إنسجام تام لطرز متنوّعة

نور قطان (بيروت) 23 سبتمبر 2017

تمت هندسة المنزل بتعاون جمع المهندس جوزف خوري والمالكين آل حرفوش، حيث انطلق العمل بدءاً من أرض وأسقف تتناغم لتجتمع مع جدران بطريقة عصرية، مع لمسات كلاسيكية تخطها رغبات المالكين لمنزل أرادوه  لنصف العمر الباقي.


وتحقق المنزل الجديد الذي اخترقته غرفة نوم رئيسة تكلِّل هذا العمل ويفيض حضورها بذكريات سابقة...
لم يرغب المالكون في أن يكون منزلهم كلاسيكياً أو عصرياً، لذلك كان الجمع ما بين النموذجين.

باب كبير خشبي تحركه مسكة نحاسية بتصميم عصري تجذبه نحو الداخل، حيث المساحات تبدأ مع لوحة موزاييك أرضاً!
إثر الدخول إليه، تعكس الجدران الطراز العصري، بحيث يتخذ كل جدار طابعاً فريداً، وينفرد كل واحد منها ليعكس اللون الأبيض ويبرز كـ «بانو» للتحكم بالأثاث مع أسلوب لا يخبو مع الزمن.

في الصالون الأول، يبرز الطراز الكلاسيكي ويضم صوفا كبيرة قديمة تم شراؤها مع طاولة متممة لها. وقد تم دمجها في هذا الركن على خلفية جدار أبيض تعكس طرازاً مشرقياً، وتبرز معها فكرة «المزج بطريقة مختلفة»، أي توزيع عدد من القطع المختلفة وهو ما كثر حضوره في الهندسة الداخلية الحالية!

وعن هذه القطعة النادرة، التي تُعرف كقطعة قديمة مميزة، يقول خوري «لم نشأ العمل على تقليد أخرى تماثلها حتى لا ندخل في تكرار القطع، فتبتعد عن فرادتها وتعكس بذلك الملل في حضورها في المنزل، حيث كل القطع تليق بمركزها ومكانتها»!

صالون آخر يتفرّد بطراز عصري ويضم قطعاً مماثلة بألوان ترابية، حيث تكثر الجلسات بحرّية وتحلو من أمام مدفأة عصرية مشغولة بالحجر الأبيض، تعلوها لوحة تكشف عن فتاتين رومانسيتين، وتتوسط أعمالاً خشبية مخططة بأمواج البحر لكن بألوان «الفنغيه»...

كما صُمم بارافان مميز زيّنه المهندس بزجاج ملون وبرز كلوحة تفصل جزءاً من المدخل الرئيسي وركناً خاصاً باتجاه المطبخ.

وحضرت طاولة خشبية مربعة مع كراسٍ عصرية شاركتها مرايا ليكسب المكان اتساعاً ورحابة، كما تواصلت الى جدرانها لوحات خشبية مخططة!
وتنسدل ثريا رائعة من الكريستال تبرق حبوبها شفافية ولمعاناً فوق سطح الطاولة لتضم ما بين عشرة الى أربعة عشر ضيفاً!

برزت غرفة الطعام فريدة بلمساتها العصرية، وفيها مرايا تعكس المساحات برحابة إضافية، وتكتمل بخزانة مشغولة بالخشب المموّج ليبرز مزدوجاً.
وعند كل غرفة من قسم الاستقبال، افترش السجاد العجمي بألوانه الفاتحة الأرض فزاد على المنزل قيمة جمالية إضافية.
وبرزت خزانة للمعاطف وازدانت من الخارج بالزجاج الـ «فيتراي»، لتضفي لمسة كلاسيكية.

واصلت الأعمال العصرية الى المطبخ بقسميه: القسم الأول، رغب المالكون في أن يكون خاصاً، وذلك بفصله عن المطبخ عبر تحقيق جدار لتناول الفطور، ويشاركه تلفاز صغير، والقسم الثاني تم تحويل الشرفة الى مطبخ وظيفي حيث تحضير الأطباق بامتياز.

                                         
غرف النوم

غرفة النوم الرئيسة أعيد تأهيلها، لكنها ظلّت محتفظة بذكرياتها من منزل سابق، لذلك تم ترميمها بألوان جديدة، كما غطى جدرانها ورق من الحرير المخطط، وشارك مساحة الغرفة حمام عصري أنيق وفسيح.
واتخذت الأسقف لمسات من الجص الخجولة حتى يحافظ المهندس خوري على ارتفاع أسقفها وليزدان كل منها يإنارات مباشرة وغير مباشرة.

كما حقق خوري هندسة الديكور في غرف النوم بعد اللقاء بكل فرد من أفراد العائلة، ضمن لمسات شبابية، فكان لكل منها ديكورها الخاص الذي يتناسب مع رغبة قاطنها... وانتهت الهندسة بروح واحدة، وضمت حاجات الأبناء ومتطلباتهم كافة، من سرير وجلسة صغيرة. كما اعتمد الخشب من اللون الفاتح تناغماً مع أعمارهم.

واغتنى الفيرفورجيه مع طراز المنزل في الداخل، لذلك تم وضع جلسة لكرسي أحمر من الجلد «فينتاتج» من طراز الستينات. إضافة الى أكسسوارات تتخذ روحية المكان.

أما ألوان الديكور فقد كانت من اختيار المالكين، لأنهم لا يرغبون في ألوان قوية تضجرهم منها سريعاً، فوقع الاختيار على الألوان الهادئة من البيج، وكان من الطبيعي إدخال اللون الأزرق السماوي لأن خوري يعتبره من الألوان الكلاسيكية، خصوصاً أنه أُدخل مع الأقمشة الحريرية.
وهذا ما سمح بتحقيق ليونة للمنزل في تغيير الأكسسوار، بخاصة أن المنزل جديد، وأن الأصدقاء سيحملون الكثير إليه... لذلك، ترك خوري مساحات لهذه الهدايا مع إضافة بعض من الكراسي أو تغييب بعضها الآخر ليبقى المنزل متناسقاً بحرفية.