حسن البلام: نجاح 'أبو الملايين' غيّر نظرتي إلى الكوميديا

حسن البلام, الكويت, فنانون كويتيّون, مسلسل, كوميديا

08 سبتمبر 2013

استكمالاً للنجاح الذي حقّقه العام الماضي في البرامج الكوميدي المنوع «واي فاي»، واصل الفنان حسن البلام تألقه في الكوميديا هذا العام من خلال مسلسل «أبو الملايين».
ورغم أنه يقف للمرة الأولى أمام عملاق الكوميديا النجم الكبير عبد الحسين عبد الرضا والنجم السعودي ناصر القصبي، فإنه تسلّح بموهبته المتفردة وقدّم نفسه بما يثبت استحقاقه الشخصي، ونجح في أن يصل إلى قلوب المشاهدين بعفوية الأداء والانسجام التام بين الشخصيات الثلاث.
حسن البلام عاد أيضا وبتألق ونجاح باهر إلى المسرح الكويتي عبر مسرحية «مصاص الدماءالتي عرضت طوال أيام عيد الفطر وتعاون فيها مع مجموعة السلام الإعلامية. التقيناه ليحدثنا عن تجاربه الفنية واختياراته وأجواء أعماله...


- في البداية حدثنا عن أصداء مسلسل «أبو الملايين».
«أبو الملايين» كان فاكهة الأعمال الدرامية لهذا العام، وهذا ليس رأيي الشخصي إنما هكذا وصفه النقاد والمشاهدون. فالحمد لله العمل حقق نجاحاً واسعاً تجاوز الخليج، بل كان له متابعوه في الدول العربية الأخرى.
وأنا سعيد بمشاركتي في هذا العمل الذي اعتبره خطوة مهمة جداً ستجعلني أغير فكرتي عن الكوميديا وخطتي التي أسير عليها منذ سنوات طويلة حين بدأت في الوسط الفني، فنجاح هذا العمل وخصوصا ردود الفعل إيجابية على دوري ستجعلني أفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عمل جديد.
وأشكر أبو عدنان على هذه الثقة التي وضعها بي وبدت على الشاشة.

- ماذا تعلمت من النجم الكبير عبد الحسين عبد الرضا؟
العمل مع النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا له مذاق آخر ومختلف، فهو بالفعل عملاق الكوميديا وفنان بمعنى الكلمة، إلى درجة أنتي ندمت على أني لم أتعاون معه طوال السنوات الماضية.
لكني حمدت ربنا على أن المشاركة جاءت في هذا التوقيت بعد نضجي فنيا لكي أكون قريباً منه وأستطيع فهمه بسهولة وأتجاوب معه بالطريقة التي جعلتنا منسجمَين على الشاشة.
أما ما تعلمته من أبو عدنان فهو كثير. فمن خلال هذا العمل اكتشفت أن أخلاقيات الفن عند النجوم الكبار افضل من اخلاقيات الفن عند جيلنا الحالي، فالثقة التي وجدتها عنده لم ار مثلها عند غيره. ويكفي أنه كان يعطيني من حواراته لكي يبرزني، وهذا التصرف لا تجده عند الكثير من النجوم.
كان خير مشجع لي، فهو مدرسة كوميدية كبيرة ثرية ومفيدة لأي فنان.

- كيف تعاملت مع عصبية عبد الحسين عبد الرضا داخل «اللوكيشن» أي موقع التصوير؟
كل ما يقال عن إن عبدالحسين عبدالرضا عصبي ومتوتر ودكتاتوري في «اللوكيشن» ولا يعطي الفنانين الذين يشاركونه اعماله فرصة كلام عارٍ عن الصحة وغير حقيقي ومحل كذب وافتراء على هذا الرجل.
فهو عكس ذلك تماماً، حتى أنه جلس معي أكثر من مرة قبل التصوير لكي يكسر الحاجز النفسي بيننا وتزول رهبة وقوفي معه على الشاشة كونها أول مرة، وحتى أستطيع فهمه وأتجاوب معه. وبالفعل وفقنا في هذا الأمر.

- وماذا عن النجم ناصر القصبي؟
ناصر القصبي فنان رائع وسلس في التعامل، اشتغلنا معاً بروح أخوية فلم أشعر بأنه سعودي ونحن كويتيون، على عكس حروب مواقع التواصل الاجتماعي بين الكويت والسعودية. فكنا ندخل «اللوكيشن» بأجواء حلوة ومرحة وروح الفن الحقيقية التي ليست لها جنسية.
وفي النهاية كانت النتيجة عملاً مميزاً ورائعاً، وحققنا في هذا المسلسل مسرحاً تلفزيونياً جديداً ومختلفاً.

- ما أكثر نقد أعجبك عن المسلسل؟ وبماذا تردّ على من هاجموه؟
أكثر الكتابات التي لفتت انتباهي وأعجبتني وصفنا أنا وعبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي بأهرام الكوميديا لهذا العام، أما من هاجمني فأقول له أنظر إلى العمل بإيجابية ولا تتصيد الأخطاء لأنه لا يوجد عمل كامل ولا بد من وجود أخطاء.
لذا عليه أن يغفر لنا لأننا بالفعل تعبنا وحاولنا تقديم عمل يحترم عقلية المشاهد ويمتعه. فمن ينتقدني أطلب منه أن يوفر لنا الحرفية الموجودة في أوروبا وأميركا ومن ثم ينتقدنا. نحن بإمكانات بسيطة استطعنا أن نقدم دراما منافسة على مستوى الوطن العربي.

- وماذا عن أجواء «واي فاي؟
أنا الكويتي الوحيد الذي شارك في الجزء الثاني من «واي فاي» وسعيد لثقتهم بقدراتي، فالجو العام كان سعودياً يغلب عليه الشباب وقد حققوا نجاحاً كبيراً ومتابعة مميزة من خلال شاشة تلفزيونية مهمة مثل mbc.
وانتهز فرصة لقائي وأعتذر للشعب العماني عبر مجلتكم بعد أن تضايقوا من تكرار تقليدي لهم لكني أحبهم وأقدرهم، فالتقليد نوع من أنواع الفنون ولا أقصد به إهانة شخص أو شعب أو فئة.

- هل تابعت الدراما هذا العام؟ وما رأيك في الأعمال التي قدّمت؟
الحقيقة لم يسعفني الوقت لمتابعة الكثير من الأعمال نظراً إلى انشغالي طوال شهر رمضان ببروفات المسرح، لكني سأشاهدها بتمعن لاحقاً. وأنا بالطبع سعيد برؤية سعاد عبدالله وحياة الفهد على الشاشة لأن عودتهما معاً مكسب كبير للدراما الخليجية، رغم تحفظي بعض الشيء عن النص فوداد الكواري كاتبة مميزة ولها رؤية خاصة بها لكنها ومع احترامي الكامل لها لا تصلح للكوميديا وملعبها الحقيقي هو الدراما البحتة والقضايا وهموم الناس. أما الدراما المصرية فهي من وجهة نظري اكتسحت الدراما الخليجية رغم الظروف في مصر.
وأهم الأعمال المصرية مسلسلات «القاصرات» و«حكاية حياة» و«العراف». وأتمنى من صناع الدراما عندنا ان يتعلموا منهم، فتحية للدراما المصرية لهذا العام.

- أين أنت من الإنتاج؟
موجود وسبق أن تقدمت للعديد من القنوات لكني للأسف لم أجد أي إجابة ولا اعرف السبب، ربما هناك أيادٍ خفية الله أعلم، وللعلم تسبب هذا الشيء بمشكلة كبيرة بيني وبين الكاتبة هبة مشاري حمادة بعد أن وصلني كلام بأنها سبب عرقلة شغلي بعض الشيء الأمر الذي جعلني أسيء الظن بها وصارت حرب كلامية على تويتر حتى تبين أن الحقيقة عكس ذلك، وبالطبع اعتذرت لها وأعيد وأكررها: أعتذر منك يا هبة.

- هل حسن البلام وجد ضالته مع mbc؟
نعم لأنها شاشة تحترم الفن والفنان، فالاتفاق بيني وبين الشيخ وليد الإبراهيم أحيانا يكون برسالة sms وليس اتصالاً، فهو يفهمني ويقدّرني.

- يقال إن نجم عبد الناصر درويش سقط بعد انفصالكما فنياً، فما ردك؟
لكل نجم مشواره وخطة عمل وسبق وقالوا إن حسن البلام لا يستطيع العمل من دون داود حسين في التلفزيون وطارق العلي في المسرح والحمد لله اشتغلت بعيداً عن أية ثنائيات ونجحت. وفي المقابل أقول دعوا من يقول وشأنه فمن يتصيّد في الماء العكر لن يتوقف، لكن للأمانة عبدالناصر درويش أخفق في اختياراته الأخيرة إنما هذا لا يعني أنه ليس فناناً مبدعاً، ومشكلة عبد الناصر أن له مفتاح ليس لأي انسان فتحه وفهمه ومفتاحه مع حسن البلام وهو يعترف بذلك أمام الجميع. لذا نحاول حالياً البحث عن فكرة عمل جديدة ومختلفة تجمعنا.

- ماذا عن مسرحية «مصاص الدماء؟
الحمد لله العمل حقق أصداء واسعة ونجح جماهيرياً، فالإقبال عليه كان كبيراً جداً وسط منافسة شرسة من الأعمال المسرحية لهذا العام.
الله وفقنا في اختيار توليفة حلوة من النجوم تشكر عليها مجموعة السلام الإعلامية الجهة المنتجة، فالعمل وجبة دسمة فيه المعلومة والضحكة والمتعة البصرية وتشرّفت بالمشاركة فيه.

- العمل مليء بالإسقاطات السياسية، ألم تخشَ المساءلة؟
لا ، فأنا لا أخشى سوى الله. العمل جريء لكنه لا يخدش حياء أي شخص ونتناول فيه العديد من المشكلات العالقة والقضايا السياسة من أجل تصحيحها ومحاولة إيجاد حلول لها. وهذه هي رسالة المسرح لكونه مرآة المجتمع.

- ماذا بعد «أبو الملايين»؟
أحضّر لـ «واي فاي 3» بالإضافة إلى أن شاشة Mbc قدّمت لي عرضاً لنص درامي أعكف على قراءته في الفترة الحالية، بخلاف نص كوميدي آخر. وفور استقراري سأعلن عن تفاصيل هذه الأعمال.