نضال الشافعي: فيلمي الجديد تعرّض لتعتيم كبير وزوجتي تتحمّلني كثيراً

أحمد مجاهد (القاهرة) 02 ديسمبر 2017

قدم البطولة السينمائية الأولى له أخيراً في «عمر الأزرق»، ورغم محاولة التعتيم على الفيلم، حظي بردود أفعال جيدة من كثيرين، وحمل طابع أكشن مختلفاً، إلا أنه انزعج من التصنيف العمري له من جانب الرقابة.
الفنان نضال الشافعي يتحدث لـ «لها»، عن كواليس فيلمه، ويوجه رسالة الى النجم أحمد السقا، ويرد على مطالبي الزعيم عادل إمام باعتزال الفن، ويتحدث للمرة الأولى عن زوجته.


- كيف تقيّم أول بطولة سينمائية لك في فيلم «عمر الأزرق»؟
يضم الفيلم عناصر جيدة نادراً ما تتواجد في فيلم سينمائي، من قضية مهمة وإنتاج سخي، وتوليفة مميزة من العناصر السينمائية الأخرى، مثل المحتوى والممثلين، وهو ليس فيلماً عشوائياً أو مجرد قصة من دون أي مضمون مثل بعض الأفلام، لذلك أحببت هذه التجربة، لأنها قربتني من الناس، وهناك رسالة إنسانية نوجّهها لهم من خلال الفيلم، وهي أن كل شخص مهما كان، يجب أن يواجه أخطاء الماضي حتى لا تضرّه مع مرور الأيام. وشخصية عمر الأزرق التي أقدمها في الفيلم إنسانية جداً وقوية، ورغم ذلك تجعله أخطاؤه في الماضي يتحوّل الى شخص آخر تماماً.

- ما سبب عرض الفيلم قبل موسم عيد الأضحى؟
هذا الأمر يرجع الى منتج الفيلم، لكن على المستوى الشخصي أنا راضٍ عن عرضه في الفترة السابقة، وأرى أن العمل الجيد شكلاً ومضموناً يفرض نفسه بقوة في أي وقت، وذلك ليس مرتبطاً بموسم معين لعرض الأفلام. وفي الحقيقة، كانت ردود أفعال الجمهور على الفيلم جيدة، وكثيرون يقومون بتبليغ بعضهم بعرض الفيلم، وهذه أكبر دعاية غير مباشرة للفيلم من وجهة نظري.

- قدمت في الفيلم مشاهد أكشن بصورة متطورة، كيف حدث ذلك؟
الجمهور زادت لديه نسبة الوعي بما يشاهده، ولم يعد يقبل بأي عمل فني لا تتوافر فيه عناصر إبهار معينة، وصورة مختلفة، بخاصة مع مشاهدته الأفلام الأميركية المتطورة، صورةً ومضموناً، لذلك يجب أن نقدم له عملاً فنياً بجودة كبيرة، من حيث الصورة والقصة والإخراج والإضاءة، وكل العناصر المهمة لنجاح أي فيلم سينمائي.

- شهد العرض الخاص للفيلم حضور فنانين كثيرين، على رأسهم النجم حسين فهمي، هل توقعت ذلك؟
الحمد لله، علاقتي قوية بأصدقائي وزملائي في الوسط الفني، وكنت أتوقع حضور عدد أكبر من الذين حضروا العرض الخاص للفيلم، لكنهم في معظمهم يمضون إجازاتهم في الساحل الشمالي، وأعذر أي شخص منهم، وقد شعرت بمساندة الحاضرين لي، حتى الصحافيون والنقاد أشكرهم على وقوفهم بجانبي، وسعدت بردود الأفعال على الفيلم.

- ظهرت زوجتك معك في العرض الخاص للفيلم للمرة الأولى، ما هي رسالتك لها؟
أوجه شكراً كبيراً لها، لأنها تقف بجانبي دائماً، ورأيها في أعمالي الفنية يهمني كثيراً، وأقدر كثيراً وجودها معي وتحمّلها لي، فهي شريكة حياتي وتتحمّل أكثر من طاقتها، لأنني شغوف دائماً بعملي، ويأتي ذلك على حسابها.

- صرحت أخيراً بأنك غير راض عن التصنيف العمري للفيلم «+16»؟
بالفعل، شعرت بضيق شديد بسبب تصرف الرقابة الفنية مع فيلمي، بخاصة أن الفيلم خالٍ من أي مشاهد خادشة للحياء، وأنا أكون دائماً رقيباً على نفسي في ما أقدمه للناس، ولم يكن في يدي أي شيء أفعله سوى الموافقة على ما تريده الرقابة الفنية حتى يرى الفيلم النور، لكن الأمر أصبح مبالغاً فيه بدرجة كبيرة، ويكفي أن جميع السيدات اللاتي حضّرن العرض الخاص للفيلم قمن باحتضاني وتهنئتي على الفيلم، وذلك يؤكد أنه فيلم راقٍ ومحترم.

- أشعر في حديثك بمرارة بسبب ما حدث معك.
بالطبع، لأن الفيلم جيد من وجهة نظري، وفيه أبعاد إنسانية حقيقية، ولا أقول ذلك لمجرد الحديث في الإعلام والصحافة، لكنه فيلم مميز حتى لو اختلفنا على بعض محتواه، وأطالب الناس بالوقوف الى جانبي فيه، لأنه يتم التعتيم عليه خلال الفترة الحالية، ولا أعرف لمصلحة من يتم ذلك.

- ما هو أكثر فيلم أعجبك أخيراً؟
أوجه من خلالكم رسالة الى أحمد السقا، وأقول له إنه نجم كبير وأهنئه على نجاح فيلم «هروب اضطراري» أخيراً، وتعلمت منه كيف يضحي الفنان بماله وبصحته، حتى يظهر في مشهد معين ويقدمه بأداء متقن، وتعلمت منه أيضاً أنها ليست بطولة أبداً أن يظهر النجم بمفرده على الشاشة، بل البطولة الحقيقية هي في إظهار جميع الفنانين معه بشكل جيد، وهو أصبح علامة مهمة ومميزة في مجال الأكشن في السينما المصرية.

- شاركت أخيرا في الجزء الثاني لمسلسل «الجماعة»، كيف ترى التجربة؟
أحببتها جداً، وهي عمل مهم للكاتب الكبير وحيد حامد، لكنها كانت مرهقة كثيراً بالنسبة إلي.

- هل لفتت نظرك مسلسلات معينة؟
أُعجبت كثيراً بـ «ظل الرئيس» لياسر جلال، وأهنئه على نجاحه، لأنه صديق وأخ «جدع» وطيب، وكذلك «هذا المساء»، و»رمضان كريم» الذي أعتبره عملاً درامياً رائعاً، و»لأعلى سعر» لنيللي كريم، الذي صُنع وقُدّم بصورة جيدة، وجذبني كثيراً أحمد فهمي، فقد كان رائعاً، وزينة كانت في أحلى حالاتها التمثيلية ونيللي كريم مبدعة.

- هل ترى أنك حققت ثنائياً فنياً ناجحاً مع إحدى النجمات خلال مشوارك الفني؟
حين تعاونت مع مي عز الدين في مسلسلي «دلع بنات» و»الشك»، أحبنا الجمهور كثيراً، وحين قدمت مع هند صبري إحدى حلقات مسلسل «عايزة أتجوز»، كانت الحلقة ناجحة، ثم قدمنا معاً مسلسل «فيرتيجو»، وكانت بيننا كيمياء رائعة، وتعاونت أيضاً مع غادة عبدالرازق في فيلم «جرسونيرة»، وحالياً أصوّر معها فيلم «رؤية». كذلك، تعاونت مع ريم البارودي في مسلسل «الشك» وفيلم «يا أنا يا هو» و«دلع بنات» أيضاً، أحببت هذه الثنائيات بيني وبين هؤلاء النجمات، وأتمنى تكرار التعاون معهن فنياً في الفترة المقبلة.

- هل ستتجه أكثر الى الأكشن بعد فيلم «عمر الأزرق»؟
ليس بالضرورة أن أتجه الى تقديم الأكشن، لكني أركز على النص الجيد أولاً للعمل السينمائي، إضافة الى وجود جهة إنتاج قوية تكون قادرة على حماية الفيلم، وأؤكد أنني لم أكن أركز أبداً في هذه الأمور في بدايتي الفنية، بل كنت أريد فقط الظهور والتمثيل، أما الآن فأركز جيداً في حجم دعاية أعمالي الفنية، حتى تصل هذه الأعمال الى الجمهور، لأنه يصعب عليَّ كثيراً أن يتوافر منتج جيد لكن لا يتم التسويق له بصورة جيدة للناس.

- هل ترى أنك قدمت أعمالاً فنية مهمة في مشوارك الفني حتى الآن؟
بالفعل، مثل مسلسل «تامر وشوقية» الذي استطاع الوصول الى قلوب المشاهدين، وفيلم «الجزيرة» مع النجم أحمد السقا، رغم صغر حجم الدور الذي قدمته فيه، لكنه جذب انتباه كثيرين لي، إضافة الى مسلسلات «الشك» و»دلع بنات» و«شطرنج»، فقد كانت تمهيداً لتقديمي أعمالاً تحمل طابع الأكشن في السينما، كما كان مسلسل «ناجي عطا الله» مع الزعيم عادل إمام علامة مميزة لي.

- لمناسبة كلامك على الزعيم، ما رأيك في الدعوات المطالبة باعتزاله؟
عادل إمام رمز فني كبير، ويكفي أنه تربّع على قمة الفن لأكثر من 40 عاماً وحتى الآن، وأدعو له بأن يتمكن من إكمال مسيرته الفنية حتى آخر لحظة في حياته، فهو خط أحمر ولا أقبل أي كلمة سيئة عنه، بل يجب أن نفتخر به كثيراً، فالفنان تتأرجح أعماله صعوداً وهبوطاً في مستواها، لكن الزعيم عادل إمام استطاع الحفاظ على بريق نجوميته طيلة مشواره الفني، وما يقدمه من فن ليس للشعب المصري فقط، وإنما للوطن العربي بأكمله.

- تتعاون فنياً للمرة الثانية مع النجم حسين فهمي في مسلسل «السر»، ما هو إحساسك؟
الأستاذ حسين فهمي قيمة فنية كبيرة بالنسبة إلي، وله محبوه، وسعدت بالتعاون معه في مسلسل «الشك» منذ سنوات، لكن دوري فيه لم يكن أمامه بدرجة كبيرة. أما في مسلسل «السر» فالأمر مختلف، لأنني أجسد دور ابنه، ونتقابل دائماً، وأحبه كثيراً على المستوى الإنساني، وهو شخص «برنس» في التعامل و«جدع»، وأتعلم منه الأخلاقيات في الحياة والفن، والعلاقة بيننا أصبحت أكبر من الفن والعمل، بل أراها الآن بمثابة علاقة أب بابنه، وهذا شرف كبير لي.

- غنّيت في أكثر من عمل فني، فهل تهوى الغناء الى هذه الدرجة؟
كان غنائي في إطار كوميدي، لأنني لا أملك موهبة الغناء، بل أهوى الطرب وأحب الاستماع إلى الأغاني، فأنا أعشق شيرين عبدالوهاب، وأرى أنها المطربة الأولى في مصر، إضافة الى نانسي عجرم ومحمد حماقي، إلى جانب سماعي الأغاني القديمة لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.

- من هم أصدقاؤك من الوسط الفني؟
لديَّ صداقات عديدة في الوسط الفني، مثل هند صبري وأحمد عزمي وأحمد زاهر، وهم أصدقائي منذ فترة طويلة، خصوصاً عزمي وزاهر، لأنهما كانا زميلين لي في معهد السينما.