني، لأن تلك التفاصيل يمكن أن تسرق بمجرد الحديث عنها، وقد تعرضت لهذا الموقف من قبل في سرقة أسماء أغانٍ بل وسرقة الموسيقى، ولذلك تعلّمت الدرس وأصبحت أكتم التفاصيل الى أن يصبح الألبوم إلى الأسواق، والمفترض حدوث ذلك مع بداية العام الجديد، وتحديداً في إجازة منتصف العام الدراسي.

- البومك الأخير «هي» والكليب الخاص به لم يحققا النجاح المطلوب مقارنة بأعمال مصطفى قمر السابقة، فما السبب؟
خلال الفترة التي طرح فيها ألبوم «هي» حقق أعلى مبيعات على مستوى الوطن العربي، قياساً بكل ألبومات المطربين وقياساً بسوق الكاسيت خلال تلك الفترة، فهذا الألبوم استطاع أن يحرّك سوق الكاسيت في مصر بعد أن كان قد توقف بسبب ظهور قرصنة الإنترنت، ولهذا السبب لا يمكن أن تقارن بين ألبوماتي السابقة وهذا الألبوم بحكم الظروف المحيطة والمستجدات التي طرأت وأثرت على سوق الكاسيت.
ولا يمكن أن تحكم على نجاح الألبوم الآن عن طريق نسبة المبيعات بل عن طريق ردود فعل الجمهور عليه. أما بالنسبة الى الكليب فقد ظهر بهذا الشكل على قدر الإمكانات المادية المتاحة خلال تلك الفترة، فأنا لم أنافس نفسي في هذا الكليب، بل كنت أنافس من حولي، ولذلك من الظلم مقارنته بالكليبات التي قدمتها من قبل، بل يمكن أن نقارنه بالكليبات التي تزامنت معه لمطربين آخرين بدون ذكر أسمائهم، وستجد أنه أفضل منها وحقق النجاح.

- هناك من أطلق عليك لقب «ملك موسيقى البوب»، فكيف تراه؟
سعيد جداً بهذا اللقب لأنه متخصص، كما أن هذه المنطقة تعتبر لعبتي في الغناء منذ سنوات طويلة. والبوب هي الموسيقى التي تمتاز بالإيقاع الراقص، وفي الوقت نفسه تعتبر سهلة جداً على أذن المستمع، وأنا عادة لا أهتم بالألقاب أو بالجوائز ولا أسعى وراءها، لأنها جميعاً مدفوعة ومأجورة وفيها عنصر المجاملة، ولذلك فأنا أعتبر أن الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها هي حب الجمهور لي، وهذه أغلى جائزة في حياتي.


يعجبني صوت محمد حماقي

- ذهبت لزيارة محمد حماقي في المستشفى، فماذا عن علاقتك به؟
حماقي أخي الصغير وأعرفه منذ فترة طويلة وكان يرافقني في الاستوديوهات منذ سنوات، ولذلك فعلاقتي به جيدة جداً، وأنا من أشد المعجبين بصوته.
وقد حزنت كثيراً لما تعرّض له في الفترة الأخيرة من مرض، لأنه شخص محترم وأخ لي على المستوى الشخصي والإنساني، وأتمنى له كل خير ونجاح في المستقبل.

- رغم أن علاقتك بحميد الشاعري جيدة جداً فإنكما لم تشاركا في عمل فني منذ فترة طويلة فما السبب؟
حميد الشاعري أحد الأشخاص الغلاة جداً في حياتي، ونحن دائماً على تواصل سواء بالحديث عبر الهاتف أو نتقابل إذا سمحت الظروف، ودائماً أحب أن آكل في منزله طبق «المبكبكة» وهي المكرونة الليبية ونغني معاً ونستعيد الذكريات.
وحميد من الأفراد الذين قدموا لي أشياء عديدة جميلة في حياتي. وفي الفترة الأخيرة قلت له لا بد أن تشارك معي في الألبوم الجديد بأكثر من أغنية، وبالفعل لحن أغنية وأتمنى أن يشارك معي بأكثر من ذلك خلال الفترة المقبلة.

- ما رأيك في ما قاله إيهاب توفيق عن المنتج محسن جابر بأنه يهتم بمطرب واحد فقط في الشركة وهو تامر حسني ويهمل المطربين الآخرين خصوصاً أنك كنت أحد مطربي الشركة؟
أرفض الحديث عن هذا الموضوع وأرجو عدم إقحامي فيه.

- ما هو اليوم الذي شعرت بأنه غيَّر حياتك كلها؟
أكثر يوم شعرت فيه بأن حياتي تغيرت هو يوم ولادة ابني الأكبر إياد، وأيضا ابني الثاني تيام اسمه مشتق من كلمة متيم، فالإحساس بالأبوة لا يمكن أن يوصف إلا عندما تعيشه.
ففي لحظة معرفتي بخبر أنني أصبحت أباً تحولت الأنانية الشخصية إلى تضحية كاملة، وأصبحت كل فرحتي في الحياة تتوقف على كيفية إسعادهما. أنا أعتبر أن تربية ولديَّ ومشاهدتهما يكبران أمام عينيَّ هما الرسالة التي كنت أتمنى تحقيقها، بل إنني أعتبر أن رسالة الأبوة أهم بالنسبة إلي من رسالتي الفنية.

- وهل إياد وتيام لديهما موهبة الغناء؟
إياد يحب الغيتار ويدرس الموسيقى، إلا أنني لم أجبره على ذلك، بل هو منذ صغره يحب الموسيقى جداً وهي هوايته المفضلة. أما تيام الذي وصل إلى سن الخامسة عشرة، فيعشق اللعب على الدرامز كما أنه يهوى التمثيل، وهذه الأيام يرغب في تعلم البيانو.

- وهل تأخذ رأيهما في ما تقدمه من أغانٍ أو أفلام سينمائية؟
طبعاً، ليس فقط لأنهما ابناي، ولكن مهم جدا أن أعرف رأي هذا الجيل وما نوعية الأغاني التي تنال إعجابهما وتشغل بالهما. كما أن إياد وتيام على دراية عالية بالموسيقى وتجدهما دائماً متابعين لأنواع الموسيقى العالمية.

- ما المشاريع التجارية التي تقوم بها إلى جانب الفن؟
أملك «كافيه»، وأحاول هذه الأيام الدخول في مشروع تجاري جديد من أجل ابنيَّ، لأنني اكتشفت أن سوق الفن غدار وليس له أمان.

- وما الذي تتمنى أن تصل إليه؟
أتمنى أن أحقق تاريخاً مشرفاً، وأن يتجاوز تاريخي السينمائي العشرين فيلماً، وعدد ألبوماتي الثلاثين ألبوماً متنوعاً.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078