Dior Cruise 2016 حين تقيم ديور مهرجانها...

مدينة كان,Dior,ديور,Dior Cruise 2016

كان- كارولين كاسيا 31 مايو 2015

كانت الشمس على موعد معنا في مدينة «كان» الفرنسية يوم الحادي عشر من شهر مايو /أيار لاستقبال عرض الأزياء السنوي لمجموعة كروازيير لدار Dior. بعد موناكو عام 2013، ونيويورك عام 2014، عادت الدار الفرنسية العريقة إلى الريفييرا الفرنسية واختارت هذه المرة قصر بول Palais Bulles للمصمم بيار كاردين، التحفة الفنية الحقيقية في الهندسة المعمارية العضوية، الجاثم على جرف ثيول سور مير Théoule-Sur-Mer، على مسافة بضعة كيلومترات من كان. كانت مجلة لها بين الحاضرين. وفي البرنامج: ألعاب كرة، وعرض أزياء وسحر جذاب. وفي النهاية: عرض مذهل للمفرقعات النارية.

الأحد 10 مايو:
بيروت- باريس- نيس

كان الطقس جميلاً عندما وصلنا في بداية بعد الظهر، وساد جو من الاضطراب غير المسبوق على منطقة كان. سوف يبدأ المهرجان بعد يومين، ومثل كل عام، ازدانت المدينة بأجمل الحلل لاستقبال نخبة النخبة في السينما العالمية. السلبية الوحيدة في كل المشهد هي أن شاطئ «ماجستيك» قرب فندق Somptueux حيث نزلنا، كان مغلقاً بسبب التحضيرات للمهرجان. إلا أن دار ديور فكرت في كل شيء. فقد أتاحت لنا زيارة منتجع كلارنس الصحي Spa Clarins في الفندق للاستراحة من عناء السفر.

الاثنين 11 مايو:
 لا تزال الشمس ساطعة.

توجهنا إلى سان بول دو فانس، وزرنا ساحة القرية للتعرف إلى ألعاب الكرة التقليدية في جنوب فرنسا، وإنما على طريقة ديور. وقد انتبهت الدار الفرنسية إلى أدق التفاصيل بحيث قدمت لكل واحد من المدعوين علباً من الطابات التي حفرت عليها الأحرف الأولى من اسمه. بعد تناول المقبلات، تشكّلت الفرق. وتواجهت كاتبات المدونات ومحررات الموضة من العالم أجمع في لعبة طغى عليها المرح و«الأناقة» قبل الانتقال إلى مؤسسة مايت، مؤسسة خاصة بالفن المعاصر، التي تم إغلاقها للمناسبة، حيث جرى صفّ مأدبات مذهلة من الطعام بين فناء Giacometti، ومتاهة Mirَ المليئة بالمنحوتات، والفسيفساء الجدارية لكل من شاغال وتال كوت، وبركة الماء وزجاجية براك، ونافورة بوري. إنها متعة حقيقية للعينين وحاسة الذوق.

19:30: الحفلات مستمرة.

الوجهة: قصر بول للمصمم بيار كاردين في ثيول سور مير. تولى المهندس االمعماري الهولندي آنتي لوفاغ تصميم هذا القصر، علماً أن لوفاغ هو مبتكر مشروع علم المساكن. فقد أحب لوفاغ مساكن الإينويت والمساكن الكروية للسكان البدائيين. وجاءت هذه التحفة الفنية، التي جرى تشييدها بين 1979 و1984، بمثابة إعادة ترجمة عصرية للمساكن الكهفية. إنها صورة للهندسة المعمارية العضوية التي تخص منذ العام 1991 بيار كاردين، أول مصمم في دار ديور من عام 1946 وحتى 1949، وسيد الموضة المستقبلية (بالترافق مع باكو رابان وأندريه كوريج). لطالما حلم راف سيمونز بأن يقدم مجموعته في هذا المكان، لدرجة أنه لم يتردد في تغيير المكان والبلد لتقديم مجموعة كروازيير الخاصة بدار ديور، علماً أن المجموعة كان مقرراً عرضها في لوس أنجليس.

«إنه مكان يسحرني منذ أعوام عدة، وأنا مسرور جداً لتمكني من تقديم هذه المجموعة هنا»، يقول راف سيمونز قبل بداية العرض.

جلس الجميع في أمكنتهم. بدأ المشاهير بالوصول، وبينهم ماريون كوتيار، التي ارتدت سترة باللون الرمادي اللؤلؤي بأسلوب الكيمونو، والوجه الإعلاني للدار منذ بضعة أعوام؛ حضرت أيضاً كيارا ماستروياني، الممثلة الأميركية داكوتا فانينغ، زويه كرافيتز، الممثلة التي جاءت إلى كان لتقديم فيلم Mad Max الذي شاركت فيه مع الرائعة تشارليز ثيرون.أما ريهانا، الوجه الإعلاني الجديد للدار، فقد أكدت حضورها لكنها لم تحضر. إلا أن العرض استمر، ويا له من عرض!

بدأت الموسيقى. اختالت 53 عارضة بين كوّات القصر، بحيث كان الديكور داخلياً وخارجياً في الوقت نفسه، مع البحر الأبيض المتوسط في الخلفية. في هذه المجموعة، اجتمعت التصاميم البسيطة والعملية مع أخرى ذات أناقة أكثر تقليدية. اندماج في الأساليب والأشكال والأقمشة والتقنيات، للتذكير بالعالم المختلط في جنوب فرنسا.

قمصان طويلة، فساتين سهرة ذات قصات مائلة... كل هذه التصاميم اجتمعت مع بعضها بطريقة عفوية. أما اللمسة «اليدوية الصنع» فسلكت الطرقات القريبة من الحرفية اليدوية والتقنيات التقليدية. هكذا، قدمت المحترفات إصداراتها الخاصة من الكروشيه والأثواب والتصاميم المرقعة. وقد تمت محاكاة الأرض والسماء والمشاهد البحرية في الدمج بين أنسجة اللوريكس والفرو لابتكار تصاميم تذكرنا بالسجاد اليدوي الصنع. هكذا، أصبحت الأوشحة والفساتين تصاميم مجردة في هذا العالم العضوي. ولم تهمل المجموعة الجديدة تذكيرنا بالريفييرا الفرنسية من خلال ألوانها وأقمشتها. فالكروشيه، والشبك الرفيع، والنسيج المحبوك، واللوريكس ترافقت مع الفرو والجاكار والحرير. وطغت على المجموعة تصاميم البلوزات، والتنانير القصيرة، والسراويل الواسعة، وخصوصاً سترة بار التي أعاد ابتكارها راف سيمونز. وبالنسبة إلى النقوش، رأينا المربعات الملونة في كل مكان تقريباً. انتهى العرض، وأسرع الجميع صوب المصطبة المطلة على الخليج لمشاهدة أجمل استعراض للمفرقعات النارية نظمته دار ديور. حتى ماريون كوتيار لم تستطع كبح نفسها من الوقوف على مقعد خشبي لالتقاط الصور...

إلى اللقاء في السنة المقبلة، لمشاهدة حلم أكبر...