الأعراس

مناخات شاعرية من تصاميم دجوردجي فاردا

دجوردجي فاردا

02 مايو 2013

أجواء شاعريّة حالمة تحكي الفرح وتبتكر لحظاته الجميلة الحالمة، بتعابير نضرة زاهية، مصاغة من الزنابق والورود والأزهار الغريبة التي تزيّن بحضورها الباهر ليلة الزفاف، وتجعل منها أجمل ليالي العمر.
مظاهر تخرج عن المألوف بسيناريوهاتها البارعة وتفاصيلها التي نسجتها مخيّلة فنان مفتون بحب الأزهار، إنه المصمم العالمي الشهرة الصربي الأصول دجوردجي فاردا الذي استطاع باسلوبه الساحر أن ينبت أزهار الأوركيديا فوق أشجار وهمية عملاقة أو يحوّل بعضها إلى نوافير ماء،في هذيان إبداعي لم تشهد مثله من قبل المدينة الهنديّة.
لكنه في تصميمه الجديد لصالة حفل الزفاف في فندق إيدن روك في جزيرة «سان لارت» St. Barth إحدى جزر البحر الكاريبي، كانت له مقاربة أخرى تميّزت بجوّ النعومة والحسّ الشاعري الذي خيّم بلطافته على كل شيء، مستكملا بذلك الأجواء البحرية الطبيعية التي تحتضن المكان وتفعل بسحرها مناخاته.

ركز دجوردجي في مقاربته للديكور على خلق مواجهة زخرفية أنيقة بين اللونين البني الداكن الذي يغطي الأرضيات الخشبية والعوارض الخشبية في السقف واللون الأبيض الذي اكتست به عناصر الديكور من ستائر وأغطية للموائد وأزهار مختلفة، تخلّلتها لمسات من النباتات الخضراء الناعمة، والتي أضفت بألوانها على تشكيلات الأزهار رونقا جذابا ونضارة منعشة، عكستها بروعة مرايا صغيرة مستديرة الشكل نسّقت فوقها أواني الأزهار فوق كل مائدة.

لقد أراد دجوردجي ابتكار رؤية جديدة لحلم أو لصورة استمدّ وحيها من طبيعة هذه الجزيرة التي تعانق البحر من كل جانب وتفتن عشاقها بمناظر خلابة لطبيعتها الساحرة المأهولة بالنباتات الغريبة والأزهار المغزولة بالضوء وألوان المغيب الساحرة، إنها الجنّة الأرضية، التي أراد هذا الفنان تكريمها بابتكار مناخات زخرفية بتعابير مرادفة لمعناها، وماذا غير الزنابق والورود والأزهار البيضاء يليق بهذه المهمّة؟

أزهار اختيرت بدقة وعناية فائقة كما لو أنه يختار أحجار كريمة لصياغة حلية.
أزهار تحتضنها أواني زجاجية شفافة ويتغلغل بينها شموع تتراقص أضوائها بإيقاع شاعري آسر يتلاعب فيه النور والظلال، بينما تدلّت من السقف أزهار تكفّلت بحمل مناخات المشهد الزخرفي إلى حدّ بعيد من النعومة والجاذبية، وتحويل فضاءات المكان المطلّ على الشاطئ والبحر الى فضاءات استثنائية بمظاهر أنيقة فاخرة بمقاييس جمالية ترقى الى مستوى الإبداع الفني البارع.

لقد تعامل التصميم في مقارباته المختلفة للزينة بابتكار صياغات منظومة مثل سمفونية تضجّ بالبهجة والفرح، تخلّلتها بعض الفواصل الهادئة، والتي جسّدتها باقات من الورود وزّعت في أركان مختلفة، مع الحفاظ على المظاهر التكاملية للمشهد التي لعبت الأضواء المباشرة والخفيّة الخفيفة دوراً في رسم مساراتها بشكل لافت، ما جعل المناظر البحرية المواجهة لصالة الاحتفال امتدادا جميلا لأجوائها التي أرخى عليها ظلام الليل وبعض الضوء غموضا مثيراً.

أضفت كل هذه التفاصيل التي طرّزت برونقها المكان وزادته خصوصية، ان تمنح المناسبة بريقا خاصا مشبّعا برقة وحيوية لا ينتهي سحرها بانتهاء لحظات الاحتفال، بل تعيش كواحدة من اللحظات المحبّبة النادرة التي لا تملّ استعادتها ذاكرة المكان.

CREDITS

تصوير : Christophe Mamadour