مشهد على 'يوتيوب' يدلّ على تدنّي الوعي بحقوق الطفل

يوتيوب, المملكة العربية السعودية, حقوق الطفل / الأطفال, العنف, عنف أسري

08 ديسمبر 2013

أثار مقطع مصوّر في السعودية لتعنيف صبيّ لا يتجاوز العاشرة مصحوباً بضحكات من قام بتصويره ردود فعل واسعة. ونشر  الفيديو على موقع «يوتيوب» لطفل يهاجمه كلب خارج حدود العمران ردود فعل غاضبة من عدد كبير من زوار الموقع الذين طالبوا بمحاسبة من يقف خلف هذا العمل.


قال الناطق الرسمي باسم هيئة حقوق الإنسان في السعودية الدكتور إبراهيم الشدي إن «هذا المقطع مؤلم يتسلى فيه بعض الكبار دون إدراك للأذى النفسي والجسمي الذي يتعرض له الطفل ويؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية لشخصية الطفل ونموه العاطفي»، مؤكداً أن «هذه التصرفات تدل على تدني الوعي بحقوق الطفل، وقد يتعرض المتسبب للمساءلة بموجب نظام الحماية من الإيذاء».

من جهته، قال اختصاصي العلاج النفسي والإكلينيكي طلال الثقفي: «ما تعرض له الصبيّ هو تعنيف مباشر، وعلى مرأى مسمع من ذويه بهدف السخرية والتلاعب بالحالة النفسية للولد، وهذا بحد ذاته انتهاك للحقوق».
وأضاف أن «هذا النوع من الخوف لا يختلف عن غيره من أنواع المخاوف الأخرى، لأنه ينشأ نتيجة التشوهات المعرفية الخاصة بالمثيرات الخارجية وخاصة الحيوان، وبما أن الطفل يبدأ مبكراً اكتشاف العلاقة بينه وبين الحيوان، تظهر هذه العلاقة في هيئة حالة من الذعر والهلع. وبالنظر إلى ما حدث للصبيّ في المقطع نلاحظ أن حالة الهلع التي تعرض لها كانت بمثابة تأكيد للصورة الذهنية التي كان يحملها».

وقال  الباحث أحمد الشهري: «تعد ظاهرة إيذاء الأطفال من الظواهر الاجتماعية السلبية التي أضحت ذات بعد عالمي. ورغم صعوبة تحديد حجم هذه الظاهرة بشكل دقيق لعدم وجود إحصاءات ودراسات كافية حولها، إلا أنه في المجتمعات العربية تعطى الأعراف والتقاليد الخاصة بالثقافة العربية للوالدين الحق في تربية أبنائهم بالشكل الذي يختارونه، وبالتالي تبرز مشكلة تواجه المختصين من العالمين في رعاية  الأطفال، وهي عقوبة تجاوز الآباء الحدود في تربية أبنائهم».
وذكر أن حجم ظاهرة إيذاء الحقيقي للأطفال في المجتمع السعودي أكبر بكثير من الحجم المبلغ عنه، وأكثر الأطفال المعرضين للإيذاء ما زالوا دون سن الذهاب إلى المدارس، ويمضون أوقاتهم في المنازل، لذلك اكتشاف حالة الإيذاء الواقعة عليهم غير ميسّر.
وقال الاختصاصي في الطفولة عبدالله عبدالله الختروش إن «الشخص الذي مارس العنف تجاه الطفل مستبد. حسب البيانات المنشورة شهدت السعودية خلال العام الماضي الكثير من حالات العنف تجاه الأطفال،  ونجحت وسائل الإعلام في السعودية في رصد عدد من حالات العنف المفرط ضد الطفل والمرأة، ومن أبرزها قتل داعية إسلامي طفلته».


44 في المئة من ممارسي العنف يحملون مؤهلات جامعية...

أوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور يوسف الرميح، أن 44 في المئة من الآباء الذين يمارسون العنف ضد أطفالهم هم من الحاصلين على مؤهلات جامعية، في مقابل 27 في المئة من الأمهات الحاصلات على مؤهلات عالية.
وأشار إلى أن 95 في المئة من آباء الأطفال الذين تعرّضوا للعنف يعملون في مهن مختلفة بين حكومية وأهلية وقطاع خاص، في مقابل 33 من الأمهات اللواتي لا يعملن.
وقال إن «أخطر أنواع العنف شيوعاً في السعودية هو العنف تجاه الأطفال، لأنهم لا يملكون الدفاع عن أنفسهم، إضافة إلى غياب التشريعات الواضحة والملزمة والخاصة بمنع الأذى تجاه الأطفال».

وذكر أن غالبية الأطفال الذين يتعرضون للعنف يعيشون مع أسرهم الطبيعية أي مع الوالدين. ومن مظاهر العنف المستخدم تجاه الأطفال: الضرب الخفيف 68 في المئة، يليه التهديد بالضرب 66 في المئة، والحرمان من الشيء الضروري والإجبار بالقوة على القيام بعمل ما 38 في المئة، وأخيراً الطرد من المنزل 9 في المئة، وأن الآباء هم الأكثر ممارسة للعنف الأسري تجاه الأطفال بنسبة 74 في المئة، إذ يمارسون العنف بأشكاله المختلفة تجاه أبنائهم، في حين كانت نسبة الأمهات اللواتي يمارسن العنف تجاه الأبناء 20 في المئة.
وكشفت وزارة العدل في السعودية حسب الإحصائية الأخيرة لها تلقي المحاكم العامة في السعودية العام الماضي 162 قضية عنف ضد الأطفال، واحتلّت منطقة مكة المكرمة الصدارة بمعدل 71 قضية، تلتها الشرقية بـ41 قضية، ثم جازان 19 قضية، ونجران 15 قضية، والرياض 10 قضايا، وعسير 4 قضايا، ومنطقتا المدينة المنورة والحدود الشمالية قضية واحدة.