جانيت ميخائيل: لا أخشى التهديد!

القانون والمرأة, المجتمع السعودي, القانون, الرئيس الفلسطيني محمود عباس, نساء فلسطين, المشاريع الإنمائية

21 أبريل 2009

بعد أن تولت إدارة إحدى المدارس الكبيرة في فلسطين لمدة عشرين عاماً، تسلمت زمام الأمور لتصبح أول سيدة ترأس بلدية في فلسطين. ورغم التهديدات التي تعرضت لها خلال تطبيق عملها، أصرّت على مواصلة السير في تطبيق القانون، والعمل من أجل المواطن أولاً وأخيراً. للتعرّف على هذه السيدة التقت «لها» أول رئيسة بلدية في فلسطين السيدة جانيت ميخائيل.

- أنت أول سيدة انتخبت لرئاسة بلدية رام الله، كيف تمّ انتخابك؟
أنا أول سيدة انتخبت لمدينة مركزية مثل مدينة رام الله، وحتى الآن لم تنتخب أية رئيسة بلدية في كل فلسطين. وثمّة رئيسات بلديات صغيرة في محافظة رام الله، ولكن ليس بأهمية رئاسة بلدية رام الله، وأعتقد أن هذا نتج عن تأخير الانتخابات منذ العام 1976 وحتى نهاية العام 2005، وهذه الانتخابات التي لم تجرَ خلال هذه الفترة الطويلة أدّت إلى نوع من التحول بالنسبة إلى الانتخابات والديمقراطية، ودعت الناس إلى انتخاب رئيسة بلدية، لأن السيدات قد يتمتّعن بأثر اكبر في تطوير المدن وحاجتها.

- كنت مديرة لمدرسة لمدة عشرين عاماً، كيف جاءت فكرة رئاسة البلدية؟
نعم، كنت مديرة مدرسة ثانوية كبيرة في فلسطين، واعتقد أن إدارتها ساعدت الناس في دعمي لكي أتقدم لانتخابات البلدية كونهم شاهدوا عملي في هذه المدرسة. وعندما بدأنا البحث جديا في موضوع الانتخابات، كانت هناك محاولات من رجالات وسيدات البلد والمجتمع المدني لتطوير فكرة الانتخابات، فدعيت إلى اجتماعات عدّة للمشاركة في عدة كتل للانتخابات. وبعد درس الموضوع والاجتماعات الكثيرة مع المواطنين للتعرف على مطالبهم كان هناك تشجيع من المواطنين والأهل، وبطبيعتي اعشق مدينتي، ووجدت أن العمل العام في مدينة رام الله واجب على كل مواطن، وحينها خضت الانتخابات.

- المشاكل والعوائق تختلف من إدارة مدرسة إلى رئاسة بلدية، كيف تعاملت مع مشاكل البلدية؟
مشاكل البلدية كثيرة جدا، ويومياً تواجهني مشاكل منها عدم الالتزام بالنظام والقانون من المواطنين، إذ يكون لديهم مصالح شخصية تدخل في هذه المواضيع، وأواجه هذه المشاكل وأتعامل معها بروية كما كنت في المدرسة. وبالإضافة إلى أن هناك استشاريين، ضمن نطاق المدينة وضمن نطاق المجلس البلدي، يساعدونني على حلّ المشكلات.

- هناك تأخير في تنفيذ بعض المشاريع في البلدية، كيف تفسرون ذلك؟
هناك تأخير بسبب  النواحي المادية، وبعض الأحيان هناك بطء في المعاملات، ونعزوها إلى الموظفين لدينا. وسوف نستطيع أن نتغلب عليه إن شاء الله.

- البلدية تعرضت للتهديد وإطلاق النار أكثر من مرة، فهل مازالت هذه التهديدات موجودة؟
اعتقد أن التهديدات كان نتيجة للانتخابات، ونتيجة للوضع السياسي الذي نقع ضمنه. مع العلم أنني دخلت الانتخابات كمستقلة، ولا أزال حتى الآن مستقلة اخدم جميع الفئات بالتساوي.

- قلت في وقت سابق إن الشفافية أقوى من أي تهديد، كيف ذلك؟
أنا لا أخشى التهديد فانا منتخبة من الشعب، وأطبق القانون والنظام. وهناك شفافية عالية في نظامنا داخل البلدية، لذلك هذه الشفافية لا تجعل من التهديد نوعاً من التراجع بالنسبة إلينا. وأثق بالله وبنفسي وبأن عملي يتماشى مع ضميري ومع تطبيق القانون. لذلك لا أخشى أي نوع من أنواع التهديد.

- عندما تلتقين رؤساء البلديات في فلسطين كسيدة، هل تشعرين بأن هناك تجاوباً معك في النقاش والتعاون؟
لديّ عقل منفتح، وأفكر على المدى البعيد، وخبرتي في البلدية لمدة ثلاثة سنوات أعطتني قوة لكي اطرح مشاكل البلدية وبرامجها بشكل يليق برئيسة بلدية. أنا لا أجد فارقاً بين الرجل والمرأة، ولكنني أعتقد أن المرأة لديها نظرة ثاقبة أكثر، وخاصة في الأمور الخدماتية والتي أهمها النظافة والبيئة.

- اهتمت البلدية بمشاريع تخص بالدرجة الأولى المواطن الفلسطيني، هل تحدثينا بشيء من التفصيل عن ذلك؟
هي كثيرة وهناك مشاريع تتضمن نواحي مختلفة منها بنية تحتية وسياحية وتطوير مجتمعي. وهناك مشاريع تأهيل وترميم للبلدة القديمة بحيث نعيد الحياة إليها. ومن الجانب الصحي هناك مشروع لإنشاء مركز صحي. وهناك إعداد لمركز خدمات تابع للبلدية يضم خدمات مختلفة، حيث تسهل على المواطن أن ينجز معاملاته بسهولة في موقع واحد. وهناك مشاريع للبنية التحتية، وحملة للتشجير وتخضير المدينة ب 15 ألف شجرة، والحمد لله حصلنا على تمويله من المجتمع المحلي.

- تعملون حالياً على إقامة حديقة الأمم، بماذا تتميز عن الحدائق الأخرى؟
حديقة الأمم ستكون فيها زوايا للأمم المختلفة وذلك للتعريف بالشعوب. والمشروع على وشك الانتهاء، وحالياً يجري تمويله من بلدية رام الله. ومن ناحية أخرى هناك حديقة للراحل الكبير محمود درويش، وقد قامت البلدية بتأهيلها، وهناك خطة وطنية لتوسيع هذه الحديقة.

- كأول رئيسة بلدية في فلسطين، أين تقع المرأة في اهتماماتك؟
أولاً أنا أعتزّ وأفتخر بما وصلت إليه المرأة الفلسطينية. وهي على مدار القضية الفلسطينية، وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل وأثبتت وجودها وعملها. وأعتقد أن المرأة الفلسطينية جديرة بأن تصل إلى مراكز صنع القرار، لأن النساء الفلسطينيات عندهن الحنكة والدراية والقوة لأن يكنّ في مواقع صنع القرار. وهناك اتحادات المرأة والجمعيات الخيرية الموجودة في فلسطين، ونجد أن معظم مديرات المؤسسات هن الرئيسات فيها، وهذا شيء نعتزّ به.