كيف تواجهين التوتّر مع بدء السنة الدراسية؟

جولي صليبا 10 سبتمبر 2017

انتهى فصل الصيف، وانتهت معه العطلات والإجازات وأوقات التسلية. حان وقت عودة الأولاد إلى المدرسة، واستئناف دوام العمل لساعات طويلة. يمكن لهذا التبدل الجذري بين فصلي الصيف والخريف أن يسبب توتراً كبيراً لدى الأم العاملة.
للوقوف على أسباب هذا التوتر وكيفية مواجهته، سألنا السيدة إليان سكاف شويري، الاختصاصية في علم النفس العيادي والتربوي، واستفسرنا عن أمور شتى قد تخطر في بالك...


توتّر الأطفال
يمكن لبدء العام الدراسي أن يسبب الكثير من التوتر للأولاد وأهلهم على حد سواء. إلا أن هذا التوتر يختلف بين أشخاص وآخرين، وفقاً للفئة العمرية وأسلوب العيش المعتمد.
تقول السيدة إليان سكاف شويري، الاختصاصية في علم النفس العيادي والتربوي، إن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 سنوات ويذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى في حياتهم، يعانون من التوتر بسبب قلق الانفصال عن أهلهم، لا سيما إذا لم يذهب هؤلاء الأطفال قبلاً إلى دور الحضانة ولم يعتادوا بالتالي على فكرة الابتعاد عن أمهاتهم.
بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سناً، الذين اعتادوا على الذهاب إلى المدرسة، فيكون القلق كبيراً نسبياً لأن هؤلاء الصغار يدركون تماماً ما ينتظرهم مع بدء العام الدراسي: الاستيقاظ باكراً، الاعتماد على الذات في المدرسة في غياب الأم، الالتزام بمواعيد الأكل والنوم، إتمام الواجبات المدرسية، ضرورة الدرس والمذاكرة للنجاح في الامتحانات... كل هذه الأمور تعود فوراً إلى ذاكرة الأولاد مع بدء العام الدراسي، ويدركون ضرورة تخلّيهم عن النشاطات الترفيهية، وساعات اللعب والتسلية، والتسكع من دون أية واجبات...

توتر الأم
للأم أيضاً حصتها من التوتر... فهي تخشى بطبيعة الحال على رفاهة أولادها، لذلك تقلق على قلقهم وتوترهم وخوفهم. يزداد التوتر عند الأم العاملة، إذ يتوجب عليها التوفيق مجدداً بين دوام العمل والاهتمام بأولادها وواجباتهم المدرسية، فيما كانت معفاة من هذا الواجب خلال فصل الصيف والعطلة الدراسية.
ومع بدء كل عام دراسي، يطالب الأولاد بالمزيد من النشاطات الرياضية رغبة منهم في الترفيه عن أنفسهم وتخفيف الاحتقان الموجود داخلهم نتيجة الضغط المدرسي والواجبات الملقاة على عاتقهم.
وهنا أيضاً يزداد توتر الأم بسبب إدراكها حقيقة مطالب أولادها، لكنها تخشى في الوقت نفسه من عدم قدرة هؤلاء على التوفيق بين الواجبات المدرسية والنشاطات الرياضية، ويحصل بالتالي تقصير في الدروس والفروض، مما يؤدي إلى تدهور العلامات المدرسية.

تدابير وقائيّة
تقول السيدة شويري إن هناك بعض التدابير الوقائية الممكن اعتمادها قبل بدء العام الدراسي، بهدف التخفيف من التوتر المسيطر على الأهل والأطفال على حد سواء.

· إلزام الأطفال بمواعيد النوم والاستيقاظ قبل أسبوعين تقريباً من بدء العام الدراسي، كي يعتاد الصغار على الجدول الجديد المرتقب، وكي لا يواجهوا صعوبة كبيرة في الاستيقاظ صباحاً، خصوصاً في الأسبوع الأول من العام الدراسي.

· القيام بزيارة المدرسة والتعرف إلى أقسامها وصفوفها، خصوصاً إذا كان الطفل يرتاد المدرسة للمرة الأولى وليس معتاداً بعد على أجوائها.

· إنجاز كل الترتيبات اللازمة للعام الدراسي قبل عشرة أيام على الأقل من اليوم المنتظر، مثل شراء الكتب، الحقيبة، مطرة الماء، الأقلام وكل ما يلزم... فالتأخر في شراء الحاجيات وترك الأمور حتى الدقيقة الأخيرة سيولّدان حتماً التوتر للأهل وأولادهم على حد سواء.

· إشراك الأولاد في اختيار الحاجيات المدرسية أثناء شرائها كي يشعروا ببعض المتعة. لا داعي لأن تختار الأم بنفسها الحقيبة والأقلام والمحفظة، فيشعر الطفل بأنه مجبر على القبول بها حتى لو لم تعجبه.

· الحرص على التوفيق بين مواعيد النشاطات الرياضية والدوام المدرسي، بحيث يستمر التلاميذ في ممارسة نشاطاتهم الرياضية خلال أيام العطلات، ويتمكنون بالتالي من الترفيه عن أنفسهم والتخفيف من الضغط المتراكم عليهم خلال الأيام المدرسية.

· زيارة طبيب الأطفال وطبيب الأسنان وطبيب العيون للتأكد من سلامة الصحة قبل بدء العام الدراسي، تفادياً لأية مفاجآت غير سارة في الأسبوع الأول من العام المدرسي.

· التنسيق التام بين الأم والأب في شأن ترتيبات العام الدراسي، لأن الأب هو الشريك الأساسي في التربية. يفترض أن يتفق الوالدان على كيفية توزيع المهام بينهما: من يهتم بتدريس الأولاد؟ من المسؤول عن إيصال الأولاد إلى النشاطات الرياضية؟
وفي النهاية، تؤكد السيدة إليان سكاف شويري أن التوتر قبل بدء العام الدراسي أمر لا بد منه، لكن يمكن التخفيف من وطأته باتخاذ التدابير الوقائية والأمل ببداية سنة مدرسية ناجحة.