لوحة جدارية من النسيج تجسّد الدورة الموسمية في صالة عرض دار جورج حبيقة في باريس

06 سبتمبر 2023

احتفالاً بصالة عرض دار جورج حبيقة التي تم افتتاحها هذا الصيف في شارع فرانسوا الأوّل، في قلب المثلّث الذهبي للعاصمة الفرنسية، نفّذ المصمّم جورج حبيقة لوحة جدارية فريدة من نوعها من النسيج. على الحائط الرئيس عند المدخل، تعلّق اللوحة على كامل الجدار، والتي تمتدّ 3 أمتار ارتفاعاً و2 متر عرضاً، تجسيداً للدورة الموسمية السنوية. قطعة فنّية ترمز الى جمال وروعة الطبيعة على مدار الفصول الأربعة المختلفة. هذه الأخيرة مستوحاة من ثراء الطبيعة في كل أرجاء العالم، لتصوّر ألوانها وأنماطها، بدءاً من الأحمر والبرتقالي النابض بالحياة اللذين يرمزان الى أوراق الخريف وصولاً إلى الأزرق والأبيض اللذين يعبّران عن الثلج خلال موسم الشتاء.


لطالما كانت الطبيعة مصدر إلهام للمصمّم جورج حبيقة، حيث تجسّد رغبته في الإبداع وإطلاق العنان لخياله. لتصميم هذه القطعة التي تطلب تنفيذها عاماً كامل، اختار المصمّم قماش الحرير المنسوج من خيوط الحرير، اللوريكس الفضي والمخمل الفينتاج بلون البيج الترابي. استخدم 483 نوعاً من خيوط الحرير، القصب المعدني، الكريستال وغيرها من الأحجار المطرّزة يدوياً على القماش، تقديراً للدورة الحياتية الطبيعية.

وسط هذه اللوحة، تصوير مذهل لجوهر الأرض، الذي تَمثّل بأحجار الكريستال الممتدّة من هذه النقطة نحو الخارج، حاملةً الحياة إلى سطح الأرض، مما يسمح لهذه الدورة بالاكتمال. يرى المصمّم جورج حبيقة أن جوهر الأرض هو نوع من الطاقة المغذّية التي تمكّن الكوكب من الحفاظ على الحياة والازدهار.

صوّر موسم الخريف ضمن مشهدية حقيقية. اعتمدت الألوان الدافئة والناريّة، تجسيداً لهذا المنظر الدرامي خلال هذه الفترة الانتقالية من السنة؛ تتحوّل الأوراق الخضراء بطريقة ساحرة إلى مشتقات من الدرجات البرتقالية، الأرجوانية، الصفراء، البنّية والوردية، مما يوقظ مشاعر من الراحة والحنين إلى الماضي.

يظهر فصل الشتاء على هذه اللوحة من خلال الهدوء والطاقة: هي انعكاسات لبلورات الجليد. يمثّل التباين بين الأغصان السوداء والثلج الأبيض، رموزاً لمعانقة كل من الموت والحياة بعضهما البعض: دورة تمتد من الولادة، مروراً بالنمو، وصولاً إلى الموت، تاركةً وراءها إرثاً للتقدّم نحو الأمام.


يتم إحياء فصل الربيع من خلال عرض مذهل من الأزهار المتفتّحة ثلاثية الأبعاد والألوان النابضة بالحياة. ترمز الشقائق التي تزيّن هذه اللوحة إلى العشق من خلال اللون الأحمر، خصوصاً مع تحوّل الطقس من بارد وهادئ إلى مشرق وحيوي، كدليل على ولادة وبداية جديدة. أما أزهار الأقحوان فترمز إلى حب الطفولة، وأزهار اللوز إلى حب الطبيعة.

يعبّر موسم الصيف عن الألوان بكل تدرّجاتها، لأنها تشير إلى الحياة البحرية حين تكون المياه دافئة وهادئة. ترمز درجات اللون الأزرق والبرتقالي النابضة بالحياة، الى الفراشات، كما تمتزج الخيوط باللونين الأخضر والأسود، التي تجسّد الشرانق خلال هذا الموسم وتطاير الفراشات تحت أشعّة الشمس، تمثيلاً للتحوّل والنمو. يزيّن القمح بألوانه الذهبية اللوحة، كرمز لفضل الأرض وثمار أعمالنا.