شوق

شوق,هالة كوثراني,أقلام لها

هالة كوثراني 22 يونيو 2016

برغم الإغراءات كلّها، ما تقدّمه التكنولوجيا من ترفيه، وما تغدقه علينا شاشات التلفزيون، خصوصاً في شهر رمضان، الكتاب الجيّد لمن يعشق القراءة هو الوسيلة الأجمل للطواف في عوالم أخرى، والتعرّف إلى شخصيات جديدة ساحرة. أشتاق إلى الشخصيات في الكتاب حين أنشغل عن قراءته بالمسؤوليات اليومية. أتخيّلها، أرسمها بوضوح، أغار منها أو أشفق عليها، أتعاطف معها أو أُعجب بها. لا أساهم في رسم الشخصيات على الشاشة، أراها قبالتي، لا دور لي كمشاهدة إلا التلقّي والانفعال. أما خلال القراءة، فأركّب الشخصية في خيالي بناءً على وصف الأديب أو الأديبة. أشبّهها بأحد الأصدقاء، ألوّن عينيها وخصلات شعرها، أتوقّع ردود أفعالها وتصرّفاتها. براعة المخرج وكاريزما الممثل قد تدفعان إلى التعلّق بالشخصية وإفساح مكان لها في حياتنا خلال ثلاثين يوماً، لكننا أمام الشاشة لا ننسى أنّ ما نراه تمثيل، مشاهد موقتة سنفقدها ونخسر أبطالها مع حلول العيد. في حين أننا نمتلك الشخصيات في الكتاب، تبقى معنا لمحات منها، تبقى لنا. القراءة هي السفر الأجمل إلى عوالم مختلفة وإلى الذات أيضاً، فهي تسمح بتحليل تفاعلنا مع الأحداث التي نعيشها في الكتاب. أصحو باكراً لزيارة البطلة الإيطالية في الكتاب المترجم إلى الإنكليزية. أرافقها في رحلتها إلى الشاطئ الرملي. أخيراً رأت البحر. تدهشني دهشتها لرؤية «الأزرق الكبير». ثم أخرج من عالمها إلى صباح الأربعاء، إلى عالمي، وإلى واقع يُفرض علينا وينتصر فيه التطرّف.