مهيرة عبدالعزيز: السعوديات غلبنَ التحدّيات وأنا لست دمية

ميشال زريق 11 أكتوبر 2017

في هويّتها خلطةٌ عربيّة فريدة بين لبنان، مصر والإمارات، وفي شخصيّتها أيضاً خلطةٌ سحرية، تجمع فيها بين قوّة الشخصية، سحر المرأة العربية، الذكاء والحنكة الإعلامية. بيروت، تحتضن تجربتها الإعلامية الجديدة التي تخوضها بعد حوالى 12 عاماً من تقديم البرامج الصباحية، إذ ستطلّ على الجمهور بين نواعم قناة MBC 1 فتكون إحدى أحدث المنضمّات إلى الموسم الجديد من برنامج «كلام نواعم». بالنسبة الى مهيرة عبدالعزيز، حان وقت التغيير، وفي هذا الحوار مع «لها» ستقرأ في مستقبل الإعلام، وبين سطور علاقاتها في الوسط الفني، صداقاتها، عائلتها وكذلك الوسط المهني.

 

- لنبدأ حديثنا بموضوعٍ يشغل الجميع اليوم، ألا وهو قرار خادم الحرمين الشريفين السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، كيف تنظرين إلى القرار كمواطنة خليجيّة؟
واكبتُ القرار من خلال مقاطع فيديو نشرتها عبر حساباتي على السوشيال ميديا، وأكدّت فيها شعوري بأنّ القرار يعنيني شخصيّاً. ورغم أنّ البعض يرى أنّه لا يحقّ لنا التعليق على مواضيع مماثلة باعتبار أنّها أمور داخلية تخص السعوديين، أرى أننا في نهاية المطاف نعيش في مجتمعٍ «عالمي»، وأي قضية تُطرح في أي دولة تعنينا. بالتأكيد سيكون للقرار أثر إيجابي في نفوس السعوديين بشكل خاص والخليجيّين بشكلٍ عام، وسيُحدث تغييرات كثيرة. أذكر جيداً منذ حوالى أربعة أعوام، يوم حضرتُ وإحدى صديقاتي السعوديات حفل زفاف في دبي، وعندما حان موعد المغادرة، اجتمعتُ والحاضرات في الخارج بانتظار قدوم سياراتنا، فكانت تنظر إلينا بدهشة مؤكدةً أنّها تتمنّى رؤية هذا المشهد في السعودية، فكان غريباً عليها أن تقود النساء... أذكر الحادثة وكأنّها جرت في الأمس.

- برأيك كيف سينعكس هذا القرار على المرأة السعودية؟
أظنّ أنّ قيادة المرأة السيارة ستدعمها وتساعدها في تحقيق إنجازات جديدة، مع الإشارة إلى أنّ لدى المرأة السعودية إمكانيات وقدرات تفوق الكثير من قرارات  النساء العربيات، وقد خاضت تحدّيات صعبة. وكل من يخوض التحديات ويسعى للحصول على ما يُريد، يكون عصاميّاً. فالمرأة السعودية قادت الطائرة، عملت في مجال صناعة الصواريخ، تسلّقت الجبال، وهذه الخطوة أتت لتمكّن المرأة السعودية التي تتمتع بجانب كبير من الإبداع. سعيدة جدّاً بهذه اللحظة التاريخية التي واكبت صدور هذا القرار الحكيم.

- هل تمنّيتِ لو كنتِ على الهواء مباشرةً في «صباح العربيّة» لمواكبة صدور القرار؟!
بالتأكيد...

- هل شعرتِ بالندم أم أعدتِ حساباتكِ في ما يتعلق باستقالتكِ من المحطة والبرنامج المباشر؟
لا أفكّر بهذه الطريقة إطلاقاً، وكل ما يهمني هو كيف يُمكننا توظيف موضوع قيادة المرأة ضمن برنامجي الجديد «كلام نواعم». أحبّ دائماً وفي أي برنامج أطللتُ أن أتفاعل مع الأحداث والـ Trends ولا أنظر أبداً إلى الوراء. لا أنكر طبعاً أنّ قناة «العربيّة» غيّرت أموراً كثيرة فيّ وفي شخصيتي ومسيرتي المهنية، ولكنّني شخص يحبّ التحديات وإدخال الجديد إلى حياته، وقد بحثتُ مع إدارة البرنامج كيفية مواكبة وتغطية مفاعيل القرار.

- بصراحة، في «صباح العربية» كنتِ تشعرين أنّكِ أكثر فاعلية في صناعة المحتوى والخبر ممّا أنتِ عليه في «كلام نواعم»؟
بحكم أنّني أمضيت أكثر من 4 أعوام في كنف «العربيّة»، فكان لي هناك Carte Blanche، وكانت لهم ثقة كبيرة بي وبالضيوف الذين أُحضرهم. فالقائمين على المحطة يعرفون طريقة طرحي للمواضيع وانتقائي للمحتوى. والأهم في أي برنامج تقدّمه أن يكون الطرف الآخر ليّناً معك ويتقبّل الاقتراحات. كنتُ أشعر أنّ «صباح العربيّة» هو ابني، رغم أنّني لم أكن أول مذيعة بدأت بتقديمه، ولكن كانت هناك عوامل كثيرة تتغير على الدوام، وبقيتُ أنا والمنتج ثابتَين. أيضاً، وبحكم وجودي الدائم في مكان العمل، كان هناك تواصل مستمر مع المنتجين وطاقم العمل. في «كلام نواعم»، نعمل اليوم على التوصل إلى آلية عمل ديناميكيّة في ما بيننا، فأنا على تواصل دائماً مع المنتجين ونتبادل طرح الأفكار، وهم يدركون جيداً خلفية مهيرة وما يُمكنها تقديمه، والوقت كفيل بأن يُظهر ما سأقدّمه من محتوى في البرنامج.

- هل صحيحٌ أنّ المقدّم «الصولو» يتمتع بحظوظ أكثر للبروز وإثبات الذات، من أن يكون ضمن مجموعة مذيعين؟
هذا صحيح، ولكن في المقابل عندما يتشارك أكثر من مذيع في تقديم برنامج واحد، يصبح الظهور بين مجموعة أصعب، وكذلك التحدّي لإثبات الذات وترك أفضل صورة لدى الجمهور.

- هل ترين أنّ MBC قرّرت أن تستفيد من القاعدة الجماهيرية «أونلاين»... لكن كمذيعات جديدات في البرنامج؟
أرادت المحطة الاستفادة من الخلفية المهنية والثقافية لكلّ مذيعة إذا صحّ التعبير، وطبعاً يأتي «الأونلاين» والتواجد الرقمي ضمن ذلك، فلا يُمكننا اليوم الفصل بين الحياة المهنية والعمل والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي التي باتت جزءاً من عملنا ويومياتنا.

- ولكنّكِ وعلا فارس تمتكلان قاعدة جماهيرية «أونلاين» أضخم من قاعدة البرنامج...
قلتُ لكَ إن الاعتماد كان على الخلفية، فأنا آتية من عالم الأخبار، هالة كاظم من عالم التدريب والـ Life Coach، الدكتورة ناديا التميمي اختصاصية في علم النفس، سمر المقرن روائية، أمّا سالي عبدالسلام فشخصية مختلفة تماماً، ذلك لما حقّقته من نجاح في «المتوحّشة»... وكذلك علا الفارس المتأرجحة بين القانون والإعلام. جميعنا سنستفيد من قاعدة البرنامج الجماهيرية، والبرنامج سيستفيد منّا أيضاً.

- هل ولّى زمن الإعلام التخصّصي في البرامج وحان وقت «الفورمات» وبرامج «التوك شو» العامة؟
سؤال وجيه فعلاً، لأنّ الإعلام يتغيّر راهناً بشكلٍ سريع وكبير، وهناك عوامل خارجيّة تؤثّر في المادة التي نقدّمها، أبرزها السوشيال ميديا التي أوجدت بعض الوجوه والشخصيات المؤثرة عبر منصّاتها، ولكنّها لا تمتّ الى التلفزيون بصلة، وهم مؤثرون أكثر من الإعلاميين أو الشخصيات المعروفة من خلال الشاشة. علينا أن نقتنع بأنّ الإعلام التقليدي ليس وحده المؤثّر في الناس، بل هناك إعلام موازٍ له. من الصعب أن نقرّر ما إذا كان زمن البرامج المتخصصة قد ولّى، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون هناك تنوّع في البرامج والوجوه التي تقدّم السياسة، الرياضة، الاقتصاد والمنوّعات، ومع ذلك هناك أشخاص تجتمع فيهم كلّ هذه التيمات، وهم الـ Talk Show Host والأكثر شهرةً اليوم.

- وأنتِ من بين أولئك الإعلاميين... لكنّكِ عملتِ في كلّ الحقول باستثناء الرياضة...
أحبّ الرياضة كثيراً، ولي أصحاب كثر يحترفون كرة القدم، كما أنّ شقيقتي لاعبة ضمن منتخب الإمارات، زوجي أيضاً محترف وعائلتي مهووسة بكرة القدم... بـ«الدم يعني»، ولكنّني لستُ مهووسة، بل أحبّها وأحبّ كرة المضرب وكذلك كرة السلة، وعندما كنتُ أدرس في كندا تابعتُ مباراة الـ NBA. تستهويني الرياضة ولكنّني لا أفكّر في التخصص بها.

- كيف تعاملت السوشيال ميديا مع خبر استقالتكِ من «العربيّة»؟
كنتُ أتحدّث عن الاستقالة مع صديقتي علا فارس خلال تصوير الحلقة، وقد نشرت فيديو على «سناب شات» فقط وفوجئتُ بالكم الكبير من التفاعل، مع العلم أنّني حصرت النشر في حسابٍ واحد فقط.

- لماذا لم تغرّدي عن الاستقالة؟
بالنسبة إليّ، عندما أنشر الخبر على «تويتر»، يصبح وكأنّه بيانٌ رسمي، أما على «سناب شات» فيبدو الأمر شخصياً أكثر، لكن صدمتني ردود الفعل، فبينما كنّا نصوّر أولى حلقات الموسم من «كلام نواعم»، فاجأتني علا عندما أرتني أنّ خبر استقالتي من «العربية» قد تصدّر شبكة Discover على «سناب شات». لا أخفي عليك أنّني فرحت كثيراً عندما وجدت خبر مغادرتي المحطة وقد أصبح الحدث، فهذه نقلة نوعية بالفعل، حتى أنّ البعض ظنّ أنّني سأنضمّ إلى شبكة قنوات «روتانا» بعد أن عاودتُ تغريد الخبر الذي نُشِرَ على موقعهم، فاعتقد البعض أنّ هذه رسالة غير مباشرة.

- لو كنتِ قد استقلتِ على الهواء مباشرةً، هل وطأة الخبر ستكون مختلفة برأيكِ؟
وقع الخبر كان كبيراً على الناس، ولكن حسابات السوشيال ميديا كانت لتأخذ مقطع الفيديو أيضاً وتعيد نشره، فنحن اليوم لا نستطيع التفرقة بين «أونلاين» وتلفزيون، فهذان الإعلامان يأخذان المواد من بعضهما البعض، وكلٌّ منهما يحوّلها ويُقدّمها بقالب مختلف.

- مع كلّ هذا الحب لمنصّات التواصل الاجتماعي، ألا تفكّرين في هجر التلفزيون إليها ببرنامج جديد؟
أحب القيام بذلك بالتوازي مع عملي في التلفزيون، الذي أعشقه كثيراً.

- ما الذي منحكِ إياه التلفزيون ومن الصعب أن تجديه في عالم الأونلاين؟
لم أجرّب العالم الثاني حتى أقارن، ولكنني في العموم أحب العمل الإعلامي الميداني المرتبط بالتلفزيون من كتابة التقارير وإنتاج البرامج، ولكن إن كان ذلك متوافراً في الأونلاين فهذا أمر مميّز ورائع. هناك فارق بسيط في حجم الشاشة، ولكن ليس في أخلاقيات المهنة وأساسياتها. كلّ ما يُساعدني على تحقيق شغفي في الإعلام والظهور بصورة ممتازة لن أوفّره، سواء كان أولاين أو تقليديّاً.

- عالمنا العربيّ يمرّ بمرحلة دقيقة ومصيريّة وسط هذه التغييرات، هل لا يزال التلفزيون قادراً على إيصال أفكار الإعلاميين والمجتمع؟
وصلتُ إلى قناعة بأنّ ما من أحد سواكَ يُحقّق لك أحلامكَ. بغض النظر عن المجال، التلفزيون كان يخلق نجوماً ويصنع منصّات لإيصال الأفكار، ولكن اليوم مع كل التطور الحاصل، بات الشخص يحمل قدره ومصيره ولا ينتظر، وبالتالي يوصل الفكرة التي يُريدها في أي وقت. ولكن المشكلة اليوم ليست في إطلاق المنصّات ولا في الأفكار، بل في الحفاظ على الاستمرارية، فهناك الكثير من نجوم السوشيال ميديا الذين اشتهروا بدايةً ولكنّهم لم يتمكنوا من الاستمرار، فمحتواهم كان سخيفاً واختفوا لأنّهم عجزوا عن الصمود.

- هل انخرطتِ في سياسة إغراق النجوم للجمهور بخصوصياتهم على منصات التواصل الاجتماعي؟
أبداً... لم أُدخل الجمهور في خصوصياتي، بل كشفتُ له عن أمور وأحداث أردتها أن تظهر الى العلن. فعائلتي وحتى زوجي لا يظهرون على السوشيال ميديا، باستثناء مرّة واحدة ظهر فيها زوجي بعفوية، ولكنّ الصحافة لم تسمح للأمر بأن يمر مرور الكرام، بل صنعت منه خبراً، وهذا ما يبدو غريباً. أمّا البعض الآخر، فيرى أنّ إظهار ابنتي «يسمة» هو بمثابة الكشف عن تفاصيل حياتي، ولكنّ ذلك مخالف لتوقعاتهم.

- وماذا عن تصويركِ لمراحل بناء  وتأثيث منزلكِ الجديد؟
لم أكشف عن كلّ مراحل تشييد المنزل ولا حتى النتيجة النهائية. أخاف كثيراً من الحسد... صوّرتُ القليل من التحضيرات واكتفيتُ بذلك.

- يرى البعض في تصرفاتك استفزازاً غير مباشر، كانتعالكِ الحذاء المرصّع بالماس...
هذا ليس استفزازاً أبداً، لأنّ الكثيرين لا يفهمون ما المقصود بهذه الأمور، فالناس يأخذون رؤوس الأقلام ويفبركون منها أخباراً. وبالعودة إلى موضوع الحذاء، كانت ضيفتنا في الاستوديو حينها مصمّمة مجوهرات صمّمت الحذاء المرصّع بالماس، وقد انتعلته لتصويره وتجربته كما نجرّب أموراً كثيراً على السوشيال ميديا من ماكياج وعطور وملابس، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد بحجّة أنّني استفززت الفقراء ولم أحترم مشاعرهم. ولكن، أيُعقل أن أمتلك حذاء سعره مليون دولار وأستيقظ عند الخامسة فجراً لتقديم برنامج صباحي أتقاضى عنه أجراً؟ لو كان ذلك صحيحاً، لكنتُ قد أسّستُ عملاً خاصاً بي ووفّرتُ كلّ هذا التعب، أو حتى أنتجتُ برنامجاً لنفسي. فلمَ لا يُسفتزّ الفقراء بفيديواتي عندما أعلّمهم تحضير الطعام والقهوة!...

- لنعد قليلاً إلى «كلام نواعم»، كنتِ مشاهدة ثمّ ضيفة ومن ثمّ مساعدة واليوم أصبحت مذيعة... كيف تغيّرت وتطوّرت نظرتكِ إلى البرنامج؟
تغيّر البرنامج كثيراً منذ 15 عاماً حتى اليوم، ولكنّه حافظ على جوهره ومبادئه، وهنا لا بدّ من توجيه تحية إلى روح الدكتورة الراحلة فوزية سلامة، إحدى مؤسِّسات البرنامج. هذا العام تمّ تغيير «فورمات» البرنامج، فبعدما كان مجلّة تلفزيونية أسبوعية، بات اليوم حواراً عميقاً تُجريه 4 مذيعات مع ضيوف وبمحاور متفرّعة... هذا العام «شمّرنا عن سواعدنا» وبدأنا الغوص في التفاصيل، وهذا ما ليس متوافراً في البرامج الأخرى.

- أين هي حدود كلّ مذيع في هذا النوع من البرامج؟
المسألة ليست في «عرض العضلات»، بل يجب احترام الزملاء والضيوف، وطبعاً لشخصية منى أبو سليمان وحضورها طابع خاص في البرنامج.

- إذاً، هناك مراعاة للأقدمية!
للأكثر خبرةً وجدارةً أيضاً. عندما كنتُ في «صباح العربية» كانت الأفضلية لي. البعض يحترمون الأقدمية، وآخرون لم يحسبوا لها حساباً. أحياناً، يريد البعض الظهور مهما كان الثمن، ويستفز زميله ويُقاطعه. يمكن التأثير أن يكون بكلمة، وليس من خلال استعراض العضلات. وفي «كلام نواعم»، جميعنا نملك خبرةً في التلفزيون وعلى جانب من المعرفة، والاحترام بما فيه الكفاية ليكون لكلّ واحدة منا مساحتها.

- ما الذي قدّمه لكِ الإعلام الاقتصادي- السياسي ولم تجديه في الترفيه؟
نوعية الضيوف مختلفة وحتى طريقة الحوار والإعداد. وأذكر أنّه عندما انتقلتُ من النشرات الاقتصادية إلى «صباح العربية»، بعث لي وزير المالية برسالة تهنئة. الأشخاص في ذلك المجال ملمهون أكثر، وحوارهم يكون صعباً، فلا مجال للمُزاح والدعابة، فهم على قدر عالٍ من الثقافة والثقة، وبهذا تُصقل خبراتك أكثر. بدأتُ في إعداد النشرات الاقتصادية وحدي، وتعلّمت أنّه يُمكنني محاورة أي شخص وإعداد أي حلقة، بمجرّد أن أكون مستعدة لذلك.

- سجّلتِ بعض «اللحظات التلفزيونية» TV Moments في «العربية»، لا سيّما عندما صوّروا تفاصيل حملكِ وزيارتكِ الطبيب، هل سيكون المجال متاحاً لكِ في MBC لتوثيق اللحظات نفسها؟
قناة «العربية» أعطتني مجالاً واسعاً وفتحت لي الأبواب لأكون نفسي، فهي محطة إخبارية والناس صُدِموا بأنّ المحطة صوّرت  مرحلة معرفتي بالحمل. في MBC، المجال سيكون أوسع لخلق محطات وذكريات مختلفة. فهذه محطة منوّعات، وثمة مجال لأكون مهيرة الإنسانة أكثر ممّا كنتُ عليه في «العربيّة»... فمثلاً في أولى حلقات «كلام نواعم»، تشاركتُ تجربتي الشخصية بالنوبات على الهواء مع المشاهدين.

- لنتحدّث عن صداقتكِ للجين عمران، هل يمكن أن تُترجم في برنامج تلفزيون الواقع؟
لجين بدأت تحضير برنامج تلفزيون الواقع الخاص بها وباشرت تصويره، وقد أحلُّ ضيفةً على إحدى الحلقات، ولكلّ واحدةٍ منّا كيانها الخاص. لجين صديقتي المقرّبة، وهي من أنجح الإعلاميات وأذكاهنّ، وقد لا يُصدّقني البعض لأنّها صديقتي، ولكنّها الحقيقة. برنامجها يُشبهها وأتشرّف بأن أكون ضيفتها، ولكن ليس ضرورياً أن نقدّم عملاً مشتركاً، لأنّ لكلّ واحدة طريقتها في إدارة مسيرتها، ومع ذلك نلتقي في بعض المحطات.

- هل باركت لكِ انضمامكِ إلى أسرة «كلام نواعم»؟
كانت أوّل من علم بذلك... استشرتها في الأمر.

- هل تخافين بتأثر شخصيتكِ بالنسبة الى الناس بشخصية لجين عمران؟
«يا ريت تتأثر... في شخصية أحلى من شخصية لجين أتأثر فيها...» ليتني شخصية منظّمة و«مرتّبة» وأطهو مثلها، وأؤكد لها دائماً أنني أتمنّى أن تكون ابنتي مثلها... الناس يقولون إنّني أقلّدها في بعض الأحيان، وأنا أتشرّف بذلك.

- تسمعين هذه العبارة كثيراً... أليس كذلك؟
أسمعها مراراً... لجين وجه إعلامي معروف ولها قاعدة جماهيرية كبيرة، ولا مشكلة لدي في أن أكون متأثرة بها. أنا مستقلّة في حياتي كما هي، وأين المشكلة إذا تعلّمتُ الطبخ وأن أكون لبقة ومضيافة مثلها!... تبقى هي لجين وأنا مهيرة، وليست لدي عقدة في أن أشبهها أو أتعلّم منها.

- متصالحة مع نفسكِ في نواحٍ عدة... ما هي مساوئ الإنسان المتصالح مع نفسه؟
«لازم يكون الواحد متصالح من نفسه وإلّا تجيه الجلطة»! أنا متصالحة مع نفسي كثيراً، أما في بعض الأمور فلا. مثلاً، لا أشاهد نفسي على التلفزيون، لأنّني أنتقد أدائي... فأكتفي بمشاهدة نفسي فقط خلال المونتاج على الشاشة الصغيرة!

- ما هي المعاناة التي تعيشينها مع الكاميرا؟
لا معاناة... أعشق الكاميرا، أنسى وجودها دائماً وأتصرّف على طبيعتي.

- ابنتكِ تحتلّ حيّزاً كبيراً في حياتكِ...
(تقاطعني)... أخرج في بعض المرّات من دون ماكياج وأرتدي ملابس بسيطة إلى المول، والناس يتهافتون لالتقاط الصور معها... باتت معروفةً كثيراً.

- هل اعتادت على فكرة أنّ والدتها مشهورة؟
قلتُ لكَ إنّها باتت هي المعروفة، إلا أنّها لا تزال صغيرة في السنّ،  ولكنّني أطمح لتربيتها على التواضع والبعد عن الأنانية. كثر انتقدوني لأنّني قدّمتُ لها ماركة HeadBands (اكسسوارات الرأس) ولم تبلغ حينها السنة، ولكن هذه هديتي لها عندما تكبر... أن يكون لها عملها الخاص بها.

- ما الذي يمكن أن تمنعيها عنه في الإعلام؟
لا شيء أبداً... التربية لا تكون في المنع، فابنتي اليوم تفهم ما أريده بنظرة واحدة. أتمنّى أن تكون ابنتي متواضعة مثل ما أنا عليه اليوم، وهذا ما أقوله لأصدقائي، وأتمنّى عليهم أن ينبّهوني في ما إذا كنتُ قد بدأتُ أفقد التواضع. نحنُ بشر في نهاية المطاف، حتى وإن كنّا شخصيات عامة، فلم نحلّ مشكلة الشرق الأوسط بعد، ولم نصعد إلى المريخ ولم نجد علاجاً للسرطان... نحن مجرّد وجوه معروفة وعلينا أن نكون خير مثالٍ للأدب والتواضع.

- في الختام، لنعد قليلاً إلى MBC... العقد معها لموسمٍ واحد من «كلام نواعم» أم هناك برنامج آخر؟
في MBC الأبواب مفتوحة على احتمالات عدة. تعاقدنا اليوم على «كلام نواعم»، وبإذن الله الأمور الأخرى نتحدّث عنها في الفترة المقبلة. أريد في البداية أن أرى كيف ستسير الأمور في الموسم الحالي، ونبحث لاحقاً في برامج أخرى. لا أؤمن بحرق المراحل، وليس لدي سقف يحدّ طموحاتي، وهذا ما أشترك فيه مع المحطة.

- كيف انعكست المرحلة الجديدة على حياتكِ الخاصة؟
لم تكن لديّ حياة اجتماعية. كنتُ في بعض الأحيان أخلد للنوم قبل ابنتي. اليوم حياتي باتت أفضل. أتذكّر في بعض المرّات كيف كنتُ أرغم صديقاتي على تناول العشاء عند السابعة مساءً لأنّني أريد النوم باكراً. صرت أمضي وقتاً أطول مع زوجي وابنتي. أصبح لدي متسع من الوقت لأسافر. البرامج اليومية «محرقة»، أحببتها كثيراً ولكنّها تحرقك، وتستنفد قواك وصورتكَ. قلتُ لكَ مضى 12 عاماً على تقديمي برامج يوميّة. اليوم أخذتُ قسطاً من الراحة من هذه البرامج التي قد أعود إليها في فترة مقبلة، وحالياً أركّز على برنامجي وعملي في «كلام نواعم».


بين العربية والنواعم

- ما الذي دفع مهيرة عبدالعزيز للقبول بأن تكون مذيعة بين مجموعة مذيعات في «كلام نواعم» بعد أن كانت المذيعة النجمة في «صباح العربيّة»؟
حان وقت التغيير بالنسبة إليّ، والكلام بيني وبين إدارة مجموعة MBC على تقديم برنامج على شاشتهم ليس جديداً، فقد مضى على ذلك أكثر من 3 أعوام، وكانت هناك مشاريع كثيرة، منها ما أبصر النور مع مذيعين آخرين، ومنها ما لا يزال أسير الانتظار. بطبعي أعشق التحدي، وإن لم يكن هناك تحدٍّ وعتبات جديدة في مسيرتي فلا أشعر بالتقدّم. «صباح العربية» بات منطقة الأمان بالنسبة إليّ، وصار تقديمه أمراً سهلاً. سألتُ نفسي إلى متى يجب الانتظار للتطوّر وقد مضى على تقديمي برامج في الفترة الصباحية على قناة «العربية» حوالى 12 عاماً، أحدثتُ خلالها نقلات نوعية في البرامج وأسلوب التقديم! الروتين يقتل إبداعي، وحاليّاً أنا مقتنعة بالبرنامج الذي أقدّمه، وفي ما بعد هناك برامج كثيرة في انتظاري. كنتُ أرغب دائماً بالتغيير، والذهاب أكثر إلى برامج الترفيه و»التوك شو».

- في الانتقال من البرامج الصباحية إلى تلك المسائية، هل هناك تحدٍّ في تغيير نوع الجمهور؟
بغض النظر عن التوقيت ونوع البرنامج الذي أقدّمه، فأنا أخاطب الجمهور باعتباره شخصاً واحداً «Persona» في لغة التسويق... أضع نفسي مكان المتلقّي وأتساءل كيف يُحبّ أن تصله المعلومة. حتى عندما قدّمت النشرة الاقتصادية، لم أقدّمها بالطريقة التقليديّة، فكانت مختلفة وكما أحببتُ أن تكون.

- أين تكمن زبدة التجربة في «صباح العربيّة»؟
أن تواكب الأحداث من دون أن تحرق نفسك وصورتك أمام الجمهور. تعلّمتُ السرعة في إنجاز الأمور. تعلّمتُ أن أُنتج التقارير من الألف إلى الياء، وأن أكون «وان مان شو» أعمل وحيدة وضمن فريق. فمنذ تقديمي النشرات الاقتصادية رغبتُ أن أفرض وجودي في الميدان، فأنا لستُ دمية تقرأ ما يُكتب لها وتغادر الاستوديو، بل أحبّ المذيع الفعّال والمشارك في صناعة المادة.

- في الختام، أخبرينا عن علاقتكِ بالمجوهرات... وهل تفضّلينها على الأكسسوارات؟
أحبّ المجوهرات كثيراً والماس والزمرّد الأخضر. في البرامج اليومية، من الصعب أن ترتدي المجوهرات، فيكون التركيز أكثر على الأكسسوارات. ولكن اليوم في تقديم «كلام نواعم» بدأتُ العمل مع الستايلست على إطلالات «ليدي» أُكثر فيها من المجوهرات المنوّعة.

Social Media Business

- في الحديث عن فيديواتك وما تنشرينه، تعترفين بأنّكِ تتقاضين أجراً مقابل بعض المنشورات؟
طبعاً وكأنّكَ تسألني: هل تتقاضين راتباً مقابل عملك؟! وهذا «أحلى Business»... ولديّ أسلوبي في النشر على السوشيال ميديا، وأحياناً أنشر مواضيع مع وسم «#مو_دعاية»، وذلك للتفرقة بين تجربتي الخاصة ورأيي ببعض المنتجات والأمور المدفوعة الأجر. هذا باب رزق بالنسبة إليّ، واليوم هناك بعض القنوات تحاول تفعيل المحتوى الرقمي وتحويله إلى منتج تجاري.

- نفهم من كلامكِ أنّه عمل يجب عليك تغذيته ليُغّذيكِ؟
بالتأكيد، قد يشعر البعض أنّ هذا العمل تافه ويستخّفون به، ولكن من الصعب أن تقوم بدعاية مختلفة لكلّ منتج. فتخيّل العناء في أن تضع الماكياج وتكون بأبهى حلّة لتخرج وتُغطي مناسبة عبر أحد حساباتك، ناهيك عن اجتماعات التحضير وكتابة السكريبت والعمل وخلق الجو المناسب لكلّ إعلان ومنشور.


حوار-
Photoshoot Producer: ميشال زريق

تصوير: دافيد عبدالله

ستايلست: ميساء عساف

شعر: Maison De Joelle

ماكياج: أسماء لوتاه

العباءات: مجموعة Papillon للمصمم حاتم عقيل

شكر خاص: منتجع وفندق Four Seasons- جميرا دبي على حُسن الضيافة والاستقبال

المجوهرات: Van Cleef & Arpels