'سلطان غيّر حياتي'
الأمير سلطان بن عبد العزيز, منازل الفقراء, جائزة فارس العطاء العربي, العمل الخيري
10 نوفمبر 2011أم فيصل: ضاقت الدنيا فغيرها سلطان
"عندما ضاقت بي الدنيا، كان سلطان الخير هو من وقف معي وغير حياتنا أنا وأطفالي، فقد أمر رحمه الله لي بمليون ريال". أم فيصل (45 عاماً) تقول: "لم أكن أحلم بأن يكون بين يدي مبلغ كبير، ولكن سلطان الخير هو من حول الحلم إلى حقيقة، فاشتريت منزلا لأطفالي وتغيرت حالتي مع سلطان الخير".
محمد: خيره وصل إلى القرن الأفريقي
فضائل "سلطان الخير" لم تقتصر على الداخل بل وصلت الى كل مكان من القارة الأفريقية. يقول مدير مركز خادم الحرمين الشريفين في الكاميرون محمد عبدالفتاح لـ" لها": "مواقف الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله غيرت حياة أناس كانوا مكفوفي البصر في كل من جيبوتي والصومال واثيوبيا، فمؤسسة الأمير سلطان الخيرية مولت 14 مخيماً لمكافحة أمراض العيون في القرن الإفريقي، وأجرت ما لا يقل عن 7000 جراحة وتم الكشف على أكثر من 42 ألف مريض عيون، ومنحهم كميات كبيرة من الأدوية والنظارات".
ويتذكر عبدالفتاح أن بين المستفيدين من مراكز العيون التي أقيمت في أفريقيا مسناً تجاوز عمره 70 عاماً ظل أكثر من 10 أعوام لا يبصر بسبب المياه البيضاء، فخضع لجراحة زرع عدسة صناعية بدلاً من الطبيعية التالفة، فأبصر، ورفع الدعاء للفريق الطبي والأمير سلطان بن عبدالعزيز.
"الأمير سلطان رجل المواقف والخير، وله أياد بيضاء ليس على أبناء شعبه فحسب وإنما على أبناء شعوب أخرى أيضاً".
شيماء: أهداني مليون ريال غيرت مجرى حياتي
المسنة شيماء كانت تعيش في منزل بسيط وقديم جداً، يكسو سقفه الخشب والخوص، وكانت تضطر لمغادرة منزلها المهترئ عندما تمطر: "أنا امرأة ضعيفة لا حول لي ولا قوة، أعيش وحيدة ولا أغادر منزلي إلا لحاجة ماسة، أنام والخوف يملأ قلبي فالمنزل آيل للسقوط، وأثاثه غير صالح للاستخدام الآدمي، وتنبعث منه روائح كريهة... أنا لا أملك من الدنيا شيئاً، ويتردد أحد المحسنين على منزلي ليعطيني ما تجود به نفسه".
كانت هذه حياتها "حتى وجه ولي العهد رحمه الله لي بمبلغ مليون ريال. لم أصدق فأغلقت الهاتف بوجه من أخبرني، إلا أنه عاود الاتصال أكثر من مرة ليخبرني عن هذه الهدية من ولي العهد التي غيرت مجرى حياتي بالكامل، فاشتريت منزلا وسكنت فيه وانتقلت من حال إلى حال بفضل الله ثم بفضل سلطان الخير".
رحمة: كم كان عطوفاً واعتبرني ابنة له
قالت رحمة المالكي التي تعرضت لحادث سيارة وأصيبت بشلل نصفي في صغرها: "الأمير سلطان أب مسح دمعتي ومسح أحزاني ببسمته، وزرع في قلبي أملا قد مات وارتحل. كانت كلماته بلسما لجراحي وكسرت الحواجز التي بين أمير ومواطن. أدخلني قصره، وأجلسني بين أولاده... كم كان عطوفاً على ذوي الاحتياجات الخاصة".
أضافت: "كنت في علاج في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية فترة أربعة أشهر وقرروا إخراجي مع أني كنت في حاجة إلى العلاج النفسي والتأهيلي والوظيفي... عندها شعرت بأن الدنيا اسودت في عيني وبان الظلام يحاصرني من كل اتجاه".
وتتذكر رحمة: "لم أتوقع الحدث العظيم الذي حصل حين فكرت بعد سماعي بزيارة الأمير سلطان للمدينة بالتحدث معه إلا عندما وصل الى القسم الذي أعالَج فيه. صرخت بأعلى صوتي فالتفت "سلطان الخير" بين جمع من الأطباء والمرضى والمعالجين "وابتسم" لي من قلبه الطيب. حاولت الاقتراب منه، واجتمع عليه المرضى يصافحونه ويقبلون رأسه، واصطدمت به فشعرت بالخوف وأمسك بيدي ثم أمسكت به بكل قوتي خوفاً أن يذهب عني فهو الأمل الوحيد لحياتي، وكان يترك يدي للسلام على المرضى ويعود للإمساك بيدي وحينها أمسكني بيده اليسرى، وقلت له أنا مثل ابنتك، ولكنه ابتسم وقال: أنت ابنتي راح أعرفك على بناتي اللي هم خواتك".
وقالت: "أخبرته أنني أريد العلاج في المستشفى لأن خروجي سيضعف قدرتي على الحركة بالكرسي، وهدفي أن يتم تأهيلي ويصرف لي كرسي متحرك وأستمر في التمارين. وقال لي "ما راح يطلعونك" وأمر بإكمال علاجي في مدينة سلطان الإنسانية، وبعد العلاج تحسنت حالتي ولله الحمد".
رجل الأعمال محمد الخبتي: الأمير سلطان جعلني احد وجهاء المجتمع
تحدث المواطن رجل الأعمال السعودي محمد بن عثمان الخبتي عن مواقف الأمير سلطان بن عبد العزيز وكيف كان له الدور الأكبر والفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تغيير حياته.
يتذكر أنه قبل 15 عاما عندما أنشأ مؤسسة مقاولات محدودة النشاط تعثرت أعماله لعدم توافر السيولة. وفي أحد المجالس في مدينة بيشه شاهد الأمير سلطان يزور مجموعة من الأطفال الأيتام ويتحدث معهم ويسأل عن احتياجاتهم، وابتسامته المشرقة على وجهه، فقال له أحد الأصدقاء أذهب للأمير سلطان واطلب منه العون ما يردك بعون الله.
"ذهبت إلى قصره في مدينة الرياض وكان الشتاء في أوجه، وعندما وقفت أمام موظف الاستقبال وشرحت له لماذا أريد مقابلة الأمير رحمة الله عليه قال انتظر. وبعد نصف ساعة أخبرني بأني سأقابل سلطان الخير".
يضيف الخبيتي: "انتهيت من إخباره بحاجتي فأجابني، آمر يابوي ماذا تريد؟ قلت له لدي مؤسسة واحتاج الى 500 ألف ريال. فتبسم الأمير وقال: بارك الله فيك ما طلبت شي يا ولدي، وقال لرجاله إصرفوا له شيك بمليون ونصف يستاهل الله يقويه، ولله الحمد كبرت المؤسسة لتصبح شركة.
وبعد 12 عاماً التقيته للسلام عليه وإخباره عن وضعي، إلا انه قال مرة أخرى "آمر يابوي أيش بغيتن" فقبلته في يده وقلت له الله يطول عمرك حاجتي في رؤية وجهك الطيب وشخصك الكريم".
حسين زيد: حبيبي الأمير سلطان خلصني من هم الديون
حسين زيد العوامي أحد منسوبي وزارة الدفاع والطيران ترحم على الأمير والدموع تنهمر من عينيه... تكاثرت عليه الديون ودخل اليأس قلبه "ولم اعد أفكر في الحياة، حتى ذهبت بنفسي إلى مقر الحقوق المدنية في محافظة جدة وأخبرتهم أني مطالَب بمبلغ 800 ألف ريال وليس بوسعي سدادها. لذا أودعوني السجن...
فعلت ذلك من أجل الراحة النفسية التي سأجدها خلف القضبان، وأمضيت في السجن ثلاثة أعوام لم يسأل عني خلالها لا القريب ولا البعيد. وبعد مرور الثلاثة أعوام أمهلني قاضي المحكمة ثلاثة أشهر لسداد المبلغ والا عدت الى السجن".
ذات يوم كان يسير في شارع الأمير سلطان في جدة و"قرب قصره العام، توقفت وسألت الحراس عن كيفية تقديم معروض مساعدة للأمير أو مقابلته فأخبروني.
وبينما كنت أتحدث معهم توقفت سيارة رجل مسؤول في ديوان الأمير سلطان وسأل عن سبب وجودي، فاخبروه فطلب الحديث معي، وبعد انتهاء الحديث أقلني معه في السيارة لمقابلة الأمير سلطان".
التقى حسين الأمير الذي سمع قصته، و"بعد مضي ثلاثة أشهر سُدّدت كل ديوني من قبل سموه بمبلغ 950 ألف ريال. بل بقي لي 150 ألف ريال اشتريت بها منزلا لي ولأسرتي. رحم الله الأمير سلطان الذي أخرجني من نفق مظلم الى عالم النور".
أبو محمد: أمر لنا بشراء منزل
لم يستطع أبو محمد أن يتمالك دموعه حزناً على وفاة الأمير سلطان، يتذكره فيقول: «كنت أدعو الله في كل حال أن يسخّر لي من أهل الخير من ينتشل أسرتي مما هي فيه من عوز وقلة حيلة، علماً أننا نقيم في منزل يكاد يسقط علينا.
وفي ذلك العام كان موسم الشتاء مقبلا والأطفال في حاجة إلى مصاريف كثيرة ومسكن يأويهم». وكان أن مدّ ولي العهد، رحمه الله، له ولعائلته «اليد الحنونة»، «وأمر بشراء منزل لنا لم نكن نتوقعه، فتغيرت حياتنا رأساً على عقب بعد كرم الأمير سلطان رحمة الله عليه».
محمد الحقوي: بعد وفاة والدي رفع قدرنا اجتماعياً
ويحكي السعودي محمد الحقوي قصة أسرته مع الأمير سلطان بعدما توفي والده العريف مظلي في العرض المظلي أمام الأمير سلطان عام 1399هــ. يقول: "قام والدي وزملاؤه بالقفز ست قفزات، والقفزة الأخيرة هي القفزة الحرة التي لم يتسن فيها لوالدي فتح المظلة ليهبط على مجموعة من الصخور ويفارق الحياة.
حدثت الوفاة في الصباح في تمام الساعة الثامنة والنصف، وفي المساء كانت الساعة العاشرة ليلاً وعلى رغم أننا نسكن في حي شعبي وصل موكب الأمير سلطان رحمة الله عليه فخرجنا لاستقباله أنا واثنان من أعمامي، فراح يحتضننا أنا وشقيقتي ويتبسم والحزن في عينيه وقال: إن شاء الله أبوكم ما مات.
وأمر رحمه الله بشراء بيت ملك لأسرتي في المدينة التي نريدها، وترقية والدي من رتبة عريف مظلي إلى رتبة رئيس رقباء مظلي، وتكفل بجميع ما نحتاجه أنا وأسرتي. وقد كلف في ذلك الوقت المرحوم العميد منصور بن عبد الله الشعيبي قائم مقام المنطقة الغربية بشراء بيت لأسرتي في مدينة جدة مع استمرار مرتب والدي مدى الحياة".
هذا ديدنه، وهذا ما انتظره منه الضعفاء والمحتاجون. وهذه يده المعطاء، وهكذا عود أبناءه في السعودية وخارجها. إنه سلطان الخير الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ذو النفس الكريمة واليد السخية. دائما ما كان يجود بعطائه وكرمه، ورسم البسمة على شفاه أسر وأطفال وعجزة ومعوزين. الكلمات مهما كثرت لا تفي ما قدمه الأمير سلطان، والحزن العميق لن يكافئ بحر العطاء والجود.
حبه لليتامى وطيب نفسه وكرمه تغني عن كل نعي ورثاء. فهل تُنسى أياديه البيضاء، وهل ينسى أي من أبناء الوطن جوده وكرمه؟ هو من ادخل الفرحة قلوب العديد من الناس وبالذات اليتامى، وذوي الاحتياجات الخاصة، والفقراء، وعمل على تغيير حياتهم... في هذا التحقيق تحدث إلى "لها" العديد من الأشخاص الذين كان للأمير سلطان وقفة إنسانية معهم غيّرت حياتهم.
شوق: أنقذني من الموت وتكفل بمصاريفي
شوق علوش (سورية الجنسية) تعرضت لمحاولة قتل بمادة الأسيد الحارق،" ونتج عن هذا فقداني لنعمة البصر"، وكانت تعالج في مجمع الملك سعود الطبي، ولكن كانت حالتها صعبة جداً.
تقول: "أرسلت للأمير برقية اطلب فيها أن يتولى علاجي لأن وضعي خطير، فبعث الأمير سلطان بفريق طبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي، اطلع على حالتي الصحية في مجمع الملك سعود الطبي، وقرر نقلي الى مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وهناك بقيت ما يقارب الثمانية أشهر وقدمت لي عناية فائقة ولم اخرج إلا بعدما التأمت كل جروحي. وبعد خروجي كنت دائما ما أزور المستشفى للمراجعة، وكل هذا على نفقة سلطان الخير الشخصية."
الدكتورة منيرة عبد العزيز: الأمير سلطان رفع عني الظلم وعالجني وزوّج أبنائي وبناتي
تقول الدكتورة منيرة عبد العزيز إن مواقف الأمير سلطان كثيرة معها. فلقد كانت تعمل معلمة وزوجها أحد كبار الضباط المرافقين للأمير سلطان، والآن أصبحت بدعمه دكتورة في مركز الأبحاث الوطني.
وقع عليها ظلم "عندما كنت معلمة وأجريت بحثاً كاملاً عن انجازات المملكة التعليمية من خلال شريط فيديو وجريدة. وعندما وصل خطاب التظلم لسيدي الأمير سلطان تجاوب بروح الأب المحب، وكانت أسعد اللحظات عندما اتصل بي الأمير سلطان وقال: معك سلطان بن عبد العزيز"...
أبلغها الأمير أنه تأكد من مشكلتها وبشرها بما يرضيها، "وأمر بعلاجي في ألمانيا على حسابه الخاص، ومنحني 200 ألف دولار، زوجت منها أبنائي وعلمت بناتي ولله الحمد".