مدوّنات الموضة أبعد من الواقع...

نور أبوليلى, حياة عموري, لانا الساحلي, الموضة, التدوين, Blog

14 سبتمبر 2013

مما يبدو أن مدوِّنات الموضة ينتمين إلى واقع يتخطى حدود الوطن منذ الولادة أو واقع الظروف المهنية التي شكّلت هويتهنّ التدوينية، بلغة غير عربية و»أكثر عصرية وانسجاماً مع مصطلحات الموضة». حتى أنهن خالفن رأي المدوّنين السابقين، بأن عصر «التدوين» فقد بريقه الأول. نور وحياة ولانا نماذج...


المدوّنة نور أبوليلى... تنسيق حقيبة فاخرة مع حذاء بقيمة 30 دولاراً...

أنشأت نور أبو ليلى مدوّنتها هذا العام لتعبر عن حبها للموضة والسفر وحصدت سريعاً آلاف المعجبات حول العالم. تقدم لقارئات مدونتها رؤية أسبوعية لأسلوب الأناقة الخاص بها في مكان من هذا العالم. تقول إنها ترشد المرأة إلى كيفية تنسيق حقيبة فاخرة مع حذاء بقيمة 30 دولاراً. هي فتاة شابة، والدتها سويسرية مصرية ووالدها لبناني سوداني. أما جدّتاها فكانت إحداهما مصمّمة أزياء سويسرية في زوريخ، والثانية مصمّمة مجوهرات ناجحة بين لبنان ومصر كذلك والدتها. منذ صغرها قرأت نور الكثير عن الأحجار الكريمة، وكانت لها فرصة عرض تصاميمها في عروض نظمتها العائلة. كبرت نور في مدن عدة مما جعلها على دراية غنية بالثقافات والأذواق والأساليب. تعلمت تقدير الماركات العالمية لجودتها لا أن تكون من قوانين المظهر النهائية. تجيب المدونة اللبنانية المصرية نور أبو ليلى إنطلاقاً من تجربتها ومجالها التدويني عن مستقبل التدوين. 

ما التغيير الذي يمكن أن تحدثه مدوّنة؟
المدوّنة أسرع وسيلة لانتشار الآراء والأفكار سواء كانت سياسية عن الثورات أم متعلقة بالموضة.  رغم أن تجربتي لم تتجاوز الأشهر المعدودة إلاّ أنني تلقيت تصاميم من ماركات عالمية لنشرها في المدوّنة نظراً لعدد متابعيها. وبالمناسبة، تمت دعوتنا إلى New York Fashion Week...

هل خفت نجم التدوين فعلاً؟
لا بل على العكس تماماً. فهو في زيادة مستمرة، وإن تحويل المدوّنات إلى روايات دليل واضح على نجاح الفكرة الخاصة بالمدونة.


المدوّنة حياة عموري: الكلمات العربية لا تخدم المعنى الدقيق أحياناً

الزميلة حياة عموري، محرّرة الموضة في مجلة «لها» أنشأت مدوّنتها عام 2007، وأطلقت عليها اسم Glamouria الذي يحتوي على اسم عائلتها. شغلت منصب مديرة العلاقات العامة في «شبكة أوربت» حتى 2001، قدمت برنامجاً موسيقياً (Video Clip) حيث كانت ترتدي أزياء أنيقة عرّفتها على عالم التصميم وأضوائه. كما أن فترة إقامتها في إيطاليا ولاحقاً في نيويورك وطّدت علاقتها بعالم الموضة من خلال حضورها لأسابيع الموضة حيث كانت تكتب تقارير عن العروض التي تجذبها.

أعبّر بأسلوب أكثر بساطة بالإنكليزية
انتقلت اليوم إلى عالم الصحافة المكتوبة في مجلة «لها»، ولا تزال تمارس هوايتها التدوينية. لا تكتب عن الأزياء فقط حين تقابل المشاهير. تلفت إلى أنها تحب «تسليط الضوء على حياة المشاهير وتفاصيلهم الشخصية المرتبطة بقصص نجاحهم. أظنها نصائح مجدية للقارئ ولي شخصياً. لقد تأثرت كثيراً بخلفيات ريم عكرا وبوبي براون...». تشير حياة إلى أن متابعيها ليسوا محليين بل من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، تفاجأ أحياناً بهوية القراء كما تستبعد أفول عصر التدوين. وتتطلع إلى تركيز أكبر على مشروعها التدويني في المرحلة المقبلة، «تدويني اليومي غير منتظم». من جهة أخرى، يبدو أنها ماضية وحريصة على التدوين غير العربي، «أعبر بأسلوب أسلس وأكثر بساطة بالإنكليزية. أكتب بالعربية في المجلة وبالإنكليزية في المدونة. الكلمات العربية لا تخدم المعنى الدقيق أحياناً في الموضة وغالبيتها مستوردة». وبمعزل عن الإختلاف الذي قد تواجهه لغوياً، تجد حياة أن «ثمة حرية أكبر في نشر الصور على مدونتها. بينما ألتزم ضوابط معينة في المجلة لناحية الأزياء وتصاميمها».

أتعرف على تفكير ابنتي ميلاني من خلال مدونتها
مجدداً تصرّ على أن نجم المدونات لم يخفت: «يُقبل عالم الموضة والمظهر على التقرب من المدونين. مدونة  Cupcakes and Cashmere وتعاونها مع شركة Estée Lauder مثال». وتضيف أخيراً أنها شجعت ابنتها على إنشاء مدونتها الخاصة: «المدونة مساحة للتعبير عن الذات وهي مفيدة للأطفال. أتعرف على تفكير ابنتي ميلاني (12 عاماً) من خلال مدونتها Cotton Candy by Mel. هي بمثابة يوميات يمكنها من خلالها مراجعة نفسها». 


لانا الساحلي...«خزانة لانا» حلمت بإصدار مجلة وكانت المدوّنة هي الحل

درست لانا الساحلي (23 عاماً) الإقتصاد في الجامعة الأميركية AUB في بيروت. لكن مدونتها لم تكن مرتبطة بعالمها الدراسي.  ولدت ونشأت في الكاميرون. هدفها إحداث تغيير في خزانة كل فتاة عبر مدوناتها اليومية. هي المدوّنة الأولى لبنانياً المتخصصة في مجال الموضة، وقد افتتحت أخيراً متجر Gap  في وسط مدينة بيروت. غرّدت النجمة نانسي عجرم أخيراً عبر موقع «تويتر» أن لانا تساعدها في تنسيق إطلالاتها. ماذا في خزانتها التدوينية؟

أتعاون مع الفنانة نانسي عجرم وأساعدها في اختيار أزيائها أحياناً
«لقد أنشأت مدوّنتي قبل عامين وأنا أنهي دراستي الجامعية. أحب الكتابة كثيراً وفي كل المجالات، وكنت أشارك في المباريات المرتبطة بفن الكتابة بالفرنسية والإنكليزية خصوصاً أنني تربيت في أفريقيا. أقيم في لبنان منذ عشر سنوات. أما دخول عالم التدوين في مجال الموضة فارتبط أولاً بأمي التي تعشق الموضة. لقد ورثت منها ذلك وعبّرت عن هذه الهواية عبر مجلة OutLook الجامعية حيث نشرت مقالاتي. ثم حرصت على التدريب مهنياً في magazine U الخاصة بمتاجر Aishti. حلمت كثيراً بإصدار مجلة وكانت المدوّنة هي الحل. المجلة الأسرع التي يسهل تضمينها كل ما أريد وتعديلها بسهولة لناحية زيادة عدد الأبواب. أريد أن أكتب بالفرنسية قريباً، لقد حصدت قراء كثراً من المغرب العربي وأفريقيا. صنعت المدوّنة لي عالماً مهنياً ومعرفياً لا محدوداً. فأنا أتعاون مع الفنانة نانسي عجرم وأساعدها في اختيار أزيائها أحياناً. كما أنني سأقدم برنامجاً قصيراً عبر Youtube من خلال قناة Duniati أقدّم فيه نصائح في مجال الموضة».