تصريحات حصرية من نجوم الدراما السورية واللبنانية في رمضان

دمشق - "لها" 21 مارس 2024

تستمر الدراما السورية في استعادة زخمها خلال موسم رمضان الحالي، بعدما فقدت شيئاً منها في السنوات الماضية، في حين تتراجع نظيرتها اللبنانية إلى حد يشبه الغياب، مع تواجد نجومها الأبرز في الدراما المنضوية تحت تسمية الإنتاجات المشتركة، على قلّتها. في السطور التالية نستعرض أبرز الأعمال المرشّحة لريادة الموسم الرمضاني الدرامي.


الدراما السورية: الواقع بأبعاد مختلفة بين الماضي والحاضر

في الملامح العامة، يثبُت تيم حسن على اللون السوري للموسم الثاني على التوالي بعد خروجه من سلسلة “الهيبة”، بينما يتجّه عابد فهد إلى “الدراما المشتركة”، على عكس سلافة معمار التي غادرتها من “الخائن” إلى دراما بلادها بعد أن غابت عنها في رمضان الماضي، في حين تغيب كاريس بشار بسبب عدم انتهاء تصوير مسلسل “المعبر” الذي تشارك في بطولته إلى جانب مكسيم خليل. ويبرز مسلسل “العربجي” من إخراج سيف السبيعي وإنتاج “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” في السعودية وتنفيذ “غولدن لاين” في جزئه الثاني، بعد نجاح ساحق في الموسم الأول، فتتّخذ الشخصيات الرئيسة اصطفافات جديدة، بحيث يسعى “أبو حمزة” (سلّوم حدّاد) للثأر بعد مقتل ابنه على يد “عبدو العربجي” (باسم ياخور) الفار مع “بدور” (ديمة قندلفت) والتي لا تزال تحمل في جعبتها الكثير من المكائد حتى في وجه حلفائها، بالإضافة إلى “دريّة خانم” (نادين خوري) المرأة الجبّارة التي تركها ابنها “حسن” (فارس ياغي) و”زمرد” (مديحة كنيفاتي). وكشف ياخور في اتصال لـ”لها” أن نص الكاتبين مؤيد النابلسي وعثمان جحى مستمر في الاعتماد على كثافة الأحداث والمنعطفات الحادّة، واعداً الجمهور بالمزيد من التشويق. ولفت إلى أبعاد جديدة تظهر في الشخصية التي يقدّمها.


ويطل حسن في مسلسل “تاج” إلى جانب مواطنيه الممثلين بسام كوسا ونورا رحال وإيهاب شعبان، من تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر برقاوي وإنتاج شركة “سيدرز آرت” (الصبّاح إخوان)، مجسّداً شخصية ملاكم وطني في صراع مع ثري عميل للاحتلال الفرنسي، ويكون والد حبيبته في الوقت عينه، فيدخل البطل الرياضي في تحدّيات بين مبادئه وقيمه التي يتمسك بها بقوّة من جهة، وقلبه ومشاعره من جهة أخرى، مع دفعه الثمن غالياً ببذل الكثير من التضحيات مقابل مواقفه، من دون إغفال إسقاطات الواقع الحالي على المجريات الدائرة في زمن مضى. وتواظب المسلسلات السورية على سبر أغوار المستوى الشعبي من خلال أكثر من عمل، يشترك الكاتبان علي وجيه ويامن الحجلي في تقديم اثنين منها. أوّلهما “ولاد بديعة” من إخراج رشا شربتجي وإنتاج شركة “بينتالينس”، في قصة صراع الإخوة الأربعة، من بطولة سلافة معمار ومحمود نصر ويامن الحجلي ونادين تحسين بك التي تشدّد في تصريح لـ”لها” على دور المخرجة المرأة في هذا العمل تحديداً، لفهم ما غرزته الأم في أولادها بشكل عام، وما تسبّب بِصلة خاصة جداً لا يمكن فكّها، بالإضافة إلى دورها كأنثى في معالجة شخصية “هديل” التي تجسّدها خصوصاً في “تحدٍ ممتع جداً لأنها تحتاج الى إحساس أنثوي خاص”. وتتابع: “هذا العمل يتميز ببصمة خاصة، دفعتني إلى القبول بالدور حتى قبل الانتهاء من كتابة النص الذي يبدو واضحاً غناه بالصدمات التي تشوّق المشاهد”.

والثاني “مال القبان” من إنتاج شركة “إيبلا”، بسبب عدم الانتهاء من تصويره في الموسم الماضي، من إخراج سيف سبيعي، وبطولة الممثلين بسام كوسا وسلاف فواخرجي وخالد القيش ويامن الحجلي وحلا رجب التي تؤكد لـ”لها” حرصها الدائم على التواجد في أعمال الكاتبين بسبب أسلوبهما في تكثيف الأحداث، مع ثقتها التامة بأن لكل شخصية أيّاً تكن مساحة دورها، الأبعاد الكافية والحضور الوازن مع تأمين الأساس والمفاتيح اللازمة، مضيفةً: “لا سيما أنني عملت معهما سابقاً في “عناية مشدّدة” و”هوا أصفر” و”مع وقف التنفيذ”. وتدور أحداث العمل حول الوضع الراهن الذي يعيشه السوريون نفسياً واقتصادياً واجتماعياً تحت وطأة ما سبّبته الحرب من تغييرات جذرية وعميقة، من خلال حكاية عائلة “نعمان الزير” وصراعاتها داخل “سوق الهال”.


وتحضر الكوميديا العلامة الفارقة في الدراما السورية بعد غياب، عبر مسلسل “ما اختلفنا” من إنتاج شركة “ميتافورا للإنتاج الفني”، وإخراج وائل أبو شعر، وتأليف مجموعة من أبرز الكتّاب العرب بإشراف زياد ساري مع المنتج الفني أسامة الحمد، ومن بطولة مجموعة كبيرة من أبرز الممثلين السوريين واللبنانيين بكراكتيرات بارزة سنراهم فيها للمرّة الأولى: باسم ياخور، أيمن رضا، جورج خباز، عبد المنعم عمايري، منى واصف، مازن الناطور، محمد خير الجرّاح، نادين تحسين بيك، محمد حداقي، غبريال يمين، أندريه سكاف، ديمة الجندي... ويقوم “ما اختلفنا” على نمط اللوحات المنفصلة، والمتصلة أحياناً، بأسلوب كوميدي يعتمد طريقة النقد الساخر، والتي قد تصل كثيراً إلى الكوميديا السوداء، ضمن سقف عالٍ يلامس حتى العلاقة الشائكة بين الحاكم ومحكومه، وتحاول التعبير عن الإنسان العربي بكل تفاصيل حياته اليومية.

الإنتاجات المشتركة: البطل سوري والبطلة لبنانية

احتكرت فئة “الإنتاجات المشتركة” نجوم الدراما اللبنانية التي غابوا عنها، فغابت بدورها أيضاً، ولا يمكن تلمّسها مع هلال رمضان الحالي. وتوزّعت هذه المسلسلات القائمة على بطولات رجّالية سورية ونسائية لبنانية، على حكايات الحب في الدرجة الأولى، والإثارة في الدرجة الثانية.


ويجمع “نظرة حب” باسل خياط وكارمن بصيبص، إلى جانب ميشال حوراني وجفرا يونس، في قصة رومانسية تسير بدرب من الغموض في محطات مفصلية ومصيرية، من تأليف رافي وهبي، وإخراج حسام علي، وإنتاج شركة “إيبلا”. ويتصدّر عابد فهد وندى أبو فرحات بطولة “نقطة انتهى”، في علاقة زوجية شائكة مليئة بالأسرار التي تبدأ بهزّ خزانتها عملية قتل شقيق الزوجة الوحيد، لتُفتح أبواب الحقائق الصادمة. ويضم المسلسل: عادل كرم، أنس طيارة وممثلين آخرين، وهو من تأليف فادي حسين، وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج شركة “سيدرز آرت” (الصبّاح إخوان). ولا تختلف المعادلة في بطولة مسلسل “عَ أمل” الذي يضع ماغي بو غصن مقابل مهيار خضّور، في حكاية راقصة البالية “يسار” التي تواجه الحب مع أكثر من رجل، وتحرص على إظهار قوّتها رغم كل مراراتها الداخلية. المسلسل من تأليف نادين جابر، وإخراج رامي حنّا، وإنتاج “إيغل فيلمز”، ويضم الممثلين: بديع أبو شقرا وعمّار شلق وكارول عبود وديمة الجندي التي تكشف لـ”لها” عن حلولها ضيفةً بشخصية طبيبة نفسية قادمة من الولايات المتحدة الأميركية. وفي النصف الثاني من شهر الصوم، يبدأ عرض مسلسل “2024”، الجزء الثاني من “2020”، لكن من دون قصي خولي، مع حلول الممثل السوري محمد الأحمد في البطولة أمام “النقيب سما”، إلى جانب رفيق علي أحمد، غابرييل يمين، كارمن لبّس، طوني عيسى، وهو من تأليف بلال شحادات، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج شركة “سيدرز آرت” (الصبّاح إخوان).