مريم الصالح: «الكيميائي» سمّ يدخل الجسم... وما مررت به منحة وليس محنة

مريم الصالح,فنانة,مذكرات,مرض,فترة العلاج,المرأة الكويتية / نساء كويتيات

لها (الكويت) 08 نوفمبر 2014

فتحت الفنانة الكبيرة مريم الصالح قلبها وعقلها لـ « لها» وتحدثت عن بداية مرضها مروراً بالتجربة الأليمة والعظيمة في الوقت نفسه التي مرت بها خلال فترة العلاج والتي لخصّتها بكل ما فيها من آلام وصبر وكفاح بقولها: «ما مررت به لم يكن محنة بل منحة من المولى عز وجل عرفت فيها نفسي، وعرفت الحياة، وأدركت محبة الناس بجميع أجناسهم وألوانهم وأعراقهم».


- كيف هو شعورك بعد عودتك إلى الكويت بعد رحلة علاجية طويلة؟
الرحلة استمرت أكثر من عام وأنا بعيدة عن أهلي وبلدي الكويت الحبيبة. وأكيد أن الحياة في أميركا من أجل العلاج تختلف عنها من أجل السياحة.
كان الوضع صعباً ومؤلماً، ولذلك أنا سعيدة جداً بعودتي الى بلدي، وبالاستقبال الكبير لي من رفقاء دربي من الفنانين الكبار: سعاد عبدالله، حياة الفهد، جاسم النبهان، محمد المنيع، علي جمعة، هدى الخطيب، صادق الدبيس، والذين كان على رأسهم وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح.

- حدثيني عن شعور الغربة.
لا أريد أن أمدح نفسي، ولكن الكويت كانت تعيش معي داخل قلبي وعقلي، فبداية رحلتي العلاجية كانت في آب/أغسطس الماضي، وبعدها جاءتنا فترة الاحتفال بالأعياد الوطنية، داخل أميركا وارتدينا اللباس الوطني ورفعنا العلم الكويتي وغنينا ورقصنا بفرحة بلادي، وإن كان للإحتفال بالأعياد الوطنية داخل الكويت مذاق مختلف.
والحال نفسه مع شهر رمضان خارج الكويت إذ يكون طعمه مختلفاً، رغم أنني كنت أقيم في منطقة فيها الكثير من العرب من كل الدول، وكوّنت معهم صداقات كثيرة.
وكان المضحك في الأمر أنني رفضت طوال حياتي السفر إلى أميركا لاستيائي من الساعات الطويلة التي تستغرقها رحلة الطيران، ولكن بإرادة المولى عز وجل سافرت إليها ووجدت فيها علاجي.


سوء فهم

- هل حدث أن اتصلت بك الفنانة الكبيرة حياة الفهد للإطمئنان إلى صحتك، خصوصاً أن هناك خلافاً بينكما؟
حياة الفهد فنانة كبيرة، وقد اتصلت بي قبل أن أسافر الى أميركا وكانت خارج الكويت، والآن لا يجمعنا سوى المحبة، وكنت سعيدة جداً باستقبالها لي في مطار الكويت. هي أخت ورفيقة درب طويل.


آلام وتنميل

- ما اكثر شيء آلمك خلال فترة العلاج؟
عانيت ولا أزال من الألم بسبب خضوعي للعلاج الكيميائي، وحتى الآن أشعر بآلام وتنميل في يدي وأصابع قدمي وفي كتفي. هذا النوع من العلاج متعب وقاسٍ جداً، وقد أخبرتني الطبيبة المعالجة أن هذا العلاج يسبب آلاماً في الأعصاب، تزول تدريجاً مع الوقت، إضافة إلى صعوبة تحمّلي الإشعاع الذي يدمّر الخلايا في الجسم ويسبّب آلاماً مزعجة ولو كانت أخفّ حدّة من الكيميائي... فقدت تسعة كيلوغرامات من وزني وأصابتني امراض أخرى.
شعرت بالكآبة، إلى درجة أننى لم اكن أضحك حتى من المشاهد والأعمال الكوميدية التي كنت أشاهدها عبر التلفزيون، وكانت دموعي تنهمر باستمرار. وقد استمريت في تلقي العلاج الكيميائي خمسة أشهر، وكنت تعبة جداً منه.
والآن لديّ ضعف عام وألم وتنميل، وان كنت قد استعدت كيلوغرامين من وزني.

- كم كان حجم هذا الألم؟
كنت أشعر وكأن طلقات رصاص تصيبني في كل مكان في جسمي. كانت نوبات ألم، وأنا أقول إن تجربة المرض هذه منحة وليست محنة تجربتك.

- هل فكرت في كتابة توثيق تجربتك في كتاب أو ضمن مذكرات؟
لا، أخاف من الكتابة، رغم ان لي محاولات قليلة، وبالفعل أشعر بالندم لأنني لم أكن أكتب مذكراتي اليومية. ولكن في كل الاحوال هناك أشياء حاضرة في ذهني، وهناك حوادث يمكن إستحضارها من ذكريات الأصدقاء إذا فكرت في هذا الأمر.


موقف السوق

- نعرف انك كنت في رحلة شاقة ولكن أكيد مررت ببعض المواقف الطريفة في أميركا.
تضحك:
«حصل أن أبني صقر تركني ذات مرة في أحد الأسواق وذهب هو للتدريب الرياضي، ومع الوقت فرغ موبايلي من الشحن، ولم استطع الاتصال به لعدم تذكري رقمه، وعندها جلست على الرصيف، وكانت معي أغراض... كنت أكسر الخاطر وأصعب على الكافر كما يقولون... ضحكت في داخلي، لأن الناس كانوا يمرّون بي ويحسبونني من المساكين والفقراء... وربي سخّر لي في هذا الموقف شاباً جزائرياً شغل سيارته وشحن موبايلي وأوصلني إلى البيت.

- كيف كنت تمضين وقت فراغك في أميركا؟
كنت أهتم بمتابعة الأخبار في الكويت والوطن العربي خصوصاً مصر، وأحب أن أتابع من القنوات المصرية، كما احب متابعة برنامج د. هالة سرحان ومحطة ال m.b.c . وأنا بطبيعتي أحب متابعة كل شيء يدور حولي، فأنا من جيل الراديو.
كما أحب متابعة البرامج والأعمال الفنية التي تقدم السير الذاتية. أما في ما يتعلق بالأغاني فلست ميالة إليها، وإن كنت أستمع إلى أم كلثوم، فيروز، عبد الحليم حافظ، وماجدة الرومي.

- يقولون إنك عصبية، فهل هذا صحيح؟
مهما كنت عصبية، أقدّر الشخص الذي يقف أمامي،أصبح أكثر عصبية عندما أشعر بالكذب والنفاق، وحتى لو أن أحداً من ابنائي كذب أعنّفه.


التين والزيتون

- في تجربة مرضك هل من نصيحة للقراء؟
طبعاً أنصحهم بانتقاء طعامهم، وان يأكلوا ما ذكر في القرآن الكريم: الرمان، التين، الزيتون وجميع انواع الخضر والفواكه، وكذلك البروكولي والكركم، وهذا الأخير يحمي الجسم وفيه مضادات حيوية تهاجم الخلايا السرطانية، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن السكر بكل أنواعه والملح... كثرة الحلو تسبب السرطان مع الأيام، وأنا لم أتناول الهامبرغر أبداً في حياتي ولا المرتديللا، فهذه اللحوم المصنّعة تدمر الجسم، وأقلل دائماً من أكل اللحوم، وأفضّل تناول الدجاج.
طعامي صحي، ودائماً كنت أنصح القريبين منى بتناول الأكل الصحي حتى لا تصيبهم الأمراض. ولكن يشاء المولى أن أصاب أنا بالمرض، فهناك حكمة من ذلك.

- اليوم تتعاملين مع الصحافة والإعلام فيما كنت في السنوات الأخيرة مبتعدة. لماذا؟
كنت مبتعدة عن الصحافة الكويتية فقط، لأنها لم تقف بجانبي، لكنني كنت أتعامل مع بقية وسائل الإعلام وصحف الدول الخليجية والعربية الأخرى.
بقيت خمسة أعوام مقاطعة الصحافة الكويتية، ولكن عندما انتفى سبب المقاطعة بدأت التعاطي معها من جديد.
وفي كل حالاتي أنا راضية عن نفسي خاصة أن أكثر ما يفرحني في حياتي هو محبة الناس وجمهوري لي. ومن يعرفني عن قرب يعرف أنني واضحة وصريحة. وهذا أهم شيء. وأحمد ربي أنني ما تمنيت شيئاً إلا ورزقني إياه. وأتمنى أن ينعم عليّ بالصحة والستر في الدنيا والآخرة.