3 شابات عربيات يكرَّمن في جامعة السوربون في مبادرة مشتركة من مؤسسة لوريال ومنظمة اليونسكو

شابات عربيات,جامعة السوربون,دور المرأة,الدكتورة علياء الشطناوي,عديلة العبيد,د. فرح عويشتاتي

رولا الخوي طبال - فرنسا 08 نوفمبر 2014

شابات اسثنائيات ومصدر إلهام لأجيال المستقبل في منطقتنا العربية وفي المجتمع العلمي الدولي ككل. اقتحمن عالماً يعدّ حكراً على الرجال ونجحن في أبحاثهن العلمية. يطمحن إلى أن يغيرن العالم نحو الأفضل بفضل أبحاثهن وباعتبارهن قدوة للشابات العربيات. وفي مبادرة رائعة من مؤسسة لوريال Fondation L'Oréal ومنظمة اليونيسكو من خلال برنامج  الزمالة الذي يمنح سنوياً مكافأة لشابات باحثات لدعمهنّ ومساعدتهن على الاستمرار وعدم الاستسلام في مراحل مهمة ومصيرية في حياتهن في ظل النمطية والأفكار المسبقة التي لم تدرك بعد دور المرأة في العلم. فالضغوط الاجتماعية تُقلّص دور المرأة بشكل كبير في تمثيل المهن العلمية. 15 زميلة من حول العالم تمّ تكريمهن في جامعة السوربون الفرنسية من بينهن ثلاث عربيات  وكان لـ «لها» هذه اللقاءات معهن.

الدكتورة علياء الشطناوي - الاردن

-كيف تعرفين عن نفسك؟
اسمي علياء الشطناوي من الاردن، أستاذة جامعية في كلية الطب في الجامعة الاردنية وأحمد الله انني كنت محظوظة لكي أمثل بلدي في منحة لوريال – أونيسكو للزمالة العالمية لبرنامج «من أجل المرأة في العلم».

-حصلت على منحة لوريال-اونيسكو للزمالة الاقليمية سابقاً وانت اليوم تشاركين في المنحة العالمية. اخبرينا عن هاتين التجربتين؟
هذا البرنامج يوفر المنح السنوية الاقليمية ومن بينها الدول العربية، وقد حالفني الحظ عام 2012 من خلال اشتراكي في هذا البرنامج الرائع وكان لي شرف التعرف بعالمات شابات من دول عربية مختلفة، تبادلنا الآراء والأبحاث وتعلّمنا كيف نتعامل مع الاعلام وكيف نعرض بحثنا وننقله بطريقة تصل الى الناس وتفيد المجتمع. كنت سعيدة جداً حينها كما اليوم. لقد تمت معاملتنا كنجمات، وتم تدليلنا بمنحنا أفضل عناية من تصفيف شعر وماكياج وجلسات تصوير. العلم ليس مملاً كما يعتقد البعض، أليس هذا جانباً رائعاً منه؟! وبما أنني فزت بالمنحة الاقليمية اتصلوا بي من وزارة التربية والتعليم في الاردن ودعموني للمشاركة، وها أنا ذا. 

-كيف تشرحين بطريقة مبسطة مشروع بحثك لقارئات لها؟
أبحاثي تركز على مرض السكري حيث النسبة المئوية عالية في دولنا العربية وتصل في الاردن الى 15 في المئة تقريباً، والمملكة العربية السعودية تعتبر الدولة الرابعة عالمياً في انتشار السكري بين مواطنيها. هذه مشكلة تهم مجتمعاتنا العربية وقد تؤدي الى مشاكل صحية أخرى كالفشل الكلوي والذبحات الصدرية أو الجلطة الدماغية، والسبب أن مستوى السكر في الدم لا تتم معالجته جذرياً. وأبحاثي تتركز على كشف الآليات الجزيئية المؤدية إلى تطور مضاعفات هذه الأمراض لدى مرضى السكري وبالتالي التوصّل الى دواء يخفف من احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدمويّة.

-هل تتم أبحاثك في الاردن؟ هل الموارد ووسائل تسهيل الأبحاث متاحة؟
بدأت أبحاثي في الخارج ومنذ عامين أعمل في الاردن. الدعم والموارد شحيحة للأسف ولكن الدعم المادي من لوريال-أونيسكو عام 2012 ساعدني كثيراً، بالاضافة الى دعم آخر من الجامعة الأردنية. ولكن هذا طبعا لا يكفي للأبحاث العلمية التي تنفق عليها الدول الغربية مبالغ طائلة. أرجو ان تعمل الدولة على التوعية بأهمية هذه الأبحاث مما قد يدفع بعض المؤسسات الخاصة للمساهمة في هذا المجال.

-«العالم يحتاج الى العلم والعلم يحتاج الى المرأة» هذا صحيح ولكن في ظل الظروف الاجتماعية التي نعيشها والتقاليد ومحاربة المرأة للحصول على حقوقها، هل هي قادرة على تلبية نداء العلم؟
على الحكومات في الدول العربية العمل معنا على تنوير الناس بأهمية العلم وأهمية المرأة في العلم. وللعائلة والأهل دور أكبر في دعم بناتهن وتوجيههن الى العلوم.

-كسيدة وعالمة عربية ما هي التحديات  التي تواجهينها؟
ليس هناك من تشجيع كاف لدور المرأة على جميع المستويات، إنما والحمد لله أنا أنعم بتشجيع كامل من عائلتي. أعمل وأتمنى أن أنجح بما أقوم به وأن يكون لعملي تأثير على الطالبات، وهنا يبرز دور الاعلام ليعرف الناس أكثر على البحث العلمي والعالمات الناجحات.

-أنت نموذج للشابات الاردنيات والعربيات، ما هي نصيحتك لهن؟
من تجربتي الشخصية، أؤكد للشابات اليافعات اللواتي يعتقدن أن العلوم تحتاج الى كل وقتهن ولا يمكن التوفيق بين بناء عائلة والعمل في مجال الأبحاث العلمية أن هذا الامر غير صحيح. لدي عائلة كما لدى العديدات من زميلاتي. طبعاً الامر ليس سهلاً، لديك عمل كثير ومسؤوليات عدة ولكن اذا كان لديك الطموح مهما عملت وتعبت سوف تتوجين تعبك بالنجاح.

-أخبرينا عن وضعك العائلي وما تأثير عملك على العائلة او بالأحرى كيف تنسقين وتوفقين بينهما؟
الأمر أبسط مما يتصور الناس. ألقي محاضراتي في الجامعة قبل الظهر ثم أقلّ ولديّ (9 و3 سنوات) من المدرسة الى البيت وأبقى معهما لأدرّسهما وأعتني بهما الى موعد النوم. بعدها أعود إلى أوراقي وأبحاثي. لا أمضي حياتي في المختبر بل أذهب اليه لأتابع التطوّرات وأعطي ملاحظاتي. إنه عمل فريق.

-ما النسبة المئوية للطالبات في الحصص التي تعطينها ؟
في كلية طب الاسنان 80 في المئة من الطلاب إناث. أما في كلية الطب البشري فـ 50 في المئة  وفي الهندسة أقل من ذلك. الامور تتغير ويبرز حضور الاناث في كليات العلوم ولكن المشكلة تكمن في توقفهن بعد التخرج لاعتقادهن بعدم تمكنهن من التوفيق بين العائلة والعمل أو للضغوط التي تفرض عليهن اجتماعياً.

-هل تعتبرين العمل في حقل العلوم مهنة أم أسلوب حياة؟
انه أسلوب حياة، هو شغف. ليس كوظيفة تنهين مهماتك فيها عند الرابعة. أنا أعود الى  البيت مع أبحاثي. الباحثة تعمل على أبحاث يمكن ان تفيد الإنسانية بكاملها بنتائجها، وهذا الشعور وحده كافٍ. الامر يستحق العناء.

-بعيداً عن الأبحاث والمهنة كيف تحبين أن تمضي أوقاتك؟
أستمع بالرحلات التي يفرضها علي عملي وبالشوبينغ خلالها. أما في الاردن فالاجتماعات العائلية هي أفضل تمضية للوقت.

-هل تقرأين الكتب غير العلمية؟
كنت أقرأ الروايات العالمية في الماضي بعدها لم يعد لدي الوقت الكافي سوى للأبحاث.

-ما هي الصفة التي يجب ان تتمتع بها العالمة؟
الصبر والقدرة على تحمل الخسارة لأنها ستواجه الفشل في بعض اختباراتها، والصبر سيقودها الى النجاح.

-منذ العام 1998 منحت الجائزة ل64 امرأة من 30 بلداً، اثنان منهن حصلتا على جائزة نوبل. ما هي مشاريعك؟
انه الحلم البعيد ولكن لم لا، قد أحصل على جائزة نوبل في المستقبل. هدفي الأول أن أكون إحدى الفائزات بالجائزة، هؤلاء النسوة قدوة لنا نحن المشاركات في برنامج الزمالة.

-كونك عالمة عربية ناجحة ما النصيحة التي تسدينها للشابات العربيات للتشبث باحلامهن وتحقيق أهدافهن؟
الايمان بالذات، فمهما واجهتن من صعوبات ثابرن حتى تحقيق أهدافكن. هذه الصعوبات هي الطريق الى النجاح. ما لا يكسركن يصنع منكن نساء أقوى What doesnt break you makes you stronger.

عديلة العبيد- السودان

طالبة دكتوراه سودانية في كلية الطب في جامعة الأحفاد للبنات، منحت الزمالة عن بحثها حول عملية «الانتكاس العصبي» وجهودها لزيادة الوعي حول التبرع بأنسجة المخ في السودان.

-هل التبرع بالاعضاء مشرع في السودان؟
اقوم بأبحاثي في السويد أما في السودان فربما لم يحن الوقت بعد لتفهم أهمية الموضوع. ولكننا نعمل على نشر التوعية وسنصل الى هدفنا بإنشاء بنك للانسجة المخية في السودان إن شاء الله.

-ما الهدف من بحثك العلمي؟
بحثي يدور حول عملية «الانتكاس العصبي» وهدفه معرفة مدى صلاحية بروتينات معينة في الجسم لإمكان التبرع بالاعضاء أو الانسجة المخيّة.

-كيف شاركت في برنامج الزمالة الخاص بـ «لوريال-أونيسكو»؟
لقد تعرفت على البرنامج من خلال زميلة لي في الجامعة كانت قد شاركت العام الماضي وفازت في البرنامج. تقدمت هذه السنة وكانت تجربة رائعة تعرفت من خلالها على الفائزات الخمس Laureatesفي البرنامج اللواتي اعتبرهن مثالاً أعلى وقدوة لي.

-ما كان سبب توجهك الى العلوم؟ وهل حصلت على دعم الاهل؟
أحببت العلوم منذ الصغر لنهجها المنطقي. لم أتلقَّ اي تشجيع او دعم من الوالدين بهذا الخصوص تحديداً، ولكن كان كافياً في ذلك الوقت أنهما شجعا تحصيلي العلميّ.

-بديهي أن عالم العلوم حكر على الرجال ولكن مع مبادرة لوريال يونيسكو وتعاونك مع عدد من الزميلات كيف ترين مستقبل المرأة في العلوم؟
المسألة مسألة وقت. الوعي بأهمية المرأة في العلم يزداد يوماً بعد يوم. جدّتي مثلا لم تحصّل اي تعليم ولكن دور المرأة السودانية اليوم يختلف كثيراً عنه في الأمس. اليوم تزداد فرص الفتاة للتعلّم وبالتالي تعطى فرص عمل أكثر في شتى المجالات ومن بينها العلوم.

-ما الذي يجذبك أكثر في عملك البحثي؟
أجمل ما في البحث العلمي هو التشويق. فأنت تقومين بالتجارب وتنتظرين النتيجة لتري ما اذا كانت ناجحة أم فاشلة. يلازمك عنصر المفاجأة.

-ماذا لو كانت التجربة فاشلة؟
في هذا المجال نحن معرّضون دائما للفشل في تجاربنا وهو أمر ضروري للتعلّم والوصول الى التجربة الناجحة. إنما في بحثي بالتحديد لا ينظر الى التجارب من هذا المنظار إنما هي ببساطة أصباغ أضعها على البروتينات فإما أن تكون صالحة أو غير صالحة.

-كيف تشجعين الطالبات العربيات على التوجّه الى العلوم؟
من خلال عملي أستطيع زيارة المدارس والجامعات وتعريف الطالبات بطبيعة عملي وبحثي. يجب أن يمتلكن القرار والمثابرة ولا يتعثرن عند أول عقبة تواجههن.

-ما هي التحديات أو المصاعب التي تواجهينا كونك سيدة عربية؟
ليس هناك من مشاكل مباشرة كوني امرأة عربية في مجال العلوم، إنما الامر يتعلّق أكثر بحقوق المرأة عامة في الدول العربية. ففي السويد مثلا تصل حقوق المرأة كاملة لها خلال إجازة الأمومة التي تمتد الى عام كامل. مشكلتنا جذرية في الدول العربية تبدأ في كيفية تربية الأطفال تربية صالحة.

-ما الصفات التي يجب ان تتحلى بها العالمة؟
طول الأناة والمشاركة. من أهم الأمور هي أن تعلم طالباتها ما تعرفه ان تتخلى عن أنانيتها وتتقبل الفشل.

-هل البحث العلمي مهنة أم أسلوب حياة؟
إنه أسلوب حياة تعيشينه بكل تفاصيله فيؤثر في طباعك، وبفضله تصبحين أكثر هدوءاً وصبراً.

-ما اهتماماتك خارج العلوم؟
أحب سماع الموسيقى السودانية القديمة، ومشاهدة المسلسلات المصرية في فترة رمضان.

-ماذا لوكنت في السويد في هذه الفترة؟
آه... اليوتيوب موجود (ضاحكة)

د. فرح عويشتاتي- تونس

-عرفينا عن نفسك؟
اسمي فرح عويشتاتي إمرأة عربية فخورة من أصل تونسي، أعمل في مجال الأبحاث العلمية وبالتحديد في الأصول الجينية لأمراض الشبكيّة وأقوم بدراسة الجين Nxn12، الذي يمكنه أيضاً أن يلعب دوراً مهماً في مرض ألزهايمر.

-ماذا يعني لك تكريمك في برنامج الزمالة العالمي للوريال – أونيسكو؟
على الصعيد الشخصي إنّه اكتفاء ذاتي بالنسبة الى خبرتي المتواضعة في مجال العلوم، كما إنه إنجاز بالنسبة الى كل من دعمني بدءًا بأهلي الذين هم بجانبي دائماً وأساتذتي والمرضى الذين أتعامل معهم، والذين هم بحاجة الينا بالقدر الذي نحن بحاجة اليهم.

-ما الذي غذّى اهتمامك بالعلوم؟
منذ الصغر كان فضولي يحركني لمعرفة أمور كثيرة، اللماذا والكيف كانتا من كلماتي الأولى. وفي المدرسة حضّتني حصص العلوم فكرياً وبعض الأساتذة أسدوني النصح في هذا المجال . كنت محظوظة بلقاء الاشخاص المناسبين في كل مرحلة فأخذوا بيدي وألهموني من تجاربهم لأصل الى ما أنا عليه اليوم.  أشكرهم جميعاً من كل قلبي وآمل ان أكون على قدر المسؤولية لأنقل للأجيال القادمة الشغف بالعلم.

-هل تعتبرين العلم مهنة أم أسلوب حياة؟
العلم هو مهنة في المختبر أو مع المرضى أو في التعليم الأكاديمي. إنما أن تكوني عالمة فأمر مختلف، فالفضول أساس في تكوين شخصية العالمة، أنا هكذا في العمل وخارجه.  الشغف بالعمل أساسي فهو يعطي دفعاً، إنما المنطق يغلب في مجالنا.

-في سياق بحثك العلمي هل من جزء معين أو تجربة معينة تقدرينها؟
أحب العمل على الأرض ومواجهة الأشخاص. هناك شق إنساني مهم جداً في مجال عملي، كان هذا في فترة سابقة، التقيت أطباء كثراً وتناقشنا في أمور عديدة والتقيت أشخاصاً لصلة قرابة تربطهم بمرضاي، فأنا أعمل في مجال الامراض الوراثية وقد أغنتني هذه التجارب كثيراً.

-كيف تقوّمين وضع المرأة في الدول العربية؟
أغتنم الفرصة هنا لأعبّر عن مدى فخري بتمثيلي المرأة التونسية. ما استطيع قوله ان المرأة لديها قدرة فكرية مساوية لقدرة الرجل ونستطيع معاً تقديم الأفضل لبلداننا. يجب أن تعطى المرأة الفرصة لتثبت ما هي قادرة عليه. يجب ان تناضل لتكون حاضرة في المجتمع.

-كيف تشجعين الطالبات العربيات على التوجه الى العلوم؟
أشجع كل طالبة التوجه الى الاختصاص الذي تريده. عليهن أن يؤمن بما يردن وأن يعملن للوصول الى أهدافهن. عليهن ان يعرفن ان التحدي الكبير يأتي لاحقاً في ملاءمة الحياة العائلية مع الحياة المهنية، ولكن هذا ممكن عندما نكون محاطين بالاشخاص الداعمين، ولدينا أمثلة عديدة بين الزميلات هنا. أعتقد أنه علينا القاء الضوء أكثر على البحث العلمي فلطالما ووجهت بالسؤال: ما هو عملك بالضبط؟ باحثة... عمَّ تبحثين؟ وهنا يأتي دور الإعلام في دولنا العربية. انه عمل مشترك وعلينا ان نتعاون لأنه لمصلحة الجميع من الدولة الى المؤسسات الخاصة الى وسائل الاعلام والعائلة والمدرسة...

-ما هي اهتماماتك الى جانب الأبحاث والعلوم؟
علينا ان نوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية. التوازن أساسي لاستمرار العطاء. أنا أعشق الموسيقى وأعزف على آلة العود. شجعني أهلي منذ الصغر على الفن وهو جزء لا يتجزأ من حياتي.

-فلنفترض انك اضطررت للاختيار بين الموسيقى والعلم؟
أختار العلاج بالموسيقى Musicotheraphie  بحيث أجمع الإثنين. العلماء لديهم نزعة فنية وهم يميلون الى المسرح او الموسيقى او الرسم. 

-ما هي الصفة الملازمة للعالمة؟

الفضول. هذا يدفعك للبحث والوصول الى أبعاد جديدة. اللماذا والكيف والأين؟ هي أساس العلوم.

-لدي الفضول هنا لمعرفة ما إذا كنت قادرة بين الأبحاث العلمية والموسيقى ان يكون لديك حياة خاصة ومشروع زواج مثلا؟
طبعا سبق أن أخبرتك إن السر هو في التوازن.