سحر رامي: تروي بالتفاصيل قصة حبها بالراحل حسين إمام

سحر رامي, مصر, مجلة لها, فنانين, سيرة حياة, التمثيل, حسين الامام

15 يونيو 2014

كان رحيل الفنان حسين الإمام صدمة لكثيرين، لكن صاحبة الحزن الأكبر بالتأكيد هي زوجته الفنانة سحر رامي التي تعلن أنها خسرت الرجل الأهم في حياتها، وتتكلم عن أيامه الأخيرة، وحياتهما معاً، وموقفها من تقديم قصة حياته على الشاشة، والأمر الذي كان يوصيها به دائماً. كما تكشف اتجاه ابنيهما إلى الفن، وتوجّه الشكر لكلّ من ساندها في أزمتها.


- في البداية تقدم لكِ أسرة مجلة «لها» العزاء في وفاة زوجك الفنان حسين الإمام.
أشكركم على شعوركم النبيل، وأدعو ألا يُصاب أحد بمكروه في عزيز لديه، وأدعو الله لأولادي وللأسرة بإلهامنا الصبر والسلوان.

- بماذا تشعرين بعد فقدان زوجك؟
أشعر بحزن عميق وأفتقده كثيراً، فأنا بالتأكيد خسرت أعظم وأهمّ رجل في حياتي. أعتبر وفاة زوجي خسارة لا يُمكن تعويضها أبداً بأي شيء، لكنني أقول الحمد لله فهذا نصيب، وأنا راضية بما يكتبه الله.

- كيف كان شكل حياتك إلى جانبه؟
حياتي كانت رائعة ومستقرة، وكنا نعيش أسعد أيام حياتنا، وكل يوم كان يمر علينا كان أفضل مما قبله، فالمرح والضحك لم يُفارقا أسرتنا. كان يُحب الفكاهة في كل المواقف، ويحاول إسعاد مَن حوله بكل الطرق. والحمد لله كان فناناً محبوباً للغاية من جمهوره وفي الوسط الفني أيضاً.

- هل كانت لديكما أسرار لا تستطيعين الإفصاح عنها؟
لم تكن لدينا أسرار حتى نُخفيها عن الناس، وحياتنا كانت عادية كبقية الناس، ولذلك فالمقربون منا يعرفون عن حياتنا كل شيء.

- كيف تقوّمين مشواره الفني؟
هو فنان موهوب وتاريخه الفني كبير، وكان يُحب الجميع في الوسط الفني وخارجه، وكان إنساناً متواضعاً جداً، يهتم بعلاقاته وبمعاملته الطيبة للناس في الشارع.
وكان يحاول نشر البهجة والفرح على وجوه الناس، سواء من خلال أعماله أو وجوده داخل بلاتوهات التصوير أو في المنزل أو الشارع، ووجود كم هائل من الفنانين والجمهور في عزائه دليل على حب الناس له.

- هل ترين أن أعماله ستظل في ذاكرة الفن والجمهور؟
طبعاً أعماله ستظل في الذاكرة، فقد قدم أدواراً لا تنسى وعمل في أفلام مهمة مع نجوم من كل الأجيال، وكانت علاقته جيدة بجمهوره وبكل العاملين في الوسط الفني.

- ماذا تقولين للنجمة اللبنانية هيفاء وهبي وفريق عمل مُسلسل «كلام على ورق» الذين جاؤوا من لبنان لتقديم العزاء لك؟
أشكر هيفاء وهبي وفريق عمل المُسلسل على مجيئهم. حسين كان يُحبهم كثيراً، وكان يحكي لي عن كواليس التصوير مع فريق عمل هذا المُسلسل ويقول لي دائماً أنها أكثر من رائعة. وأشكر أيضاً كل من جاؤوا لتقديم العزاء.

- الفنان حسين الإمام رحل تاركاً حوالي 58 مشهداً في مُسلسل «كلام على ورق» لم يصوّرها. فهل تحدث مخرج العمل محمد سامي إليك بهذا الشأن؟
لم يكن هُناك وقت للحديث، خاصةً أنني لا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي، ولا أعرف موقف سامي من مشاركة حسين في المسلسل، «ربنا يكون في العون»، وأتمنى لأسرة المسلسل التوفيق.

- تُفيد المعلومات بأن المخرج محمد سامي سيجعله يظهر في العمل دون استبداله بشخصية أخرى. فهل تعرفين ذلك؟
حقيقةً لا أعرف ما حدث، لكنني أشكر المخرج محمد سامي في كل الحالات، وأعرف أنه وفريق العمل يحبون حسين كثيراً، وهو أيضاً كان سعيداً بالعمل في هذا المسلسل.

- ماذا تقولين لمن ساندوك من الفنانين في هذه الأزمة؟

أشكر جميع من ساندوني ووقفوا بجانبي في أزمتي. وفاة حسين الإمام كانت صدمة للجميع في الوسط الفني، وهناك من تأثروا كثيراً برحيله، فقد كانت له صداقات كثيرة.

- هل هُناك فنانون خذلوك ولم يقفوا بجوارك في تلك الأزمة؟
هذا لم يحدث، فقد تلقيت العزاء من الجميع في الوسط الفني، بالإضافة إلى أصدقائنا والكثير من جمهوره حضر العزاء. الحمد لله حسين لم تكن لديه أي خلافات مع أحد، وكانت علاقته طيبة بالجميع، ولذلك حرص الجميع على الحضور.

- هل كانت هُناك أسباب صحية لوفاته؟
الوفاة جاءت بشكل طبيعي، وكان سليماً مئة في المئة، وكنا نجلس قبل وفاته بساعات قليلة مع أصدقائنا، وكان لدينا احتفال وأجواء بهجة نعيشها، وبعدها بقليل توفي وهذا قضاء الله وراضية به.

- هل صحيح أنكما كنتما تحتفلان بعيد زواجكما؟
يوم ميلادي كان في 11 أيار/مايو، لكنه كان في لبنان لتصوير «كلام على ورق»، وحين سنحت الفرصة للحصول على إجازة عاد إلى مصر خصيصاً للاحتفال بعيد ميلادي وسط أصدقائنا بعد مرور أسبوع عليه.

- هل كنتما معتادين على الاحتفال بالمناسبات الخاصة بكما أو أن ذلك كان الاحتفال الأول؟
لا طبعاً، فنحن دائماً نحتفل بعيد ميلادي وميلاده وزواجنا، وكذلك الأولاد.

- هل فكرت في تخليد أعماله وحياته الفنية من خلال كتابة مذكراتك معه؟
هذا أمر سابق لأوانه، كما أن حياتنا يعلمها الجميع، لأنه كان شخصية اجتماعية للغاية، وكانت لديه صداقات كثيرة وليست لدينا أسرار حتى أكتبها في مذكرات.

- هل توافقين على تجسيد سيرته الذاتية في عمل فني؟
لا أمانع ذلك، لكن في الوقت الحالي ليس في حساباتي أي شيء سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وفي ما بعد إذا وجدنا جهة إنتاجية مناسبة تتولى إنتاج عمل مميز عنه فلمَ لا.

- كيف هي أحوال ولديك يوسف وسالم بعد فقدانهما والدهما؟
من الطبيعي أن يكونا حزينين للغاية عليه، خاصةً أن العلاقة بينهم كانت مميزة جداً، ولم يكن بالنسبة إليهما أباً فقط، بل كان يعاملهما مثل صديقيه ويحكيان له كل شيء، وإذا حدثت مشكلة معهما كانا يسارعان في اللجوء إليه قبلي.

- كيف تُصبّرين ولديك على فراق والدهما؟
الصبر يأتي من عند الله، والحمد لله كلنا صابرون على ما حدث، لأننا لا نستطيع تغيير شيء، وما علينا فعله هو الصبر والدعاء له.

- هل تستطيعين التماسك أمام ولديك؟
ولداي ناضجان وأصبحا يفهمان كل شيء، وهذه سنّة الحياة وعلينا تقبلها، لأن الموت لا مفرّ منه، والحمد لله أنا وولداي متماسكون ونحاول أن نُصبر بعضنا البعض.

- هل يفكر أي منهما في الاتجاه إلى التمثيل؟
نعم، فزوجي كان يهيئهما لدخول الوسط الفني وتحقيق أحلامهما، وابني الكبير يوسف تخرج من معهد السينما للعمل مخرجاً. أما ابني سالم فهو الآن في الصف الثالث الثانوي، وسيدخل أيضاً معهد السينما للعمل في التصوير.

- كيف غرس حسين الإمام حب الفن داخل ولديه؟
نشأ حسين داخل عائلة فنية، فوالده هو المخرج الكبير حسن الإمام، وتعلّم منه الكثير، ومن الطبيعي أن ينشأ ابنانا محبين للفن، فأنا ووالدهما وجدهما فنانون ونعشق الفن.

- ما أكثر شيء تتذكرينه له؟
لا يوجد أي شيء لا أتذكره لزوجي، ولا أستطيع أن أنسى أجمل سنوات عمري معه. طيبة قلبه وخفة دمه وحبه للناس، أشياء لا يُمكن أن أنساها. كل أيامي معه كانت حلوة، ولا أستطيع أن أقول له سوى «هتوحشني أيامك الحلوة».

- هل حدث يوماً ما وانتقدت أياً من أعماله؟
لم يحدث ذلك من قبل، ولا أعتقد أنه قدم أي أعمال غير جيدة، على العكس فأنا أرى أن كل أعماله مميزة، ولم يحدث أيضاً أن انتقد أياً من أعمالي.

- هل كنتما تستشيران بعضكما قبل دخول أي عمل فني جديد؟
بالتأكيد كانت المشورة دائماً بيننا، لكن دون التدخل في أعمال بعضنا، وكان يشجعني دائماً على العمل وأنا أيضاً.

- هل أوصاك بشيء قبل أن يرحل؟
الوصية لم تكن قبل الوفاة، لكن طيلة حياته كان يوصيني بولدينا ويوصيهما بي.

- ما الأعمال التي تعاونتما فيها في مجال التمثيل؟
تعاونا في أربعة أعمال سينمائية هي «كابوريا» و«أشيك واد في روكسي»، وكانا من إنتاجنا الخاص، وهناك عملان سينمائيان أيضاً هما «كراميلا» و«الثعابين»، شاركنا فيهما بالتمثيل فقط دون إنتاج.

- ما سبب ابتعادك عن التمثيل مُنذ فترة طويلة؟
عُرضت عليَّ أعمال فنية كثيرة، لكنني اعتذرت عنها لأنني مُنذ بدايتي الفنية وأنا أحاول تقديم الأفضل وليس مجرد الظهور في أي عمل، ومن يتابع أعمالي سيلاحظ ذلك.

- لكن غيابك عن الساحة جعل البعض يظن أنك اعتزلت الفن؟
هذا غير صحيح لم أعتزل الفن، وسأعود في الوقت المناسب حين أجد العمل المميز.

- الفنان حسين الإمام سيظهر في رمضان المقبل بعملين، هما «كلام على ورق» و«إمبراطورية مين» فهل تنتظرين مشاهدة العملين؟
بالطبع سأشاهد العملين وأنتظر رؤيته في رمضان المقبل. وللعلم فهو يشارك في «إمبراطورية مين» كضيف شرف في حلقة واحدة من المُسلسل، أما مسلسل «كلام على ورق» فكان له فيه دور أساسي ومساحته كبيرة.

- أخيراً بماذا تدعين لزوجك الآن؟
أدعو له بالرحمة والمغفرة، وأقرأ له القرآن الكريم أنا وولداي، وأدعو دائماً لعائلتنا بالصبر على فراقه.


اللقاء الأول

هل تتذكرين اللقاء الأول بينكما؟
بالطبع أتذكر ذلك جيداً، فقد كنت أعمل وقتها في مجال الإعلانات، وكنت آنذاك بطلة إعلان تلفزيوني شهير، وحين شاهدني حسين وكان وقتها ممثلاً معروفاً، قال لوالده: «عايز أتجوز البنت دي»، ودون أن يعرف اسمي.
وراح يبحث عني وكنت أعمل وقتها في الفوازير الرمضانية وطلب مني التعاون فرحبت بذلك وظل يتتبع خطواتي، وبدأنا نتقابل كثيراً، ومن هنا بدأت قصة الحب.


حسين الامام

  • توفي الموسيقي والممثل المصري حسين الإمام عن عمر يناهز الـ 63 عاماً بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
  • ألّف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والمسرحيات وختم مشواره الفني بشخصية عماد في مسلسل «كلام على ورق» المقرر عرضه في شهر رمضان من بطولة هيفا وهبي وإخراج محمد سامي.