فتاة MIU MIU

1. عطر Miu Miu. لطالما حلمنا بالحصول على واحد. وأنت ابتكرته، حتى قبل أن تصبحي مشاركة في المشروع، كيف تخيّلت فتاة Miu Miu؟
لقد أُنعم على فتاة Miu Miu بموهبة الثقافة العالية ونقاط مرجعية من الثقافة الغنية: لقد اختبرت عدداً من أساليب الحياة الراقية وتنشقت عبير عطور رائعة.
تتمتع هذه المراجع بأهمية عالية لديها، لكنها مع ذلك لن تتردد برفض النسخ الرخيصة وتحرر نفسها من أية قاعدة. تميزها يسمح لها بالخروج عن القاعدة، من دون أن تقع أبداً في المعتاد أو المبتذل. لا تمانع بأن تكون مختلفة.
على عطرها التمتع بنفس التراث من خلال العودة إلى الكلاسيكيات العظيمة، من دون التنازل عن الجودة أو المكونات الراقية. في نفس الوقت، عليه أن يتميّز كفاية ليبتكر، ليفاجئ، للذهاب إلى مكان غير متوقع.

2. لدى هذه المرأة الشابة أكثر من تباين واحد في ذاتها. هي على حد سواء أنيقة ومتحررة، مهذبة وجريئة، تحب البروكاد الرومانسي وريترو حقبة السبعينات... أي مسار تتخذين لابتكار عبير يتماشى مع صورتها؟
خلف هذه التباينات الظاهرة هناك قيمة شخصية قوية: الحرية لدى المرأة الشابة ورفضها اتباع القواعد. هي لا تخضع. لا يمكن للعطر أن يقول كل شيء، لكن عليه قول ذلك، وهذا يعني أن لا يكون متطابقاً مع السوق.
إن تركيب عطر خارج إطار التقاليد المألوفة هو بطبيعته أكثر صعوبة، لأنه يعني ابتكار شيء جديد. إنه نوعاً ما السباحة عكس التيار. مثلاً، يبرز زنبق الوادي في السوق الحالي للعطور. لكنني متأكدة أن السيدات قد تعبن من الروائح العطرية المبالغ في عذوبتها، وتسرّهن العودة إلى الزهور.
إنهن أيضاً بانتظار شيء واحد فقط: التغيير، نفحة من الهواء المنعش. التحدي كان ابتكار عبير يكون شبابياً، مرحاً، متحركاً وأنيقاً، كل ذلك في وقت واحد.

3. مع أسلوبها الذي لا مثيل له، لا شيء أحب على قلب فتاة Miu Miu أكثر من تجديد خزانة أزيائها الصيفية في الشتاء. مع ذلك، يعكس العطر شخصية تذهب إلى أبعد من عالم الأزياء. كيف يمكنك الجمع بين هذين الوجهين؟
يشكل ارتداء الملابس ووضع العطر طريقتين مميزتين للتعبير عن النفس. في إحدى المرات قالت السيدة برادا أن الأزياء كانت طريقة لرسم وترك انطباع في المجتمع. فبالطريقة التي تلبس بها ثيابك، تُعتبر - أو لا تُعتبر – جزءاً من مجموعة أو من أخرى.
أما العطور فلا تعبّر عن نفس الشيء. إنها تعكس هالة الشخص بطريقة أكثر ثباتاً. إنها تترك بصمة مخفية عن نفسك، إمضاءً دائماً، ما يثير صور الماضي والذكريات. ففي حين يعبر أسلوبك في الأزياء والملابس عن مرح أكيد وثقة عالية في النفس، يُخبر العطر قصة أكثر حميمية وأكثر سريّة.

ميوشيا برادا

1. ما الذي طلبته، أرادته وتوقعته ميوشيا برادا من العطر؟
نعرف أن عطر Miu Miu يحتضن الحرية والخيال، يرجع إلى الماضي فيما يبقى عصرياً بشكل مدهش. لا يهتم أبداً عطر Miu Miu في القيام بشيء جديد. إن عملية الابتكار في دار الأزياء هذه هي حرّة أكثر بكثير.
تحيط السيدة يرادا نفسها بأشخاص يملكون إحساساً بعالمها، متأكدة أن صدى ابتكاراتها يتردد بقوة في أعماق نفوسهم.

2. كيف يمكننا نسخ عالم شخصي وقوي كالذي تعبّر عنه السيدة برادا من خلال Miu Miu في نفحات لعطر؟
في الواقع، تدخل دائماً لمسة من الغموض في عملية التحويل. كيف يمكن لمجموعة من الألوان أو لشكل أن ينعكسوا في عطر؟ الأمر هو انطباعات ومشاعر أكثر مما هو أوجه تشابه محددة وواضحة. مع ذلك، شعرت أن بعضاً من أوجه عمل السيدة برادا يمكن تحويله، خصوصاً ذوقها وميلها نحو التباينات: مواد شفافة وغير شفافة، متواضعة إلى جانب فاخرة، مراجع شعبية مع رموز أكثر غنى وأكثر رقياً. ألهمتني أيضاً علاقتها مع الألوان. القليل من المصممين المعاصرين لديهم فهمها للألوان.
هي تعرف كيف تجعل ظلالاً غير أنثوية في الظاهر تبدو نبيلة من خلال دمجها مع ألوان فاتحة (pastels) رقيقة. إنه ذاك الجمال غير المتوقع الذي يأتي من وضع طبقات من المخمل بلون الزعفران والساتان البنفسجي.
هذا ما ترجمتُه، بطريقة ما، من خلال اتحاد زنبق الوادي ببياضه المندفع مع "أكيغالاوود" (akigalawood®) لعبير مائل إلى البني، خام شبه ريفي وخشبي.

3. كثائرة، تُضمِّن ميوشيا برادا أزياءها مراجع فنية، فكرية وأنثوية. هل ألهمتك هذه المقاربة الإبداعية؟
بالطبع، هذه المراجع – من التصوير الفوتوغرافي، الفنون، الرقص، الأدب والسينما – هي في غاية الأهمية ووفرت مصدراً رئيسياً للإلهام في عمل السيدة برادا.
أشعر بقرب مذهل إلى هذا العالم، الذي يخاطبني ويؤثر عليّ. أستمد إلهامي من هذه المراجع، لكنني لا أحمل مفكرة أدوّن فيها "ملاحظاتي" لأعود وأستعيدها حرفياً. عوضاً عن ذلك، يتردد صدى خيالها في داخلي وبدوره ينتشر في عملياتي الفنية.

4. يتم وصف Miu Miu كأزياء سابقة لعصرها، راقية، مرحة، غير متطابقة، جريئة، أنثوية... أي من هذه الصفات تربطينها بالعطر؟
غير متطابق أكثر شيء، لأن عبير هذا العطر لا يشبه أي شيء آخر.

عطر وأزياء

1. لو كان عطر Miu Miu أكسسواراً للأزياء...
على الأرجح قطعة مجوهرات... أحب مجوهرات Miu Miu، مع ألوانها وجودة "مجوهراتها الفاخرة الخاصة" التي تلعب على رموز بين الحقيقية والزائفة، بطابع الباروك قليلاً.

2. أية "رموز" من ملابس Miu Miu الجاهزة وجَّهَتك في تركيبتك؟
التطريز، التزيين والطبعات الذين ينتشرون بشكل واسع في عالم Miu Miu. أراه كعطر من الأنماط، وكأنه مزيّن بتصاميم متكررة، التي تعطي عنصراً رائعاً من الخيال، من دون أن يكون موحداً على الإطلاق.

3. كيف نقلت فكرة "الفخامة الغريبة" في هذه التركيبة العطرية؟
أولاً، إن زنبق الوادي، الذي لا يمكن استخراج أية خلاصة طبيعية منه، غير موجود في لوحة صانع العطور. لابتكاره، نحن بحاجة إلى مكونات طبيعية ممتازة – ياسمين حقيقي، ورد حقيقي بالكامل – ونفحات خضراء اصطناعية.
مع زنبق الوادي، هناك فاصل بين ما هو غير موجود في حد ذاته وبين ما يجب أن نعيد ابتكاره. هذا الأمر هو مقاربة من Miu Miu بامتياز: ابتكار وهم، تجاوز الواقع، تعزيز الخيال.

4. ما الذي برأيك يجعل من عطر غرضاً فاخراً؟
أهم شيء أن تكون رائحته رائعة. هذه فخامة حقيقية في هذه الأيام.

التركيبة

1. أخبرينا عن المكونات المستخدمة في عطر Miu Miu.
يضم القلب من الزهور ورد بري وياسمين بالكامل. مع النفحات الخضراء، وهي نموذجية من زنبق الوادي. تركز عملنا بالكامل على تطوير نغمة تواصل باستمرار التفتح على الشخص الذي يضع العطر.
هناك حاجة إلى توازن رقيق للحصول على عبير من الزهور مع هذا الكم من النبض. إنه حرفياً يحوّل المرأة التي تضعه إلى زهرة. يمتاز العبير بالشفافية، لكنه أيضاً يتمتع بمضمون. تم إضفاء التباين إلى هذه النفحة مع "أكيغالاوود" (akigalawood®)، الشجيرات التي تتفتح عليها الزهرة، الأرضية التي تزهر عليها المرأة.

2. يتردد صدى هذا القلب من الزهور مع الأنوثة والشباب الغاليين على قلب Miu Miu. هل كان العمل مع هذه الزهور اختياراً بديهياً؟
أجل، كان التشابه بين نضارة وبساطة الزهور وفتاة Miu Miu واضح جداً. توجب عليّ فقط أن أجد أية زهرة تمثل على أفضل وجه عالم Miu Miu. فكرت في فستان من مجموعة شتاء 2011، في أسلوب حقبة الأربعينات، مطرّز بزنابق الوادي.
هناك شيء ما من السذاجة العالية والبساطة العالية في زنبق الوادي، شيء ما سار عند رؤية هذه الزهور الجميلة على شكل أجراس صغيرة. هي ليست رومانسية فقط، بل شاعرية ومرحة وساحرة أيضاً.

3. كلمات قليلة عن "أكيغالاوود" (akigalawood®)...
يتم استخلاص "أكيغالاوود" (akigalawood®) من خلال العلوم الحيوية، والحصول عليه عبر تحويل أنزيمات جزء صغير ومحدد من البتشولي. يقدم هذا المكوّن الجديد، "أكيغالاوود" (akigalawood®)، نفس النغمات الحادة، من البهارات والخخشب مثل البتشولي، ومن دون أن يعطي أي شيء آخر عبيراً يشبهه. يوفر "أكيغالاوود" (akigalawood®) الانتشار، التألق والإشراق. هنا، يشكّل الأرضية التي ينمو عليها زنبق الوادي – يعطي العطر قاعدته، أساساته بالكامل.

الامضاء

1. هل يمكنك أن تحددي امضاءك؟ وبأية طريقة موجود في عطر Miu Miu؟
لتحديد إمضائي، علي التحدث عمّا أحب وعمّا لا أحب في العطور. أعتقد أن على العطر ترك مساحة للخيال. لست متعلقة بشكل خاص بالتركيبات التي تكون كثيرة الرموز أو عالية التحديد ضمن نوع محدد.
أفضل الابتعاد عن أية نفحة من الفواكه أو متوقعة، أو نفحات لذيذة استخدمت مراراً وتكراراً وتفتقد إلى العمق. أفضل المزيد من الانطباعية في كتابة القصة. فيما يتعلق بالزهور، نحن نخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أننا نستطيع أن ننسخ أو نقلّد الطبيعة.
لن نقوم بذلك أيضاً. عوضاً عن ذلك، يعجبني الأمر عندما نجلب شيئاً من الخيال. النتيجة طبيعية جداً، بالإضافة إلى نفحات شديدة الفروقات.
هذا يعني أنك تستطيع "الدخول" إلى زنبق الوادي من خلال نفحة حمراء، من الراسبيري تقريباً، أو من خلال وجهها الأخضر أو من خلال نغمة جميلة، وردية و"من أوراق الزهور". لكن يجب على كل هذا التعقيد متعدد الأوجه أن يؤدي إلى عطر بسيط وواضح.

2. بما أنه يعبّر عن جوهر Miu Miu الحقيقي، فإن قدر هذا العطر الأول أن يصبح كلاسيكياً. هل وجّهتك تلك الفكرة في تركيبه؟ كيف تحددين عطراً كلاسيكياً؟
يتمتع زنبق الوادي بكل ما يحتاج إليه ليكون كلاسيكياً. لن يصبح أبداً فستان مع طبعات بنمط الزهور قديماً. نحبه بعمر العشرين وسوف نحبه في عمر الستين. إنه نمط (غرافيكي وعطري على حد سواء) أزلي ذات حياة لا حدود لها.

3. تردد صناعة العطور ماضيها باستمرار. كيف تستطيعين أن تضمي هذه المراجع في الوقت الذي تدخلين فيه جيلك إلى جمهور عصري، شاب وعالي الحيوية من زوايا الأرض الأربع؟
كنت، ولفترة طويلة، مهتمة بهذه الفكرة، "ما هو العصري؟ ما الذي يمكننا فعله بعدما أن تم حقاً فعل الكثير؟" ولكن من خلال مشاهدة طريقة عمل السيدة برادا، أدركت أنه حتى السؤال عمّا هو حديث هو بالفعل من الطراز القديم.
بعد أن يتم تحييد هذا السؤال، لا يتعلق الأمر بمحو مراجع الماضي، لأنه مهما فعلنا، سيكون هناك دائماً شخص ما أو شيء ما قد سبقنا إليه.
لذلك يجب أن نرسخ أنفسنا بشكل وثيق في هذا الماضي من دون أن ندعه يتحكم بنا، بالاعتماد على ثراء تلك العطور العظيمة - وبالنسبة لنا، هذه العطور العظيمة من زنبق الوادي - التي ميزت تاريخ العطور والتي جعلت منا اليوم صانعي عطور.
على الرغم من أن جميع النساء ليس لديهن نفس المراجع، لكن لديهن كل شيء - بغض النظر عن خلفيتهم - يشعرن بنفس المتعة في شم زهرة. إن عبير الياسمين، الورد أو زنبق الوادي هو عالمي بقدر ما هو أزلي.
ومع ذلك، يجب على صانع العطور أن يعمل مع هذه المكونات الأساسية بطريقة معاصرة. مثل "أكيغالاوود" (akigalawood®)، وهو ثمرة التقدم في البحوث، وجميع المكونات الطبيعية، التي تم تطويرها في عصرنا الحديث من خلال تكنولوجيا فائقة التطور لأساليب الاستخراج بهدف تحقيق نفحات مجردّة من الكماليات، ورائجة أكثر بكثير. هذه المكونات "الجديدة" تقدم تفسيراً معاصراً للأزهار، التي في الأساس لا تبطل أبداً موضتها.