فلسطينيو 48 والسينما

السينما, فلسطين, هيام عباس, صالح بكري, فيلم, الحرب الاسرائيلية

09 فبراير 2014

بلهجة متوترة، تقول هيام عباس: «لا يمكن لأي مواطن أن يدعي أنه فلسطيني أكثر مني». أخبرتني كيف جلست فلسطينية ال48، 48 ساعة حزينة في مصر محاولة استعادة اتصالها بعروبتها.
تحت إدارة مخرجين عرب وعالميين خاضت تجارب فريدة من «عرس الجليل» و«باب الشمس» إلى «أمريكا» و«ميرال».
هي عضو لجنة تحكيم سابق في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي التي استعان بها مخرجون يسردون تفاصيل فلسطينية.
أما صالح بكري فهو بطل الفيلم الفلسطيني «زرافاضة» الذي يجمع عنوانه كلمتي الزرافة والانتفاضة.
فيلم للمخرج راني مصالحة الذي تدور قصة فيلمه حول آخر حديقة حيوانات في محافظة قلقيليا. بكري أيضاً أدى دوراً في فيلم إسرائيلي كما فعلت هيام في فيلم «شجرة الليمون» الذي شاهده كل العالم في دور العرض وبنسخ مقرصنة.
هو وهيام عباس ينتميان إلى جيلَي «عرب 48» الثالث والرابع، كما يجمعهما فيلم «نبع النساء» البلجيكي-الإيطالي-المغربي-الفرنسي، إحدى تجارب هذين الفنانين أمام عدسة غير فلسطينية (للسينمائي الروماني الفرنسي رادو ميهيلانو).


الممثلة الفلسطينية هيام عباس

- كيف تقوّمين الهجوم على فيلم «سلام بعد الزواج» الذي أديت فيه دور والدة فلسطيني يتزوج اسرائيلية؟
فليهاجموا كما يحلو لهم. ثمة مشكلة في العالم العربي اليوم، غير القادر على فهم أن ثمة دولة قامت فوق رؤوس فلسطينيي الداخل ورغماً عنا. وأننا نحن فلسطينيو الداخل تمّ محونا من الكرة الأرضية. فكفى نفاقاً ومزايدة علينا.
لا يمكن أن يدعي أي مواطن أنه فلسطيني أكثر مني نتيجة ما أقدمه فنياً. أتوتر حين أتكلم. أختار حضوري السينمائي في أفلام تعني لي شخصياً من جهة، ومن خلال ارتباطي بالشخصية التي أؤديها والمخرج الذي أتعاون معه من جهة أخرى.
حين تتوافر العناصر الثلاثة هذه أقول نعم للعمل. هذا الفيلم بالتحديد يهمني كثيراً خصوصاً أنه التجربة الثانية لمخرج أميركي من أصل عربي أو عربي مع هوية أميركية. كتب قصة بالنسبة إلي تظهر الإنسان الفلسطيني بصورة أخرى وجديدة.

- كيف تصفين هذه الصورة التي وضعت في قالب كوميدي للمرة الأولى ربما؟
لم لا نملك القدرة على تناول أمورنا بشكل مضحك ونضحك على أنفسنا لنقدر على التقدم في الحياة؟ أظن أن من لا يملك حس الفكاهة في الحياة لا يمكن أن يحقق شيئاً بل يبقى مكانه. أديت نوعاً آخر من الأدوار لكن لم أخرج عن قاعدة الأدوار التي أؤديها.

- بعد أن كان غازي البعليوي تحت إدارتك في فيلم «الميراث»، أنت اليوم تحت إدارته في فيلم «سلام بعد الزواج». كيف تصفين هذه التجربة؟
لقد صورنا فيلم «سلام بعد الزواج» منذ فترة لكن فيلم «الميراث» خرج إلى النور قبله. تعرفت على غازي عن طريق فيلمه، قرأت السيناريو وتحدثنا مرة عبر الهاتف وشعرت بالراحة تجاهه.
أعجبني ذكاؤه ووضعه للحالات السينمائية والمواقف بقالب كوميدي، وقليل من المخرجين العرب يتقنون ذلك لأن أكثرهم عالقون بالتراجيديا وبالمعاناة العربية.

- ما هو البعد الكوميدي للمعاناة والحقيقة والواقع؟
هذا البعد أقرب إلى قلب المشاهد، نعيش اليوم الصحافة بشكل «دقائقي». كل الوقت الفلسطيني يضرب ويقتل.
وظيفة الفنان أن يحلم بصورة أخرى وله حق أن تكون له رؤية أخرى تمثل نظرته إلى الحياة. وغازي نجح في تناول تجربة خاصة لمهاجر عربي بقالب كوميدي دون أن يعممها.

- غازي، حين قررت تصوير هذا الفيلم هل فكرت بالجمهور العربي أم العالمي أولاً؟
كتبت هذا الفيلم وأخرجته لأجلي أولاً، وأعتبر وجودي في مهرجان بمثابة Bonus. أنا أحلم حين أكتب وأعبر عن نفسي.

- (هيام مجدداً)، ما هي الإضافة التي شكلها فيلم «سلام بعد الزواج» إلى مسيرتك الفنية؟
ليست المسألة متعلقة بدور الوالدة الفلسطينية الذي أديته في الفيلم بل الفيلم نفسه. قمت بدور كوميدي للمرة الأولى في حياتي. إنها مرحلة سينمائية جديدة أعيشها اليوم، كما أنني شاركت في إنتاج هذا الفيلم.

- ماذا عن تجربتك الإخراجية أخيراً؟
أخرجت فيلمين قصيرين قبل «الميراث» الذي يعتبر أول فيلم روائي طويل لي. كما انني أخرجت فيلماً قصيراً بعنوان Le Donne della Vucciria بطلب خاص من شركة miu miu في باليرمو في صقلية.
وأحضر حالياً لتجربة جديدة متعلّقة بوجودي وحياتي في باريس. كما كتبنا أنا وغازي فيلماً كوميدياً أيضاً أحداثه تدور في العالم العربي. ستحضر المقابلة الفلسطينية الإسرائيلية مجدداً.

- كيف تحتفلين بنفسك كقيمة فنية بعد منحك جائزة المنجز الإبداعي في مهرجان «أبو ظبي»؟
أشكر المهرجان لهذا الاحتفال. أنا ممتنة خصوصاً أن ذلك يتم في مهرجان عربي، وقد بدأنا الحديث بأن فلسطينيي الداخل أو فلسطينيي 48 لا يمكن أن يدخلوا بلداً عربياً دون جواز سفر أجنبي.
أذكر أول مرة ذهبت فيها إلى مصر لم أكن أعرف شيئاً إسمه عربي في حياتي فجلست 48 ساعة في حزن لأستعيد اتصالي بعروبتي وأجد نفسي من جديد. وهذا ما قد لا يفهمه الجمهور العادي.

- ماذا عن وجود اسمك في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في هذا المهرجان إلى جانب اسم عربية أخرى هي المنتجة التونسية درة بوشوشة؟
درة هي شقيقتي وأكثر من صديقة منذ أيام فيلم «ساتين أحمر» Satin rouge عام 2002.
فرحت كثيراً بوجودها وكانت لنا لقاءات واختلافات نقدية للأعمال، لكننا اجتمعنا بوجهة نظرنا وموقعنا في لجنة تحكيم مهرجان عربي تشارك فيه أفلام عربية وعالمية في المسابقة نفسها.

- هل تتطور محاولة هيام عباس الدؤوبة لتقديم رؤية متوازنة للقضية الفلسطينية مع الزمن؟
أظن أن هذا دافع موجود في داخلي ولا يمكن فصل ذاتي والمكان الذي أتيت منه عن هويتي الفنية.
ومع العمر، ما أعتقد به قد يتطور ويتخذ حجمه الطبيعي لاحقاً في الحياة أكثر فأكثر. وتصبح الخيارات تشبهني أكثر فأكثر، وليس الأمر متعلقاً بالعامل الجسدي بل الفكري. ما لا يتوافق معي فكرياً اليوم لا أقوم به.

- من البداية في السينما غير العربية، من فيلم سيدريك كلابيش «كل يبحث عن هرّه» Chacun cherche son chat (1996) حتى اللحظة، كيف يمر شريط مسيرتك الفنية؟
لا أعرف كيف أصفه؟ هو شريط غني لأنني تعلّمت منه الكثير، لا يمكن أن أحكم عليه كمشاهدة. لكن فيه أنماط كثيرة ولغات كثيرة وهويات كثيرة.

- ماذا عن ارتباطك بسينما المغرب العربي؟
أول فيلم منحني الشهرة في العالم هو فيلم تونسي لرجاء عمايري ثم فيلم مفيدة تلاتلي «سارة ونادية». لي ارتباط خاص بتونس ومخرجيها نتيجة الفكرة التي يحملونها عني وما قد أقدمه إليهم. ارتباطي بالعالم العربي وثيق للغاية.

- سؤالي الأخير عن فيلم «شجرة الليمون» (2008) للمخرج الإسرائيلي إيران ريكليس، والذي أديت فيه دوراً. (يضحك غازي فأسأل هيام عن السبب)...
لديه ولع بهذا الفيلم. هذا فيلمه الخاص. هو أكثر فيلم يلاحقني في حياتي لأن العالم كله شاهده في القاعات بينما شوهد بنسخة مقرصنة في العالم العربي. هو الدور الذي جعل الجمهور يرتبط بي كممثلة.


فيلم «سلام بعد الزواج»

باختصار...
يروي الفيلم حكاية الشاب الفلسطيني عرفات سليمان (غازي البعليوي) الذي يعيش في نيويورك مع والدته (هيام عباس) ووالده. هو وحيد لأسرته ويعاني من فشل في العلاقات العاطفية. يفشل والده في إيجاد عروس مسلمة له.
يقترحان لابنهما خيارات عدة لكن مسألة الزواج لا تكتمل إلى أن يتعرف عرفات على أحد الشباب فيساعده على تجاوز محنته عبر خيار بائعات الهوى أولاً.
ولكن هذا الخيار سرعان ما يُفتضح بعدما اصطحب واحدة منهن إلى منزل الأسرة. تتطور الأحداث لتظهر أمامه فتاة اسرائيلية. والصفقة هي تأمين «الغرين كارد» أو البطاقة الخضراء. وأخيراً يحل السلام بين العاشقين رغم اعتراضات الأهل واحتجاجاتهم.
تدور وقائع الفيلم في إطار من الخفة والكوميديا والمفارقات المسلية. ورغم أن الفيلم يعيد إلى الاذهان مسألة الصراع العربي الإسرائيلي فإن السيناريو يكاد يخلو من أي مقولات سياسية.


الممثل الفلسطيني صالح بكري

هل فلسطين هي الزرافة أو «الآنسة الخرساء» التي أشار إليها المخرج الفرنسي الفلسطيني راني مصالحة في فيلم «رزافاضة»، بطولة صالح بكري؟ لقاء مع بكري.

- كيف توجز حضورك في مهرجان «أبو ظبي» بطلاً لفيلميْ «زرافاضة» وSalvo الإيطالي عن فئة «آفاق جديدة»؟
تشرفني جداً دعوة مهرجان أبو ظبي. هذه زيارتي الأولى للخليج، حضوري في مهرجان عربي أعتبره كسر للحصار الذي نعيشه في دولة الأبارتهايد (نظام الفصل العنصري الذي تعتمده إسرائيل).
وثانياً هي فرصة لأقترب من العالم العربي الذي أنا جزء منه، أن التقي فنانين وإعلاميين ومثقفين عرباً. وهذا مهم، وسعيد بأنني مشارك بفيلمين وليست مجرد زيارة.

- أديت دور طبيب فلسطيني الدكتور ياسين الذي يعيش في محافظة قلقيليا مع ابنه في فيلم «زرافاضة»...
يختصر عنوان فيلم «زرافاضة» كلمتين، زرافة وانتفاضة. المخرج راني مصالحة ارتأى هذا الأمر. دوري طبيب بيطري في جنينة الحيوانات في قلقيليا في فلسطين.
وهو والد زياد الذي يحب الزرافات ويتعلق بها. يصيب أثنى الزرافة إحباط بعد موت ذكرها نتيجة القصف وبالتالي يصاب الطفل بالإحباط.

- ما هو أبعد من السرد القصصي للفيلم؟
شخصية الدكتور هو الإنسان الذي يحاول جاهداً أن يحافظ على الحيوانات في الجنينة ويرى أن وجودها مهم جداً للطفل الفلسطيني ليتعرف على الطبيعة التي هو موجود فيها بما أنه يعيش تحت الإحتلال ومحروم. فهو من جهة يحافظ على الحيوانات والطبيعة والبريّة الفلسطينية ومن جهة يقوم بعمله لأجل ابنه وأطفال فلسطين.
يجد نفسه في موقف صعب حين يموت ذكر الزرافة، كيف سينقذ أنثى الزرافة من حالة الإحباط التي أصابتها وأدت إلى امتناعها عن تناول الطعام، كذلك طفله؟ يضطر أن يقوم باختيارات لم يعتد عليها فهو إنسان بسيط. يجد نفسه أمام قرارات كبيرة.
لكنه في النهاية اصبح جريئاً وانقذ الزرافة. هذه النهاية هي انعكاس للواقع وكل إنسان فلسطيني محاصر بحكم الإحتلال ولا يستطيع أن يقوم بشيء دون أن يتعرض لقمع الإحتلال.

- تكاد تكون أشهر ممثل فلسطيني وأنت صاحب حضور قوي في المهرجانات. كيف تختصر بداية مشوارك السينمائي؟
لقد بدأت مع المسرح عام 2000 وبقيت فيه حتى عام 2007 حين دخلت عالم السينما. تعاونت مع الكاتب السوري سعد الله ونوس في مسرحية «يوم من زماننا». المسرح هو الجوهر والبداية وأساس ما أقوم به ولا يمكن ان أتخلّى عنه حتى لو أن السينما تسرقني منه أحياناً.

- أين تقيم حالياً؟
في حيفا. ولدت في يافا وتربيت في قرية صغيرة اسمها «البعنة» في شمال فلسطين في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان.

- إلى أي مدى تؤثر ولادتك ونشأتك في اختيارك لأدوارك الفنية؟
أبي ممثل مشهور هو محمد بكري. ومنذ صغري أحضر إلى المسرح وأشاهد السينما وكنت محاطاً بالأجواء الفنية والمخرجين والممثلين والسينمائيين والفنانين. من هذا الجو انطلقت.

- هل تشبه علاقة الدكتور ياسين بابنه في «زرافاضة» علاقتك بوالدك؟
تشبهها من جانب واحد أننا صديقان نتحاور على الدوام ونتجادل في الفن والسياسة. هو من أعطاني الجواهر، استمددت منه الكثير. هو من قدّمني إلى المسرح وتعلمت منه الكثير.

- تراجعت عن الأداء في أعمال إسرائيلية. هذا ما أعلنته أخيراً مما دفع الصحافة الإسرائيلية إلى شنّ حملة ضدك وضد والدك؟
أديت دور شاب مصري في فيلم «زيارة الفرقة» الإسرائيلي لأنني أحببت العمل عام 2007. شاب مصري يعزف في اسرائيل ولديه توقعات بأنه وصل إلى مدينة أضواء حيث سيقابل الفتيات.
لكن المشكلة كانت في استغلال دولة إسرائيل للفيلم لخدمة البروباغاندا الإسرائيلية. حاولوا أن يبرزوا كم هي إسرائيل ديموقراطية من خلال ترويج وزارة الخارجية الإسرائيلية للأكذوبة الإسرائيلية وأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط و«كل هذا الحكي الفاضي». كان الأمر مؤلماً لي ولا يمكن أن أكرر التجربة.

- هل أنت نادم على هذه المشاركة؟
لا، لأنني أحب الفيلم. مثلت دور المصري «خالد» بأسلوب جميل. مشكلتي مع الفيلم أنه استُغل، ومشكلتي مع السينما الإسرائيلية أنها تُستغل من الدولة.

- إلى أي مدى كانت نظرة المخرج راني مصالحة موضوعية في فيلم «رزافاضة» خصوصاً أنه حاول التقريب بين مشاعر الطبيب البيطري الفلسطيني والإسرائيلي؟
أتصور أن المخرج أراد حلّ مسائل درامية في الفيلم ولم توجهه البروباغاندا. هذا كان طموحه.

- إلى أي مدى حمل الفيلم رموزاً فلسطينية من الزيتون والجدار العازل وحديقة الحيوان في قلقيليا وحديقة «رامات جان سفارى» الإسرائيلية حيث وجد الدكتور ياسين الزرافة الذكر؟
الفيلم مليء بالرموز القوية سينمائياً إلى درجة أن السينما الفلسطينية ستتذكرها وتحتفظ بها، يتقاضى الطبيب البيطري أجره زيتوناً حين يعتني بالبقرة والتي لا يملك صاحبها المال...

- ما الفرق بين الأداء تحت إدارة مخرج إيطالي ومخرج فلسطيني؟
أولاً، تعاونت مع مخرجين إيطايين في فيلم Salvo هما فابيو غراسادونيا وأنطونيو بياتسا، وهذا يختلف عن التمثيل مع مخرج واحد بمعزل عن الهوية.
ومع ذلك يختلف راني عنهما فله أسلوبه. لا تفضيل في المسألة، كل فيلم أشارك فيه هو بمثابة ابن لي وأصبح لدي ثمانية أبناء اليوم.

- تألقت ممثلاً تحت إدارة أهم مخرجين في السينما الفلسطينية إيليا سليمان وآن ماري جاسر...
تعاونت مع آن- ماري جاسر في فيلمين، «ملح هذا البحر» و«لمّا شفتك». أما إيليا فحضرت معه في فيلمه «الزمن الباقي». آن-ماري وإيليا عالمان مختلفان في السينما كإنسانين وسينمائيين.
لا أعرف المقارنة بينهما. تعتمد سينما إيليا سيلمان أكثر على الصورة والمرئي وأقل على الممثل. أما سينما آن-ماري فتعتمد على الممثل. كاميرا إيليا كاميرا وصفية.

- أصعب لحظة فنية في حياتي...
حين مات جمال عبد الناصر في فيلم «الزمن المتبقي» لإيليا سليمان.

- التزامك في أداء دور الفلسطيني وفي الوقت نفسه انفتاحك على السينما العالمية...
الإنفتاح على السينما العالمية هو انفتاح على «أنا الكونية». أنا جزء من هذا العالم ومن الأرض التي أعيش عليها. لست مجرد فلسطيني عربي بل إنسان أيضا.ً لدي البعد الإنساني، البعد الجوهري الذي أسعى إلى تحقيقه في العالم.


فيلم «زرافاضة»

باختصار ...
بعد موت ذكر الزرافة «روميو» في حديقة الحيوان في الضفة الغربية بفلسطين، يقرر الطبيب البيطري ياسين وابنه العثور على رفيق جديد لاثنى الزرافة «ريتا» قبل أن تموت من الوحدة.
تدور أحداث الفيلم حول زياد ذي العشر سنوات (الطفل أحمد بياطرة) العشق لزرافتين في آخر حدائق الحيوانات المتبقية في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة لدرجة أنه يستطيع التواصل معهما بكل سهولة وبإتقان.
أما والده ياسين (صالح بكري) الأرمل الشاب والطبيب البيطري في المحافظة فيدرك جيداً أن الحديقة تمثل ملجأ نادراً وثميناً للأطفال كي يلعبوا فيها ويتعلموا أشياء أكثر عن الحياة.
ويأخذ الفيلم منعطفاً جديداً بعد مقتل «روميو» ذكر الزراف خلال إحدى الغارات الإسرائيلية، فتضرب رفيقته «ريتا» عن الطعام حزناً عليه إلى أن تصبح حياتها مهددة جدياً ويصبح المكان الوحيد الذي يمكن لياسين أن يجد فيه ذكر زراف آخر لإنقاذ الموقف هو حديقة «رامات جان سفاري» عبر الجدار العازل أو الفاصل.
الفيلم من إخراج الفلسطيني راني مصالحة الذي حاز فيلمه القصير «إلفيس في الناصرة» (2012) على جائزة «يونيفرانس» الخاصة في مهرجان «كان» السينمائي. ويعتبر «زرافاضة» فيلمه الروائي الأول.