116111 الرقم المجاني لمساندة الأطفال في السعودية...

المملكة العربية السعودية, أطفال, رعاية الطفل / الأطفال, د. مها المنيف, وزارة التربية والتعليم

23 فبراير 2014

انطلاقا من رؤية برنامج الأمان الأسري الوطني، أقيم خط لمساندة ودعم الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وذلك استجابة للاحتياجات المختلفة للطفولة في السعودية عبر رقم هاتفي مجاني وموحد، بهدف توفير المشورة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم، ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية لهم عبر الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات. ويتم استقبال الاتصالات من المدن السعودية، على مدار 12 ساعة خلال أيام الأسبوع. «لها» تحدثت مع الرئيس التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف، فشرحت الحملة التعريفية والتوعوية التي دشنتها وزارة التربية والتعليم العام الماضي حول خط مساندة الطفل، بهدف توعية تلامذة المدارس في القطاعين الحكومي والخاص.


دشنت 17 جهة حكومية ومؤسسة مجتمع مدني رسمياً في السعودية خط مساندة للأطفال، ليستقبل كل الشكاوى من الأشخاص دون سن الـ 18 سنة، ويقدم للمتصلين المشورة، والإحالة على الجهات المعنية، والمتابعة حسب ما تقتضيه الحالة. وجاء إطلاق خط مساندة الطفل بالسعودية، في إطار افتتاح المؤتمر الإقليمي لخط مساندة الطفل، وذلك برعاية رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني الأميرة عادلة بنت عبد الله.
ويعد خط مساندة الطفل السعودي مشروعاً وطنياً تتشارك في مسؤوليته كل القطاعات الحكومية والأهلية المشاركة في تقديم خدماته في مجالي الرعاية والتوعية. ولا يقتصر العمل في مجلس إدارته على جهة واحدة، فيما تعد وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية للطفولة والإدارة العامة للتوجيه والإرشاد، من أبرز الجهات الحكومية الداعمة لخط مساندة الطفل عبر شراكة تجمعها مع برنامج الأمان الأسري.

تحدثت الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف عن تجهيز الخط من خلال تدريب كوادر وتأهيلهم لاستقبال الاتصالات من الأطفال، أو أولياء الأمور المحتاجين للمشورة في كل ما يتعلّق بحياة أطفالهم. وقالت: «تم إطلاق الحملة التعريفية مع بداية الدراسة في الأول من أيلول/سبتمبر 2013 واستهدفت كل مدارس السعودية بقطاعيها الخاص والحكومي، كما وصلت المعلومات إلى مدارس في مدن نائية جداً، وبناءً عليه ازداد عدد المكالمات بما يعادل 30 في المئة، وهذا يدل على أن الخط وصل إلى جميع الأطفال. من ثم أطلق الخط عن طريق المؤتمر الإقليمي لمساندة الطفل، بشكل رسمي، وستتبعه في غضون ستة أشهر حملات إعلامية ومهرجانات في الأماكن العامة، للتعريف بالخط والخدمات التي يقدّمها».
وعن الأشخاص الذين يتلقون المكالمات أشارت المنيف إلى أن هناك «اختصاصيات نفسيات واجتماعيات، كما يتوافر لدينا مستشار قانوني. ونتلقى المكالمات منذ ساعات الصباح الأولى إلى الساعة التاسعة مساءً طوال أيام الأسبوع».

ولفتت إلى أن هذا الخط «يستهدف جميع مشاكل الطفولة، والمشاكل الأسرية، والمشاكل المدرسية، والنفسية، والاجتماعية، والتربوية، ومشاكل العنف والإيذاء. وأغلب الاتصالات التي تردنا على هذا الخط تتعلق بالاستشارات، وإذا كانت الحالة تحتاج إلى خدمة نحيل المسألة إلى الجهة المعنية ونتابعها للتأكد من أن الخدمة وصلت إلى الطفل».
وأكدت أن الاختصاصيات اللواتي يعملن في هذه الخدمة «وقّعنْ مع عقد العمل تعهداً بعدم الإفصاح عن أي مكالمة تصل إليهن، كما أن رقم المتصل لا يظهر لدينا، وذلك لحماية المتصل، إضافة إلى أنه لا يمكن أن نتصل بأي شخص،  خاصة في مكالمات الأطفال، فقد يتصل الطفل بنفسه ومن ثم نقوم نحن بالاتصال ونسبب له مشكلة في منزله، لذلك نحن نتلقى المكالمات، وحتى في الحالات التي يتم تحويلها إلى الجهات المختصة، نخبره بأن يعاود الاتصال بنا بعد يومين على سبيل المثال لنخبره بما حدث».
وحول تقبّل عائلات الأطفال فكرة مساعدة أبنائهم من خلال هذا الخط، خاصة إذا كان يتعرض الطفل للعنف من داخل الأسرة، قالت المنيف: «في معظم الحالات، يتقبل الأهل فكرة المساندة، خاصة إن كان هناك هضم لحقوق الطفل. وفي الكثير من الحالات إن تقدم الطفل بشكوى، نستأذنه للتحدث مع والده أو والدته، لنتمكن من حل المشكلة».

من جانبها، قالت مسؤولة قسم الإعلام والعلاقات العامة في برنامج الأمان الأسري والوطني وجدان الهوتان إن «الخط انطلق منذ تأسيسه عام 2011 بفترة تجريبية استقبل فيها اتصالات من أنحاء السعودية على مدار ثماني ساعات لمدة خمسة أيام بالأسبوع. وبعد نجاح المرحلة التجريبية للسنة الأولى، وهي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وكانت تهدف إلى قياس مدى جودة أداء الخط وآلية العمل به من الناحيتين الفنية والتقنية، تم تمديد ساعات العمل بالخط في السنة التجريبية  الثانية إلى 12 ساعة يومياً، وحصلت زيادة في عدد المكالمات الواردة إلى الخط، لتصل الاتصالات الجادة إلى ما يقارب 14 ألفاً. وفي مطلع العام الدراسي 2013 أطلق خط مساندة الطفل حملة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، هي الأولى من نوعها، وكان الهدف منها تمكين الطلاب والطالبات دون سن الثامنة عشرة من الاتصال بالخط وطلب المشورة المناسبة مجاناً. وركزت الحملة على إبراز قدرة خط مساندة الطفل على إحالة المشكلات إلى جهات الاختصاص، لمعالجتها إذا لزم الأمر. وقد خدم الخط منذ بداية 2013 وحتى كانون الأول/ ديسمبر ما يقارب 60 ألف اتصال ورد معظمها في الأشهر الثلاثة الماضية بعد إطلاق الحملة التعريفية في المدارس».


إحصائيات 2013 وحملة وزارة التربية والتعليم

خدم الخط منذ بداية 2013 وحتى تشرين الثاني/نوفمبر ما يقارب 50 ألف اتصال، وتلقى العدد الأكبر من الاستشارات من مدينة الرياض بنسبة 33 في المئة، تليها مكة المكرمة بـ 16 في المئة ومن ثم المنطقة الشرقية بنسبة 14 في المئة، وتنوعت بقية الاتصالات لتشمل كل مناطق المملكة العربية السعودية. وقد مثل ما يقارب الثلث منها استشارات جادة، ونصف الاتصالات كانت من الأطفال أنفسهم، والنصف الآخر من الوالدين. وكانت أغلب الاتصالات من الفتيات، الأمهات. وأحيلت أكبر نسبة من الاستشارات على وزارة الشؤون الاجتماعية، تليها وزارة التربية والتعليم ثم الأمن العام.
وتنوعت مواضيع الاستشارات، فكان أغلبها يصب في خانة الصحة النفسية، والاجتماعية للطفل بنسبة  30 في المئة، تليها استفسارات المشاكل المدرسية بنسبة 23 في المئة، ومشاكل العلاقات الأسرية بنسبة  20 في المئة، وشكلت استشارات الإيذاء والإهمال 8 في المئة.