تشغل إيرين لودر منصب النائب الأول لرئيس شركة ايستيه لودر Estée Lauder، والمدير الإبداعي فيها. وتشرف إيرين على جميع الجوانب الإبداعية الخاصة بمنتجات ايستيه لودر الخاصة بالعناية بالبشرة، والماكياج والعطور، بما في ذلك الإعلانات المطبوعة، وإعلانات التلفزيون، وتعبئة المنتجات، وتصميم ديكور المحلات، والتسويق المرئي. في هذه المقابلة، تروي لودر قصة عطر Private Collection Jasmine White Moss وما تحبّ وما تكره كفنانة تدير الإبداع في شركة تجميلية كبرى.

- ما هي القصّة وراء عطر Collection Jasmine White Moss؟
هنالك قصة عظيمة وراء هذا العطر. كانت البداية مع السيدة إستي لكن تركيبة العطر لم يتم إكمالها في ذلك الحين. فقد عملت عليه لسنين طويلة ومن ثم توقفت عام ١٩٨٩. أما أنا فقد وجدته في أرشيف الشركة منذ عامٍ ونصف العام تقريباً، وبدأت فيه العمل على تركيبته لاستكمالها.

- كيف خطرت لك فكرة البحث في الأرشيف وإيجاد عطر لم يتم إكماله من قبل السيدة إستي لودر؟
مذ كنت فتاة صغيرة وأنا أذكر بأن جدتي تحتفظ بنماذج صغيرة من العطور في كل مكان: بجوار سريرها، طاولة التزيين، مكتبها، حقيبتها اليدوية. وفي أحد الأيام، كنت في اجتماع وفي وسط نقاشٍ مع كارين خوري، رئيسة قسم تطوير عطور العلامة وسألتها عما إذا كانت جدتي قد بدأت العمل على أحد العطور دون إنهائه. لقد فكرت بأنه سيكون من المثير جداً العودة للماضي والبحث في تاريخها ومزاجها ورائحة عطورها. كما فكرت بأن من المثير إكمال عطر كانت بدايته مع جدّتي إستي.

- ولماذا اخترت هذا العطر بالذات من بين بقية العطور التي وجدتها؟
عندما شمّمت رائحته، وقعت في غرامه، فقد كان عطراً يضج برائحة الزهور والفواكه وينبض بالكلاسيكية الخالدة، كما كان عطراً غنياً وأنيقاً. لقد كان يتميز بجميع المواصفات التي تذكرني بعطور لودر التي ابتكرتها واستلهمتها.

- كيف يختلف العطر الحالي عن ذلك الأصلي الذي ابتكرته ايستيه لودر في حينها؟
لقد قمنا بإضافة الكثير من العناصر للعطر الأصلي الذي ابتكرته ايستيه لودر وهما: خلاصة الورد الأبيض وهو تقنية جديدة جلبناها من فرنسا لإضافة ميزات الأناقة والياسمين فهو عنصر دافئ ورائع يجعل العطر ينبض بالأنوثة.

- وكم استغرقك تطوير العطر الجديد؟
استغرق عاماً ونصف العام. لقد كان هذا العطر الأسهل من بين العطور الثلاثة التي ابتكرتها من عطور Private Collection، وربما السبب الرئيسي هو البداية الرائعة التي رافقته.

- ما كانت رؤيتك بخصوص قارورة العطر؟
كانت الأحجار شبه الطبيعية باللونين الأزرق والأبيض اللذين طالما كانا رمزاً لشخص ايستيه لودر: أسلوبها، عشقها للون الأزرق، شغفها بالتفاصيل الصغيرة، وعالم الرفاهية. أما تصميم القارورة فهو فنّي من ناحية رصف وترتيب الأحجار، والتصميم الداخلي الذي يظهر من خلاله العطر كأنه موجة حالمة بشكلٍ عصري. وحتى غطاء القارورة يبدو وكأنه قطعة مجوهرات ثمينة كالتي نراها في عروض الأزياء الراقية.

- ما هي الفكرة الرئيسة للحملة الإعلانية للعطر؟ ومن الذي قام بتصوير الإعلان؟
إن الإعلان الخاص بهذا العطر جذّاب، وقمت بتصويره، مرة أخرى، مع كريغ ماكدين في مفهوم يختلف تماماً عن الإعلانين السابقين لعطري Private Collection اللذين قمنا بتصويرهما معاً من قبل. في هذا الإعلان، أرتدي قميصاً أبيض اللون وأضع وردة بيضاء في شعري وأرسم ابتسامة كبيرة على ثغري. أعتقد إننا بتلك الصورة جعلنا الإعلان تعبيراً عن الانتعاش والأنوثة الحقيقية، وهو أمر ينسجم تماماً مع فكرة العطر.

- لماذا من الضروري لك أن تظهري في إعلانات عطور Private Collection؟
في البداية، كان الأمر يثير توتري كوني معتادة على الوقوف في الجانب الآخر من الكاميرا عند تصوير الإعلانات لأقوم بتوجيه الجو العام للإعلان وما يسوده من أحاسيس وتعابير. أما مع Private Collection فأنا أؤمن بأن هنالك قصة مختلفة غنيّة بالتراث والتاريخ الطويل. وأنا أعتقد بأن جدّتي إيستي ابتكرت شيئاً استثنائياً. وفي بعض الأحيان، عندما تجتمع العائلة لتتكلم عن هذا الأمر، يعمل ذلك إلى إضافة المزيد من الثقة والتفرد، ويجعلني أشعر بالفخر.

- ماذا برأيك كان سيكون رأي إيستي في الصورة النهائية التي استقر عليها العطر؟
أعتقد بأنها كانت ستحبّه فهو مستلهم منها وهو تعبير صادق عن رؤيتها الأولى، مع لمسات من الأريج النباتي والعناصر الإضافية الجديدة كالياسمين والورد الأبيض، ما يجعله أكثر عصرية.

- متى تضعين عطر Private Collection Jasmine White Moss مقارنةً بعطري Private Collection Amber Ylang Ylang وTuberose Gardenia؟
لدى ايستيه لودر فلسفة عظيمة تفيد بأن كل امرأة بحاجةٍ إلى مجموعة من العطور، لأنها تشعر بأحاسيس مختلفة باختلاف الأوقات، كما يتغيّر مزاجها كذلك، وهذا هو الأمر الرائع بخصوص عطور Private Collection التي أحبها كثيراً والتي أستخدم كل واحدٍ منها على مدى عامٍ كامل.

- كيف هو تواجد اللونين الأزرق والأبيض في حياتك الخاصة كالأزياء، وديكور المنزل، الخ؟
بالنسبة لبيتي الريفي، لدي غرفة جلوس باللونين الأزرق والأبيض وهي لم تتغيّر مذ أن كانت جدّتي إستي تعيش هناك. وعندما أهدتني المنزل قبل سنوات عدّة، كانت تلك هي الغرفة التي وعدتها بأني لن أغيّرها.

أسلوبي الخاص

- ما هي المواد التجميلية التي تعتبرينها ضرورية بالنسبة إليك؟
أحب الإطلالة الطبيعية الأنثوية لذا فموادي التجميلية بسيطة للغاية. أنا مثلاً لا أستطيع الإبتعاد عن مرطّب Time Zone، وBronze Goddess لبشرة برونزية، وملمّع الشفاه Pure Color باللون الكوارتز.

- وما هي أكسسواراتك المفضّلة؟
لديّ أكسسوارات كلاسيكية أحبها جداً وأعتبرها خالدة: قلادة زفافي الذهبية من ماركة تيفاني Tiffany & Co وحقيبتي اليدوية من ماركة هيرمس Hermès. فهنالك أمر بسيط للغاية يتعلّق بتلك القلادة ويذكّرني بزوجي، أما الحقيبة فأنا أستعملها كثيراً، لأنها تحوي كل شيء! كما أنني قد اشتريت تواً زوجين من الأحذية الصيفية من فندي Fendi وأنا أتحرّق شوقاً لارتدائهما.

- وما هي ماركات المجوهرات المفضّلة لديك؟
أحب كثيراً تصاميم ديفيد ويب وقطع المجوهرات العتيقة الفريدة من نوعها.

- ومن تفضّلين من الفنانين؟
يعجبني بيكاسو، بريس ماردن، جاسبر جونز، فونتانا وإيلسورث كيلي. وفي بيتي يبرز عشقي للفن الحديث.

- وما هي الملابس التي تناسبك في جميع الأوقات؟
إنها البنطلونات السوداء المصمّمة طبقاً لأبعاد الجسم، وبلوزة أنيقة مع حذاء بسيط. كما أحب النظارات الشمسية سوداء اللون أو محدّبة الشكل.

- وما هي طريقتك المفضّلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع؟
أفضّل تمضية عطلة نهاية الأسبوع مع عائلتي في بيتنا في لونغ آيلاند، فأنا أشعر بكامل الاسترخاء عندما أقضي وقتي بعيداً عن المدينة في عطلة نهاية الأسبوع، واستمتع برفقة زوجي وأطفالي.

- ما هي الأشياء المفضّلة لديك في المكتب؟
إن مكتبي نظيف للغاية وأبيض اللون، ويشكّل ذلك بيئةً مثالية لعرض صور إعلاناتنا. وهنالك صورة لجدّتي إستي لودر تم التقاطها لها من قبل فيكتور سكريبنيسكي على الجدار الواقع خلف مكتبي العتيق فرنسي الصنع، الذي يعود تاريخه لثلاثينيات القرن الماضي. وعلى المكتب، توجد أقلام رصاص بيضاء اللون، وزهور طبيعية، إضافةً إلى بعض الأشياء التي تمدّني بالإلهام كقطعة من المرجان ومجموعة من الكتب الفنيّة.

- وما هي الأشياء المفضّلة لديك في المنزل؟
دائماً ما أحب أن يكون منزلي دافئاً ومريحاً. أحب أن أحيط نفسي بمظاهر الفن العصري. هنالك أيضاً، والأقداح الكريستالية التي اقتنيتها من نو غاليري. وأخيراً رسومات أطفالي التي تملأ المكان.