أمل جديد لمرضى التصلّب اللويحي المتعدد

كارين اليان ضاهر 28 سبتمبر 2017

"أمل جديد لمرضى التصلّب اللويحي المتعدد"، عنوان جلسة نظمتها شركة "ميرك" للإعلاميين بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب ولجنة أطباء مرض التصلّب اللويحي المتعدد بهدف تسليط الضوء على أحدث العلاجات وأكثرها تطوراً لمرض التصلب اللويحي المتعدد. وتم التركيز خلال الجلسة على طبيعة المرض ومدى تأثيره في حياة المريض، وعلى العلاجات التقليدية التي كانت فاعليتها محدودة.

أما عن أعراض المرض فقد أشار طبيب الأعصاب والدماغ البروفيسور ناجي رياشي إلى أنها عديدة وقد تتشابه أحياناً مع تلك الخاصة بحالات أخرى، لكن لا بد من استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة، خصوصاً بعد استمرار العارض لأكثر من 24 ساعة. وأبرز أعراض التصلب المتعدد، التعب والصعوبة في المشي والمشاكل البصرية والشعور بالوخز والتخدير وضعف العضلات وتشنّجها وفقدان التوازن والقدرة على تنسيق الحركات والتفكير والتعلم والتخطيط. وقد تختلف هذه الأعراض بين حالة وأخرى، كما يمكن أن تظهر بشكل تدريجي. وشدّد رئيس اللجنة الطبية في جمعية البحوث الفرنسية لمرضى التصلب المتعدد البروفيسور سلام كوسا على أهمية التشخيص المبكر والدقيق، والذي يتطلب الكثير من الدقة والوقت أحياناً للتأكد من الحالة، فيحدد نوعه غالباً بحسب نمط أعراضه. أما الإهمال والتأخر في التشخيص فيؤديان إلى تدهور الحالة بشكل لا تصبح فيه العودة إلى الوراء ممكنة، مع الإشارة إلى أن آثار المرض تبدو أكثر وضوحاً على المصابين الذين يعانون نشاطاً مفرطاً للمرض فتزيد أعباؤه وقد يؤدي إلى إعاقة، إذ إن هذا المرض يؤدي إلى العجز في حال تطوره.

من جهته أشار رئيس قسم طب الدماغ والأعصاب في كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية البروفيسور سهيل جبيلي إلى احتياجات مرضى التصلّب اللويحي المتعدد، موضحاً أن خصائص المرض قد تغيّرت في العقود الماضية، والتطور البارز الذي تم تحقيقه هو في العلاجات الفاعلة التي أصبحت متوافرة، مع التشديد على أهمية تلقي العلاج في المراحل المبكرة لمزيد من الفاعلية في الحد من تداعيات المرض. ولفت البروفيسور جبيلي إلى أن كل حالة تختلف عن الأخرى، ومن هنا أهمية دور الطبيب بمشاركة المريض لحسن إدارة المرض. وأوضح أن الحمل ممكن لمريضة التصلب، على أن تلقى مسبقاً العلاج المناسب. كما يمكن أن يحصل الحمل بشكل مفاجئ، فتُتخذ الإجراءات اللازمة، وهي تعتبر محمية عادةً خلال الحمل ،إلا في حالات النشاط الزائد للمرض وفي الحالات الحادّة. أما بعد الحمل فمن الضروري أن تحصل المريضة على العلاج المناسب بسرعة، لأنها تكون عرضة لانتكاسة سريعة وقوية أحياناً. 

وعن أحدث العلاجات، تحدث مدير مركز البحوث السريرية للتصلب اللويحي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت د. باسم يموت عن تركيبة أقراص كلادريبين التي حازت أخيراً الترخيص التسويقي في الاتحاد الأوروبي لمعالجة التصلب اللويحي الانتكاسي النشيط، وهو عبارة عن أول عقار يؤخذ في الفم على فترة قصيرة لمعالجة هذا النوع من المرض، ويتميز بفاعلية عالية من حيث التأثير في نشاط المرض، خصوصاً في ما يتعلق بتدهور معدل العجز الجسدي ومعدل الانتكاسات السنوية ونشاط المرض عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. وأشار د. يموت إلى أحدث التطورات في العلاجات المعدّلة للمرض والتي تعالج الاضطرابات في جهاز المناعة وتساهم في خفض وتيرة النوبات.