ليتيسيا كاستا: تلهمني النساء اللواتي ألتقي بهن في الشارع أكثر من الأيقونات

ليتيسيا كاستا,تلهمني النساء اللواتي ألتقي بهن,في الشارع,أكثر من الأيقونات,حين لا تكشف المرأة مفاتنها,تبدو أكثر جاذبية

حوار مايا بنّوت 30 ديسمبر 2015

«حين لا تكشف المرأة مفاتنها تبدو أكثر جاذبية»، تؤكد ليتيسيا كاستا التي تنقلت بأزياء ملفتة على منصات دور أزياء عريقة. بدا لقاؤها ممتعاً مع إجابات غير منتظرة. إجابات جريئة تقولها بتلقائية صاحبة الملامح البريئة. عن الحب من النظرة الأولى وعشاء باريسي وكتاب وقلم، اكتشفي أسرار هذه النجمة الفرنسية في هذا الحوار.

 

هل تختارين كلماتك بعناية؟
قد تكون الكلمات صادمة حين نضع لها تأويلات ضيقة.

- كامرأة فرنسية، هل ما زلت تواجهين صعوبة في لفظ حرف H في بداية الكلمات وأنت تتحدثين بالإنكليزية؟
نعم، لكنني لا أهتم ولا أكترث ! الأهم هو أن يفهمني الآخر أكثر من لفظ الكلمة بأسلوب صحيح (تضحك بصوت مرتفع). أن أكون سعيدة فعلاً وبدون هذا الحرف أهم من اتقان اللفظ.

- كنت أقرأ عن حياتك العائلية، واستوقفني اسمك صغيرتك Sahteen ...
نعم، وهو يعني قماش الساتين Satin بتعبير آخر. هل تعرفين لوحات Toulouse-Lautrec وشخصياته النسائية في لوحة The French Cancan؟ إنها مصدر اسم ابنتي الذي أجده أنثوياً للغاية.

- ما هو قماشك أو نسيجك المفضل؟
أحب الحرير كثيراً، والموسلين Mousseline بكل الألوان خصوصاً الكاكي والأزرق البحري والبيج القريب من لون البشرة.

- ما الذي يجعلك أكثر جمالاً؟
الحب.

- هل إنتِ واقعية؟ ماذا عن مستحضرات التجميل؟
لا يرتبط الجمال بمستحضرات التجميل، هذا ما يجب أن تدركه المرأة. يجب أن تطغى شخصيتها على أي إضافة. أعرف أن إجابتي لم تقنعكِ، ما يجعل المرأة ساحرة هو فرادتها. أن تكون بالفرنسية Unique. وإن حاولتِ أن تكوني مثل امرأة أخرى، ستخسرين نفسك.  وأنا لا أقول بأن جمال المرأة لا يتعزز مع المستحضرات لكن لا تبدو جميع النساء رائعات بالماكياج نفسه. 

هل أنتِ امرأة سعيدة؟
- نعم. لكن ليس دائماً.

هل شعرت بخيبة أمل عاطفية؟
نعم، لكن الحب جعلني امرأة مذهلة أيضاً. حمل الحب لي المفاجآت الجميلة. أعتقد بالحب الحقيقي، ولا أزال.

- هل تعتقدين بالحب من اللقاء الأول أو النظرة الأولى؟
لا، أعتقد بأن الحب الحقيقي يكبر مع الوقت.

- إن أردت دعوة شخصية إلى العشاء في باريس، من تكون؟
سأدعو إلى العشاء ... امرأة اختبرت حياة صعبة. سيكون كلامي قاسياً، لكنني أود أن أجلس مع فتاة ليل سابقة. أريد أن أطرح عليها الكثير من الأسئلة، وسأفعل هذا الأمر قريباً. فأنا أكتب سيناريو حالياً، ولديّ شخصية مشابهة. ثمة من تعيش حياة صعبة لكنها تستطيع تحديد مصيرها بينما هناك من تجد نفسها تحت الأرض. أريد أن أفهم تفاصيل محدّدة.

- أي مطعم ستختارين؟
لا يهم.

- أين تتخيلين نفسك بعد خمس سنوات؟
لا أدري، لدي أحلام كثيرة. لكنني لا أريد إلاّ أن أكون في بلدي وفي منزل مع عائلتي. لا أريد المستحيل. لا يهمني.

- أي حلم كان يراودك وأنت تكبرين؟
أردت أن أكون راشدة وأنا طفلة. كنت أرغب في تحقيق مستقبل مشرق دون أن أفكر في التفاصيل. وقد نجحت في ذلك، أسافر حول العالم وهذه مسألة تلهمني كثيراً. لم أتطلع إلى مهنة معينة بل التعبير عن نفسي.

- ما الذي يجذبك إلى الأضواء، وهل يرضيك بأن تكوني امرأة مشهورة؟
الأضواء مجرّد أداة لإيصال رسالة، ولهذا اخترتها.

- من يُلهمك؟
النساء. النساء اللواتي قد ألتقي بهن في الشارع أكثر من الأيقونات.

- هل تجدين صعوبة في التنقل في الشارع دون أن تلاحقك العيون؟
لا، لأنني امرأة حرّة واثقة بنفسها وبما تفعله. ولا أكترث إن كانت العيون تراقبني.

- ما هو الإطراء الأحب إلى قلبك؟
أن أكون امرأة متجدّدة وغير متوقّعة ...  Unpredictable!

- هل تشعرين بأن عليك تقديم المزيد أحياناً أو صُنع مستقبل مختلف ربما؟
أتمنى أن أحقق مستقبلاً أكثر أهمية أحياناً لناحية إنسانية وغير سطحية.

- هل شعرت بالذنب في مرحلة معينة في حياتك؟
لا، أنا واثقة بأنني لم أجرح إنساناً في حياتي. ربما فعلت، لكن بالتأكيد من دون قصد.

- أي نصيحة تسدينها للمواهب الجديدة في عالم الشهرة؟
أن يثقوا بأحلامهم ويتمسكوا بها.

- ما هي أشياؤك المفضلة، مُدنك وأطباقك وعنوان أناقتك؟
أحبّ إيطاليا كثيراً، خصوصاً جنوبها ... وتحديداً مدينة لتشيه Lecce. كما أنني أتناول الباستا بشهية هناك. لا أتبع الموضة لأكون أنيقة، فالأسلوب لا يعني اقتناء كل جديد. لكن بشكل عام، أحب السراويل الذكورية Masculin Style. فبرأيي، لا يجدر بي أن أثبت أنوثتي فأنا أملكها مسبقاً. وبرأيي أيضاً أنه حين تقّل المرأة في إظهار المزيد من جسمها تبدو أكثر جاذبية. The less you show the more

تلزماتك لهذا الموسم؟
كتاب وقلم. أكتب ولهذا أجد صعوبة في قراءة أي كتاب.

- ثمة تراجيديا واقعية في السينما، وأنت تكتبين حالياً عن معاناة امرأة. ألاّ تفضلين النهايات السعيدة أو مقاربة القصص الإيجابية؟
أظن بأن الحياة تراجيديا مسلية. وتكون كذلك في الجانب المظلم منها حين يمكن أن يتراءى النور. الحياة معقدة، ومزيج من الأحاسيس المختلطة. لا أحب مشاهدة الأفلام المضحكة فقط، كما لا أحب مشاهدة الأفلام الدرامية أيضاً. فهي تتحدث عن الحياة، ويجب أن تكون حقيقية ولا تسير أحداثها على وتيرة واحدة.

- ما هو الفيلم الذي أعجبك أخيراً؟
فيلم The Salt Of The Earth الوثائقي عن حياة المصوّر البرازيلي سيباستيو سالغادو، للمخرج فيم فيندرز Wim Wenders. جذبتني الإنسانية والأمل في هذا الفيلم، فهذا الرجل الذي عمل كمراسل طوال حياته هو شاهد على أحداث مؤلمة وحروب، وكأنه فقد القدرة على الضحك.

- هل أصبح عمل المراسل أسهل مع تعزّز دور مواقع التواصل الإجتماعي؟
أظن أن تراجيديا الحياة لطالما كانت موجودة. لكننا نعلم خفاياها أكثر اليوم رغم تشعّب المصادر غير الدقيقة. فالمراسل المهني لا يزال يحارب من أجل الحقيقة.

- تحدثنا عن السيرة الذاتية للتو، ماذا عن اسم بريجيت باردو في حياتك؟
ما فعلته في عصرها كان مذهلاً ... كانت حرّة، أتاحت للمرأة حرية التعبير عن أسلوبها وحياتها. كانت أيقونة حقيقية. وبالنسبة إليّ، جسّدت شخصيتها في فيلم Gainsbourg : A Heroic Life وجعلتني أحلم. وكان الأمر صعباً للغاية فثمة بريجيت باردو واحدة، لكن وجدت متعة في أداء دوري.

- ما رأيك بملكة إسبانيا ليتيستا التي تحملين اسمها؟
أعتقد بأن ما فعلته ليس سهلاً، فهي تعرّضت لكثير من الضغوطات والأنظار. أتمنى أن تكون سعيدة بما وصلت إليه. فاسمها ليتيستا، وهو مُرادف للسعادة.

- هل تجرؤين على القول «من دون إزعاج» Do Not Disturb (عنوان فيلم ليتيسيا)؟
لا أجد أي مشكلة في قول هذه العبارة.

 

هل ثمة اتجاه معين جذبك على المنصة؟

أحب المعاطف. وقد اقتنيت تصميماً بلون هادئ من دار Acne. أعجبني في صورة ورغبت في الحصول عليه بعدما أغرمت به.