هل يكذب الرجل عندما يزعم أنه لا يكذب؟!
فراس إبراهيم, أيمن زيدان, هاني السعدي, ميلاد يوسف, سوريا, الكذب, إيوان, جاد شويري, رجل / رجال أعمال
27 سبتمبر 2010هاني السعدي: لا يوجد رجل في الدنيا إلا اضطر للكذب يوماً
مقولة إن الكذب هو ملح الرجال صحيحة، فلا يوجد رجل في هذه الدنيا إلا اضطر يوماً لأن يكذب كذبة صغيرة أو كبيرة. ربما يكون الشخص بطبعه غير ميال الى الكذب ويرفضه، لكن ظروف الحياة والمشاكل اليومية والتعقيدات وتطور التكنولوجيا ساعدت كثيراً بهذه الأمور، لأنك تتصل مثلاً بشخص يكون بدمشق ليتهرب مثلاً يقول أنه بحمص. هذا مثال بسيط من أمثلة لا تعد ولا تحصى.
أنا بطبعي لا أحب الكذب، وابتعد عنه، لكن أحياناً قد تضطر للكذب في أمور سطحية لا تسبب أزمات بل تحل مشاكل، ففي إحدى المرات وكي لا يخسر صديقاي بعضهما نتيجة سوء تفاهم وقع حاولت التوفيق بينهما وبطريقة بصراحة فيها بعض الكذب، فعادت المياه الى مجاريها بينهما، يعني وظفت كذبة بيضاء لصالح عمل خير ولم أترك أصدقائي يخسرون ويتركون صداقة أعتقد أنها من أهم العلاقات المميزة في هذا الزمان الذي بات فيه الكذب والخداع عنوان صريح جداً. ولكن في النهاية وبالنسبة الى الكذب الحقيقي الذي يؤدي إلى مشاكل أو تضخيم أو أي شيء فأعتبره أمراً مسيئاً ومعيباً لكل شخص يتعامل به، وأعتبر ان الشخص الكاذب يكذب على نفسه في الدرجة الأولى.
إيوان: أضطر الى الكذب في أمور كثيرة
يقول الفنان إيوان إن الكذب لا يتعلق بالرجل أو المرأة بل بالإنسان نفسه وشخصيته وطريقة تفكيره. ويتفق إيوان مع شويري في مقولة أن لا أحد معصوم عن الخطأ إضافة إلى أن السيدات أيضاً يكذبن وبشكل كبير جداً حتى أن بعضهنّ يمتهن الكذب. لكن لأننا في مجتمع ذكوري، يعتبر البعض أنه من حق الرجل أن يكذب أو يغضّون الطرف عن كذبه. ويقول إيوان إنه شخصياً يضطر إلى الكذب كي لا يسبب حرجاً لشخص ما، لكنه يحاول أن يتجنّب الكذب لأن حبله قصير، بالتالي يخشى أن ينكشف أمره. ولأنه فنان معروف، يعتبر إيوان أنه دون شك مضطر إلى الكذب في أمور كثيرة، إذ ليس من الضروري أن يعرف كل الناس عن حياته الخاصة أو تفاصيل عمله وعلاقاته في الوسط الفني أو الإعلامي فيضطر إلى الكذب في أمور معينة أو لإخفاء أمور أخرى.
أيمن زيدان: بهارات وتوابل وتشكيلة واسعة من النكهات
بصراحة الكذب ليس ملح الرجال، بل بهارات وتوابل وتشكيلة واسعة من النكهات، وخاصة في هذا الزمان زمن السرعة والنسيان... فالضغوط التي تحاصر الفنان تحديداً يجعله ينسى أقرب المقربين إليه فيضطر للكذب حتى يبرر موقفه أو ليتهرب من أحد ما، فيكذب ليخلق عذراً مناسباً أو سوى ذلك... بالنسبة إلي لست كثيراً مع هذا الخط أو الأسلوب لكن بصراحة أحياناً يدفعك ظرف ما إلى الكذب ولكن أكيد في موضوع غير مهم أو مصيري أو كبير، فأنا أحياناً أنسى العديد من المواعيد بسبب الضغط أو حجم العمل فلا أعرف أنواع الحجج التي أقدمها... ذات مرة كان عندي موعد مع إحدى الإعلاميات لصالح مجلة معروفة وكان عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وفي الوقت ذاته حصل معي حدث منعني من الحضور وكان ظرفاً طارئاً جداً، حتى أني نسيت ذلك الموعد.
اتصلت الصحافية بي مساءً وهي تسألني: كيف يا أستاذ شوصار معنا بالموعد؟ بصراحة قلت لها أني أريد تأجيل هذا الموضوع لأني اليوم قد التقيت المجلة كذا والمشكلة أني لا أحب أن أعطي أكثر من حوار في وقت واحد، لذلك أتمنى أن تؤجلي الموعد الى وقت آخر.
فراس إبراهيم: نسياني عيد الميلاد كلفني شراء سيارة فاخرة
الكذب ملح الرجال. أعتقد أن هذه المقولة ليست صحيحة بالمعنى الدقيق، لأن الكذب أمر مرفوض وغير أخلاقي، ولكن أحياناً وفي بعض الظروف يضطر الإنسان الطبيعي والأخلاقي طبعاً للجوء إلى أسلوب معين لا أريد أن أسميه كذباً لأن الكذب خداع، أما هذا الأسلوب فقد يكون للنجاة من موقف بشع أو حتى لا تقع مشكلة ما، والعديد من الأمور. ممكن لأي شخص أن يتعرض لذلك. مثلاً أنا قبل عامين كنت مشغولاً جداً في موضوع العمل على قضية مسلسل أسمهان الذي أنجز وعرض في رمضان السابق. وفعلاً كان هذا العمل قد أخذ أغلب وقتي الى درجة أني نسيت حياتي الشخصية وأمور جداً مهمة وأساسية في حياتي. والمشكلة حصلت يوم عيد ميلاد ابنتي الغالية على قلبي، حيث حجزت لها ولأصدقائها والمقربين من العائلة. وكان الاتفاق أن نجتمع مساءً جميعاً للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة جداً على قلبي، وفي اليوم نفسه كان عندي موعد مع المحامي الموكل بقضية العمل وكتابته، والمشكلة أن هاتفي انتهى شحنه وأنا مع المحامي ونسيت عيد ميلاد ابنتي التي انتظرت كثيراً. ولم اتذكر قبل وقت متأخر. وبسرعة أخذت هدية مميزة جداً وغريبة وذهبت الى الحفلة وبررت تأخري بأني كنت محتاراً جداً أي هدية يمكن أن تليق بابنتي الغالية، فوجدت سيارة جميلة بلون مميز تناسب هذه المناسبة. وطبعاً دفعت ثمناً مناسباً لذلك التأخير وتبرير هذا الموقف.
ميلاد يوسف: الكذب ملح النساء والرجال والأطفال أيضاً
كل إنسان بصراحة يكذب. أكيد أتكلم عن الكذبات البيضاء التي تنقذ أحياناً من مأزق ولا أقصد الكذب المؤذي والمسبب للمشاكل. وقد يقع أي شخص بموقف محرج فيلجأ لكلمة كذب أو لتبرير يخترعه كي ينقذ نفسه، أكيد لست مع هذا الموضوع بشكل دائم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يحصل.
في إحدى المرات عندما كنت طالباً في تلك المرحلة، وكنا متفقين أنا وأصدقائي على الذهاب إلى رحلة بحرية وتمضية يومين في السباحة والرمال والأمواج. ولكن ماذا نقول لأهلنا والرحلات ممنوعة أثناء العام الدراسي وماذا نقول للمدرسة. في النهاية قررنا الرحلة ليوم واحد، وقلنا في المدرسة اننا أًصبنا بتسمم نتيجة أكلنا السندويش من أحد المحلات. وقلنا لأهلنا أننا خرجنا بعمل تطوعي كلفتنا به المدرسة، وهو زرع بعض الشجيرات في الحدائق العامة، أكيد عندما أتذكر هذه الحادثة أضحك كثيراً وأفكر هل ممكن أن يفعلها ابني يوماً ما؟ ولا أتمنى أن يحصل ذلك أبداً، فالكذب ملح النساء والرجال والأطفال أيضاً...
جاد شويري: لا أكذب أبداً لأني أنسى وأخاف أن أفضح نفسي
يقول الفنان جاد شويري لا يوجد شخص معصوم عن الخطأ، لكنه يتجنّب ذلك لسبب مهم جداً هو أنه ينسى بسرعة، بالتالي يخشى أن يكذب كي لا يفضح نفسه في مرة لاحقة متى اضطر إلى التحدث مجدداً عن الموضوع ذاته. ورغم اعترافه بأن الكذب لا يجوز، لكنه لا ينفي أن الكذب قد يكون مهماً في حالات معينة، كي لا نجرح شخصاً ما على سبيل المثال أو نفصح سراً يتعلق بأشخاص آخرين وليس بنا نحن فقط، خصوصاً متى كان الأمر لا يقدّم ولا يؤخّر. ويؤكد شويري أن الكذب ليس ملح الرجال فقط، بل النساء أيضاً حتى أن المرأة تكذب أكثر من الرجل ولها القدرة على الإقناع لأنها بارعة في التمثيل. أما في ما يخصّ العمل كونه فناناً معروفاً، فيقول جاد إن الفنانين يضطرون بالفعل إلى إخفاء أمور كثيرة ربما لإعطاء صورة مثالية عن أنفسهم أو لأن هناك أمور لا يجوز أن تعرفها الصحافة، كمشاكل ربما بين الفنانين أو شركات الإنتاج. وإن حصل معه أمر مماثل يحاول قدر الإمكان الإمتناع عن الإدلاء بأي تصريح كي لا يضطر إلى الكذب، للسب ذاته الذي أشار إليه بداية، أي الخوف من أن ينسى.