في ذكرى وفاتها- اللايدي ديانا: 20 عاماً مضت ولا تزال أميرة القلوب من دون منازع... كل شيء عن حياتها

جولي صليبا 31 أغسطس 2017

الأحد 31 آب/أغسطس 1997: العالم تحت الصدمة. توفيت أميرة وايلز، اللايدي ديانا، في حادث سير مأساوي في نفق جسر الألما، باريس، وهي في عمر 36 عاماً... اليوم، وبعد مرور 20 عاماً، لا تزال ديانا أميرة القلوب ومحط اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام... وأكثر من هذا، تحققت توقعاتها بأن يكون ابنها الأمير ويليام ملكاً، بدلاً من طليقها الأمير تشارلز، كما قررت الملكة إليزابيت أسبوعين قبل الاحتفال بالذكرى العشرين على وفاة اللايدي دي.


وُلدت ديانا سبنسر في 1 تموز/يوليو 1961 في ساندرينغهام، بريطانيا. تزوجت الأمير تشارلز، وريث العرش البريطاني، في 29 تموز 1981، وهي في عمر الـ20 عاماً. كان حفل الزفاف يومها أسطورياً، وجرى في كاتدرائية القديس بولس في لندن في حضور أكثر من 35000 مدعو، وتابعه نحو 750 مليون مشاهد من كل أنحاء العالم. وُصف الزفاف حينها، بزفاف القرن العشرين.
نالت لقب الأميرة بعد زواجها بالأمير تشارلز في 21 حزيران/يونيو 1982، وأنجبت طفلها الأول، الأمير ويليام. وبعد عامين، في 15 أيلول/سبتمبر 1984، أنجبت الأمير هنري، المعروف باسم الأمير هاري.
عُرفت اللايدي ديانا بمناصرتها للقضايا الإنسانية، مثل الصليب الأحمر، ومساعدة ضحايا السيدا والأطفال المشردين.
في عام 1992، انفصلت عن الأمير تشارلز بعد مشاكل كثيرة بسبب خيانته لها مع كاميلا باركر بولز. إلا أن الطلاق الرسمي حصل بعد أربعة أعوام.

أميرة القلوب
«كانت أميرة الشعب وستبقى هكذا في قلوبنا إلى الأبد» - توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق.
كانت الأميرة ديانا خجولة جداً، لكنها حرصت دوماً على مساعدة المحتاجين. لذا، ركزت اهتمامها على مناصرة المشردين، والأولاد المعوزين، والمصابين بالسيدا ومرضى اللوكيميا.
نتيجة ذلك، أسرت قلوب الناس في كل أنحاء العالم وأطلق عليها لقب «أميرة القلوب». وعلى رغم طلاقها من الأمير تشارلز، حافظت ديانا على شعبيتها الكبيرة. كرّست حياتها لولديها والأعمال الخيرية، مثل معركتها ضد استعمال الألغام الأرضية. استفادت ديانا من شهرتها العالمية لتحريك الرأي العام حيال هذه القضية.
إلا أن هذه الشهرة كلفتها كثيراً أيضاً. فعلاقتها العاطفية مع الملياردير المصري دودي الفايد أحدثت بلبلة إعلامية كبيرة. وخلال وجودهما في باريس، تعرض الاثنان لحادث سير في محاولة هروبهما من الباباراتزي ليلة 30 آب 1997.

حياة عاطفية مضطربة
الزفاف الأسطوري للأميرة ديانا والأمير تشارلز لم يفضِ إلى نهاية سعيدة. فقد بات الزوجان غريبين عن بعضهما على مرّ الأعوام، وجرى الحديث عن خيانات من كلا الطرفين.
خلال فترة الزواج، عانت ديانا من الاكتئاب والبوليميا، وتم إعلان خبر انفصال الزوجين في شهر كانون الأول (ديسمبر) 1992، في بيان رسمي تلاه رئيس الوزراء آنذاك جون مايجور. انتهت معاملات الطلاق رسمياً في 28 آب 1996. بعد الطلاق، احتفظت ديانا بلقب أميرة وايلز، لكنها حرمت من لقب صاحبة السمو الملكي.
يقال إن ديانا وقعت في غرام حارسها الشخصي باري ماناكي عام 1985، وتم فصل السيد ماناكي من وظيفته بعد انتشار الإشاعات في القصر الملكي. توفي ماناكي في حادث دراجة نارية.
بعد ذلك، جاء دور الضابط جايمس هيويت. لا يزال البعض يتساءل ما إذا كان الأمير هاري هو الابن البيولوجي لهيويت نظراً الى الشبه الكبير بينهما. وقد اعترفت ديانا علناً بهذا الحب الذي استمر خمسة أعوام: «نعم، أحببته كثيراً. نعم، كنت مغرمة به. لكنه خذلني كثيراً».
أوليفر هواري كان الرجل الذي باتت ديانا «مهووسة» به. كان هواري متخصصاً في الفن الإسلامي، لكن علاقتهما لم تدم طويلاً.
بعد هواري، تعرفت ديانا إلى ثيودور فورستمان، الملياردير الذي كان أكبر منها بعشرين عاماً. افتتن فورستمان بديانا وأرسل إليها الورود كل أسبوع، طوال ثلاثة أعوام. إلا أن العلاقة انتهت بعدما اضطر فورستمان إلى العودة لصديقته القديمة ديبوراه هاجرتي.
جون كينيدي جونيور هو الأميركي الذي عرفت معه ديانا طعماً مختلفاً من السعادة، وفق ما أخبرت المقربين منها. وهذا ما حصل أيضاً مع ويل كارلينغ، لاعب الروغبي الإنكليزي، وبراين أدامز، الموسيقي البريطاني.
ثم جاء الحب الأكبر في حياة اللايدي ديانا. إنه الطبيب الباكستاني حسنت خان، الذي عاشت معه قصة حب عاصفة منذ عام 1995. استمرت العلاقة عامين كاملين، وإنما بقيت طي الكتمان قدر الإمكان لعدم لفت انتباه الصحافة. حاولت ديانا الغوص في عالم الطب والديانة الإسلامية إكراماً لجراح القلب. إلا أن الطبيب خان أنهى علاقته بالأميرة ديانا في حزيران (يونيو) 1997 بعد أن رفضت ديانا الانتقال للعيش معه في باكستان. يقال إن ديانا بقيت مغرمة به، ولم تكن علاقتها بدودي الفايد إلا وسيلة لإغاظة الدكتور خان.
بعد شهر واحد من انفصالها عن الدكتور خان، أقامت ديانا علاقة مع الملياردير المصري محمد الفايد، وتوفيت معه في حادث السيارة.

اليوم المشؤوم
في ذلك اليوم المشؤوم، كانت ديانا في إجازة مع صديقها، دودي الفايد، بعد مرور عام واحد على طلاقها من الأمير تشارلز.
تعرضت سيارة المرسيدس S-280 التي كانت تقلّهما لحادث سير في نفق جسر الألما في باريس. توفي دودي الفايد والسائق على الفور، وأسلمت ديانا الروح بعد ساعات قليلة. وحده مرافق اللايدي ديانا، تريفور ريس جونز، نجا من الحادث.
حققت السلطات الفرنسية في الحادث، وتبين أن مستوى الكحول كان مرتفعاً جداً في دم السائق هنري بول لحظة وقوع الحادث. وقيل أيضاً إن الحادث نجم عن هروب سيارة الفايد من عدسات مصوري الباباراتزي الذين كانوا يطاردون الثنائي في باريس ليلة 30 آب 1997.
المؤسف أن اللايدي ديانا وصديقها محمد الفايد لم يضعا حزام الأمان في السيارة، ولو فعلا، لما توفيا ربما عند ارتطام السيارة بعمود النفق.
ذلك الموت المفاجئ شكل صدمة للعالم أجمع. احتشد الآلاف لتقديم التحية «لأميرة القلوب» خلال مراسم الجنازة التي أقيمت في ويستمنستر أبي، وتم نقلها مباشرة على شاشات التلفزيون يوم 6 أيلول 1997.
تم دفن ديانا لاحقاً في عقار تابع لمنزل أهلها في ألثورب، في نورثامبتونشاير.