أزهار عباد الشمس العمياء

الكتاب: أزهار عباد الشمس العمياء,الأديب,الأسباني,ألبرتو مينديس

طارق الطاهر - (القاهرة) 06 أغسطس 2016

«أزهار عباد الشمس العمياء» هي رائعة الأديب الأسباني ألبرتو مينديس التي حققت رواجاً كبيراً عند صدورها، فقد طبع منها تسع طبعات بين كانون الثاني/يناير 2004 وكانون الأول/ديسمبر 2005. وقد رحل مينديس عام 2004 قبل أن يجني ثمار هذه الرواية، التي ترجمت إلى العديد من لغات العالم، وآخرها ترجمتها إلى العربية في العدد الجديد من سلسلة «إبداعات عالمية» الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.

« أزهار عباد الشمس العمياء» ترجمها عبد اللطيف البازي، ومراجعة د. فهد المطيري. ويرى مترجم العمل أن الرواية تضيء بشكل باهر مرحلة قاتمة من تاريخ إسبانيا بأهوالها وفظاعاتها، بدناءة البعض، ورفعة البعض الأخلاقية. وتتداخل الوقائع والتفاصيل لتقدم لنا معرفة رفيعة عن الحرب الأهلية في أبعادها الإنسانية، وفي تأثيرها علي المصائر الفردية، ولتنبهنا إلى أن الجحيم قد يكون هو إمكانية أن تتذكر كل شيء، وأن الحب يظل في جميع السياقات بمنزلة سند يمنحنا عنفواناً نحتاجه دوماً، على الرغم من كل الفجائع والخرائب، مما يجعل هذه الأسئلة تفرض نفسها: لماذا وقع ما وقع؟ وهل يمكن ألا يقع من جديد؟ وسوى ذلك...
من أجواء الرواية: «في الخارج كان هنالك سكون ثقيل يلف أصداء حركة محمومة، لكنها صامتة وحزينة. كانوا يغادرون مقر القبطانية العامة. لم يكن أحد يعطي أوامر، فالكل كان يعرف ما يتعين القيام به: الفرار في أسرع وقت ممكن، بدأ الهرج الصامت يتلاشي كما تلاشى مشروعه. وفي الساعة العاشرة صباحاً- تمكن من أن يتحقق من ذلك من ساعة اليد التي ورثها عن جده- كان كل شيء قد ذاب في هدوء البقايا وحالات النسيان. عرف أنهما بقيا وحدهما. كان هو والرجل الهزيل المقيمين الوحيدين بمقر القبطانية العامة».