تفاصيل ودهاليز العالم الإلكتروني: التكنولوجيا... إلى أي مدى غيّرت العالم؟

الهاتف الذكي,الثورة الإلكترونية,مواقع التواصل الاجتماعي,Applications,الضروريات الباهظة الثمن,تطور التكنولوجيا,تطور الإنسان,الخصوصية,Snapchat

كارولين بزي 06 يونيو 2015

الهاتف الذكي هو بداية الثورة الإلكترونية التي أوصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي والـApplications التي باتت منتشرة في مختلف ميادين الحياة. كما أن الهواتف الذكية باتت تشكّل عبئاً على أصحاب الدخلين المتدني والمتوسط، لأنها لم تعد من الكماليات، بل من الضروريات الباهظة الثمن. بالإضافة إلى أن تطور التكنولوجيا يفوق معدل تطور الإنسان، وبالتالي لم يعد باستطاعة المجتمعات الاستفادة من كل خصائصها...

عندما نتنازل عن معلوماتنا الشخصية لـ«فيسبوك» نفقد ملكيتها
تعود ملكية كل الصور والمعلومات الشخصية، لشركة «فايسبوك». منذ لحظة البدء بتنزيل صور أو فيديوات على «يوتيوب»، وبالتالي يفقد صاحب العلاقة حق ملكيته لما تم تنزيله ويصبح بالتالي ملك الشركة أو الموقع الذي استخدمه. العالم كله بات مواكباً للتكنولوجيا. إلا أن الاختراع الأهم هو الهواتف الذكية... وكأننا نحمل الكمبيوتر معنا أينما ذهبنا. ثمة ميزات تتمتع بها بعض الهواتف الذكية تفوق حتى ميزات الكمبيوتر. إذ إن نسبة مستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي، ولا سيما في الخليج ربما تكون الأعلى في العالم. كما أن كل شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والفنية متميزة في الإمارات والسعودية.
يُذكر في هذا الإطار أن نسبة الناطقين باللغة العربية حول العالم تتراوح بين 7 و 10 في المئة، فيما المحتويات المتوافرة تبلغ نحو 3 في المئة. هناك فجوة كبيرة بين الناطقين بالعربية والمحتويات، لكن التكنولوجيا استطاعت أن تجمعهما معاً، لذا نشاهد العديد من المواقع الجديدة التي تستخدم التكنولوجيا في العالم العربي، ولا سيما في لبنان والأردن ومصر، حتى الكتب والوصفات والمعلومات الغذائية باللغة العربية باتت موجودة على المواقع الإلكترونية...

للمطبوعات الورقية قيمتها الخاصة
بالرغم مما سبق ذكره، نؤكد أن الكتب والمطبوعات الورقية قيمتها بل ما زالت تتمتع بخصوصية معينة، إذ يتم استخدامها مثلاً في المطار، في المكاتب، على الشاطئ وفي المقاهي. لا تزال موجودة ولكن بخجل في ظل انتشار الهواتف الذكية التي تعد بمثابة كمبيوتر محمول في الجيب. ثمة من يهوى قراءة الجريدة في الصباح، لكن لمرةٍ واحدة، فالهواتف الذكية تتيح تتبّع الأخبار كل دقيقة... المطبوعات الورقية موجودة، لكن الهواتف الذكية ترافقنا أينما ذهبنا، فبنقرة واحدة يمكننا الاطلاع على ملايين المعلومات، والتواصل كذلك مع الأصدقاء من خلال الرسائل القصيرة أو الـVideo Call ، بالإضافة الى ممارسة مختلف الألعاب... الهواتف الذكية آخر صيحات الأكسسوارات، فأول ما يفعله الناس عند الاستيقاظ هو تفقّد الهواتف. وثمة دراسات تشير إلى أن معدل عدد المرات التي يقفل خلالها الشخص هاتفه تبلغ نحو 140 مرة في اليوم... وعلى الرغم من توافر الانترنت سابقاً في البيت والمكتب، لكن الهواتف الذكية جعلته في متناول الجميع وفي كل الأمكنة، خصوصاً مع طرح الـIPhone في الأسواق. عندما ابتكر ستيف جوبز الهاتف الذكي الذي بات بمثابة كمبيوتر محمول في الجيب، العالم تغير...

التكنولوجيا في كل شيء..
غزت التكنولوجيا أخيراً كل الأشياء، كتطبيق Google Glass, the Apple watch. وأوجدت لها مكاناً في الـ «تي شيرت» الرياضية لتحدد عدد الوحدات الحرارية التي يخسرها الرياضي أو عدد دقات القلب. كذلك تم ابتكار كرة القدم الذكية لدى Adidas التي تحدد قوة ركلة اللاعب للكرة، واخترعت Nike أيضاً كرة السلة الذكية... وهذه الأدوات تأتي تحت عنوان «تكنولوجيا الأشياء»، حتى اللمبات في المنازل باتت تُظهر معدل الطاقة التي تستوعبها اللمبة وكيف يمكننا أن نبدّل لون الضوء، هذا إلى جانب ابتكار المفتاح الذكي.
بالعودة إلى «فايسبوك»، لم يعد هناك من خصوصية، لأننا باختصار نستخدم موقعهم أو صفحتهم لإدراج معلوماتنا الشخصية، وبالتالي يروّجون هم التفاصيل المتعلقة بنا في إعلاناتهم. لذلك برزت في العالم جماعات لحماية المستهلك، للدفاع عن حقوق المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، للتأكد من أن استخدام المعلومات الخاصة بالأشخاص يتم بمسؤولية. وفي الوقت نفسه، يستفيد من يملك صفحة على «فايسبوك» من الترويج اذا كان الإعلان مفيداً له. مثلاً إذا كنا نبحث عن سيارة ويعرفون ذلك من خلال صفحتنا، فخلال يومين تصلنا اعلانات وعروض عن سيارات للبيع ومن دون علمنا، إذ نعتقد أحياناً أنها أتت بالصدفة... لكن المثير للريبة إذا بيعت معلوماتنا الشخصية إلى شركات أخرى، أو تعرضت حساباتنا ومعلوماتنا الشخصية للقرصنة.

الإعلانات والكتب الإلكترونية..
تعتمد الإعلانات الإلكترونية على كل ما هو إلكتروني، وعندما ننشئ حساباً خاصاً لنا على «فايسبوك»، نطلعهم على الجنس، ذكراً أم أنثى، فيراقبون الصفحات التي تعجبنا أو التي نتابعها، إن لناحية الفن أو الأكسسوارات أو الماركات العالمية، ومن خلال متابعتنا لهذه الصفحات يجمعون عنا المعلومات، عندها يدخل المعلن ويختار المرأة التي يتراوح عمرها بين 25 و30 سنة... والتي أُعجبت بصفحة Dior ومن جمهور راغب علامة مثلاً... وذلك بعد إجراء عدد من الأبحاث يظهر على سبيل المثال أن نسبة المتابعين لصفحة «ديور» هم من جمهور راغب، والإعلانات لا تقتصر على «فايسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل تطاول المواقع الإلكترونية الأخرى أيضاً. هذا هو العالم الإلكتروني الذي يسمح للمعلومات المطلوبة بأن تنتشر على عكس المطبوعات الورقية التي لا يمكن أن يرى الإعلان إلا قارئها. حتى الإعلانات التي تعرض على شاشات التلفزيون يشاهدها الجميع، بينما يختلف الأمر في ما يتعلق بالانترنت، لأن صاحب الإعلان بإمكانه اختيار السن والجنس وحتى الخلفية. مثلاً إذا قمنا بزيارة أحد مواقع الماركات العالمية، فبعد أسبوعين نتلقى الإعلانات الخاصة بالمنتج الذي دخلنا الى صفحته.
وفي ما يتعلق بتنزيل الكتب، فالأمر يتعلق بالموزع، فعندما نعقد اتفاقاً مع الموزع، تتحول حقوق الملكية إلى الناشر وليس إلى الكاتب. ومن المتعارف عليه أنه في السابق، اقتصر نشر الكتب على خمس أو ست شركات في العالم. أما اليوم ففي إمكان الكاتب أن يقصد موقع Amazon ليبيع كتابه، فهذا الموقع يضم العدد الأكبر من الكتب الإلكترونية حول العالم... ويتقاضى بعض الكُتّاب نسبة معينة عند بيع كل كتاب من خلال الإنترنت... ويُذكر أنه أُنشئ أخيراً موقع «جرير» وهو موقع ضخم جداً ويُعنى بنشر آلاف الكتب العربية وبيعها...
وفي ما يتعلق بالرسائل الإلكترونية، فكل هذه الرسائل تمرخلال جزء من الثانية بنقاط عدة قبل وصولها إلى الشخص المعني. يمكننا ملاحظة ذلك من خلال الإنترنت، عندما نبحث مثلاً عن اسم كتاب أو شخص ما... فبمجرد أن نضع الإسم على محرك البحث «غوغل»، حتى تظهر في جزء من الثانية ملايين المواقع التي تتناول الموضوع المحدد.

الـSnapchat والخصوصية..
وأخيراً برز الـSnapchat وهو تطبيق شبيه بـ «الواتساب» ولكن بإمكان المرسل أن يحدد وقتاً لإخفاء الصورة المرسلة... يحافظ على بعض خصوصياته ولكن ليس مئة في المئة. مؤسسو هذا الموقع جعلوا منشئ الحساب على صفحتهم يشعر بمزيد من الخصوصية والسرية. وتشير بعض الدراسات إلى أن عدد متتبعي Snapchat فاق متتبعي الـ«انستغرام» لأنه يساهم في الحفاظ على الخصوصية بنسبة أربع أو خمس مرات أكثر من «انستغرام». فحين نتحدث عن الخصوصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نضرب مثلاً بـ Snapchat.

حافظ على خصوصيتك بعيداً عن التكنولوجيا..
تختلف الخصوصية من شخص إلى آخر، ولكن بالشكل العام لم يعد في حياتنا خصوصية، ومن يريد أن يحافظ على خصوصياته عليه أن يحتفظ بسره ولا يكشفه لأحد. لكن إذا استخدمنا «واتساب»، تقنياً باستطاعة النقاط التي تصلها الرسالة الاطلاع عليها ولكن تبقى سرية، باستثناء قراصنة الإلكترونيات الذين يستطيعون اختراق رسائلنا الخاصة. يستطيع «فايسبوك» الاطلاع على كل معلوماتنا في مقابل الحصول على خدمة مجانية من خلال استخدام صفحته، والتواصل مع الأصدقاء... ولا يمكننا القول إن «فايسبوك» قام باختراق المعلومات الخاصة بنا، وإنما اطّلع عليها بمعرفتنا ومن خلال موافقتنا على إنشاء حساب خاص بنا عليه. مثلاً مجلة «لها» أو موقع «لها» وافق على أن تتم مشاركته على «فايسبوك» أو «تويتر».

Applications..
من حسنات الـApp أنه ابتكر عالماً اقتصادياً جديداً، وآلاف الشركات أطلقت تطبيقات أو Applications. فإذا أراد أحد الأشخاص أن يبتكر مثلاً لعبة في غضون شهرين، يستطيع ذلك وقد يجني من خلال هذا التطبيق مالاً ويصبح مليونيراً، وهي فرصة ووسيلة لجني المال من المنزل.

حسنات وسيئات التكنولوجيا..
التكنولوجيا المتطورة باتت من الضروريات وليس من الكماليات، لكن مواكبتها مكلفة جداً لأصحاب الدخلين المتوسط والمتدني... كما أن سرعة تطور التكنولوجيا تفوق سرعة تطور الإنسان في مختلف البلدان، وبالتالي لا تشكل إفادة لكل المجتمعات... أحياناً هي مفيدة ومهمة بإظهارها الحقائق، لكن بعض الناس قد لا يحسنون التحكم بهذه القوة التي في متناولهم والتي تُسمّى «الهاتف الذكي»...