هل تراقب ابنك على الفيسبوك؟
المملكة العربية السعودية, إختصاصي نفسي, موقع / مواقع إلكترونية, رأي الطب, غرفة الأولاد, الفيسبوك
17 أكتوبر 2011يعيشون في عالمهم الخاص ومتنفسهم مع أصدقائهم وزملائهم، وبين صفحاته يمضون أوقاتاً طويلة في المحادثات والكتابات والتعليقات والمواضيع التي تخصّهم دون عين رقيب أو حسيب. يعتبرون أن هذه الحياة تخصهم ولا دخل للوالدين بها. ومع المزيد من الحرص والكثير من المراقبة يبقى التجسس على الأبناء عنوان صفحات «الفيسبوك» والأسماء المستعارة بحجة الاطمئنان وبداعِي الخوف عليهم في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. «لها» التقت أمهات وآباء للوقوف معهم على الأسباب التي تدفع الأهل للتجسس على أبنائهم، آخذة بالرأي النفسي في هذا الموضوع.
نمر: ابنتي الصغيرة تستخدم «الفيسبوك» بإشراف مني وتحت رقابتي
ذكر المهندس عبد الرحمن نمر أن ابنته تالا البالغة من العمر 7 سنوات تستخدم «الفيسبوك» تحت مراقبة منه مع انه غير مؤيد لفكرة وجود الأطفال على «الفيسبوك». وقال: «هذه الفئة العمرية الصغيرة لا تناسب موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك». الا أن الألعاب الموجودة على الموقع استهوت ابنتي كثيرا لذلك أنشأت لها حساباً خاصاً للألعاب فقط، ولا يوجد لديها سوى بعض أقربائنا وأنا ووالدتها. وأحرص دائماً على متابعتها خاصة في ما يتعلق بالدردشة أو التعليق على الصور الخاصة بافراد عائلتنا. ونبّهتها بأن لا تقبل إضافة من اي شخص غريب، وأعرف أنها التزمت تماما بهذه النصائح. لا اتجسس عليها بقدر حرصي على أنها في مأمن من أخطار «الفيسبوك» التي يتعرّض لها البعض خاصة أنها صغيرة جداً على وجودها في هذا العالم الإلكتروني».
عناية : فهمت ابنتي أكثر من خلال كتابتها على «الفيسبوك»
الاء عناية ربة منزل وأم لثلاثة اطفال اكبرهم شهد تبلغ من العمر 11 سنة وأيوب 9 سنوات ويعقوب 7 سنوات. تقول عناية: «أطفالي الثلاثة لديهم حسابات خاصة على «الفيسبوك»، فابنتي شهد طلبت مني منذ سنة تقريباً السماح لها بانشاء حساب خاص لتتحدث مع صديقاتها في أمور تجمعهن كالموسيقى والمدرسة أو مع أقربائها في بلد آخر. في البداية رفضت طلبها وأقنعتها بأن من ترغب في التحدث اليها من صديقاتها وقريباتها تستطيع أضافتها على حسابي الخاص والتحدث معها أمامي او تحت مراقبتي. وفي ما بعد جلست معها وأخبرتها بأنه موقع عادي للتواصل الاجتماعي وعلينا أخذ الحيطة والحذر ويجب أن يكون لديك خصوصية في هذا الموقع لأنه يجمع الكثير من الغرباء ولا يسمح لك بالتعامل معهم او حتى التحدث اليهم».
وتضيف عناية: «في الاجازات بدأت أشعر بأن الانترنت و«الفيسبوك» يأخذان ابنتي من حياتها الاجتماعية، لذلك كثفت الحرص عليها وبت أسألها عن الاشخاص الذين تضيفهم. وبكل صراحة تعرفت على ابنتي من خلال «الفيسبوك» مما تكتبه وما تناقشه مع صديقاتها او أقربائها، وهذا ألزمني بمشاركتها في أبسط الامور التي تفضلها كالاعجاب بمطرب او مطربة ما على سبيل المثال. وصِدقاً لا اعتبر أني اتجسس عليها بل أتصرف من باب الحرص وبداعٍي الخوف من المحيط الالكتروني الذي اقتحمته مبكراً. وفي ما يتعلق بأخوانها هم فقط يحبون الالعاب كالمزرعة وغيرها ويلعبون بها مع أصدقائهم وأقربائهم».
حشاني: لا أتجسّس على أبنائي بل أحرص عليهم لئلا يتواصلوا مع غرباء
تقول رئيسة تحرير مجلة «جدة دستنيشن» وسيدة الأعمال إيناس حشاني إنها تحرص على ابنتها ولا تتجسس عليها فــ « ابنتي آمنة عمرها 13 سنة وتستخدم «الفيسبوك» منذ ما يقارب السنة تقريباً. لا أدخل كثيرا صفحتها، الا أنني على يقين بأنها لا تفعل شيئاً خاطئاً ذلك لأني قبل الموافقة على إنشاء حساب خاص بها نبّهتها إلى بعض الامور اللازمة كأن لا تقوم بإضافة أشخاص غرباء، وأنا لا أعتبر هذا الامر تجسساً بل هو حرص عليها. وهي التزمت بذلك والدليل أن 90 في المئة من أصدقائها على «الفيسبوك» أهلها واقرباؤها وصديقاتها اللواتي اعرفهن. حتى ان ابني الاصغر منها سنا يوسف (12 سنة) تحدثت إليه قبل انشاء حساب خاص به على «الفيسبوك» وأخبرته بأنه أمر عادي لكن عليك الالتزام بتعليمات ضرورية وعدم قبول إضافة من أي شخص غريب لا تعرفه، ويبقى التواصل فقط مع الاشخاص الذي تعرفونهم شخصياً من عائلتكم وأقربائكم وأصدقائكم في المدرسة».
سميرة الغامدي: المشاركة والدعم من الأهل يصنعان شخصيات أكثر ثقة بالنفس
قالت الاختصاصية النفسية ومديرة العلاقات العامة والتثقيف الصحي في مستشفى الأمل ورئيسة اللجنة الإعلامية والمصرح الإعلامي والرسمي وعضو مجلس الإدارة في جمعية حماية الأسرة سميرة الغامدي إنها ضد أي سلوك يُشعر المراهق بعدم الأمان ويفقده ثقته بمن حوله. واضافت: «فهمنا لاحتياجات المرحلة العمرية والمتغيرات الاجتماعية مغلوط وبالتالي نتعامل مع الأولاد بطريقة خاطئة، بمعنى أننا مازلنا نشعر بأننا نتجسس عليهم على الهاتف من غرفة أخرى ونسمع مكالماتهم، وهذا الأمر تغيّر، فنحن في زمن العولمة والانترنت والانفتاح من خلال وسائل الاتصال التي باتت عالمهم الخاص. فعوضاً عن التجسس يُحبذ مشاركتهم في ما يرغبون به».
وتتابع: «أنا ومن تجربة شخصية عندما أردت الدخول إلى عالم أولادي اشتريت جهاز البلاك بيري وأضفتهم إلى قائمة الدردشة وطلبت منهم إنشاء حساب خاص بي على «الفيسبوك». وبدأت أشاركهم اللحظات الجميلة وأُشعرهم بوجودي معهم، وبالتالي لن يتجرأوا على ارتكاب أي خطأ. والواقع أنه علينا اعطاء المساحة الكافية لحرية الحركة وحرية الاختيار والتعبير في عالمهم الآن. في زماننا كان هناك البيجر والهواتف اللاسلكية، اما «الفيسبوك» والتويتر فهما عالم هذا الجيل. ومهما ازداد تجسس الأهل سيجد أبناء هذا الجيل طرقاً أخرى لارتكاب الخطأ إن كانوا ينوون ذلك حقاً».
وأكدت الغامدي أن المشاركة والدعم من الأهل يصنعان شخصيات أكثر ثقة بالنفس وأكثر اعتدالا في حياتهم. وقالت: «من تقوم بمراقبة ابنتها او ابنها وتسأل عن فلان وفلانة بحجة الحرص وبداعِي الخوف هي من تدفع أبناءها إلى اقتحام عالم الخطأ. فأنا أرى أن الحماية الزائدة كالإهمال الزائد، لذلك يجب علينا مشاركتهم سواء في الانترنت او التلفاز، فأنا أناقش معهم أي مشهد وأستمع إلى أحاديثهم».
وحول تجسس العائلة على الفتاة أكثر من الشاب أرجعت الغامدي هذا الأمر إلى «التابو الاجتماعي والمفهوم الاجتماعي، وما زلنا نعتقد أن من حق الشاب أن يفعل ما يريد بعكس الفتاة تماماً».
حجازي : عائلتي موجودة في حسابي ولا اشعر بأن هناك خللاً في أن يشاركوني ما اكتب
من جانبها، قالت الموظفة في شركة خاصة سمر حجازي إنها تستخدم «الفيسبوك» للتواصل مع صديقاتها وزملائها من أيام الجامعة واقربائها في الغربة، مضيفة: «عائلتي تحرص على متابعتي لا التجسس علي وذلك من خلال اسداء النُصح لي إذا لاحظوا أمرا ما، فالثقة بيني وبين عائلتي متبادلة ولا اشعر بانهم يضيقون عليّ الخناق بل على العكس أنشأت حساباً لوالدتي وعائلتي موجودة في حسابي ولا اشعر بأن هناك خللاً في أن يشاركوني ما اكتب وما أشعر به، إضافة الى اني مشاركة في غروبات اجتماعية مما يفتح المجال بيني وبين والدتي او أحد افراد عائلتي للتحدث حول المواضيع المطروحة او الاخبار التي تأتي على الفيسبوك».