النيبال: حيث يلتقي برد الهيمالايا...

فندق / فنادق, أسياخ شوي خشبية, معبد, مهرجان الموسيقى العريقة, سلمى المصري, منزل ريفي, حجر الأساس, الهندسة المعمارية, المباني الفخمة, الأسعار, الهند, قصر الأونيسكو, النيبال, مطار بيروت الدولي, طهو الطعام, ملابس, جبال الهيمالايا

13 سبتمبر 2011

عندما تلقيت الدعوة من 'فلاي دبي' لزيارة كاتمندو، عاصمة النيبال، خطرت في بالي فوراً جبال الهيمالايا. يا لها من فرصة عظيمة أن أرى قمة جبل إفيرست، أعلى جبل في العالم. بيروت-دبي، دبي- كاتمندو. قرابة السبع ساعات من التحليق في الفضاء كانت كفيلة بنقلي من أجواء بيروت النابضة بالحياة المدينية المتطورة إلى قلب كاتمندو، تلك المدينة التي تغطي معظمها مساحات خضراء شاسعة في غاية الروعة، وإنما يسيطر الفقر بوضوح على شعبها المصرّ على تحدي مصاعب الحياة ومشقاتها.

عندما أصبحت الطائرة فوق كاتمندو وبدأت بالهبوط تدريجياً، نظرت من نافذتي ولفتني المشهد.
مساحات خضراء شاسعة تتناثر فيها هنا وهناك مجموعات من البيوت، تبدو من الأعلى مثل كرات من الثلج الأبيض الممتدة فوق مساحة خضراء.
تنسى للوهلة الأولى أنك فوق عاصمة النيبال وتظن أنك تحلق فوق منطقة ريفية صغيرة.
هبطت الطائرة في مطار كاتمندو قرابة الثامنة مساء وفق التوقيت المحلي ولفتتني هندسة المطار الخارجية. البناء الخارجي لا يوحي أبداً أنه مطار.
أسقف مائلة مغطاة بالقرميد وحدائق شاسعة مغطاة بالعشب الأخضر.  لكن عندما خرجنا أنا وبقية الزملاء الصحافيين من المطار واستقلينا الباص الذي كان ينتظرنا، كانت الدهشة كبيرة.
شوارع ضيقة مكتظة بالناس والدراجات النارية والباصات الصغيرة التي تنقل الركاب بأسعار زهيدة.

فندق حياة ريجنسي كاتمندو
وصلنا إلى فندق حياة ريجنسي كاتمندو وحظينا باستقبال رائع قلّ نظيره. عازفون محليون عزفوا لنا موسيقى فولكلورية للترحيب بنا بينهم.
يمتد الفندق على مساحة 37 أكراً من الأراضي الخضراء، ويمتاز بتصميمه التقليدي الذي يجسد الهندسة المعمارية النوارية بحيث يجمع بين الفناءات المتنوعة، والأعمدة والسقوف الخشبية المنحوتة باليد.
يبعد الفندق مسافة 6 كيلومترات عن وسط مدينة كاتمندو ويبعد فقط 10 دقائق عن المطار الدولي.
يضم الفندق 280 غرفة مجهزة بأحدث وسائل الراحة مع جناح رئاسي فخم وأجنحة أخرى كبيرة ومتوسطة الحجم. يوفر الفندق معايير الخدمة الدولية للنزلاء ويضمن كل وسائل الراحة والترفيه.
بعد استراحة قصيرة في الغرف، نزلنا لتناول العشاء في مطعم 'روكس' التابع للفندق، والذي يقدم وجبات تقليدية يتم طهوها في فرن عامل على الفحم.

ساحة دوربار كاتمندو
بدأت المغامرة بزيارة ساحة دوربار كاتمندو التي هي قلب مدينة كاتمندو القديمة في باسانتابور. إنها ساحة قديمة مكتظة بالقصور والمعابد، بينها 'كاستامانداب' أو 'المنزل الخشبي' الذي يعطي المدينة اسمها.
وتعتبر هذه الساحة الموقع التراثي الأكثر شعبية في النيبال حسب تصنيف الأونيسكو.

ساحة دوربار كاتمندو هي مقر العائلة المالكة في النيبال، وتجرى فيها كل احتفالات التتويج. القصر الملكي يجمع بين الهندسة الشرقية والهندسة الغربية، مع إضافات عدة من حكام 'رانا' و'شاه' على مرّ القرون. تضم الساحة أكثر من 50 معبداً، منها معبد 'تاليجو باواني'.
وتنقسم ساحة دوربار كاتمندو إلى فناءين، الكاستامانداب الخارجي، كوماري غار - موطن الإلهة الحية ومعبد شيفا بارفاتي، والقسم الداخلي الذي يتألف من هانومان دوكا والقصر الرئيسي.
تم تحويل بعض الطوابق إلى متاحف مخصصة لثلاثة أجيال من ملوك الشاه. واللافت أن معظم أقسام القصر مفتوحة أمام السياح طوال الأسبوع.
لفتني في ساحة دوربار كاتمندو كثرة الباعة المتجولين، ولاسيما النساء اللواتي يبعن الحلى اليدوية الصنع.

والمذهل في الأمر أنه فور السؤال عن سعر شيء ما، يلاحقك البائع المتجول لسؤالك عن السعر الذي ترغب أنت في دفعه.
ولا بد من الإشارة إلى أن شراء أية قطعة من الباعة المتجولين يستلزم الكثير من المقايضة والجدل والتخفيض ونجحت أحياناً كثيرة في دفع ربع المبلغ الذي طلبه مني الباعة المتجولون أساساً.

مطعم
'حديقة الأحلام'
بعد زيارة ساحة دوربار كاتمندو، توجهنا لتناول الغداء في مطعم 'حديقة الأحلام'. إنها حديقة تاريخية كلاسيكية محدثة، تقع وسط مدينة كاتمندو.
اشتهرت الحديقة بكونها حديقة المواسم الست التي أنشأها المارشال سومشير رانا في بداية العام 1920. يوجد داخل حديقة الأحلام مقهى كايسر - وهو مطعم متطابق مع المعايير العالمية.
استمتعنا في هذا المطعم بتذوق أنواع عدة من الطعام العالمي، وإنما مع نكهة نيبالية خاصة. كان النسيم عليلاً ورائعاً جداً داخل المطعم بحيث نسينا درجات الحرارة المرتفعة خارجاً والرطوبة التي جعلتنا نتصبب عرقاً.

التسوق في ثامل
بعد الظهر انتقلنا إلى منطقة ثامل التي هي مقصد شائع للسياح في كاتمندو، وهي المكان الذي ينطلق منه المتسلقون إلى الجبال.

تضم ثامل عدداً كبيراً من المحلات التي تبيع معدات تسلق الجبال، إضافة إلى أكشاك لتصريف العملات، ومقاهٍ، وحانات، وملاهٍ، وعدد من وكالات السفر والفنادق الصغيرة.

يستطيع الزوار شراء التحف اليدوية الصنع، والشالات، والملابس والمجوهرات والحجارة الكريمة. واكتشفت لاحقاً أن سوق ثامل هو الأفضل على الإطلاق للتسوق لناحية الأسعار وجودة البضاعة المعروضة.
تناولنا بعدها العشاء في مطعم روم 'دودل' الواقع على سطح مبنى بحيث استمتعنا ليلاً بضوء القمر والنسيم العليل وتناولنا مجموعة من الأطباق العالمية والنيبالية اللذيذة.
معبد تشانغونارايان
بعد رحلة جبال الهيمالايا الصباحية، توجهنا لزيارة معبد تشانغونارايان الذي هو موقع تراثي عالمي حسب تصنيف الأونيسكو.
المعبد مخصص للإله فيشنو وتم تشييده في القرن الرابع ميلادي. ثمة نقوش محفورة على صخرة تعود إلى القرن الخامس تذكر أن المعبد هو أحد أقدم المعابد في وادي كاتمندو.
يعرض المعبد فن النواري والهندسة المعمارية لبداية القرن، إضافة إلى عدد من الحرفيات المصنوعة من الحجر والخشب والمعدن. على أعمدة معبد تشانغو نارايان المؤلف من طبقتين توجد عشر تجسيدات لنارايان.
ثمة تمثال حجري يعود إلى القرن السادس يظهر الشكل الكوني لـ'فيشنو'. غارودا، نصف رجل ونصف طائر، هو ناقل 'فيشنو'، ويركع التمثال أمام المعبد.

معبد باشوباتيناث
هذا المعبد هو موقع تراثي عالمي حسب تصنيف الأونيسكو، وهو مخصص للإله شيفا وهو أحد أهم المواقع الدينية في آسيا بالنسبة إلى أنصار شيفا.
تم تشييد المعبد في القرن الخامس وأعيد تجديده لاحقاً من قبل ملوك مالا. لكن يقال إن المعبد نفسه موجود منذ القدم عندما تم اكتشاف شيفا في الغابة.
يمتاز المعبد بسقف مائل، وله أربعة جوانب مغطاة بمنحوتات خشبية وفضية عالية الجودة.
وحدهم الهندوس يسمح لهم بالدخول عبر بوابات المعبد الرئيسي