'الليدي' كارول سماحة: المرأة الذكية قد تمسك الرجل من يده وتأخذه حيث تريد

كارول سماحة, داليدا, سلوى القطريب, الليدي غاغا

08 مايو 2013

ابتعدتْ لِتقترب من المشاكل الزوجية في أغنيتها المصوّرة «إحساس» أخيراً. لم تؤدِّ دور المرأة التي تكسرها الخيانة بل روت بصوتها قصص معاناة وظمأها لاستعراض الألم بحثاً عن الأمل. هي ببساطة كارول سماحة التي اقترحت على امرأة مجروحة سيناريو التماسك وعدم التنازل في أكثر من أغنية. فنها رسالة اجتماعية، يرفّه ويرفع مستوى سمع الجمهور. فهي «السيّدة» التي تسرق الإحاسيس فقط. لقاء مع من أحدث ألبومها ضجتين فنيتين، بنجاحه ومحاولة الإلتفاف عليه بعد تحقيقه المرتبة الأولى في لبنان والأردن ومصر.


- قدّمت لجمهورك أغنيتك «إحساس» المصوّرة أخيراً...
صوّر المخرج تييري فيرن الأغنية في كانون الأول/ديسمبر. وتقصدت إرجاء عرض الكليب بعد صدور ألبوم «إحساس». لم أرغب في تسليط الضوء على أغنية بعينها. أردت أن يسمع جمهوري كل أغاني الألبوم.

- لمَ اخترت العاصمة الفرنسية باريس كموقع تصوير مجدداً بعد أغنية «وتعوّدت»؟
لم نخطّط للتصوير في باريس ولم تلتقط الكاميرا مشاهد خارجية هناك، بل جاء الأمر مرتبطاً بظروف إنتاجية وإلتزامات المخرج في باريس وتعاونه الجديد مع الفنانة سيلين ديون.

- كيف تصفين علاقتك بباريس بعد الحفلة المميزة التي أحييتها على مسرح اليونيسكو العريق؟
هذه الحفلة محطة مهمة جداً في حياتي الفنية، لم يغنِّ أي فنان عربي قبلي على هذا المسرح. أنا أول فنانة عربية وقفت في الأونيسكو وأفتخر بذلك. كنت خائفة. قدمت حفلة تباع بطاقاتها ولم تنظمها مؤسسة خيرية أو جالية عربية معينة. لقد كان الحضور هائلاً ومن جنسيات مختلفة. هذه أول حفلة جماهيرية لي في باريس، وفوجئت بالحضور والجاليات العربية التي أتت خصيصاً من ألمانيا ولندن وهولندا... أسعدني كثيراً هذا الحدث خصوصاً أن جولتي الفنية The Lady ستشمل أوروبا. إنطلاقتي في فرنسا على هذا المسرح العريق مهّدت لي الطريق لتقديم «الليدي».

- أي تفاصيل إطلالة امرأة تحرصين عليها انسجاماً مع الوقوف على مسرح عريق إلى جانب الشق الفني والتدريبات؟
أنا امرأة تهتم بإطلالتها وفستانها لكن لا يوازي ذلك حب التألق بالغناء. أقول ذلك بمعزل عن العصر، لقد تبدّلت الحياة الفنية لكن المضمون لا يزال هاجسي الأول. هذه شخصيتي. وهذا لا يعني أنني أهمل أناقتي، لكن ما نفع أن أرتدي فستاناً أنيقاً وأدائي رديء على المسرح؟. لا أعتقد أن المظهر يحقّق النجاح ويضمنه.

- نلمح طيف الفنانة العالمية داليدا في وقفتك المسرحية...
أسمع ذلك طوال الوقت. أنا متأثرة بداليدا منذ الصغر، وقد تكون القواسم المشتركة بيننا القامة الممشوقة واليدين الطويلتين وتركيبة الجسم بشكل عام. لكن لم أتقصد أن أشبهها. أشبه نفسي فقط، لكن الشبه وارد ولا يزعجني فأنا معجبة بداليدا. هذه لغة جسدي التي تشبهني أولاً.

- كيف تصنّفين مشاركتك في مهرجان جرش هذا الصيف؟
لقد تراجعت مكانة مهرجان جرش منذ خمس سنوات مع غياب رهبة الوقوف على مسرحه كما السابق. أنا سعيدة هذا العام لأنه استعاد مكانته عبر الأسماء الفنية التي ستحيي لياليه. الأسماء المطروحة قوية جداً. سأحيي ليلة 29 حزيران/يونيو وهذه وقفتي الاولى على هذا المسرح الذي لا يقل شأناً عن اليونيسكو. أشعر بالفخر تجاه هذه الخطوة وأنتظرها بفارغ الصبر، ستكشف هذه الحفلة جماهيريتي.

- هل اخترت تصوير أغنية «إحساس» لأنها عنوان الألبوم؟
لم أصوّر يوماً أغنية لأنها عنوان الألبوم. طرحتُ أغنيتَي «إحساس» الرومانسية اللبنانية في لبنان و«وحشاني بلادي» المصريّة لعبد الوهاب في مصر عبر الإذاعات قبل صدور الألبوم. لقد اعتاد الجمهور هويتي الرومانسية ورغبت في تصوير «إحساس» بكل بساطة.

- ماذا تقولين للجمهور الذي يتساءل هل ستصوّرين أغنية «هخونك» التي كتبتها؟
سأصوّرها.

- سادت علاقتك غير المتصالحة مع الرجل في أعمالك المصورة الأخيرة، «خليك بحالك» و»أقول انساك» و»وتعوّدت». ماذا عن «إحساس»؟
طرحتُ علاقة الرجل والمرأة في كليب «إحساس» لكن بأسلوب مختلف. لا علاقة لي بالأداء التمثيلي في هذه الأغنية، ولا يروي حكايتي مع الرجل بل تجربة أكثر من ثنائي في مجتمعنا. لقد كشفنا مشاعر الرجل تجاه خيانة المرأة له أيضاً ولم نكتفِ بتصوير مشاعر المرأة المخدوعة. أحب أن أركز في أعمالي على علاقة المرأة والرجل والعلاقات الإنسانية بين البشر. أديت في كليب «إحساس» دور المتفرجة عن أرجوحتي. حرصنا أنا وتييري على عدم تكرار تصوير الموقف غير المتصالح مع الرجل.

- كيف تتوصلين إلى الفكرة الإخراجية مع تييري فيرن؟
أترجم له نص الأغنية شخصياً، إلى جانب تحليل للمحتوى وأعرض عليه رؤيتي. أتدخل بنسبة 70 في المئة في تفاصيل أغنيتي المصوّرة.

- إلى أي مدى يشبهك ألبوم «إحساس» بأغانيه؟
يشبهني جداً. فكل أغنية تعبّر عن قصة عشتها أو عرفها أحد أصدقائي. أحب أن أغني عن وجع الآخر وعدم الإكتفاء بأغاني الحب.  ففي الحياة فرح وحزن وحنين إلى الوطن والحب. وهكذا ألبومي عبارة عن اتجاهات مختلفة من المشاعر والأحاسيس. للمرة ألأولى أكتب في هذا الألبوم، «هخونك» و«مش طايقاك».

- بحثي عن جديدك الفني أظهر جديداً عاطفياً أيضاً. ما مدى صحة هذه الأخبار؟
أبدو أكثر سعادة اليوم وأمرّ في مرحلة سلام فنياً وشخصياً. أحصد اليوم الإستقرار في الفن، وأعيش أجمل مرحلة في حياتي. لقد مرّت السنوات العشر الأخيرة بصعوبة وأنا إنسانة كتومة لا أعبّر عما في داخلي. أكبت مشاعري السلبية ولا أحب التذمّر. أعمل بصمت وهدوء واجتهاد ولا أهاجم اي إنسان. أتغلّب على مصاعبي بصمت، لا أحب أن أؤدي دور «الضحية» أمام أحد بل المرأة القوية. أعتقد أن الضعف لا يفيد، القوة تفرض الإحترام. قد أكشف يوماً كل الصعاب التي خبرتها في حياتي.

- كيف تلخصين المرحلة ما بين ألبومك الأول «حلم» والأخير «إحساس»؟
يا ويلي! عشت 10 سنوات جحيماً منذ انفصالي عن المسرح عام 2003. كثر راهنوا على فشلي بعد تركي المسرح. واجهت أشخاصاً سلبيين راهنوا على فشلي ومقولة أن الإنفصال عن الرحابنة هو النهاية والفشل في متابعة المشوار الفني منفردة. وكأن التعاون مع الرحابنة يحرم أي فنان الإنطلاقة المنفردة في ما بعد. لكنني اليوم أثبت للعالم أن كارول خطّطت جيداً لمستقبلها الفني عبر رؤيتها البعيدة وخياراتها الصائبة.

- الموهبة وحدها لا تحقق النجاح والإنتشار. ما الداعم الذي عزّز حضور كارول سماحة المنفرد؟
قوة شخصيتي وذكائي واختياراتي الفنية واعتقادي الراسخ بموهبتي واتكالي على نفسي. لم تدعمني أي شركة إنتاج في السنوات السبع الأولى. لم أقدم أي مساومات، ولم أمشِ في طرق ملتوية وهذا ما يعرفه الجميع عني. هذا واضح وأنا فخورة بنفسي وبما حقّقته وبالتأكيد سأقدّم عطاء فنياً أكبر. طموحي غير محدود بنجاح عرفته.

- ما التفكير الذي طرأ في بالك حين حين قرّرت الإنفصال عن المسرح؟
فكّرت في جميع الفنانين الذين تعاونوا مع الرحابنة باستثناء فيروز لأنها كوّنت ثلاثياً لا يتكرّر مع عاصي ومنصور الرحباني. كل من تعاون مع الرحابنة من الفنانات لم ينجحن في تكوين شخصية مستقلّة ولم يصنعن هويتهن الخاصة بل سيطرت عليهن الصبغة أو الإطار الرحباني. أنا الفنانة الوحيدة التي انفصلت عن الرحابنة وحقّقت نجاحات منفردة. وهذا إنجاز. وأنا بهذا التصريح لا أتبرأ من تجربتي الرحبانية. أحتفظ بأجمل الذكريات منها وأعتبرها محطة أساسية وقيّمة في حياتي. أعيش اليوم مرحلة ما بعد الرحبانية ونجاحات ألبوماتي في العالم العربي واختياري عضو في لجنة تحكيم برنامج The XFactor إلى جانب ألمع الأسماء الفنية. أحصد جهد 10 سنوات اليوم. لقد اخترت الطريق الصحيح، بالتأكيد يعرف كل فنان الهفوات وقد يقدم عملاً أجمل من عمل. هذا طبيعي ونسبي. الأهم هي النتيجة النهائية.

- ماذا أضافت تجربة The XFactor  لك كفنانة؟ 
لطالما عارضت فكرة أن أكون عضو في لجنة تحكيم برنامج مواهب. لكنني اكتشفت في ما بعد أن هذه البرامج تكشف الفنان على حقيقته وما يجهله الجمهور عنه. وهذا لمصلحتي لأنه أظهر الجانب الآخر العفوي من شخصيتي أمام الكاميرا. تأكدت من ذلك بعد العرض، وائل كفوري بدا عفوياً ومرحاً وهذه شخصيته في الحياة وحسين الجسمي Chic وحنون. هذا الظهور كسيف ذي حدّين. علاقتي مع إليسا وووائل وحسين الجسمي رائعة في الكواليس لكننا قد نختلف في تقويم المواهب. وهذا طبيعي.

- كيف تتحمّلين مسؤوليتك كعضو لجنة تحكيم؟
لا يركز هذا البرنامج على جمال الصوت فقط، بل على الشخصية والحضور أيضاً. أحب فئتي، الفرق الموسيقية. أدير الفريق الأصعب في الXfactor، فاختياري لأغنية يجب أن يليق بثلاثة أصوات، إلى جانب التنبه إلى تفاصيل غناء الراب والنص الذي يرافق الأغنية. وأنا متأكدة أن الفرق العربية ستتشجع أكثر للتقدم في الموسم الثاني، ما الذي ينقصنا لنشكل فرقاً مثل Bee Gees وU2 وCold Play؟ لقد برزت فرق عربية لمدة سنتين واختفت.


هذا الخاتم؟ «سيسمع جمهوري خبراً جميلاً هذا العام»

- لم نتحدث ملياً عن جديدك الشخصي. ما قصة الخاتم الذي تضعينه؟
أفضل عدم الحديث كثيراً عن الخاتم. هو رابط شخصي وسأحتفظ بقصته لنفسي. لا أحب كشف حياتي الشخصية لكن سيسمع جمهوري خبراً جميلاً هذا العام.

- نرغب في نشر خبر زواجك بفارغ الصبر. هل سترتدين الأبيض؟
ظهرت بالفستان الأبيض أكثر من مرة في أعمالي الفنية إلى درجة أنني صرحت أنني لن أرتديه حين أتزوج. لم أحب يوماً الأعراس الكبيرة «ييييي»!

- بدوت مثل الشحرورة صباح بهذا التعبير العفوي؟
هذا الصحيح. لم أعرف الإنفصال عن تفاصيل من شخصية صباح منذ مسلسل «الشحرورة». أحب اللون الأبيض فهو الأمل والمستقبل الجديد والبراءة، لكنني لا أحب احتفالية «ال2000 مدعو» وإرضاءهم. هذا الزفاف ليس للعروسين. أنا فنانة وتحت الأضواء وأمام الكاميرات والنظرات طوال الوقت، أفضل أن يكون يوم زفافي ملكي أنا فقط ونهاراً حميماً لي وللمقربين. لا أريد أن أكون نجمة يوم زفافي، هذا حلم كل فتاة غير مشهورة.

- كيف تفاعلت مع تجربة الكتابة للمرة الأولى في ألبومك الغنائي؟
تجذبني الكتابة منذ زمن بعيد لكنني كنت خجولة قليلاً. فالكلمات تفضح أحاسيس الإنسان. أرجأت الكتابة مراراً لكنني قررت الكتابة بعدما سيطرت عليّ ضرورة التعبير عن بعض التفاصيل. فكتبت أغنيتَي «هخونك» و«مش طايقاك».

- فضيحتان؟
أنا مباشرة في كتابتي ولكلمتي وقع قوي. أحب استخدام المُرادف المباشر وهذا يشبه شخصيتي وأسلوبي في الحياة. لا أحب «اللف والدوران». أغنية «هخونك» تعبر عني وعن كل نساء العالم. فكل امرأة موجوعة تشعر بحب الإنتقام بخيالها لكنها في النهاية لا تقوَ على ذلك في الواقع. عنوان الأغنية مفاجئ لكنه متناقض مع الحقيقة وأقول في النهاية «مش هخونك».

- هل كتبت هذه الأغنية نتيجة تجربة شخصية؟
ليس بالضرورة أنني تعرضت للخيانة، عِزّة نفسي كامرأة تدفعني إلى اعتبار الكذبة المؤذية خيانة. أقول في الأغنية: «آه عزّة نفسي آه تعباني...». أما أغنية «مش طايقاك» فهي النقيض لأغنية «هخونك». أغنية مهضومة وإيقاعية و«غنوجة» رغم أن عنوانها صادم. أقول للرجل «مش طايقاك» تعبيراً عن شدّة الغرام.

- هل تحرصين على تأليف أجواء فنية خاصة مع تكرار التعاون مع بعض الأسماء التي تألقت معهم، المخرج تييري فيرن أو مروان خوري الذي كتب ولحّن «حبيب قلبي» كما تعاونتما مع «إنت طفل كبير» في الألبوم الأخير مثلاً؟
أغنيتا «تطلع فيي» و»خليك بحالك» أهم من «حبيب قلبي». مروان صديقي وبيننا كيمياء فنية، نحقق النجاح الفني معاً على الدوام، كذلك سليم عساف. الكيمياء الفنية تحكم تعاوني. مروان خوري شاعر كبير وأغنية «إنت طفل كبير» من أهم وأجمل ما كتب. كتب عن الرجل الطفل وأنانيته تجاه المرأة التي يتوجب عليها إرضاؤه على الدوام والإهتمام بشؤونه. تعبّر هذه الأغنية عن الرجال.

- كل الرجل أطفال؟
نوعاً ما نعم، الرجال أكثر طفولة من النساء، المراة «حربوقة» وأكثر احتيالاً. الرجل مباشر وواضح والمرأة الذكية قد تمسك الرجل من يده وتأخذه حيث تريد.

- ماذا عن أغنية «وحشاني بلادي» التي أحدثت الجدل المصري؟
هل فعلاً «عائلة الموسيقار محمد عبد الوهاب مستاءة»؟ مضحك للغاية ما ذكر في الصحافة عن سرقة لحن أغنية «ليلة حب». لقد كتبنا إسم الملحن محمد عبد الوهاب على الكتيّب المرافق للألبوم. فهل أعلنا سرقتنا؟ لقد اشترينا حقوق الأغنية وأنا لا أقبل بإستعادة عمل فني كبير بأسلوب غير شرعي، كذلك شركة روتانا. هذه من العناوين الإستفزازية الهادفة إلى التأثير على نجاح الألبوم الذي يحتل المرتبة الأولى في شركة «فيرجن بيروت « و»فيرجن الأردن» و»فيرجن مصر» أخيراً. وهذا دليل نجاح. معيب على الصحافة استخدام مصطلح «سرقة». النجوم العالميون حين يجددون الأعمال القديمة لا تتهمهم الصحافة بالسرقة. فهم يعرفون جيداً القوانين الموسيقية. لقد استخدمت مادونا جملة موسيقية من أعمال فرقة ABBA  و»كسّرت الدنيا» بأغنيتها. يموت أرشفينا العربي فلمَ لا نستعيده؟ واجبنا إحياء الفن القديم. جمهوري المراهق لا يعرف سلوى القطريب من تكون؟ يظن أن أغانيها التي جدّدتها لي. لمَ لا نمدد عمر الأغاني القديمة؟

- هل الصحافة العربية غير مثقفة موسيقياً؟
لا، لكن يسهل علينا الهجوم على الآخر والتعامل بسلبية ومبدأ التحطيم والتكسير والإحباط وبغيرة طاغية دون تعميم. هؤلاء فقدوا مصداقيتهم حتى لو مدحوني لأنهم غير «موزونين» وسيملّون لاحقاً. أتحلّى بصفة جميلة هي اعتبار التعليق السلبي مصدر فيتامين مغذٍ ومسلٍ جداً ولا يستفزني أبداً.

- ما رأيك في تجديد أغنية وردة «بكرا يا حبيبي» بصوت نوال الزغبي؟
سأؤدي أغنية لوردة حصلت على حقوقها قبل ثلاث سنوات، قبل رحيل وردة. لن أكشف عنوانها. كل من غنى لوردة شكل إضافة إلى أعمالها ولا أحب تقويم عمل بعينه. أحب فكرة تجديد الأعمال.

- كنت على علاقة طيبة مع كل الصحافة حتى مسلسل «الشحرورة»...
من حق الصحافي أن ينتقد سلباً أو إيجاباً لا أن يمدح الفنان طوال الوقت. لكن التحليل غير المنطقي يفقد الصحافة مصداقيتها نهائياً.

- هل نفهم «تقديس» أعمال وحياة الكبار بأسلوب خاطئ ك«تحريم» استعادة أعمالهم وهذا ما اختبرته أخيراً مع استعادة لحن «ليلة حب» في أغنيتك «وحشاني بلادي»؟
ما يهمني هي النتيجة، حققت الأغنية نجاحاً وصدى «غير طبيعي» في كل العالم العربي. اخترت مسألة حساسة ورغبت في الغناء عن الواقع العربي والكم الهائل من اللاجئين العرب الذين يعيشون خارج بلدانهم بعد الثورات. يشعر الشعب السوري بأن هذه الأغنية تخصه، وأتلقى الكثير من المكالمات التي تؤكد على ذلك. كذلك بالنسبة إلى الشعبين التونسي والمصري. كل بلد عربي يعتبر أن هذه الأغنية تمثله.

- هل الأفكار غير المباشرة أقوى فنياً؟
نعم، فتقصّد الغناء للوطن يمكن أن يبدو ثقيلاً وسياسياً أو موسمياً. وقد تختفي الأغنية بعد مرور المناسبة. أفضل الأغنية الخفيفة الدم والعفوية التي يمكن الإستماع إليها على الدوام وفي أماكن السهر أيضاً. يكمن الذكاء الفني في الدمج بين المضمون العميق الهادف ومفهوم الأغنية التجارية. وهذا ما فعلناه مع أغنية «وحشاني بلادي» التي ستصوّر بأسلوب استعراضي قريباً مع تييري فيرن.

- هل تقولين اليوم «حدودي السما» لمن حاول المَس بنجاح ألبوم «إحساس»؟  
نعم طبعاً، حدودي السما و«إلى الأمام سر». لا يمكن أن أقف مكاني يوماً إلاّ بإرادة الله. لا يحدّ طموحي ونجاحي إلاّ الله.

- ما سبب إرجاء إصدار الألبوم (13 أغنية) الذي كان مقرراً عشية «يوم الحب» (13 شباط/فبراير)؟ وهل للأرقام أو التواريخ دلالة في حياتك؟ 
شراء حقوق لحن أغنية «ليلة حب» من خمس جمعيات هو سبب تأخير إصدار الألبوم. لا أعتقد بالخرافات أو أتعلق بالأوهام. أنا إنسانة واقعية ومؤمنة ولا أخاف من الرقم 13 بخلاف ما هو شائع.

- ما هو التاريخ الذي لا تنسينه في حياتك؟ 
25 تموز/يوليو، يوم ميلادي فقط.

- أكثر أغنية تشبهك في الألبوم؟
أغنيتا «هخونك» و»مش طايقاك»، لأنني كتبتهما وتشبهان جرأتي وتَناقض شخصيتي وجنوني. قد أقول للرجل «مش طايقاك» تعبيراً عن حبي له. أعتمد المزاح كثيراً في حديثي. قد أقولها بجدية نتيجة الغضب لكن سرعان ما أهدأ. فأنا سريعة النسيان ولا أحقد

- ما هو موقفك من الدراما بعد مسلسل «الشحرورة»؟
لا وقت لدي للدراما حالياً وأكرس فني للغناء والمسرح الإستعراضي في هذه المرحلة. اشتقت إلى المسرح وسأعود إليه عبر The Lady.

- لنتكلم عن عرض The Lady. أي «الليدي» ستقف على المسرح؟
اقترح المخرج طوني قهوجي هذا العنوان وقد أعجبني كثيراً لما يحمله من الإحترام. «الليدي» عبارة عن استعراض غنائي راقص فقط  ومفهوم جديد للإستعراض العربي ولا مكان للتمثيل فيه، تماماً كالجولات الفنية التي تقوم بها سيلين ديون وجنيفر لوبير إنما ضمن إطار يشبهنا. كما أنه لا علاقة له لما قدمته شيريهان من قبل أو مسرح الرحباني بل غنائي مباشر مع فرقة موسيقية وعشرين راقصاً ومعلم رقص إيطالي. سنفتتح العرض يوم عيد الفطر في العاشر من آب/أغسطس على مسرح كازينو لبنان حيث نبقى شهراً كاملاً، وفي العالم لاحقاً.

- ماذا تطلبت منك هذه لتجربة؟
هذه التجربة حلم قديم لكنه ليس حلم حياتي النهائي بل البداية. بعد «الليدي»حلم أهم لا يتعلق بكارول فقط بل بالفن العربي. أتدرب طوال الوقت ومنشغلة بين تصوير برنامج The Xfactor وتحضيرات عرض The Lady.

- هل اطلعت على عروض عالمية لبلورة فكرة «The Lady»؟
نعم، أحرص على السفر بشكل دائم لحضور العروض ومتابعة المستجدات المسرحية في أميركا ولندن. أنا عاشقة للمسرح الذي درسته إلى جانب الإخراج وهو أساسي في حياتي. وأنا سعيدة بترحيب شركة «روتانا» بعرض «الليدي» دون أن أدق بابهم لإنتاجه. أحضّر لهذا المشروع منذ أربع سنوات وحدي مع طوني قهوجي وكان من إنتاج السيدة زلفا بويز. لكن حين علم الأستاذ سالم الهندي بالأمر رغب في تبني «الليدي» وفتْح صفحة جديدة في مجال الإنتاج الفني. بالعودة إلى العروض، حضرت «لايدي غاغا». أنا معجبة بفنها لكنني أعارض بعض أفكارها الحياتية. «لايدي غاغا» موهوبة وفنانة تكتب كل أغانيها وكانت تكتب نصوص أغاني بريتني سبيرز، وكلماتها عميقة حين تخاطب جمهورها على المسرح. دراستها في مجال الأوبرا وغناؤها المباشر أهم مما تقدّمه مادونا لكنني أفضل استعراضات مادونا. قد تزعجني بأزيائها المبالغ فيها لكن لا يمكن إلغاء أفكارها المبتكرة والجريئة. حضرت أيضاً مسرحية Glengarry Glen Ross لآل باتشينو في نيويورك. نشرت بعض الصور المباشرة من المسرح عبر «تويتر». كذلك حضرت مسرحية سكارليت جوهانسون التي تألقت جداً كوجه لDolce&Gabbana. هي بطلة أفلام وودي آلن المفضلة حالياً، وسحرني ريكي مارتن في مسرحية Evita الغنائية في برودواي أيضاً.

- لمَ يقبل الجمهور العربي على السينما أكثر من المسرح؟
هذا ذنب أهل المسرح الذين لا يقدمون أعمالاً مسرحية جيدة، لذلك يتجنب الجمهور شراء بطاقة مسرحية. لم تمُت المسارح في العالم وتحافظ على مستواها، لكن عربياً المسرح في تراجع نصاً وإخراجاً وأداءً. حلمي إحداث نهضة مسرحية.

- يصعب القيام بذلك بمفردك...
قمت بخطوات كثيراً بمفردي ووصلت. قد تكون الطريق أطول لكنني عنيدة ومحاربة صبورة لمصلحة الفن.

- تزعجك أناقة «ليدي غاغا». ماذا عن أناقتك؟
أناقتي غير كلاسيكية لكنها بسيطة. أحب الخطوط العصرية التي تليق بي. أميل إلى ارتداء الفساتين القصيرة أكثر من الطويلة لأنها لا تربكني خلال التنقل على المسرح. فأنا كثيرة الحركة. أهتم بإطلالتي بنفسي وأحب فساتين المصمّم زهير مراد كثيراً. وبعد تعاونه مع جنيفر لوبيز، سيصمّم لي أزياء استعراض «الليدي». أنا فخورة به جداً وأرتدي من تصاميمه في برنامج «إكس فاكتور» في أكثر الأوقات. أما ماكياجي فهو بتوقيع باتريسيا ريغا وشعري يصففه طوني ابراهيم على الدوام. في حياتي اليومية أرتدي الجينز وحذاء مسطحاً وسترة جلدية سوداء بنسبة 90 في المئة. أشبه بأناقتي الفتاة المع اصرة الذاهبة إلى الجامعة.

- لمستك الجمالية اليومية...
الوجه الصحي دون ماكياج وتسريحة ذيل الحصان. لا أضع الماكياج في حياتي اليومية.

- كيف تتابعين اتجاهات الموضة؟
أتابع الموضة عبر تصفّح المجلات ، أتلقى الدعوات لحضور أسابيع الموضة ولم أنجح بعد في تلبية واحدة لكثرة انشغالي. لفتتني الألوان المفرقعة والأبيض الطاغي هذا الموسم. لم أكن أرتدي الألوان من قبل لكنني بت أحبها، أصبت ب«عدوى الشحرورة» بعد المسلسل. قد تكون حياتي باتت أجمل و»مفرفحة» أكثر أيضاً وأثرت على أناقتي.


هذا أم ذاك

- الشعر طويل أو قصة carré الفرنسية؟
طويل ناعم أو مموّج.

- امرأة شرقية أم باريسية بعطرك؟
أنا الإمرأتان بعطري. أحتفظ باسم عطري سراً لأنه نادر بنفحاته الخشبية.

- باريس أم ميلانو، عاصمة للموضة؟
لندن! (تضحك).

- دانتيل أم ترتر Sequins؟
الدانتيل.

- معطف كبير أم سترة صغيرة؟
«جاكيت» قصيرة.

- مسرح أم دراما؟
مسرح.

- فيلم أم مسلسل للسيرة الذاتية؟
فيلم سينمائي.

- تزيدين وزنك أم تزيلين شعرك لدور تمثيلي؟
قد أزيل كل شعري لدور تمثيلي.

- سيلين ديون أم داليدا؟
لا أتأثر بهما بشكل مطلق بصراحة، أحب تقنية غناء سيلين ديون وسحر وقفة داليدا على المسرح. أتأثر بناحية فنية محدّدة لدى كل فنانة.

- «خدني معك» لسلوى القطريب أم «دويتو» فضل شاكر ويارا؟
سلوى القطريب.

- مجوهرات بارزة أم تصاميم بسيطة؟
المجوهرات الناعمة. أحب الياقوت كثيراً.

- أحمر شفاه أم ملمع Gloss؟
أحمر الشفاه بلون البيج من Estée Lauder.

- الإعتراف بخطأ ارتكتبه في مجال الموضة أم الفن؟
أعترف بالخطأ مهما كان، ولا أكترث.

- الزواج أم النجاح الفني؟
النجاح الفني ثم الزواج، ولقاؤهما يبقى احتمالاً مهما صعب تحقيقه.

CREDITS

تصوير : محمد سيف الدين

شعر: طوني ابراهيم

مكياج : باتريسيا ريغا