ِمجموعة عطور جديدة تنضم إلى امبراطورية إيلي صعب النبيلة

عطور, عطور للنساء, دار إيلي صعب, إيلي صعب, La Collection Des Essences, تصاميم راقية

07 سبتمبر 2014

أتوق الى أن تنطلق رحلتي من لندن إلى دبي. هذه المرة، سوف ألتقي أحد أهم المصممين في عالم الأزياء. هو شخص قريب من القلب، أستطيع القول بفخر إنه عربي اكتسب شهرة عالمية.
التقيت إيلي صعب قبل ثمانية عشر عاماً تقريباً، لكن في يوم واحد فقط خارج جداول المواعيد المحمومة، تعرّفت إلى إيلي الحقيقي، الفخور بعائلته والذي يحب أن يتحدى نفسه، ويملك رؤية أبعد من الحروب الأهلية والنزاعات التي تشهدها المنطقة.
إيلي صعب فتح أبواب الاحتمالات أمام بقية المصممين العرب للحاق به وعرض مجموعاتهم خلال أسبوع الموضة الراقية في باريس.


مع إطلاق مجموعة العطور الجديدة La Collection des Essences من إيلي صعب Elie Saab، يعتبر الوقت مثالياً للاحتفال بهذا المصمم الفريد وإلقاء الضوء على مهنته العظيمة لغاية الآن، وكيف استطاع إبداعه الفني ورؤيته الفريدة ابتكار هذه العطور المذهلة.
«إنها جوهر الروائح. لقد ابتكرنا 4 عطور وهناك اثنان سيتم الكشف عنهما لاحقاً، لتناسب نساء العالم كله. ما زلت أشعر أن هذه العطور تملك جذوراً عربية، لكننا أردنا العمل عليها بحيث تناسب أية امرأة ترتدي ملابسي»، يقول صعب.

تصاميم إيلي صعب أنثوية بامتياز. فهي تلامس الجسم وتلتف حوله بطيات قماش جذابة وطلات لافتة. أسلوبه مميز وقدرته على فهم المرأة فريدة فعلاً، ولا تخفق الفساتين التي تحمل توقيعه في أن تحبس الأنفاس وتبهر الأنظار. «أنا لست مصمماً لموضة رائجة. أحب أن يكون جمال المرأة أساس عملي»، يشرح صعب بشغف.

يملك المصمم اللبناني عزيمة هائلة دفعته إلى ابتكار امبراطورية مميزة خلال خمسة وعشرين عاماً فقط. «بدأت مهنتي خطوة خطوة، وهكذا أحب إنجاز الأمور في خطوات سليمة تدريجية».
فساتينه الراقية باتت خيار النجمات لأنها تعانق منحنيات الجسم، وتنزلق بجاذبية كبيرة على الطلات النحيلة، وتولّد مظهراً نهائياً ساحراً. يضيف إيلي صعب: «أريد أن أصمم للنساء ما يرينه الأفضل لأنفسهنّ».

بصفته الابن البكر بين خمسة أولاد، وترعرع في بيروت، بدا احتمالاً مستبعداً إمكان تحوله إلى مصمم أزياء عالمي الشهرة، لكن افتتان صعب بصناعة الفساتين لم يبقَ طي المجهول. فقد كان في سن التاسعة فقط عندما وجد أول ملهمة له في إخواته، فابتكر لهنّ تصاميم صنعها من شراشف وستائر أمه.
أدركت النساء المحليات سريعاً موهبته، وأنشأ محترفاً صغيراً، قبل أن يدير محترفه الخاص في عمر الثمانية عشر عاماً. لطالما كانت علاقة صعب مع زبائنه أحد أهم العوامل الكامنة وراء نجاحه. وقدرته على ابتكار هذه التصاميم الجميلة تنبع من قدرته على فهمهن جيداً.

على رغم بداياته المتواضعة، أسس صعب امبراطورية مذهلة لم تبدّل جوهره كإنسان. لا يزال يكنّ احتراماً كبيراً لقيمه العائلية، ويعتبر ولدور زوجته كلودين في حياته الشخصية والمهنية، كما ويمضي وقتاً طويلاً مع أولاده الثلاثة. ولا يزال يمحور عمله حول محترفه في بيروت، لأنه بقي وفياً لجذوره.

يعمل من دون تعب، وإنما يحافظ على هالة الرجل المتماسك التي ترشح عبر تصاميمه وعروضه ومجموعاته. فعند التواجد في كواليس أي عرض من عروضه، يسود صمت يحسده عليه المصممون الآخرون.

يحتفظ صعب بالأقمشة والقوالب الخاصة بزبوناته المنتظمات في المحترف، بحيث تخاط لهنّ الفساتين الراقية وتنطبق على أجسامهنّ من دون الحاجة لأن تلتزم الزبونة بمواعيد معينة لتجربة الفساتين.
يتمعّن صعب دوماً في الفساتين قبل عرضها على الزبونات، ويعتبر انتباهه الدقيق للتفاصيل جزءاً أساسياً من هوية إيلي صعب ونجاح ماركته.

منذ الأيام الأولى التي صمم فيها الملابس لأخواته، كان صعب قريباً من النساء ونسج علاقة رائعة معهن. يعتبر شخصياً أن نجاحه يعزى ببساطة إلى رغبة النساء في ارتداء تصاميمه.

في العام 2000، عندما ارتدت هالي بيري ذلك الفستان المذهل باللون الأحمر الداكن الذي صممه لها لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، وقعت النجمات المشهورات في غرام ابتكاراته الجميلة. واليوم، بات عدد كبير من النجمات ملتزماً بابتكارات إيلي صعب.
كاثرين زيتا-جونز، صوفي مارسو، ديتا فون تيز، إيفا لونغوريا، ديان كروغر، بيونسي، ماري غيلين، وإيمانويل بيار هنّ بعض أسماء النجمات اللواتي يعشقن أعمال إيلي صعب ويرتدين دوماً فساتينه المذهلة للتباهي بها على السجادة الحمراء.

لا يملك صعب مجرد مبادرة رائعة في العمل، وإنما يملك أيضاً إبداعاً فريداً ورؤية مميزة وتواضعاً مذهلاً، فضلاً عن دعمه للعديد من القضايا، ولاسيما تلك التي تخصّ النساء والأطفال.
فحفلات العشاء المنتظمة التي يقيمها تجمع المال والدعم لعدد من القضايا المهمة، وهو حريص على مساعدة الشباب في تحقيق النجاح.

العطور الجديدة من إيلي صعب تتناغم جيداً مع فساتينه. فهي تماماً مثل أزيائه الراقية، تحتفل بالأنوثة وبالجمال بطريقة مثالية، مع الحفاظ على مستوى من الجاذبية. بالفعل، تجسّد فساتينه رقّة المرأة وقوتها، وتتناغم العطور بشكل مثالي مع هذا.
«مجموعة Essence هذه هي عبارة عن أشكال متنوعة لنسمة عطرية ولا بد أن تكون روائح الغاردينيا، والورد، والعنبر، والعود خفيفة».

وجد إيلي صعب في فرانسيس كوركدجيان صانع العطور المثالي لمحاكاة عاطفة مماثلة لتلك التي يعبّر عنها في أزيائه الراقية. يقول صعب: «نتحدث أنا وفرانسيس اللغة نفسها وهكذا عرفت أنه الوقت الصحيح للدخول إلى عالم العطور».

درس فرانسيس كوركدجيان الباليه والبيانو قبل أن يقرر في سنّ 15 عاماً أن يصبح صانع عطور. كان جدّه خياطاً، ولا تزال الروائح الدقيقة لزيوت ماكينة الخياطة، وطبشور الخياط، والتوابل المنبعثة من مطبخ العائلة تسيطر على ذكريات طفولته.
عمل كوركدجيان مع عدد من الشركات المختلفة وابتكر عطوراً فريدة وجميلة. أول عطر له كان Versaille Off في العام 2006. وفي العام 2009، أنشأ Maison Francis Kurkdjian ولم يعاود النظر إلى الخلف منذ ذلك الحين.

عمل كوركدجيان وصعب على ابتكار العطور معاً من قبل. يقول كوركدجيان عن صعب: «الاسم المشهور مثل النص المكتوب، يعبّر عن نفسه.
إيلي صعب يجيد التعبير لأنه يملك مادة ملهمة. تنبع سهولة تعبير الاسم عن نفسه من غناه». مجموعة العطور الجديدة مستوحاة بشدة من فساتين صعب، وقد حصل كوركدجيان على الحرية الكاملة لناحية الابتكار الفني، وأبدع في التحدي.

يعمل كوركدجيان منذ خمسة أعوام مع صعب، وبات بالتالي معتاداً على عمل إيلي، لكنه ما زال يعطي عناية كبيرة لدرس كل التفاصيل، والتمعن في الفساتين، والأقمشة وطرق الخياطة، وقد زار محترفات العمل للاطلاع عن كثب على ما يجدر بهذه العطور الخاصة أن تعكسه.
كل عطر فريد مستوحى بالكامل من عمل إيلي، مما يجعل الفساتين والعطور على ارتباط وثيق. «إنها مسألة براعة وكيف تستطيع براعتي التناغم مع براعة إيلي، كيف تستطيع معرفتي التعبير عما يفعله بطريقة عاطفية مختلفة».
والواقع أن هذا التصميم الإبداعي غير مألوف بالنسبة إلى صانع عطور، ويحتمل أنه يعزى إلى ماضي كوركدجيان الفني. «عليك الغوص في الأعماق. أنا راقص باليه سابق وما زلت أعزف البيانو، وتعلمت من ذلك كيف أترجم الأشياء.

يستطيع أي كان أن يعزف شوبان لكن ما من أحد قادر على عزف شوبان مثل شوبان نفسه». هذه الخبرة في رقص الباليه والتاريخ في الأداء يعنيان أن فرانسيس يدرس العوامل النفسية الكامنة وراء كل شخصية يترجمها.
يعتبر العطور بمثابة شخصيات، مثل نساء جميلات يجب التعبير عنهن وترجمتهن. يعمل فرانسيس مع العديد من المصممين ولاحظ أن الهدف الأساسي لهم جميعاً هو تجميل النساء وجعلهن يشعرن بالجاذبية.

في صناعة العطور، يضع فرانسيس نفسه مكان إيلي ويتخيل كيف كان ليبتكر العطر لو كان إيلي صعب. إنها أفضل طريقة للوفاء لعمل صعب وعكس رؤيته الفريدة. «أعتقد أن عالم العطور هو الطريقة المثالية لتوليد العواطف لأنه غير منظور.
أعرف أن العطر يعتبر غالباً مستحضراً جمالياً، لكنه ليس كذلك. بالنسبة إليّ، إنه عاطفة. إنه كل شيء ما عدا كونه مستحضراً جمالياً، يكمن فيه سحر حقيقي».

بالنسبة إلى كوركدجيان، لم تكن فكرة ابتكار أربعة عطور فريدة دفعة واحدة بالمشروع المخيف. فهو يفعل ذلك منذ عشرين عاماً وقد طوّر قدرة هائلة على التحمّل بالترافق مع إبداع حيوي.
وهو يقارن القوة والتدرب مع مزايا البطل الرياضي، ويشير كثيراً إلى المسرح عند التحدث بشغف عن عمله. «الأمر أشبه بأداء عدة شخصيات مختلفة في الوقت نفسه». تأثير المسرح والرقص يبدو جلياً جداً في عمل فرانسيس، مما يجعل عطوره فريدة ومعبّرة جداً. ثمة رومنسية وكيمياء في عمله.

تتمحور مجموعة La Collection des Essences حول أربعة عطور أساسية فريدة هي الورد والغاردينيا والعنبر والعود، لكن المادة الأولية هي دوماً الخيار النهائي بالنسبة إلى فرانسيس كوركدجيان. «المكونات هي الأداة».
يختار ما يريد قوله والتعبير عنه أولاً، ثم يختار المكونات لاحقاً. يحاول فرانسيس أن يكون قريباً من المفهوم الأصلي بدل التركيز على الجاذبية أو الجنس. أراد إيلي صعب استخدام العود. كان هذا طلبه الوحيد.
وبالنسبة إلى الباقي، منح كوركدجيان الحرية المطلقة، لأنه على يقين بأن صانع العطور المشهور سيترجم تصاميمه بشكل جميل. تمت موازنة العود بشكل مثالي كي لا يكون كثيفاً أو ثقيلاً جداً. «أسمع العطر أولاً في رأسي. الفصل الأول هو ما أريد قوله.
عندما يتضح ذلك في رأسي وأملك ما يكفي من المشاعر والمواد لأشمّ فعلاً الرائحة، أتوجه إلى المختبر». يستطيع فرانسيس كوركدجيان التقاط روائح محددة، وإنما يستطيع أيضاً مزجها في عقله.
وليس هذا بالأمر الغريب على صانع عطور، لكن طريقته في النفاذ إلى العوامل النفسية فريدة فعلاً. يشبّه الأمر بعدّة رسامين يستخدمون مجموعة الألوان نفسها وإنما يتوصلون إلى أساليب مختلفة جداً وتحف فنية فريدة.

أفضى التعاون بين إيلي صعب وفرانسيس كوركدجيان إلى بعض العطور الأكثر فرادة وتميزاً للتماشي مع عالم الموضة. هذان الرجلان المذهلان يشكلان فريقاً مثالياً.
ولا شك في أن العطور الأربعة في مجموعة La Collection des Essences ستسحر العالم، تماماً مثلما تفعل فساتين إيلي صعب.