الأديب والمترجم العراقي عبد الهادي سعدون: أنا «حكواتي» أسرد القصص كما أحب

عبد الهادي سعدون,القاهرة,الأغاني الغجرية,غارثيا لوركا,هيئة قصور الثقافة,دار سنابل,توستالا

طارق الطاهر (القاهرة) 15 يناير 2015

أكثر من كتاب صدر في توقيت واحد بالقاهرة، للأديب والمترجم العراقي عبد الهادي سعدون؛ المقيم في إسبانيا منذ العام 1993، فقد صدرت له ترجمة جديدة لـ«الأغاني الغجرية» للشاعر الإسباني فيدريكو غارثيا لوركا، في سلسلة آفاق عالمية، التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة، كما صدرت له عن دار سنابل مجموعة قصصية بعنوان «توستالا» وبهذه المناسبة كان هذا الحوار مع الأديب عبد الهادي سعدون.

-بداية ما معنى « توستالا» التي اتخذت منها عنواناً لمجموعتك القصصية؟
تعني أنني حكواتي أسرد القصص كما أشاء، أسمعها عن آخرين، أو أبتكرها، الأهم في هذا كله، أنني أتلاعب بها كما أريد، أضيف إليها وأحذف منها، حرّ في اختياراتي ولا أحد يمكنه أن ينازعني مكاني، لأن حكاياتي لا تشبه حكايات الآخرين، ولا تشبه حكاياتي نفسها التي سأسردها يوم غد، التوستالا بلغة قبيلتي في العراق تعني الحكواتي الحر.

-أفهم من ذلك أن قصص المجموعة مترابطة أم كل قصة منفصلة بذاتها؟
المجموعة تضم عشر قصص، كلها مترابطة، فلا تنتهي حكاية حتى تبدأ أخرى، وهذا هو مغزى الحكايات التي تصب كلها حول موطني الأصلي العراق، أو عن حكايات العراقيين المقيمين في الغربة، لا سيما إسبانيا.

-أشعر من قراءاتي للقصص أنها تدور في عالم واقعي، بمعنى الإحساس بالغربة وبالبعد عن الوطن «الأم» وهو العراق، هو الرابط الرئيسي للمجموعة؟
بالفعل النصوص أغلبها تدور على ألسنة مغتربين، ولنكون أكثر وضوحاً، فالحاكي والمحكي عنه كلاهما في غربة ومهجر وبعد مكاني عن البلد الأصل «العراق»، وفي بلد حاضن هو «إسبانيا»، وهنا تتداخل «الأنا» القاصة بالـ«أنات» الحكواتية، التي تعبّر عن تجارب العديد من الشخصيات المغتربة بأجسادها، لكنها تشعر بالحنين لبلدها، الذي هاجرته وانفصلت عنه منذ سنوات طوال.

-أين تقع هذه المجموعة بين أعمالك الإبداعية؟
هذا هو الكتاب الثالث لي في القص، بعد مجموعتي «اليوم يرتدي بدلة ملطخة بالأحمر 1996» و«انتحالات عائلة 2003»، والعاشر في مجمل أعمالي الشعرية والنقدية والروائية التي كان آخرها رواية «مذكرات كلب عراقي 2012»، أما في مجال الشعر فقد صدر لي « ليس سوى ريح» 2000، «عصفور الفم» 2006، وهما ديوانان بالعربية، كما صدرت لي دواوين شعرية باللغة الإسبانية: «الكتابة بالمسمارية» 2006، «دائما شعر» 2011.

-صدَّرت المجموعة بمقولة «أنا لست سوى شخص من صنع كتبي» للأديب الإسباني خورخي لويس بورخيس، ماذا تقصد بذلك؟
في الكتابة أجد متعتي، لأنني أقول فيها كل شيء، ولا أخفي عليك سراً، أنني حتى عندما أترجم لا أترجم سوى ما يعيش بداخلي ويصبح جزءاً من تكويني.

-ربما يكون هذا ما دفعك إلى ترجمة أعمال سبق ترجمتها، مثل «الأغاني الغجرية» للوركا، رغم أنها مترجمة أكثر من مرة؟
بالفعل فأنا لست أول مترجم للوركا ولن أكون آخرهم، فالمكتبة العربية مليئة بالترجمات الخاصة بهذا الأديب الإسباني المرموق، فعلى سبيل المثال «الأغاني الغجرية» هذه سبق ترجمتها، لكن من وجهة نظري لم تصل إلى الجودة المطلوبة التي تعبّر بحق عن جوهر هذه الأغاني، وهو ما سعيت إليه، وأعتقد أنني وُفقت في أن أنقل للعربية مشاعر لوركا في هذه المجموعة الغنية بالرمزية والعوالم الخفية، والتجربة الثرية، فقد دافع لوركا في هذا الديوان عن عوالم الغجر، متزامناً مع ذوقه الفني المتميز، وانحيازه التام إلى عوالم المهمّشين في بلاده وبلاد العالم قاطبة.