ذكريات المشاهير في سورية عن تقاضيهم لراتبهم الأول

إمارات رزق, أمانة والي, رنا كرم, الراتب

21 يونيو 2014

المخرج زياد الريس: قيمة الراتب الأول الرمزية أكبر من قيمته المادية
  المخرج زياد الريس الذي قدم العديد من الأعمال التلفزيونية وكان آخرها خماسية «نصر» التي تندرج ضمن إطار مسلسل «الحب كله» المؤلّف من ست خماسيات، يستعيد في ذاكرته طعم الأجر الأول وطقوسه. يقول: «تقاضيت أول أجر لي كمخرج عن فيلم «تعادل إيجابي» تأليف ديانا جبور وإنتاج التلفزيون السوري ولعبت فيه دور البطولة النجمة سلاف فواخرجي. وكنت سعيداً جداً مع أني تقاضيت أجراً زهيداً اشتريت  بنصفه هدايا لزوجتي وللعائلة. وبالطبع في ما بعد تقاضيت أجوراً أكبر بكثير، ولكن كانت قيمة الفيلم يومها في الرمزية التي حملها بالنسبة إلي، فقد كان هذا العمل أول أجر لي كمخرج كما كان اعترافاً من الآخرين بي كمخرج، وهنا تكمن أهميته».

المخرج وسيم السيد: الصدفة أتت براتبي الأول
المخرج وسيم السيد الذي يحتفظ في جعبته بعدد من الأفلام الروائية القصيرة الحاصدة على مجموعة من الجوائز، إضافة إلى إخراجه عدداً من الأعمال الدرامية التلفزيونية، يتحدث عن المصادفة التي قادته إلى تقاضي أجره الأول، فيقول: «يعيدني هذا السؤال إلى المرحلة التي كنت فيها طالباً، فذات يوم كنت في رحلة إلى مدينة اللاذقية، وهناك نمت عند أخوتي في الفندق وفي الصباح تأخرت في الاستيقاظ فعاد أصدقائي بالحافلة وبقيت مع أخوتي الذين كانوا يصورون حينها الفيلم السينمائي «المتبقي»، فتعرفت من خلالهم على أجواء التصوير المدهشة والغريبة بالنسبة إلي، فعملت معهم انطلاقاً من المتعة التي شدتني إلى هذه العوالم رغم أن دراستي مختلفة عن هذا المجال. ولم يكن الهدف مادياً وإنما المصادفة هي التي لعبت دورها في هذا الموضوع، وبالتالي لم يكن لأول أجر أتقاضاه طقسه الخاص لأنه أتى بالصدفة».

الفنان حسام تحسين بك: ما كنت أتقاضاه تلك الأيام كان يناسب ذلك الوقت
يغوص الفنان حسام تحسين بك في عمق ذكرياته لينبش فيها تلك اللحظات الأولى لعمله، ودون أن يفصح عن الأجر الأول، لأن قيمة المال في تلك الأيام هي ليست كقيمته في أيامنا هذه. يقول: «كنت حينها كأي شاب يهتم بمظهره الخارجي وأناقته أمام الناس، وما كنت أتقاضاه في ذلك الزمان كان يناسب ذلك الوقت، أما اليوم فالأمر بالتأكيد مختلف تماماً».

الفنانة إمارات رزق: أول ثلاثة أعمال قدمتها كانت بلا أجر
الفنانة إمارات رزق التي تشارك في الموسم الدرامي الحالي بثلاثة أعمال درامية هي «أبواب الريح»، «الحب كله»، «القربان»، تقول: «أول ثلاثة مسلسلات درامية شاركت فيها كانت من إخراج وإنتاج يوسف رزق، الذي كان زوجي حينها، وبالتالي لم يكن هناك من أجر أتقاضاه عليها. ولكن عموماً يمكنني القول إنني لم أعطِ الجانب المادي اهتماماً كبيراً في بدايتي، وإنما صببت اهتمامي على  ما سأقدمه من شخصيات ومع أي المخرجين سأظهر ضمن أعمالهم، فكان آخر ما أفكر فيه حينها هو الأجر. ولكن من الطبيعي أنه عندما يكبر الفنان ويتعمق أكثر في الوسط يفهم ما يجري حوله بشكل أكبر ويعرف ما الذي يطلبه وكيف».

الفنانة أمانة والي: اشتريت من راتبي الأول هدية لنفسي!
  الفنانة أمانة والي التي ستظهر في الموسم الدرامي المقبل بدور امرأة قوية لكن منكسرة في «نساء من هذا الزمن» وبدور أم هجّرت مع عائلتها في مسلسل «الحب كله»، تشير إلى أن الأجر الأول الذي تقاضته كان راتبها من عملها في المسرح القومي. ففور تخرجها توظفت في «وزارة الثقافة ـ المسرح القومي». تقول: «أول راتب تقاضيته من وظيفتي اشتريت منه هدية لنفسي، فقد كانت لدي الرغبة في أن أحتفظ  بذكراه، وقد وضعت الهدية التي اشتريتها في منزلي لأنها أول حصيلة أجنيها من عرق جبيني».

الفنان عامر العلي: اعتبرته مصروفاً عادياً
الفنان عامر العلي الذي يملك رصيداً من محبة الجمهور ويشارك في فيلم سينمائي بعنوان «الأم» للمخرج باسل الخطيب، يقول: «أول عمل شاركت فيه بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية هو مسلسل «صلاح الدين»، ووقتها لم يكن لدي دراية بالأجور ولا أعرف مقدار المبلغ الذي ينبغي علي أن أطلبه. وعندما قابلت مدير إنتاج العمل هادي قرنيط قال لي إنهم وضعوا لدوري أجر مقداره مبلغاً معيناً، فوافقت وقلت له «ليس لدي مشكلة...» لأن المهم كان بالنسبة إلي حينها أنني سأشارك في مسلسل من إخراج حاتم علي وأنا لازلت خريجاً جديداً. وعندما سمع مدير الإنتاج إجابتي له لم أره إلا وقد مزّق الورقة ووضع ورقة أخرى ضاعف فيها المبلغ الذي كنت سأتقاضاه، وعندما سألته عن السبب أجابني «عملت هكذا لأنك الوحيد الذي لم يجادلني في الأجر». وعندما قبضت مستحقاتي اعتبرتها بمثابة مصروف شخصي بالنسبة إلي فلم يتغير شيء في نظام حياتي وقتها، ولم أفكر في الأمر من منطلق أنني أعمل وأحصل على المال، وإنما كانت سعادتي بأنها المرة الأولى التي أعمل فيها وأقف أمام كاميرا المخرج حاتم علي، وهنا كانت الرهبة الحقيقية».

الفنانة رنا كرم: شعور الغبن وشعور الفرح
أول أجر تقاضته الفنانة رنا كرم دفعت منه إيجار منزلها... هذا ما قالته في لقائنا معها مؤكدة أنها تشعر بالخجل لدى حديثها عن الجانب المادي في عملها، فهمها الأول تقديم عمل جيد يحبه الجمهور. تروي: «أول أجر تقاضيته يعود إلى عام 2008، وكنت أخجل من الحديث عن الموضوع المادي، فعندها لم أكن أناقش فيه، رغم الاجحاف الذي يواجه المتخرّجين الجدد من المعهد العالي للفنون المسرحية بهذا الموضوع لأن الأجور الأولى غالباً لا تكون مُنصفة. ولكن في النهاية هي فرحة أول عمل تشارك فيه فتشعر بأنك شخص مُنتج، وانتقلت من مرحلة إلى أخرى، وبالتالي هناك مشاعر متناقضة تجول في الذهن تراوح ما بين الشعور بالغبن من مقدار الأجر الأول وبين شعور الفرح بأنه أول مال تتقاضاه من كدك وعملك».

الفنانة ليا مباردي: أجري الأول نقلني إلى مرحلة الفتاة المنتجة
الفنانة الشابة ليا مباردي التي قدمت في العامين الأخيرين أعمالاً دخلت من خلالها إلى قلوب المشاهدين، تقول: «أول أجر تقاضيته لقاء عملي كان زهيداً لأنني كنت حينها جديدة على الوسط، ولكن حملت تلك المرحلة الشعور بأني انتقلت من فتاة تأخذ مصروفها من أهلها إلى فتاة مُنتجة، تعمل وتأخذ مقابل عملها. ولكن اجمالاً ما أجنيه تقوم والدتي بحفظه لي للأيام المقبلة، وما أصرفه آخذه من أهلي...».