بعد معاناتها الكبيرة مع مرض السرطان - فاديا الطويل تفتح قلبها لـ لها... مقابلة مؤثرة

مرض السرطان,فاديا الطويل,لها,الشجاعة,محاربة السرطان,المرض,سيدة مستقلة,الصعيدين,الأهل,المحنة,الأمل,أيقونة,النساء العربيات

20 مارس 2017

الإعلامية فاديا الطويل، أحد أبرز رموز الشجاعة ومحاربة السرطان في العالم العربي، إذ بدأت تُحارب المرض وهي في الثانية والثلاثين من عمرها ... عاشت مراحل صعبة جدّاً، تعبت، أُرهقت ولكنّها لم تفقد الأمل ولم تدع المرض ومعاناته يغلبانها . ففي الصيف الفائت، شغلت روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بخبر خضوعها لجراحة وإزالة ورم من الدماغ، تكلّلت بالنجاح وسط دعاء كلّ محبّيها، فقد أحبّت الحياة كثيراً وباتت متمسّكة بها أكثر من أي وقتٍ مضى .
وفي هذا الحوار، تفتح قلبها لـ « لها » وتتحدّث عن أبرز محطات العلاج والأمل بعد المعاناة .


-
اختبرتِ المعاناة مع مرض السرطان ومن ثمّ رحلة العلاج والجراحة التي خضعتِ لها في الأردن، كيف تلخّصين هذه التجارب؟
عشتُ المعاناة النفسية قبل إصابتي بمرض السرطان، والمرض أعطاني قوّةً ودفعاً لأصبح إيجابيّةً أكثر، وقد تعايشتُ مع المرض أكثر ممّا حاربته وتغلّبتُ عليه.
بعد ذلك، خضعت لجراحة خطرة في الدماغ، كنتُ متسلّحة بحب الناس وصلواتهم لأن يشفيني الله وأعود إليهم، ودخلتُ إلى غرفة العمليات ولم أكن خائفةً من الخطورة، بل خائفة على مشاعر من هم حولي.

- أين وجدت فاديا الطويل الأمل في معاناتها؟
المعاناة ليست مرتبطة بالضرورة بالمرض، فيمكن أن تأتي من أي شخصٍ، سواء من عائلتك أو من خارجها. القوّة والتحدي يمنحان أملاً كبيراً بالشفاء بعد العلاج، وهذا ما حدث معي، فقد خرجتُ قويّة متمرّدة... وكلّما كنتُ أتعافى أرى أنّ هناك أملاً أكثر من أي وقتٍ مضى. قبل إصابتي بالسرطان كان معدل الأمل لديّ 60 في المئة، وبعد العلاج أصبح 100 في المئة.

- تحوّلتِ إلى أيقونة أمل بالنسبة الى عدد كبير من النساء العربيات، ما هي رسالتك لهنّ؟
ابحثي عن حرّيتكِ ولا تخافي... بعض النساء في الوطن العرب لديهنّ شخصية ضعيفة وهذا أمر طبيعي بسبب سيطرة الذكور على مجتمعنا.
لقد تمرّدتُ على وضعي الاجتماعي وتطلّقتُ وتغلّبتُ على وضعي الصحي وتحدّثت عن مرضي. عليكِ أن تكوني جريئةً في كلّ شيء، ما دام ذلك لا يؤثر فيكِ ولا تحدّين من حرية أو طموح أي شخص آخر. كوني حرّة، فالحرية دواء لكلّ شخصٍ يُعاني.

- بجملة واحدة، ماذا يعني لكِ الأمل؟
الأمل يعني أنّ الآتي أفضل بكثير، وعلينا الاستمتاع بالحياة.

- تقولين أنّكِ بفضل المرض أحببتِ الحياة، كيف تجدين الجانب الإيجابي من الحياة اليوم؟ وكيف خلقتِ الإيجابية من المرض؟
أحببتُ الحياة لأنّ المرض علّمني معناها، وكذلك معنى الوقت والحب والعائلة والشفاء والصحة وكلّ شيءٍ جميل. عندما كنتُ أنظر في المرآة وكان وزني يُقارب الـ 106 كيلوغرامات وكنتُ صلعاء، كنتُ أحبّ المرآة وأقول لها متى سأعود الى طبيعتي!
كنتُ أحبّ الحياة، أمّا اليوم فأنا فمتمسّكة بها. ما أجمل أن تحوّل الألم إلى أمل، وأن تتعايش مع الحياة رغم المصاعب التي تعترضك.

- كيف وجدت دعم الأهل والأصدقاء في المحنة والمرض؟
مع احترامي لأهلي وأصدقائي، لم أجد فيهم مصدراً للدعم والطاقة، فكانت نظرتهم مليئة بالحزن والتأثر والخوف، وكنتُ أشعر أنّني أقوى من الجميع، وأنا من أضفتُ لنفسي الدفعات الإيجابية في أوقات الشدّة، فهم كانوا متمسكين بي ولا يريدون أن يخسروني.

- أنتِ اليوم سيدة مستقلة على الصعيدين المهني والشخصي، ما هو الدفع الذي يمنحك إيّاه العمل المستقل بعد المرض؟
أنا اليوم مستقلّة ومستقرّة بشكلٍ كبير، فالمرض بالنسبة إليّ ليس مرض الجسد بل مرض العقل، لأنّ مرض الجسد لا يوقف النشاط والإنجازات والطموح لأي شخص، وأشكر الله دائماً على أنّني لم أُصب بمرض عقلي، والسرطان حفّزني على تقديم الأفضل ورؤية الحياة بمنظار مختلف.