تلفتك دار جورج حبيقة بمشغولاتها الحِرفية الدقيقة والاستثنائية التي تميّز فساتينها الراقية. هذه المشغولات التي فتنت أعضاء اتحاد مصمّمي الأزياء الراقية في باريس Chambre Syndicale de la Haute Couture وجعلتهم يصوّتون لانضمامه الى الاتحاد عام 2017.

في هذه المقابلة مع المصمّم المبدع جورج حبيقة، نتعرّف أكثر على أسرار الحِرفيات الراقية والمتميّزة التي زيّنت مجموعته الأخيرة للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2023/2024.

- جورج حبيقة عُرف بمشغولاته اليدويّة، كيف بدأتَ هذا التراث؟

اهتمامي بهذا المجال يعود إلى شغفي بالهندسة المعماريّة والنقوش المزيّنة لدى مختلف الحضارات، فالهندسة من هواياتي المُمتعة والمُفضّلة. وهو يعود أيضاً إلى تمضية ساعات طويلة في أحضان الطبيعة التي أعتبرها من أبرز مصادر الإلهام في حياتي المهنيّة. وقد شكّل تعرّفي على دار Lessage الفرنسيّة دافعاً أساسياً وراء إنشاء مشغل حِِرفي خاص للتطريز بمختلف نماذجه وتقنيّاته. وقد طوّرتُ حِرفيات عدّة في مشغلي لصناعة الأزياء الراقية حتى اشتُهرت بها.

- العمل الحِرفي هو من أساسيات الـ”هوت كوتور”، أخبرنا عن حِرفيّات دار جورج حبيقة؟

نعمل باستمرار على تقنيّات جديدة مستوحاة من أعمال هندسيّة ونقوش فنيّة بارزة، كما نحرص على الجمع بين الفنون القديمة للحضارات الشرقيّة والغربيّة من جهة، والفنون الحديثة والمُعاصرة من جهة أخرى.

يعتمد مشغلنا الحِرفي على تقنيّات التطريز الفرنسي وأسلوبه، فهو الأرقى، الأجمل والأصعب في هذا المجال. ونحرص على تطوير أدائنا في هذا المجال من خلال حضور معارض فنيّة عالميّة بشكل دوري، وذلك بهدف التعرّف على مواد جديدة وصقل مهاراتنا في مجال التطريز.

- ما هي الأعمال الحِرفيّة التي انقرضت في هذه المهنة؟

ما زالت الأعمال الحِرفيّة تنبض بالحياة، وهي تتطوّر وتتوسّع باستمرار وبأساليب جديدة وعصريّة تتناسب مع متطلبات الجيل الجديد. وصناعة الـ “هوت كوتور” تمدّها بحياة بعد حياة. كما أن هناك عودة قوية الى الحِرفيات والمشغولات اليدوية في شتّى المجالات. 

- هل تطوّر حِرفيّات جديدة مع جيل الشباب؟

يخضع الأداء المهني في هذا المجال إلى التطوّر المستمر والتحرّر من القيود التي كانت تكبّله، ولكن من دون أن يتخلّى عن جوهر تاريخه العريق. فمن البدهي أن يتطوّر الأداء ليتناسب مع أفكار الجيل الجديد ومتطلّباته.

- هل التصميم يفرض العمل الحِرفي لفستان معيّن أم العكس؟

كل تصميم يشكّل قصة جديدة بحدّ ذاتها، ولكل قصة تفاصيل تُحقّق حلم السيدة التي سترتديه بما يتناسب مع أجواء مناسباتها الخاصة. يترافق كل تصميم عادةً مع عناصر وأفكار نتبادلها مع زبائننا، وهو عندما يحتاج إلى التطريز يُصبح العمل الحِرفي من أبرز ركائز تنفيذه.

- ماذا أخذتَ عن والدتك، مصدر إلهامك في مجال الأزياء؟

والدتي بالنسبة إليّ أيقونة لا تُقدّر بثمن، فهي مصدر قوّتي ونجاحي في المجالَين العملي والاجتماعي. وهي التي أدخلتني عالم الأزياء الراقية. علّمتني والدتي كيف أكون إيجابياً في الظروف المختلفة، وربّتني على ثلاث فضائل زرعتها في شخصيّتي: المحبة، المساواة والكرم. 

- ماذا تعلّم جاد منك في العمل الحِرفي؟

عاش ابني جاد معظم طفولته في المشغل الحِرفي الخاص بدار حبيقة، فتعلّم أصول هذا الفن في وقت مبكر جداً. وهو عندما يعمل على تصميم وابتكار مجموعة جديدة، ينطلق من الأعمال الحِرفيّة لخلق أفكار ونماذج تتناسب مع تطلّعاته العصريّة.