الدفء يعود...

ثقافة, سلمى المصري, وردة الجزائرية, معرض أبو ظبي للكتاب, جائزة الشيخ زايد للكتاب, سعد القرش, خليدة تويمي, محمد رشاد

01 أغسطس 2011

يمكن القول إن "ثورة 25 يناير" في مصر لعبت دوراً حاسماً في إعادة الدفء إلى العلاقات المصرية الجزائرية، التي كانت قد بلغت ذروة غير مسبوقة من التوتر على خلفية تنافس منتخبي البلدين لكرة القدم على بلوغ نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا قبل نحو عام. ومع أن الحدث الذي أشعل الأزمة هو حدث رياضي، فقد ترك ظلاله الكئيبة على مختلف صُعُد التعاون بين البلدين، بما فيها الصعيد الثقافي.
وبعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية، بات المجال مفتوحاً لتجاوز العلاقة المتوترة، وجاء احتفال مدينة تلمسان الجزائرية باعتبارها عاصمة ثقافية إسلامية ليكون المناسبة الثقافية الأولى التي راهنت عليها مصر الرسمية لتكون أولى الخطوات نحو إذابة الجليد الذي تراكم على مدى شهور عدة.
وقبل انطلاق هذا الاحتفال، الذي شارك فيه وفد مصري كبير، حرص وزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبو غازي، على أن تكون الجزائر أول بلد يزوره بمجرد توليه منصبه في آذار/مارس الماضي.
وخلال الزيارة حصل على وعد من وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تويمي بأن تزور مصر في أقرب فرصة. ومن جانبه قام رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد، بإهداء درع الاتحاد إلى خليدة تويمي، على هامش مشاركته في المهرجان الدولي الثقافي للأدب والكُتَّاب الشباب الذي أقيم أخيراً في الجزائر، وذلك في حضور محافظ الصالون الدولي للكتاب في الجزائر إسماعيل أميزيان ، ومحافظ المهرجان عز الدين قرفي.

موقف حضاري
وقال رشاد إن تكريمه لوزيرة الثقافة الجزائرية جاء بناء على قرار مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين لـ"موقفها الحضاري" خلال الأزمة التي خيمت على العلاقات بين البلدين. ومعروف أن تويمي قررت، في ذروة تلك الأزمة، مشاركة الجزائر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التي ألغيت في اللحظات الأخيرة بسبب اندلاع "ثورة 25 يناير".
وفي المقابل، تقرر توسيع المشاركة المصرية في معرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي سيعقد من 21 إلى 30 أيلول/سبتمبر المقبل، بحيث تكون المشاركة المصرية هي الأكبر من خلال ما يزيد على تسعين ناشراً. وقال رشاد إن تويمي أشادت بالدور الرائد للثقافة المصرية وعمق العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري، التي لا يمكن لأحداث عابرة أن تؤثر في بنيتها.
وأكد رشاد أن وفدًا مصرياً شارك في الورش والندوات المصاحبة للمهرجان، من أعضائه الدكتور كمال حسين أستاذ المسرح وأدب الأطفال في جامعة القاهرة، والفنانة التشكيلية رشا منير، والكاتب الروائي سعد القرش. كما قدم رشاد بحثاً حول العلاقة بين دار النشر والمكتبات العامة.