لا يجوز للزوج إجبار زوجته على حقوقه الشرعية!

علماء الدين, الحقوق الزوجية, د. سعاد صالح, الزواج, د. عبلة الكحلاوي, د. آمنة نصير, د. مبروك عطية, د. محمد عبد المنعم البري

18 مايو 2014

رغم أن الدين أقر حقوق الزوج الشرعية من زوجته، لكنه لم يجعلها مطلقة، وإنما قيّدها بألا تكون هناك أعذار شرعية لدى الزوجة تمنعها من إتيان زوجها حقوقه. ورغم ذلك لا يبالي بعض الأزواج بأي أعذار لدى الزوجة، ويستندون إلى فهم خاطئ لبعض النصوص الشرعية. وهو ما دفع الدكتورة سعاد صالح، الملقبة بمفتية النساء، إلى إصدار فتوى جريئة تؤكد فيها أنه لا يجوز للزوج إجبار زوجته على حقوقه الشرعية، فما هي تفاصيل الفتوى وأسانيدها؟ وماذا يقول عنها علماء الدين؟.


تفجرت القضية حينما اتصلت إحدى المشاهدات بالدكتورة سعاد صالح، في البرنامج الذي تقدمه على إحدى القنوات، تسألها عن حكم الشرع في حصول زوجها على حقوقه منها دون مراعاة لمشاعرها أو حالتها النفسية أو الصحية، استناداً إلى أحاديث تجعل مصيرها النار إن لم تستجب له فوراً.
حاولت الدكتورة سعاد صالح تهدئة المتصلة، موضحة لها ولمن تعاني مثلها من تصرفات أزواجهن في المعاشرة الزوجية دون مراعاة لرغباتهن قائلةً: «الإسلام اعتبر العلاقة الزوجية للرجل مع زوجته من باب العبادة التي يثاب الطرفان فيها، لأن كل واحد منهما حرص على عفة الآخر والحصول على متعته بالحلال، ولعلّ هذا ما يفهم من الحديث النبوي الذي رواه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري: «إن ناساً من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالوا له: يا رسول الله ذهب أهل الدثور، أي الأموال، بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال لهم النبي: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».

وأوضحت الدكتورة سعاد صالح، أن الله لم يجعل الزواج آية من آياته من فراغ، نظراً لما فيه من ثلاثية مشتركة يجب أن يحرص عليها الزوجان، وهي «السكن والمودة والرحمة» فقال الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» آية 21 سورة الروم.وأشارت إلى أن حصول الزوج على حقه الشرعي بالقوة، دون مراعاة لرغبة أو مشاعر زوجته، أمر لا يقرّه الشرع، وإنما طلب منه الإسلام تهيئة الجو النفسي حتى تتم العلاقة الزوجية في حالة من الراحة والقبول والاندماج والتوافق، وليس مجرد أمر عسكري من الزوج وطاعة عمياء من الزوجة، ولعل هذا ما نبهنا إليه الدين بأن يقدِّم الزوج للجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبل زوجاته، وقال للأزواج في كل زمان ومكان: «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام».  وطالبت مفتية النساء الأزواج بأن يعاملوا زوجاتهم بلطف ورحمة ورقة وتهيئة نفسية والتماس الأعذار لها إذا كانت متعبة صحياً أو نفسياً، والتقرّب إليها ومعرفة سبب تعبها، والعمل على إزالته، مما يجعلها متهيئة للمعاشرة الزوجية وسعيدة، بل وتسعى إليها وتطلبها إذا كانت راغبة في هذا، لأن هذا حقها شرعاً.  واستشهدت الدكتورة سعاد صالح بما قاله ويفعله الصحابة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم، وعبّر عنها عبد الله بن عباس، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، واصفاً اهتمامه وحرصه على نظافته وتزينه لزوجته، لأن ذلك حق لكل من الزوجين على الآخر، فقال: «إني لأتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي»، وتلا قول الله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ». وبالتالي فإن الرجل إذا عامل زوجته من أجل الفراش بطريقة سيئة لا تتفق مع آدميتها وكرامتها ولم تستطع أن تتحمّل ذلك، فعليها نصحه بالحسنى وتوضيح حقيقة حالتها وأسباب امتناعها بصدق وشفافية، فإن استجاب وتفهم فهو خير، وإن لم يتفهم وتعجرف معها ونظر إليها نظرة دونية، وكأن وظيفته المعاشرة الصماء فقط بلا مشاعر، فإنه يحق لها أن ترفع أمرها للقضاء لطلب التطليق إذا فقدت الأمل في تغييره للأحسن.

وأنهت الدكتورة سعاد كلامها بضرورة مراجعة الأزواج لأنفسهم ولفهمهم الخاطئ، للحديث النبوي الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح». ويجب على الأزواج أن يبحثوا عن سبب هذا الهجر لفراشهم وإصلاح عيوبهم والتماس الأعذار لزوجاتهم إذا كن متعبات أو مريضات جسدياً أو غير متهيئات نفسياً. وفي نفس الوقت على الزوجة أن تحاول، قدر استطاعتها تلبية رغبة زوجها حتى تعفه، لأنها تكون آثمة إذا امتنعت عن فراشه بلا عذر، والله وحده هو المطلع على النوايا المحاسب عليها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه».
 

الوعيد

توافقها في الرأي الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية ببورسعيد جامعة الأزهر، قائلةً: «جعل الله العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات الإنسانية، نظراً لما فيها من مشاعر طيبة واحترام كل من الزوجين لآدمية الآخر، وليست مجرد العلاقة الحميمة فقط، مع تقديرنا لأهميتها في حدوث التوافق الزوجي، لكن كل ذلك يجب أن يكون بالتفاهم والوفاق الذي يغلّفه الحب وليس مجرد «آمر ومأمور» وكأننا في وحدة عسكرية». وأوضحت الدكتورة عبلة أن الوعيد المذكور للزوجة الممتنعة عن فراش زوجها مرتبط بعدم وجود عذر صحي أو نفسي، وهنا تكون الزوجة آثمة شرعاً، لأنها لم توفر له مطلبه الحلال، مما قد يفتح الباب أمامه للحرام لإشباع تلك الغريزة التي جعل الله الوسيلة الوحيدة لإشباعها هو الزواج الشرعي. وحذرت الدكتورة عبلة الكحلاوي الأزواج من الاستناد إلى أقوال بعض الفقهاء القدامى الذين وصفوا العلاقة الزوجية بصورة خاطئة بأنها عقد استمتاع من الرجل للمرأة، وكأن الزواج عبارة عن المعاشرة فقط، مع أنه أوسع من هذا المعنى الجسدي بكثير، وعلاقة سامية مغلفة بالرحمة والمودة والسكن، وبالتالي يجب أن تكون في المعاشرة الزوجية مراعاة لاحتياجات كلا الطرفين للآخر. وأشارت الدكتورة عبلة إلى أنه لا يجوز جعل النصوص الشرعية، من الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية، سيفاً مسلطاً على رقبة الزوجة دون التماس الأعذار لحالتها المزاجية أو الصحية، أو غير ذلك من الظروف التي تتعرض لها النساء، ولهذا لا بد من إعادة نظر في الفقه الذي يتناول المسائل الزوجية، والذي يجعل بعض الفقهاء يقولون إن الزوجة تستحق دخول النار حتماً وفوراً إذا لم تفعل ما يدعوها إليه زوجها، وكأنها مجرد آلة فقط عليه الأمر وعليها الاستجابة.
 

آداب وأحكام

أيدت الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية، ما أفتت به الدكتورة سعاد صالح، مؤكدة أن الجماع من الأمور الحياتية المهمة التي أتى بها ديننا من خلال الزواج الشرعي، وجعل لها من الآداب والأحكام ما يرقى بها عن أن تكون مجرد «لذّة بهيمية»، لدرجة أنه جعلها عبادة يثاب أطرافها، وقرنها بأمور من النيّة الصالحة، بل جعل هناك أذكاراً وآداباً شرعية قبلها، حتى في ليلة الزفاف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تزوج أحدكم امرأة فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه»، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأزواج إلى الدعاء لله عندما يأتون زوجاتهم، فقال: «أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضى ولداً لم يضره شيطان أبدًا».
وطالبت الدكتورة آمنة نصير الأزواج بأن يتعاملوا برفق ورحمة مع زوجاتهم، في الحياة الزوجية بوجه عام والعلاقة الحميمية بوجه خاص، وليتخذوا من رسول الله صلى الله عليهم قدوتهم وأسوتهم، لقول الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» الآية 21 سورة الأحزاب. وليلتزموا وصفه صلى الله عليه وسلم لسلوكه كله مع زوجاته، وفي كل الأحوال فقال في الحديث الذي روته زوجته أم المؤمنين عائشة: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً، ويقول: «إنما هن عوان عندكم» أي أسيرات بحكم الشرع، ولهذا يجب شرعاً الرفق والرحمة بهن، فقال «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
 

الرفق

حث الدكتور مبروك عطية، الأستاذ في جامعة الأزهر على التحلّي بالرفق في تعامل الزوج مع زوجته في حياته الزوجية عامة وقبل المعاشرة الزوجية خاصةً، حتى تكون مهيأة نفسياً لذلك، ولعل أفضل الرفق يكون بين الزوج وزوجته، وأسوأ العنف والغلظة تكون أيضاً بين الزوج وزوجته، وخاصةً في هذه العلاقة التي يراد منها العفة وتوطيد الحب بينهما، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله»، وبين صلى الله عليه وسلم جزاء الرفق بوجه عام، والزوجة هنا أولى به من غيرها فقال: «ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل».
وأنهى الدكتور مبروك عطية كلامه، بعدم تحبيذ أن يصل أمر أسرار البيوت وغرف النوم إلى القضاء، مع أنه المخول شرعاً بنظر تلك القضايا، وإنما يجب على الزوج شرعاً أن يكون رفيقًا مع زوجته حتى يرفق الله به يوم القيامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: «اللهم مَنْ وَلِي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فأرفق به»، ومن جميل ما قرأت قول سفيان الثوري لأصحابه: «أتدرون ما الرفق؟ قالوا: قل يا أبا محمد، قال: أن تضع الأمور في مواضعها، الشدة في موضعها، واللين في موضعه»، وأعتقد أن المعاشرة الزوجية أولى المواقف بالرفق، بدلاً من الفظاظة أو الفجاجة التي يرتكبها بعض الأزواج، الذين يسيئون فهم الإسلام ولا يتأملون قول الله تعالى لنبيه، صلى الله عليه وسلم، وكل أفراد أمته من بعده: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» آية 159 آل عمران.
 

تطبيق حرفي

 على الجانب الآخر عارض الدكتور محمد عبد المنعم البري، الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر، محاولات بعض النساء والمنظمات النسائية التحايل على أحكام الشرع، مع أن النصوص صريحة بوجوب تلبية الزوجة لزوجها مهما كانت ظروفها، باستثناء العذر الشرعي المتمثل في العادة الشهرية، ولهذا يجب أن نقول لتلك النصوص: «سمعنا وأطعنا» تطبيقاً لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا» الآية 36 سورة. ولم يكتف الدكتور البري بذلك، وإنما أكد ضرورة تسهيل سبل الحلال أمام الزوج، للقول الصريح لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور»، وبالتالي فمتى دعا الرجل زوجته في أي ساعة من ليل أو نهار وجبت عليها طاعته، ولو لم تكن لها رغبة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث آخر: «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها».
وأنهى الدكتور البري كلامه بضرورة التطبيق الحرفي للنصوص الشرعية، وإلا فإننا نفتح أبواباً للمعاصي وانهيار الأخلاق وضياع العفة، حتى مع وجود علاقة زوجية معطلة ولو مؤقتاً بامتناع الزوجة، وإلا لما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
 

التهيئة النفسية

 من جانبه أكد الدكتور جمال شفيق، رئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس، أن التهيئة النفسية للزوجة قبل اللقاء الزوجي مهمة جداً، وتساعد على المتعة المشتركة، بل إن مقدمات العلاقة إذا غلبت عليها الرومانسية قد تكون بالنسبة إلى المرأة أهم من العلاقة نفسها، باعتبارها عاطفية ورومانسية بطبعها، وقد قيل: «إن المرأة تعشق وتحب بقلبها وأذنها».
وأشار الدكتور جمال إلى خطورة المفهوم الخاطئ للعلاقة الزوجية أنها قائمة على القوة والعضلات، وإنما أهم منها مقدمتها، وإذا شعرت المرأة أن زوجها يقدر ظروفها النفسية التي قد تجعلها تعتذر له على تلبية طلبه، زاد في نظرها احتراماً، لأنه هنا نظر إليها كإنسان به مشاعر وأحاسيس وليس مجرد جسد، وفي نفس الوقت لا بد أن تصارح الزوجة زوجها بعذرها بكل شفافية، وتحاول أن تعوضه بالكلام الجميل الذي يشبع عاطفته ويجعله يتعاطف معها ويتقبّل عذرها.