فاروق شوشة انحزت إلى تجسيد عبقرية اللغة العربية في التعبير والتصوير

فاروق شوشة,انحزت,إلى تجسيد عبقرية,اللغة العربية,في التعبير والتصوير

طارق الطاهر - (القاهرة) 15 أكتوبر 2016

ارتبط اسمه بصوته، فأجيال كاملة تربت على برنامجه الشهير «لغتنا الجميلة»، الذي يقدمه الشاعر فاروق شوشة في الإذاعة المصرية منذ أيلول/سبتمبر 1997 وحتى الآن، كما حقق برنامجه الأسبوعي التلفزيوني «الأمسية الثقافية» شهرة كبيرة في الأوساط الثقافية، إذ قدم من خلاله مبدعين ومثقفين عرباً ومصريين، وناقش العديد من القضايا المهمة، وذلك في الفترة الممتدة من 1997 الى 2007، بالإضافة إلى دواوينه الشعرية التي جعلته واحداً من رموز الشعر العربي، كما ساهم بكتاباته في إثراء الحركة النقدية، وكل ذلك أهّله ليفوز بجائزة النيل في الآداب، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، وهي أهم جائزة مصرية.


فاروق شوشة الحاصل على ليسانس دار العلوم في جامعة القاهرة، بدأ حياته مدرّساً في مدرسة النقراشي النموذجية لمدة عام (1957- 1958)، التحق بعدها بالإذاعة المصرية، وتدرّج في مناصبها، حتى وصل إلى منصب رئيس الإذاعة في الفترة من 1994 إلى 1997.
عن بداياته الأولى، يقول فاروق شوشة: «صدر ديواني الشعري الأول عام 1966 بعنوان «إلى مسافرة»، وكتابي النقدي الأول بعنوان «كلمات على الطريق» صدر عام 1969، كما استطعت أن أقدم من خلال برنامجي الإذاعي «لغتنا الجميلة» سبعة عشر ألف حلقة، أرى أنها ساهمت في بناء الذائقة اللغوية والأدبية لدى مئات الألوف من المستمعين، وأدت إلى التعريف بكنوز الأدب العربي التراثي والحديث والمعاصر شعراً ونثراً، كما ساهم برنامجي التلفزيوني «الأمسية الثقافية» في أن يصبح لدى التلفزيون مكتبة نادرة وأرشيف أدبي وفكري ضخم لأعلام الأدب والفكر والفن في مصر والبلاد العربية، ويصل عدد حلقات هذا البرنامج الى أكثر من ألف وخمسمئة حلقة».
وصلت دواوينه الشعرية إلى 22 ديواناً، آخرها صدر عام 2014 بعنوان «قصائدي التي تصحبني»، وعن الملامح المميزة لهذه التجربة، التي امتدت لأكثر من نصف قرن، يقول شوشة: «دواويني في كل مراحلها تعبير عن هموم الذات والجماعة والوطن والإنسانية، وانحزت لتجسيد عبقرية اللغة العربية في التعبير والتصوير».
المنجز الشعري لفاروق شوشة لا يتوقف عند دواوينه الشعرية للكبار، فله في مجال الكتابة للطفل سبعة دواوين، بدأها بديوانه الأول «حبيبة والقمر» الصادر عام 1998، وتلى ذلك: «ملك تبدأ خطواتها»، «حكاية الطائر الصغير»، «أغنية لمصر»، «الأمير الباسم»، «أصدقائي الثلاثة»، «حمزة»، وعن ذلك يرى الفائز بجائزة النيل في الآداب أن إسهامه في هذا المجال يسعده كثيراً، فدائماً الكتابة للطفل واقتحام عالمه أمر جدير بالتجرية، فهذا العالم الثري لا بد من أن نتوجه إليه ونغوص في أعماقه، ونقدم له شعراً يستسيغه ويفهمه، لا سيما في مراحله العمرية المبكرة، وهو ما كان يصبو إليه بتكوين مذاق شعري يجذب الأطفال إلى الفن والثقافة.
قليلون هم الشعراء الذين يخرجون من عوالمهم الشعرية لكتابة دراسات وإجراء بحوث، فكما اقتحم فاروق شوشة عالم الأطفال، اقتحم هذا العالم، وله فيه أكثر من 24 مؤلفاً، وعنها يقول: «في هذه المؤلفات، ركزت على قضايا اللغة والشعر وإبداعات الشعراء الشباب من أصحاب الموهبة الشعرية الواعدة، كما كشفت في بعض الكتب عن سلبيات في الواقع الثقافي، وانحزت في كتب أخرى لتقديم نماذج ومختارات من الإبداع الشعري العربي في عصوره المختلفة، مثل كتاب «مختارات من دواوين الشعراء الثلاثة: علي الجارم، المازني، علي محمود طه»، وذلك لمناسبة الذكرى الستين لرحيلهم وقد صدر عام 2010، كما قدمت «مختارات شعرية لجماعة أبولو» والذخيرة من النصوص الشعرية».
ويتذكر فاروق شوشة الجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته قبل جائزة النيل في الآداب، فيقول: «خمس جوائز، هي: جائزة الدولة التشجيعية عن ديوان «الدائرة المحكمة» 1986، جائزة مؤسسة يماني 1994، جائزة الشاعر اليوناني كفافيس 1995، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1996.