جو أشقر: أحب جنون شيرين عبدالوهاب وتعجبني اختيارات إليسا

محمود الرفاعي (القاهرة) 13 أغسطس 2017


بعد فترة غياب طويلة عن الأغنية المصرية، يعود بأغنية «إيه اللي جابو»، والتي يكشف لنا كواليسها، ولماذا استحضر فيها نجوم زمان. الفنان جو أشقر التقته «لها» أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، فكشف لنا السر وراء صداقته بكثر من الفنانين المصريين، وسبب إنتاجه أعماله لنفسه، ورأيه في شيرين عبد الوهاب ونجوى كرم وإليسا، ويرد على اتهامه بتقديم الإثارة في كليباته، وموقفه من احتراف التمثيل. وبعيداً عن الفن، يكشف لنا هواياته، والأماكن التي يحب زيارتها مع زوجته.

                                               
- لماذا تأخرت في دخول السوق الغنائية المصرية، رغم تقديمك الأغنية المصرية في بداياتك؟
أعترف بأنني قصرت في حق جمهوري المصري كثيراً، لكن دعني أشرح له ظروفي، نمط حياتي اليومي صعب للغاية، فجدولي الفني منذ انطلقت في عالم الغناء مزدحم للغاية، ويومياً لدي سهرات وأفراح وحفلات، إضافة إلى أنني أمتلك كافيه خاصاً أغني فيه في شكل يومي، فأنا يومي العادي لا يكفيني لإنهاء أشغالي، ودائماً ما أحتاج الى48 ساعة في اليوم الواحد.
كما أنني أحب أن أعمل بدقة متناهية، ولا أريد التقصير، فلو أعطيت الاهتمام للسوق المصرية سأقصر في شكل كبير في الجانب اللبناني والكافيه الذي أمتلكه.
فمثلاً، لو أحببت أن أطرح ألبوماً مصرياً كاملاً، علي أن أمكث في القاهرة لمدة شهر على الأقل، وعليه سأخسر الكثير في بيروت، لذلك أحاول في الوقت الحالي أن أوفق بين السوقين اللبنانية والمصرية، وأن أعطي الأخيرة جزءاً من وقتي، والبداية كانت مع أغنية «إيه اللي جابو».

- كيف جاءت فكرة أغنيتك الجديدة «إيه اللي جابو»، والتي صورتها كفيديو كليب من مشاهد الأفلام المصرية القديمة؟
حينما عرضت عليَّ الأغنية، أُعجبت بها للغاية وقررت أن أقوم بتصويرها على طريقة الفيديو كليب، كونها أغنية مختلفة لناحية الكلمات واللحن والتوزيع أيضاً، وهي من نوعية الأغنيات الطربية الكلاسيكية، فتحدثت مع صديقي مخرج الكليبات المصري ياسر سامي، ووجدته سعيداً بالأغنية، وأنه يمتلك فكرة رائعة لتنفيذها، وبدأ سامي في تنفيذ الأغنية من خلال إحضار مشاهد من الأفلام المصرية القديمة، والتي تركت طابعاً جيداً في ذاكرة المشاهد المصري والعربي، وإحضار الشخصيات السينمائية المحببة لدى الجماهير، مثل سعاد حسني ورشدي أباظة وإسماعيل ياسين وآخرين، كما أن الرقصات التي تضمنتها الأغنية كانت مختلفة شكلاً ومضموناً.

- ولماذا وافقت على استحضار النجوم القدامى في الأغنية؟
أرى أن استحضار الشخصيات القديمة، وأي مشهد من مشاهد أفلام الزمن الجميل، يعد عنصراً مهماً في وصول الأغنية الى قلوب الملايين من جمهور الوطن العربي، لأنها رجعت بذاكرة الناس إلى الماضي، وما يحمله من مشاعر وأحاسيس، أثرت فينا وفي وجداننا، وشكلت ثقافتنا الفنية الحالية.

- لماذا لم تظهر أي فنانة لبنانية في كليب الأغنية مثل «صباح»؟
ربما تكون قد لفت نظري إلى هذا الأمر، كونه فاتني التفكير فيه، ثم إنني لم أتدخل في اختيار شخصيات الكليب، بل المخرج هو من فعل ذلك، وأنا تركت له حرية الاختيار ولم أطلب أي اسم. صباح مطربة عظيمة، وكل اللبنانيين والعرب يفتخرون بها، وأتمنى أن تظهر صورتها في أي كليب لي أو عمل فني.

- ما المدة التي استغرقها تحضير الكليب؟
بين خمسة إلى ستة أشهر تقريباً، ورغم أنك للوهلة الأولى التي تشاهد فيها الكليب تشعر أنك أمام فيديو بسيط وسهل التحضير، لكن للأمانة، احتاج الكليب الى فترة طويلة من التحضير، فأنا لم أستغرق سابقاً كل هذه المدة من أجل تصوير كليب أغنية، وربما لكوني من الفنانين الذين يحبون الدقة وإتقان عملهم، تركت المخرج ياسر سامي يفعل ما يحلو له، من دون أن أتحدث معه أو أجبره على إنهاء العمل في شكل سريع. وكل ما فعلته أنه حينما انتهيت من تسجيل الأغنية ووضع صوتي عليها وقيامي بتصوير مشاهدي في الكليب، تركت له العمل وقلت له «اتصرف براحتك»، ولم أتدخل مطلقاً في اختيار أي شخصية أو مشهد من مشاهد الكليب.

- هل شاركت في التحضير للكليب؟
طبعاً، جمعتنا جلسات عمل كثيرة، قبل التصوير وأثناءه، لكن عندما شاهدت الكليب تأثرت به، وشعرت كأنني لم أقم بتصويره من قبل، لأن ياسر جمع «المادة الفيلمية» من أفلام كثيرة لعمالقة الزمن الجميل، وكان موفقاً جداً في اختيار كل لقطة في الكليب، وعند مشاهدتك الكليب ستشعر مثلي أنه واقعي تماماً، وأني غنيت فعلاً أمام هؤلاء النجوم.

- هل توقعت نجاح الأغنية في هذا الشكل السريع؟
كانت لديَّ ثقة كبيرة في أن الأغنية ستحقق بصمة، لأنها قدمت في شكل مكتمل العناصر من خلال الكلمات والألحان والفكرة الجيدة، لكن رد الفعل جاء في شكل مبكر عما توقعته، وعند تحضير الأغنية، كنت وفريق العمل نتمنى النجاح، لكن في النهاية النجاح والتوفيق نفسه من عند الله.

- ما الأماكن التي تفضل زيارتها أثناء وجودك بمصر؟
أعرف مصر أكثر من المصريين، فدائماً حينما آتي الى القاهرة، أحب أن أتجول في كل شوارعها، ولا أترك مكاناً وإلا وأزوره، وأمتلك عدداً كبيراً من الأصدقاء الذين يرافقونني في كل زياراتي، كما أنني عاشق للطعام المصري، لا سيما «الحمام»، ففي إمكانك أن القول أنني مدمن عليه، كما أنني أعشق الطريقة المصرية التي يُصنع بها.

- كيف استطعت أن تكتسب صداقات عديدة مع الفنانين المصريين رغم ابتعادك عن القاهرة؟
أمتلك في بيروت كافيه منذ ما يقرب من 15 عاماً، وهذا الكافيه يعد ملجأ الفنانين المصريين واللبنانيين، لذلك استطعت من خلاله تكوين عدد كبير من الصداقات مع الفنانين المصريين.

- نادراً ما يظهر اسم جو أشقر في أي مشاكل وأزمات فنية، فما السر؟
الحب هو سبب نجاحي في الحياة، فهو أسمى شيء في الوجود، وأنا أعيش من أجل الحب، فالحياة كلها عبارة عن علاقات من الحب. مثلاً، حبي الأكبر هو عائلتي، وعلى كل شخص أن يبادل كل من يحبه بالحب، بل وكل من يختلف معه عليه أيضاً أن يقدم له الحب، ولو فعلنا كلنا هذا الأمر ستظل الحياة جميلة.

- ما هي تفاصيل ألبومك الغنائي الجديد الذي تحضر له؟
أمتلك الآن في جعبتي ما يقرب من 20 أغنية من أفضل الأغنيات التي قدمتها عبر مشواري الفني. وتفكيري الحالي ينصب على تقسيم تلك الأعمال إلى مرحلتين، الأولى طرح عشر أغنيات منها خلال الصيف الحالي، بنسخة صيفية، وتتضمن أربع أغنيات مصرية وست أغنيات لبنانية، وأتعاون فيها مع المصريين محمود الخيامي ومصطفى مرسي ومدين وهاني صارو ومحمد يحيى وأيمن بهجت قمر، أما من لبنان فأتعاون مع سمير نخلة وسليم عساف وهشام بولس ومنير بوعساف.
أما موعد طرحه والاسم الذي سيطلق عليه فلم يحدد بعد حتى الآن، لكن أقصى تقدير سيكون بعد عيد الأضحى المبارك.

- هل هناك لهجات عربية أخرى ستقدمها خلال الفترة المقبلة؟
انتهيت أخيراً من تسجيل أغنية باللهجة العراقية، أتعاون فيها مع الفنان الكبير حاتم العراقي، والأغنية ستكون مفاجأة لجمهوري العراقي، بخاصة أننا عملنا عليها في شكل متميز.

- هل ترى أن ألبوماتك الغنائية قليلة مقارنة بمشوارك الفني الطويل؟
أحترم رأيك، وربما تكون هذه هي حقيقة، وأعترف بأنه يجب أن تكون هناك كثافة أعمال جيدة خلال الفترة المقبلة، وهو أمر أعمل عليه حالياً في شكل كبير، وأدعو الله أن يوفقني فيه.

- لماذا تنتج أعمالك الفنية بنفسك؟
القرصنة الإلكترونية لم تترك مجالاً للفنان يعتمد فيه على شركات الإنتاج، فنحن نشاهد أعمالنا تُسرق وتُقرصن قبل أن نطرحها رسمياً، لذلك أصبح أمر إنتاجنا لأعمالنا إجبارياً وليس اختياراً.
وللعلم، فإن موضوع الإنتاج مرهق للغاية، فلك أن تتخيل عملاً كانت تقوم به شركات كاملة من موظفين وإداريين، يقوم به الآن فنان واحد، لكن ما يسهل الأمر علينا الآن، هو ظهور عالم جديد لم يكن موجوداً من قبل، وهو عالم السوشال ميديا، حيث أصبح الفنان قادراً على التسويق لمنتجه وعمله الجديد، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لكننا أيضاً أحياناً نقابل مشاكل أخرى، مثل التسويق الخاص من خلال إقامة الحفلات الغنائية والعامة.

- ما الأصوات المصرية التي تحب الاستماع إليها؟
أحب إحساس شيرين عبدالوهاب وطريقة غنائها، فهي تمتلك صوتاً رائعاً لا يقارن، كما أحب جنونها.

- من هي أقرب الشخصيات في الوسط الغنائي اللبناني إليك؟
راغب علامة صديقي، وأحب عاصي الحلاني وفارس كرم وأيمن زبيب ونجوى كرم.

- من هن الفنانات اللاتي ترى أنهن استطعن تحقيق نجومية في مصر ولبنان معاً؟
هناك كثيرات، منهن نانسي عجرم وإليسا وهيفاء وهبي.

- هل تتمنى أن تصل الى النجاح نفسه الذي حققنه في مصر؟
أعطني ربع الوقت الذي يمتلكنه، وسأحقق أكثر مما فعلنه في مصر. مشكلتي كما قلت لك هي الوقت، فليس لديّ الوقت الكامل للسفر خارج بيروت.

- هل توافق على أن نجوى كرم هي صوت لبنان الأول؟
بكل تأكيد، صوت نجوى لا غبار عليه.

- ما الذي يميز إليسا من وجهة نظرك؟

إليسا تمتلك شعبية جارفة في أنحاء الوطن العربي كافة، وليس بالأمر السهل أن تكون لك شعبية في مصر ولبنان والخليج والمغرب، وأحب فيها اختيارها الدقيق لأغنياتها.

- ما ردك على من يتهمك بأنك تقدم كليبات تتضمن مشاهد مثيرة؟
ما أقدمه هو أمر جديد على العين العربية، لكنني لا أقدم عرياً، لأنني لو كنت فعلت ذلك لكانت القنوات الفضائية العربية منعت عرض كليباتي وحظرتها، إلا أنها لم تمنعها بل عرضتها. ثم إن من ينتقد من أجل النقد، فأنا لا أهتم بحديثه وكلامه يمر مرور الكرام، أما من ينتقد بموضوعية ويقدم لي إيجابيات وسلبيات فأستمع له وأدوّن كل ما قاله لتجنب تكرار ما وقعته فيه من أخطاء.

- هل تستمع للنقد وتنفذه؟             
بكل تأكيد، إذا لم يستمع الفنان إلى النقد ويحلل ما كُتب عنه، لن يكون فناناً ولن يتقدم مطلقاً، لذلك لا بد أن يكون النقد بناءً وليس هداماً، وأنا دائماً ما أحتفظ بالمقالات النقدية التي كتبت عني وأحاول وأسعى الى تنفيذ كل ما يأتي فيها، ما دمت قد اقتنعت بوجهة نظر كاتبها، وتيقنت أنه يكتب من أجل مصلحتي وفني.

- ما تقييمك لفكرة برامج المواهب الغنائية التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة؟
لا بد أن نعترف بأن هناك الملايين من الشباب العربي في حاجة الى تلك البرامج لكي يظهروا موهبتهم الفنية، لكننا في الوطن العربي وللأسف، ندرج تلك البرامج تحت مسمى البرامج التجارية، فالهدف الرئيسي منها هو الكسب المادي، وليس إبراز موهبة المتسابق، لذلك نرى أن معظم الأسماء التي تخرجت في تلك البرامج اختفت تماماً من الساحة، وعمرها الفني ينحصر في الأيام التي ظهرت فيها بالبرنامج فقط، ونادراً ما نرى متسابقاً استطاع أن يستكمل مشواره بالنجاح، باستثناء اثنين أو ثلاثة.

- ما هي هواياتك؟
ممارسة الرياضة بكل أشكالها.

- ما أكثر الأماكن التي تحب أن تسافر إليها؟
أحاول كل نهاية أسبوع أن أصطحب أسرتي للسفر الى أماكن جديدة، لكن وقتي أصبح لا يسمح بذلك. وأقرب الأماكن الى قلبي والتي أحب دائماً السفر إليها هي: مدينة شرم الشيخ بمصر، العاصمة الفرنسية باريس، ميلان في إيطاليا، وكلها من الأماكن المحببة لنا.

- هل تشارك زوجتك في اختيار أغنياتك؟
بالتأكيد، آخذ رأي غريس في أغنياتي، لكن أيضاً لا بد أن أكون مقتنعاً بأغنياتي التي أقدمها، وأن يكون فريقي والمتعاونون معي مقتنعين بما أقدمه، فأنا لا أقدم عملاً لا أرضى عنه.


- هل تنوي دخول عالم التمثيل والدراما في يوم من الأيام؟
المتابع لكل أعمالي الغنائية المصورة منذ انطلاقي، يعي جيداً أنني لا أقدم كليباً من دون قصة سينمائية فيه، فأنا عاشق لفن التمثيل، لكن احتراف التمثيل في شكل كامل لم أفكر فيه حتى الآن، لأن الغناء عشقي ولا أستطيع الاستغناء عنه، لكن في حال توافر العمل الجيد والشخصية المناسبة لشكلي وشخصيتي الحقيقية، فربما أفكر في الأمر، إذ إنني لا أحب أن أرفض أي عرض من دون أن أخوض تجربته، فالحياة تجارب، وأنا خلال كليباتي السابقة نلت إشادات كبيرة من كبار النقاد والجمهور على أدائي التمثيلي، كما أن أغنيتي الأخيرة «إيه اللي جابو» قدمتها في إطار سينمائي مصري قديم.