الشاعر عبد اللطيف بن عبدالله آل الشيخ: المجتمع السعودي لا يستعيب شعر المرأة...

عبد اللطيف بن عبدالله آل الشيخ,المرأة,الشعر,شاعر,المرأة الشاعرة,المرأة السعودية,المملكة العربية السعودية,أشعار,الإنسان والشاعر

حسين علي - الرياض 06 أبريل 2015

شخصية استثنائية جمعت ما بين كتابة الشعر، وحب كلِّ من حوله، فوصلت كلماته بصدقها عبر فنانين كبار مثل فنان العرب محمد عبده، ورابح صقر، وأصالة، والقيصر كاظم الساهر، وغيرهم كثر... رغم شهرته الكبيرة، ما زال يحب لقب «هاوي» الذي عرفه به جمهوره.
وهو لم يقف عند حدود الشعر، بل عشق الرسم والتصوير، وعبَّر عنهما شعرًا. وله الكثير من الآراء المهمة في المرأة، والكثير من الأسرار والمفاجآت التي خصَّصنا بها الشاعر عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ في هذا الحوار.


- حدثنا عن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ الإنسان والشاعر.
عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ من مواليد الطائف في 20 آب/أغسطس1967. أكبر أبناء والدي عبدالله بن عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، ووالدتي الجوهرة بنت محمد بن إبراهيم آل الشيخ. متزوج من سارة بنت إبراهيم الحجيلان، ولنا من الأبناء خالد وسلمى وجود. أحببت الشعر من صغري، ومن يومها وأنا أكتب ولا أزال أكتب، وسأموت وأنا أكتب.

- هل تذكر لقب «هاوي»؟
حتى وإن نسيت لقب «هاوي» لا ينساني، فأنا ما زلت أحب هذا اللقب ومصرّ عليه، لأنّه يفسر حقيقة علاقتي بالشعر.

- ما بين الشعر والرسم والتصوير، ورغم ذيوع صيتك، هل ما زلت تعتبر نفسك هاويًا؟
أولاً، وللتوضيح، أنا لا أرسم ولا أصور، لكنّي أعشق الرسم والتصوير، وتعاملت معهما شعريًا من خلال معارض دولية ومزجت ما بين الشعر وهذه الفنون وكانت تجربة ثرية، أضافت إليّ الكثير من النواحي الفنية.

- لمن تنسب فضل حبك للشعر؟
اهتم بي وعلمني الشعر عمي محمد بن عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وهو شاعر جميل، قرّر هجر الشعر والتوجه إلى الصحافة، لكنّي أقول له إن الشعر حتى وإن هجرته لم ولن يهجرك.

- هل أفادك أم أضرّ بك لقب «آل الشيخ»؟
أولاً، هو اسم عائلتي وليس لقبًا، ومن ينتسب إلى هذه العائلة بلا شك يفخر بها، ولا أعتقد أنه سيأتي يوم ويضرني انتمائي لهذه العائلة إن شاء الله.

- غنى لك فنان العرب محمد عبده «الحكاية»، فما الحكاية؟
«الحكاية» أغنية كتبتها في زوجتي وأم أبنائي سارة بنت إبراهيم الحجيلان، وهذه كل «الحكاية».

- كيف رأيت فنان العرب فنيًا وإنسانيًا؟
لم تكن «الحكاية» أول تعامل مع فنان العرب محمد عبده، إنما التعاون الثاني، العمل الأول كان عام ٢٠٠٣ من خلال «ألقاك طهرٍ». وبلا شك أن الأستاذ محمد عبده هو الشخص الوحيد في هذا الوقت الذي يستحق لقب فنان العرب، وبلا شك أنه يشكل جزءًا من هويتنا الوطنية، فهو يسكن في كل بيت من بيوت المملكة العربية السعودية، ويُشكل ذائقتنا، وله الفضل بعد الله في انتشار الأغنية السعودية التي نجدها الآن قد تربعت على قمة الهرم الغنائي في العالم العربي.

- رابح صقر، عبادي الجوهر، أصالة، وغيرهم من الفنانين الذين غنوا أشعارك، من كان أقربهم إلى كلماتك؟
رابح صقر أول من غنى لي قبل عشرين عامًا «لو سألت القاع»، وله فضل لا أنساه، وهو لا يزال يغني هذه الأغنية في حفلاته العامة والخاصة حتى يومنا هذا، فأنا مدين له بهذا الوفاء، حتى وإن كانت الأغنية الوحيدة التي جمعتني به، وإن شاء الله هناك تعاون جديد.
أما عبادي الجوهر، فشهادتي فيه مجروحة، بل تنزف، لأنه من أعز الأصدقاء وأوفاهم وأنبلهم، كان له الفضل في تعريف الناس بي كشاعر، وما زالت الأعمال بيننا مستمرة، وآخرها أغنية «الجراح» ولا يزال في الجعبة الكثير بيني وبينه. أما الفنانة أصالة، فجمعني بها عمل واحد هو «سهرت الليل»، وأتمنى أن تتكرر التجربة بعمل جديد يليق بها.

- مَن مِن الملحنين تأمّنه على أشعارك، وأنت تثق أنها ستخرج كما تحب أن تكون؟
تعاملت مع عدة ملحنين غير المطربين الذين لحنوا لأنفسهم، مثل محمد عبده وعبادي الجوهر ورابح صقر. وللأمير بندر بن فهد فضل لا أنساه عليّ، فقد كان ولا يزال من أهم من لحّنوا لي.
كذلك هناك ملحن «الحكاية» يوسف المهنا الذي كان لي شرف التعاون معه، وتعاملت مع الفنان الكويتي صلاح أحمد كمطرب وملحن، وأنجزنا أعمالاً مشتركة جميلة مثل «أوف» و«طارت لغيري»، كما لحن لي بعض الأعمال آخرها أغنية «الريح أنا» للفنان وليد الشامي، وكذلك شهادتي به مجروحة، لأنه صديق عزيز قبل كل شيء.
الملحن عبدالله القعود لدي الآن معه ثلاثة أعمال جديدة، وتجربتي معه مختلفة وثرية، فهو أستاذ بكل ما تعنيه الكلمة. وتعاملت كذلك مع ملحنين شباب آمنت بفنهم وموهبتهم الرائعة، منهم يس وبندر سعد، ومصطفى جاد من مصر، وأيضًا هناك عملان مميزان مع الملحن السعودي الأستاذ زيد الجيلاني، ولا أنسى تعاوني مع الملحن «صادق الشاعر» الذي أتمنى أن أجتمع معه في عمل جديد إن شاء الله.
وأختم كلامي عن الملحنين بعرّاب الملحنين السعوديين الأستاذ ناصر الصالح الذي يجمعني به أكثر من عمل، أهمها مفاجأة سترى النور قريبًا، وناصر ملحن طاغٍ في الثراء الفني، فهو لا يبخل على أعماله من ثروته التي لا تنضب.

- ماذا عن تعاونك مع كارمن سليمان؟
هي أغنية بعنوان «أخباري»، من ألحان محمد عبده، اختصينا بها الفنانة كارمن سليمان، تأكيداً لموهبتها الكبيرة، وكان العمل بمثابة هدية منّي ومن فنان العرب لها، تقديرًا لهذه الفنانة التي بدأت شق طريقها. كما أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم عمل للفنانة أنغام يتناسب مع مكانتها الفنية الراقية.

- هل صدرت مجموعتك الشعرية الكاملة؟
إذا كان موقعي في الإنترنت يعتبر بمثابة المجموعة الشعرية الكاملة، فجوابي هو نعم، وإن كان المقصود ديواناً مطبوعاً، فلم أبت الموضوع حتى الآن، لأن الموقع على الإنترنت يُغني عن المطبوع من وجهة نظري. والحمد لله ردود الفعل كانت ممتازة خلال ما لمسته مباشرة من قنوات التواصل الاجتماعي.

- كيف ترى الوسط الشعري في السعودية في ظل ما يعرف بالـ«شللية»؟
أعتقد أن ظاهرة الشللية اختفت بعد انتشار قنوات التواصل الاجتماعي، فالشاعر لم يعد يحتاج إلا إلى نفسه للوصول.

- إن جاز القول إن هذا العصر هو عصر الرواية، فمتى يكون عصر الشعر؟
أعتقد أننا ومنذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، ونحن نعيش في عصر الشعر ولم نزل.

- ماذا عن المرأة الشاعرة؟ ماذا تقول لمن يذهب إلى أن قولها الشعر يخدش حياءها في مجتمع محافظ مثل السعودية؟
أنا من أشد المتحمسين لشعر المرأة، فلا أحد يستطيع وصف مشاعر المرأة إلا المرأة نفسها. وللأسف ليس لدينا في السعودية العدد «الظاهر» الكافي من الشاعرات، مع العلم أن المجتمع المحافظ لا أعتقد يستعيب شعر المرأة أو ينبذه. وفي تاريخنا من الشاعرات الكثيرات.
ولكن يبقى أن نقول إن هناك أسماء في الساحة الشعرية لها حجمها مثل الشاعرات هتّان وبوح والمعتزة التي كان لها شرف كتابة أحد أوبريتات الجنادرية، وهذا دليل آخر على أن المجتمع السعودي لا يستعيب شعر المرأة.

- ما بين الحداثة والكلاسيكية، أين يقف شعرك؟
في المنتصف.

- كيف يجتمع المال والأعمال بوصفك رجل أعمال، مع الشعر؟
أولاً أنا لست برجل أعمال بالمعنى المقصود، فأنا كنت موظفًا حكوميًا ومن ثم أصبحت موظفًا لدى الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وما زلت أعمل معه كسكرتير خاص لسموه.
أمَّا من ناحية المال والأعمال، فمثلي مثل أغلب الشعب السعودي الذي يستثمر مدخراته في أسواق المال المتاحة ومن بيع وشراء عقارات والأسهم وهذا لا يضعني أبدًا في مصاف رجال الأعمال.

- هل لرأي المرأة اعتبار قوي عندك في قرارتك؟
هي نصف المجتمع، وبذلك يصبح رأيها مهمًا، حسب نسبتها، والدليل توجّه الدولة لتعيين بعض النساء في مجلس الشورى الذي يعد مطبخ أغلب قرارات الدولة. أما بالنسبة إليّ شخصيًا، فأنا لا أنفصل عن المرأة أبدًا في أغلب أشكالها الحضارية فهي زوجتي وملهمتي، وهي والدتي التي بذرت فيّ «علوم الرجال»، وهي إبنتي التي لا أملّ من تدليعها.

- من المرأة التي لا تنساها في حياتك؟
جدتي لوالدتي نورة بنت عبدالرحمن الناصر «رحمها الله»، فهي مثال المرأة الكاملة في وجهة نظري.

- حدثنا عن حياتك الأسرية وعلاقتك بالزوجة والأبناء.
أنا إنسان عشقي الأول أسرتي المكوّنة من زوجتي وابني الأكبر خالد الذي يستكمل دراسته الثانوية في أميركا، وابنتي سلمى وابنتي جود اللتين اقتسما قلبي.

- هل ابنك يكمل مسيرتك أم ابنتك؟
أتمنى أن يكون كلاهما.

- متى تترك دورك في طابور لامرأة؟
عندما تكون أعلم منّي.

- ما العادة التي تراها في نفسك سيئة؟
لست على وفاق تام مع منطقة الوسط .

- وما العادة التي تمدحها المرأة فيك؟
اسألوا زوجتي سارة الحجيلان فهي خير من سيجيبكم