أحمد رزق: زوجتي لا تتدخل في عملي وما من شيء أندم عليه

مؤمن سعد (القاهرة) 22 أكتوبر 2017

يعترف الفنان أحمد رزق بأنه لو عاد به الزمن الى الوراء لكان قد كرر ما فعله، ويتحدث عن علاقته بأولاده الثلاثة، حمزة وعمر ويحيى، وأسباب حرصه على إبعادهم عن الأضواء، وحقيقة تدخل زوجته في عمله، وأكثر ما يعجبه في المرأة، وما يضايقه فيها، وأين يصنّف نفسه بين نجوم جيله، كما يكشف عن طبيعة علاقته بمحمد سعد ومحمد رمضان وأحمد السعدني ومحمد عادل إمام، ورأيه في هند صبري وأيتن عامر، وأسباب عدم اهتمامه بمواقع التواصل الاجتماعي.


- ما الذي جذبك للمشاركة في الفيلم الجديد «الكنز»؟
يعتبر «الكنز» من الأعمال المتكاملة العناصر الفنية، والتي قلّما تتوافر لأي ممثل، وأكثر ما جذبني فيه، السيناريو الرائع للمبدع عبدالرحيم كمال، فهو من الكتّاب القادرين على تقديم قصص مميزة وشخصيات مبهرة، وأجسّد من خلاله دوراً سيكون مفاجأة للجمهور، لأنني غيّرت كثيراً في شكلي وفي طريقة أدائي التمثيلي، والفضل في ذلك يعود الى المخرج شريف عرفة الذي يستطيع إخراج طاقات جديدة من الفنان فيبدع أمام كاميراه، وتعاوني معه كان أحد الأسباب الرئيسة لموافقتي على المشاركة في العمل.

- ما نوع العلاقة التي تجمعك بمحمد رمضان بطل العمل؟
للأسف، ما من مشاهد تجمعنا في الفيلم، ولا حتى علاقة مباشرة بيننا، لأننا لم نتعاون معاً من قبل، ولم تربطنا علاقة صداقة، لكن محمد رمضان فنان موهوب وأكنُّ له كل الاحترام والتقدير على المستويين الشخصي والمهني، وعندما تقابلنا في كواليس العمل وجدته إنساناً مجتهداً ومخلصاً في عمله، ويقدّم أفضل ما لديه في الشخصية التي يجسدها.

- وماذا عن العمل مع هند صبري ومحمد سعد اللذين يشاركان في بطولة الفيلم أيضاً؟
هند صبري فنانة مميزة وتمتلك أدوات تمثيلية جبّارة، وهي إنسانة رقيقة وصادقة، وتشرّفت بمعرفتها على المستوى الشخصي. أما محمد سعد فهو صديقي منذ سنوات طويلة، وقد تعاونا من قبل في مسرحية «قصة الحي الغربي» في عام 1995، ومنذ ذلك الحين ونحن نتمنى أن نتشارك في عمل فني آخر، لكن الحظ لم يحالفنا إلا في هذا الفيلم، وهناك مباراة تمثيلية بيننا، خصوصاً أن غالبية مشاهدي تجمعني به.
كذلك سعدت بالعمل مع الفنانة أمينة خليل وأحمد حاتم، وهما من الشباب الذين أتوقع لهم مستقبل واعد في التمثيل، لأنهما يمتلكان الموهبة ويخلصان في عملهما.

- هل من مشاريع سينمائية جديدة تحضّر لها؟
معروض عليَّ عدد من السيناريوات، لكنني لم أحسم قراري في شأن أي منها بعد، وأريد أن تكون خطواتي المقبلة في السينما بمستوى فيلم «الكنز» نفسه، فهذا العمل سيجعلني أدقق أكثر في اختياراتي المستقبلية.

- هل ترى أن مسلسل «إزاي الصحة» استطاع أن ينافس باقي الأعمال الكوميدية التي عُرضت في الموسم الرمضاني نفسه؟
مسلسلي لم يدخل في منافسة مع باقي المسلسلات الكوميدية، بل كان يحلّق بمفرده في منطقة أخرى، ولا يصنّف بأنه عمل كوميدي من الدرجة الأولى، إنما هو مسلسل اجتماعي تتخلله جرعة من الكوميديا، والعمل لا يهدف الى رسم البسمة على وجوه المشاهدين، بقدر ما يسعى الى توصيل رسالة معينة، وقد استطعنا أن نحقق الهدف المرجو منه، وأنا سعيد بردود الفعل الإيجابية التي وصلتني حوله، خصوصاً تعليقات الجمهور، وشعورهم بأن شخصية «رضا» التي جسدتها خلال الأحداث قريبة منهم، وتعكس معاناتهم وآلامهم.

- ما رأيك في نوعية المسلسلات الكوميدية التي تُعرض حالياً؟
من الصعب توافر سيناريو كوميدي مميز، لأن ذلك يحتاج إلى مواصفات معينة ومؤلف بارع. لذا، أصبحت الكوميديا عملة نادرة في أيامنا هذه، لكن هناك اجتهادات من البعض لا يمكن تجاهلها، وقد سُررت بعرض عدد كبير من المسلسلات الكوميدية في شهر رمضان الماضي، فهو من أكثر المواسم التي طفت فيها هذه النوعية من الأعمال الفنية على السطح، والتي تميز معظمها بمستوى عالٍ من الجودة، وأظن أن نجاح تلك الأعمال سيشجع الكثير من المنتجين وكتّاب السيناريو على التوجّه إليها في المواسم المقبلة.

- من هم الفنانون الذين تحرص على متابعة أعمالهم الفنية؟
لا أشاهد عملاً مجاملةً للبطل الذي يجسده، بل أتابعه من أجل القصة والمضمون الذي يحمله. فمثلاً في رمضان الماضي، ورغم انشغالي بالتصوير معظم الوقت، حرصت على متابعة بعض المسلسلات، ومنها مسلسل «الجماعة 2» للمؤلف المبدع وحيد حامد، كما استمتعت بمشاهدة مسلسل «واحة الغروب» من بطولة منة شلبي وخالد النبوي وإخراج كاملة أبو ذكري.

- أين تصنّف نفسك بين نجوم جيلك؟
لا أضع نفسي في مكانة معينة بين نجوم جيلي، ذلك أن كلاً منا مميز في منطقته، وله جماهيريته الخاصة، ولو حاول أي منا الدخول الى منطقة تخصّ الآخر فهو حتماً سيخسر الكثير، لأن الجمهور أحبّه وأعطاه الشهرة من خلال ما تميز فيه، وأرى أن كل فنان ينتمي الى جيلي هو الأول في مجاله، كما أنني راضٍ تماماً عما وصلت إليه، وأطمح للحفاظ عليه، وأحاول أن أنمّيه بأعمال جيدة وتحمل رسائل هادفة للجمهور.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
لي أصدقاء كثر في الوسط الفني، وعلاقتي بهم جميعاً مبنية على الحب والاحترام، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الفنان محمد عادل إمام وأحمد السعدني وأحمد عيد وفتحي عبدالوهاب وأحمد السقا ومحمد سعد، وأفتخر دائماً بأن لا مشاكل أو خلافات بيني وبين أي فنان، وأتمنى أن تظل علاقتي طيبة بالجميع.

- هل مشاركتك في الدراما الرمضانية للعام الثاني على التوالي تعني أنك حجزت مكانك فيها للمواسم المقبلة؟
ليس شرطاً أن أشارك كل عام في مسلسل تلفزيوني، لأنني لست حريصاً على الظهور في الدراما كل عام بقدر اهتمامي بتقديم عمل فني يناقش قضية اجتماعية مهمة، وهذا كان أحد أسباب تحمّسي للانضمام الى مسلسل «الكيف» الذي عُرض في رمضان قبل الماضي، والذي ناقش قضية المخدرات ومدى تأثيرها في من يتعاطاها، وكذلك مسلسل «إزاي الصحة» الذي يتناول قضية الفساد المستشري في المستشفيات، فواجبي كفنان هو تسليط الضوء على السلبيات لإيجاد حلول جذرية لها.
وإذا وجدت سيناريو مميزاً ويناقش قضية تهم المواطن المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، سأوافق عليه فوراً، لكن حتى الآن لم يعرض عليَّ أي عمل درامي لرمضان المقبل، وأتمنى العثور على السيناريو الجيد والذي يقدّمني لجمهور الشاشة الصغيرة بأفضل صورة.

- هل ابتعادك عن خشبة المسرح متعمّد؟
أبرز الأعمال الفنية التي قدّمتها طوال مشواري الفني كانت على خشبة المسرح، ولا يمكنني أن أتقصّد الغياب عنه لفترات طويلة، ومعروض عليّ حالياً عدد من الأعمال المسرحية، وما زلت في مرحلة اختيار الأفضل بينها.
وعموماً، شهد المسرح في الفترة الأخيرة انتعاشة على مستوى العروض المقدّمة، والتي ضمت نجوماً كباراً أمثال يحيى الفخراني، ومن الشباب محمد رمضان وفتحي عبدالوهاب وغيرهم.

- مع أيّ من الفنانين تتمنى العمل؟
طوال مشواري الفني تعاونت مع عدد كبير من نجوم الفن الذين كنت أتمنى العمل معهم، وعلى رأسهم «الزعيم» عادل إمام، الذي تشرّفت بالعمل معه من قبل في فيلم «زهايمر»، وأتمنى خوض هذه التجربة مرة أخرى. ومن النجوم الشباب، أتمنى التعاون من جديد مع أحمد السقا ومصطفى شعبان وأيتن عامر، فهي تمتلك موهبة كبيرة، وقد استمتعت كثيراً بالعمل معها للمرة الأولى في مسلسل «إزاي الصحة»، وأتمنى أن تجمعنا أعمال أخرى جديدة في الفترة المقبلة.

- هل من شيء تندم عليه في حياتك؟
إطلاقاً، لأن كل خطوة خطوتها في حياتي، سواء المهنية أو الشخصية، تمت بإرادتي، ولم أُجبر على أي شيء أبداً.
لذا، أؤكد أن أي عمل قمت به، سواء كان مردوده عليّ إيجابياً أو سلبياً، قد أكسبني المزيد من الخبرات. ولو عاد بي الزمن الى الوراء لكنت كررت ما فعلته، فلكل مرحلة في حياة الإنسان فوائدها، والتي إن لم يشعر بها في حينها، لكنه سيكتشفها في المستقبل.

- علاقتك بالسوشيال ميديا تكاد تكون معدومة، ما السر وراء ذلك؟
أمتلك حساباً رسمياً واحداً على «إنستغرام»، ولا أستخدم «فايسبوك» ولا «تويتر»، وكل الحسابات الوهمية التي تحمل اسمي لا تخصّني، لا من قريب ولا بعيد.
وبطبيعتي، لا أهتم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، لأنني لا أصدّق الأخبار المنتشرة عليها، وأجد أن أغلبها لا يمت الى الحقيقة بصلة.
ورغم انتشارها مثل النار في الهشيم، لم يحاول أحد التأكد من صحة المعلومة أو حتى التحقق من مصدرها. لذا، قررت الابتعاد عنها، واستخدام الـ«إنستغرام» فقط لنشر بعض صوري الحديثة، بغية التواصل مع جمهوري بشكل شبه دائم.

- ما هو موقفك من انتحال البعض لشخصيتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أشعر بالغضب والحزن الشديدين عندما ألتقي أحداً من معجبيَّ ويخبرني بأنه يتحدث معي باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن منتحل شخصيتي يخدعه لفترات طويلة، لكن دون ذلك لا أشعر أنها تؤثر سلباً فيَّ، لأنها صفحات تنشر مشاريعي الفنية الجديدة، ولا تتطرق إلى أي آراء شخصية أو تتدخل في حياتي العائلية.

- كيف تصف زوجتك؟
هي شريكة حياتي وأم أولادي، ولها دور كبير في ما حققته من نجاحات في حياتي، لأنها توفر لي الجو الهادئ لكي أركّز في عملي، وتتحمّل مسؤولية المنزل وتلبي متطلبات الأولاد، ودائماً تدعمني وتقف الى جانبي وتفرح لنجاحي، وأشكرها على تفانيها وتفهّمها لظروف عملي بكل ما فيه من مصاعب.

- ما هو سر العلاقة الزوجية الناجحة؟
التفاهم والانسجام هما أساس أي علاقة زوجية ناجحة، وبدونهما لا تستمر العلاقة بالشكل السليم والمثالي، فإلى جانب توافقي مع زوجتي في العديد من الصفات، إلا أننا نختلف أحياناً، لكن سرعان ما تصطلح الأمور، لأن النقاش هو اللغة السائدة بيننا، ولا يفرض أحدنا رأيه على الآخر.

- هل تستشيرها في اختياراتك الفنية؟
زوجتي بعيدة كل البعد من المجال الفني، ولا تحاول أبداً التدخل في عملي، وأحياناً تقول لي رأيها كمشاهِدة عادية وليس كزوجة، وآخذ رأيها في الاعتبار في اختياراتي المقبلة.

- ما أكثر ما يعجبك في المرأة؟
ذكاؤها، فالذكاء صفة تعجبني، سواء في المرأة أو الرجل، لأن العقل هو الشيء الوحيد الذي ميّز به الله سبحانه وتعالى الإنسان عن باقي البشر، ومن يشغّل عقله ويستغل ذكاءه يستفيد من أهم الصفات الإنسانية.

- ما الذي يزعجك فيها؟
ما من صفة محددة، لكن يضايقني في المرأة كل الصفات التي يمكن أن تكون عيباً في أي شخص، مثل الإلحاح في طلب الشيء، أو عدم تقدير الأمور بشكل صحيح، أو الأنانية... وكلها صفات سيئة ومكروهة إذا وجِدت في أي إنسان.

- لماذا تحرص على إبعاد زوجتك وأولادك عن الأضواء؟
لم أفرض عليهم ذلك، فالشهرة والأضواء فُرضت عليَّ بحكم مهنتي، ولا أريد أن أقحمهم في شيء لا علاقة لهم به، خصوصاً أولادي حمزة وعمر ويحيى، الذين لا يزالون في مرحلة الطفولة، وأشعر أنهم يحتاجون في هذه الفترة أن يعيشوا حياتهم بعيداً من الأضواء، وسأترك لهم حرية الاختيار عندما يكبرون ليقرروا ما إذا كان سيدخلون المجال الفني أو يمارسون مهناً أخرى.

- ما هي أقرب الصفات التي تجمع بينك وبين أولادك؟
حمزة عمره أحد عشر عاماً ويشبهني في العديد من الصفات الشخصية، ومنها الصبر والروح المرحة، كذلك يأخذ مني ابناي عمر ويحيى بعض الصفات، لكنّ شخصياتهم لم تتبلور بعد بشكل كامل، خصوصاً أنهم لا يزالون صغاراً في السن، كما أنني أربّيهم على الاعتماد على أنفسهم، وتكوين آرائهم نتيجة تجاربهم الشخصية.

- هل تأخذ آراءهم في أعمالك الفنية؟
أحرص على استشارتهم بمجرد عرض العمل، لأنني من خلالهم أعرف آراء شريحة عمرية معينة بأعمالي الفنية، وسعدت كثيراً بإعجابهم بمسلسلي الأخير وحرصهم على متابعته، رغم أنه لا يخاطب هذه الشريحة العمرية، كما أنهم لا يجاملونني أبداً، بل يقولون لي رأيهم بمنتهى الصراحة.

- ما أكثر ما يميز علاقتك بأولادك؟
علاقتي بأولادي تختلف عن الأسلوب التقليدي المتعارف عليه، لأنها ترتكز على الصداقة أكثر من التعامل الرسمي بين أب وأولاده، فهم يحكون لي أسرارهم وكل ما يدور في يومهم، وأحاول أن أنمّي هذه العلاقة، لأنها تساعد على خلق مساحة من النقاش وتسمح بالتقارب رغم فارق السنّ في ما بيننا.


- ما الهوايات التي تمارسها في أوقات فراغك؟
بمجرد الانتهاء من التصوير، أحرص على أخذ إجازة طويلة، واصطحاب زوجتي وأولادي في رحلة الى أي مكان يختارونه، ذلك لأعوضهم عن فترات غيابي عنهم بسبب انشغالي بالعمل. وغالباً ما نسافر إلى إحدى المناطق الساحلية للجلوس قُبالة البحر، والاستمتاع بالجو الجميل.

- ما هو آخر كتاب قرأته؟
كان رواية بعنوان «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية إليف شفق، وتم تحويلها أخيراً إلى نص مسرحي يحمل اسم الرواية نفسه، لكن الحظ لم يحالفني لمشاهدة العرض المسرحي بسبب ارتباطاتي الفنية في تلك الفترة، والرواية تدور حول امرأة بلغت سنّ الأربعين، وهي ليست سعيدة في حياتها الزوجية، وتعمل ناقدة في إحدى الوكالات الأدبية... وكل ذلك في سرد رائع ومشوق.