خيرية أبو لبن: الدراما تطلب غير المحجبات...

خيرية أبو لبن, المملكة العربية السعودية, المرأة السعودية

26 أبريل 2013

تهوى التقديم منذ الصغر، كانت تبحث عن الفرصة الحقيقية لتصل إلى الشاشة الصغيرة. طرقت أبواباً كثيرة، وقامت بالعديد من تجارب الأداء، لكن الحظ لم يحالفها في ما رغبت. ثم لعبت الصدفة دورها، لتكتشف عالم الشهرة من خلال «برود كاست» على جهاز البلاك بيري الخاص بها.
تقدمت، ونجحت في اجتياز الامتحان، لتكون بطلة في المسلسل الدرامي السعودي «تكّي» الذي يُبث على «يوتيوب»، لتنتقل من بعده إلى المشاركة في برامج تلفزيونية، فشاركت في التقديم على قناة الـ Mbc لبرنامج «صباح الخير ياعرب» في فقرة الطبخ، واليوم هي مقدمة برنامج «شلتنا» على قناة «الآن»، علماً أنها ما زالت في مقتبل العمر (21 سنة)، وتدرس في جامعة الملك عبد العزيز - قسم أحياء.
هي الممثلة السعودية الشابة خيرية أبو لبن التي تحدثت إلى «لها» عن تجربتها من «يوتيوب» إلى التلفزيون والمشاركة في الدراما السعودية في رمضان المقبل.


- حدثينا عن مرحلة إقناع عائلتك بالتمثيل ومشاركتك في المسلسل.
بدأت الكلام مع والدتي، وأخبرتها بأن هناك مسلسلاً سعودياً يتحدث عن الواقع الذي نعيش فيه بأسلوب جديد ويُحاكي الشريحة العُمرية التي ننتمي إليها. خضعت لتجربة أداء، وتم قبولي، وسأجسّد دور فتاة. في البداية رفضت أمي رفضاً قاطعاً، لاقتناعها بأن سمعة التمثيل غير جيدة.
وأخبرتها بأن المخرج سألني إن كان يصلح بأن أُمثل بدون حجاب، فأخبرته بأني مُحجبة ولن يعيقني حجابي، فوافق، ولم يُبدِ أي اعتراض، خاصة أن المشاهد الأولى كانت في الشارع وخارج المنزل.
تعددت أساليب إقناعي لوالدتي، حتى قلت لها إن استمر موقفك على الرفض، سأتحدث مع المخرج، وأعتذر منه، لكن إن نجح المسلسل بفتاة أخرى، سألومك أنتِ لا غيرك. لتنظر إليّ بعدها وتقول: توكلي على الله.

- كيف لعبت الصدفة دورها معكِ لتصلي إلى التمثيل؟
عندما اتصلت بالمخرج محمد مكي الذي طلب وجود ممثلة للمشاركة في مسلسل درامي على اليوتيوب، لم يكن أحد من أهلي على علم بذلك، لأني كنت أخشى أن أُرفض.
لكني فوجئت بالقبول من مخرج العمل، وقرأت السيناريو الخاص بالحلقة الأولى، فشعرت بالكثير من الحماسة لأني سأتمكن من تقديم رسالة هادفة، بشكل جديد يُحاكي الشريحة العمُرية التي أنتمي إليها. وقد اتصل بي لأباشر التصوير.

- هل شعرتِ بالارتباك أثناء تأدية بعض المشاهد؟
أشعر بالارتباك أو الحرج نوعاً ما عندما يكون أشخاص أعرفهم في موقع التصوير أو خلف الكاميرا. ولحسن حظي، لم يكن هناك من أعرفه في مكان التصوير، لذلك استطعت أن أُؤدي دوري بجرأة وثقة، واستمتاع في الوقت نفسه.

- بعد عرض الحلقة الأولى من مسلسل «تكي» ما الذي خشيتِ منه؟
في الحلقة الأولى كنا مجموعة شباب، وطلاب جامعة. أنا أدرس الأحياء وهناك من يدرس الطب والتجارة، أي نحن ممثلون دون خبرة، ومعدات بسيطة لتصوير المشاهد.
وبعد عرض الحلقة فوجئ الجميع بردود فعل الناس على اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الحلقة الأولى التي كسرت كل الطموحات المتواضعة التي توقعناها لتأتي في اليوم الأول بمئة ألف مشاهدة.
وبشكل شخصي، كان لدي عدد قليل من المتابعين لم يتعدوا 200 شخص، وبعد عرض الحلقة الأولى بأسبوع على الأقل وصل عدد المتابعين على تويتر إلى ما يقارب 10 آلاف متابع، وهو أمر يدعو إلى الحماسة.

- كيف واجهت الانتقادات الحادة واللاذعة التي تلقيتها بعد المسلسل؟
هناك الكثير من الهجوم والانتقادات التي تعرضت لها، خاصة بعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل، فكان هناك الكثير ممن وصفوني بأني غير سعودية، ولا يجوز أن أُمثل الفتيات السعوديات عبر شخصية «بيان»، خاصة أن الحلقة تجرأت في الطرح، من خلال مشهد بيان وهي تصرخ في وجه شبان قاموا بمعاكستها، ومن ثم موافقتها على الركوب في سيارة شاب تبين في ما بعد أنه صديق خطيبها، وما إلى ذلك من الانتقادات. لكني كنت أواجهها ببرود وعدم اكتراث.

- ما التغيير الذي أحدثه عالم التمثيل في حياتك كفتاة سعودية؟
بالطبع هناك الكثير من الاختلافات التي شعرت بها. كنت فتاة عادية أخرج إلى جامعتي صباحاً، وأعود لأتواصل مع عائلتي وصديقاتي.
وما أحدثه عالم التمثيل في حياتي يُعد نقلة غريبة شعرت بها بعد أن لاحظت متابعة عدد من المشاهير لي، وهو أمر أشعرني بالفخر.
أما على الصعيد العائلي، فوفاة والدي قبل دخولي مجال التمثيل كانت صعبة عليّ، لأني بأنه لو كان موجوداً لكان فخورا بي كما تفخر بي والدتي.

- متى بدأتِ تشعرين بأنك دخلتِ عالم الشهرة؟
في الفترة الأخيرة، لأن البدايات مع اليوتيوب كانت جديدة وليس لها مجالات واسعة كما الآن. أما في الوقت الراهن فبدأ الناس الذين يلتقونني في الأسواق والأماكن العامة يقتربون للتحدث والتقاط الصور معي.
وأنا أشعر بالفخر لأني فتاة سعودية صغيرة في العمر لكني استطعت كسب احترام الناس وحبهم ليّ من خلال مسلسل قدّم صورة مختلفة عن المواهب السعودية الجديدة.


تجربة التقديم..

- كيف كانت تجربتك في التقديم ببرنامج صباحي؟
شاركت في برنامج «صباح الخير ياعرب» بفقرة الطبخ، وهي عادة تكون برعاية شركة طبخ معينة.وعند مشاركتي كانت «قودي» التي عرضت عليّ أن أقوم بمساعدة للشيف والتحدث معه أمام الشاشة.
شاركت في ثماني حلقات، وكانت تجربة جميلة جداً، وعائلتي لم تعترض، بل على العكس كانت والدتي ترافقني في سفري إلى دبي لتصوير الحلقات.

- أخيراً، تحقق الحلم، وأنت اليوم مذيعة لبرنامج شبابي في التلفزيون، حدثينا عن ذلك؟
بالفعل تحقق الحلم الذي طرق الحظ بابي معه من التمثيل إلى التلفزيون، فقد تحدث إليّ منتج برنامج «شلتنا» سلطان العبد المحسن، وعرض عليّ المشاركة في الموسم الجديد للبرنامج، خاصة أنه بحاجة إلى وجوه إعلامية جديدة وقوالب جديدة. بدأت العمل معهم منذ شهر رمضان الماضي، وتعلمت منه الأساسيات الصحيحة، وأشكره على ذلك.
ولعل الغريب في الأمر، أن حُلمي بأن أصبح مذيعة منذ الصغر بدأ التلاشي بعد تجربة العمل في التمثيل، لأني استطعت أن أجد نفسي في مجال التمثيل أكثر.

- شاركتِ في بطولة فيلم رعب، حدثينا عن ذلك؟
 شاركت في فيلم «زومبا» الذي يتحدث عن الزومبي في العالم العربي بطريقة بعيدة عن التقليدية.
تم ترشيحنا أنا والممثل الشاب مؤيد الثقفي من جانب الممثل السعودي الدكتور فهد الغزولي، بعد أن قام بدور والد بيان في «تكّي»، وأنا أشكره على إيمانه بموهبتنا الشبابية.
الفيلم لن يُعرض في السعودية، بل في المهرجانات الدولية والعالمية مثل دبي، والجزائر، ومصر، وقريباً في الولايات المتحدة.

- ماذا عن الدراما التلفزيونية؟
اتصل بي الفنان حسن عسيري وأشاد بدوري في المسلسل، وتحاورنا في شأن مشاركات مستقبلية بيننا. كما تحدث معي الفنان محمد بخش، وأخبرني بأنه يرغب في أن أشارك في مسلسل معه سيعرض في رمضان المقبل، وأؤدي دور مطلّقة وأظهر في ثلاث حلقات.

- هل تلقيت عروضاً أخرى؟
في الحقيقة هناك الكثير من العروض، لكن وبمجرد معرفتهم بأني محجبة، يتم سحب العرض. أنا إنسانة محجبة ولا أجد أن حجابي سيعيقني يوماً ما، حتى في دور البطولة في فيلم «زومبا» كنت أرتدي حجابي.

- من مِن الممثلين السعوديين والعرب تحلمين بالعمل معه؟
على النطاق المحلي، احلم بأن أعمل مع الفنان فايز المالكي، وبما أنني من متابعي الدراما العربية والأجنبية كثيراً، أحلم بالتمثيل مع الفنان عادل إمام والفنان أحمد حلمي.

- بماذا تنصحين الفتيات الراغبات في دخول مجال التمثيل؟
هناك الكثير من الفتيات اللواتي يتواصلن معي بشكل شبه يومي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، للسؤال عن الطريق الذي يجب أن يسلكنه للوصول إلى ما وصلت إليه، لكني أجيبهن بأن إيمانهن بموهبتهن سيوصلهن إلى تحقيق أحلامهن.