علاج أعصاب العمود الفقري

إسترخاء, علاج, ممارسة الرياضة, جهاز عصبي, إلتهاب المفاصل الرثوي, ألم / آلام الرأس, ألم / آلام المفاصل, التواء العمود الفقري, جلسة العلاج, الرياضة

02 يونيو 2010

أصبحت آلام الظهر والرأس والعنق ترافقنا في معظم الأوقات دون أن نجد لها حلاً. فهل الحل موجود في الدواء أو في العلاج الفيزيائي أو بتغييرات في نمط الحياة؟ علماً أن معظم هذه المشكلات ينتج عن نمط الحياة الذي نتبعه والذي يعرّضنا لآلام يصعب التخلّص منها، خصوصاً بالنسبة إلى السيدات اللواتي يعتدن على انتعال الأحذية ذات الكعب العالي ويجلسن ساعات خلف المكتب دون القيام بحركة... أياً كان السبب، يتحدث الاختصاصي بعلاج أعصاب العمود الفقري Neuroskeletal Therapy الدكتور وليد أبو الدهن عن هذا العلاج الذي بات منتشراً إلى حد كبير في أوروبا والعالم والذي يعد بإيجاد الحل لمختلف الآلام والمشكلات في الجسم دون أي دواء أو جراحة. إذ يقتصر على الضغط على نقاط معينة مرتبطة بالجهاز العصبي لمعالجة مشكلات مختلفة قد لا نجد لها علاجاً بالأدوية أو بالأساليب الطبية التقليدية. وقد عالج حالة شلل وحالات اكتئاب وغيرها من المشكلات التي قد يشعر المريض باليأس من إمكان معالجتها، بشهادة مريضة عانت من مشكلات عدة لسنوات طويلة ثم شفيت على يديه.

السيدة رحاب شريف: شفيت من الاكتئاب ومن آلام كثيرة في جسمي
عانت السيدة رحاب آلاماً مزعجة في جسمها لسنوات طويلة كآلام الظهر إلى آلام العنق والمفاصل... كلّها كانت تنغّص عليها حياتها. إضافةً إلى الظروف الصعبة التي مرت بها في حياتها وسببت لها حالة اكتئاب مزمنة لم ينجح أي علاج في التغلّب عليها. وقبل تسعة أشهر، ، بدأت علاجاً مختلفاً للاكتئاب يعتمد على أحد أقوى أدوية الاكتئاب مما سبب لها حالة من الكسل وفقدت حبها للحياة رغم كونها إنسانة مرحة تعشق الحياة والمزاح.
 «أنا مؤمنة جداً بالطب، لكن عندي حشرية لتجربة الأمور الجديدة . وفي أحد الأيام رأيت في إحدى المجلات مقابلة مع د.وليد أبو الدهن وشعرت وقتها بأنه كان يتحدث عن حالتي بوصفه أعراضاً معينة أعانيها. عندها قررت زيارة عيادته وأخبرته أني سأجرّب مرةً دون أن أكون مقتنعة بنسبة 100 في المئة. لكني كنت أشعر باليأس وأرغب في أن أعود إلى ما كنت عليه سابقاً، على الرغم من أن أحد الأطباء الذين زرتهم أخبرني أنه لا أمل في ذلك. في الواقع، الـNeuroskeletal therapy علاج جديد في لبنان، ولم نسمع عنه في السابق وكنت قد طلبت من ابنتي التي تعمل في أميركا السؤال عنه وأخبرتني انه منتشر بكثرة في أميركا.  لذا قررت أن اجرب في جلسة. أخبرت د. أبو الدهن عن كل ما أعانيه من آلام في مختلف أنحاء جسمي وعن الاكتئاب.
 بعد الجلسة التي تقتصر على الضغط بالأصابع في مواضع معينة، قدم لي د. أبو الدهن بعض النصائح وأخبرني أني قد أشعر بألم في الليلة الأولى وأتحسن بعدها. ذهبت إلى منزلي دون أن أكون متأكدة من فاعلية العلاج. لكن، كما قال لي، شعرت بألم بسيط ليلاً ، ثم وفي اليوم التالي، في فترة بعد الظهر، عدت من عملي وأنا أشعر برغبة لا تقاوم في النوم. نمت وبعد أن استيقظت كنت اشعر بالاسترخاء والارتياح إلى درجة عجزت فيها عن التصديق. وصرت أتساءل ما إذا كانت هذه معجزة . في اليوم الثالث، اتصلت لآخذ موعداً لجلسة ثانية. بعد كل جلسة كنت أشعر بمزيد من التحسن وأرتاح أكثر فأكثر. كنت بحاجة إلى خمس جلسات، كما أخبرني د. أبو الدهن، لكني أردت الخضوع لثماني جلسات، وأوقفتها من شهرين وأشعر أني عدت كما كنت سابقاً وكما كنت أتمنى. فقد زالت آلام جسمي وتغلّبت على حالة الاكتئاب وخففت تدريجاً جرعات دواء الاكتئاب قبل أن أوقفه. أشعر كأنها معجزة حصلت. كنت أشعر دائماً بالنعاس والتعب وبآلام شديدة في الظهر، وسبق أن خضعت لعشر جلسات من العلاج الفيزيائي دون جدوى. فقد كان جسمي أشبه بلوح من الخشب وأعاني تيبساً فيه. أما الآن فزالت كل هذه المشكلات وعدت نشيطة وسعيدة وأتمتع بالليونة في جسمي ولم يتغيّر شيء منذ نهاية العلاج. لذلك أنصح كل من يعاني مشكلة بتجربة العلاج لأنه لن يضر إذا لم تكن منه فائدة، فهو لا يرتكز على أدوية قد تؤذي الجسم».

 

د. وليد أبو الدهن: الـNeuroskeletal Therapy
 تعيد الجسم إلى ما كان عليه قبل التعرّض للمشكلة


- ما هو علاج أعصاب العمود الفقري
Neuroskeletal  therapy؟
تعالج مشكلات الظهر والعمود الفقري بواسطة علاج أعصاب العمود الفقري. علماً أنه يعمل على الأعصاب في الجهاز العصبي للمريض بضغط بسيط على نقاط معينة خاصة بالجهاز العصبي تعرف بالمستقبلات العصبية. عند الضغط على هذه النقاط يتم إرسال رسالة إلى الدماغ فيحللها. عندها، في حال وجود تشنجات عضلية أو ديسك أو عدم توازن في العضلات أو وجود فقرة في غير مكانها، يرسل الدماغ رسالة إلى العضلات ليعالج أي مشكلة موجودة. وبهذه الطريقة يعالج الجسم نفسه بنفسه، ويعيده العلاج إلى مرحلة ما قبل الإصابة أو ما قبل حصول المشكلة.

- ما أهم الأسباب التي تؤدي إلى مشكلات في الظهر؟
ثمة عوامل عدة مسببة لمشكلات الظهر، ومنها ما يرتبط بنمط العيش كطريقة الجلوس وحمل الأغراض الثقيلة وانتعال السيدات الكعب العالي. كما أن بعض الإصابات التي تحصل أثناء ممارسة الرياضة والحوادث قد تكون من الأسباب.

- ألا تحتاج معالجة مشكلات معينة إلى دواء ؟
لا حاجة أبداً إلى دواء لأن معظم الحالات تعالج من خلال الجهاز العصبي والدماغ، علماً أن الأدوية تريح الجسم لفترة لكن العضلات تتشنج مجدداً بعد ذلك. بالتدليك يتم الضغط على الفقرات لمعالجتها دون دواء. حتى أن بعض الأشخاص كانوا يحتاجون إلى جراحة ديسك وتجنبوها بفضل العلاج. كما عالجت إحدى حالات الشلل. يعيد العلاج الجسم إلى ما كان عليه قبل حصول أي مشكلة. ويهدف إلى تجنب الأدوية حتى في حالات فقد فيها الأشخاص الأمل من العلاجات التقليدية.

- ما عدد الجلسات التي يتطلبها العلاج؟
يحتاج بعض الأشخاص إلى جلسة واحدة أو أكثر ويختلف الأمر بحسب الإصابة وعمرها وسن المريض. يهدف العلاج إلى معالجة المشكلة نفسها لا الأعراض فحسب. وتصل نسبة النجاح إلى 90 في المئة.

- ما مدة كل جلسة؟
مدة كل جلسة 20 دقيقة أو نصف ساعة تقريباً بمعدل مرة في الأسبوع.

- هل يشعر المريض بالتحسن مباشرةً؟
يشعر المريض بالتحسن من الجلسة الأولى. قد يشعر بعدها بتعب جسدي في البداية لكنه يشعر بتحسن مباشرةً. علماً أن التدليك يتم فوق الملابس مما يريح المريض نفسياً خلال الجلسة.

- هل يعالج الموقع المصاب وحده ؟
في حال وجود مشكلة في الظهر مثلاً لدى المريض يعالج الجسم كلّه لأن الجسم يعوّض عن الخلل الموجود في موضع معيّن بالضغط على مواضع أخرى فيه. لذلك أياً كانت المشكلة يعمل العلاج على العمود الفقري ككل. قد تكون المشكلة في الركبتين، لكن يجب العمل على الظهر أولاً لأن كل المواضع مرتبطة ببعضها.

- ما الحالات التي تعالجها الNeuroskeletal therapy؟
تعالج الـNeuroskeletal Therapy مشكلات العمود الفقري عامةً والتواء العمود الفقري والتشنجات العضلية وألم الورك لدى الحامل. إضافةً إلى مشكلات العنق والكتفين وداء الشقيقة وآلام الرأس والإصابات التي تحصل لدى ممارسة الرياضة والروماتيزم. حتى أن العلاج يمكن أن يعالج الاكتئاب لأنه يعمل على الجهاز العصبي فيشعر المريض بالاسترخاء. حتى أن البعض لا يعودون في حاجة إلى أدوية الاكتئاب. كما يمكن معالجة مشكلات الفك والمفاصل. وفي حال وجود كسل في الجهاز العصبي يساعد العلاج على تنشيطه.

- يمكن معالجة داء الشقيقة أيضاً بالNeuroskeletal Therapy ، ما الذي قد يسببها؟
أهم أسباب داء الشقيقة العامل الوراثي والحساسية وتناول أطعمة معينة. كما أن التعرض لإصابات معينة قد تسببها أيضاً. كما يساهم وجود مشكلة في العنق في الإصابة بداء الشقيقة إلى حد كبير، علماً أن معظم آلام داء الشقيقة تنتج عن مشكلات في العنق. قد يسبب نوبة داء الشقيقة التعرّض لنور قوي أو إلى عطر برائحة قوية، فيما يساعد النوم في تخفيف الألم، علماً أن الألم قد يستمر حتى ثلاثة أيام. كذلك ينصح بتجنب الأجبان القوية الطعم والشوكولا والحمضيات وعدم التعرّض لأشعة الشمس القوية في حال الإصابة بداء الشقيقة. وبشكل عام أياً كان الألم في الجسم، من الضروري أن نعيره اهتماماً لأنه يشير إلى وجود مشكلة معينة تحتاج إلى علاج ليعود العضو المصاب إلى طبيعته.

- ماذا عن آلام الظهر؟ ما أهم أسبابها؟
في حال وجود مشكلة في الظهر، من الضروري معالجتها بسرعة لأن عامل الوقت يلعب دوراً مهماً في تفاقم الحالة. أما أسباب آلام الظهر فمرتبطة بنمط الحياة كطريقة الجلوس في المكتب حيث يجب الجلوس بشكل مستقيم ويجب أن يكون الكرسي مريحاً وفيه دعم للظهر. كذلك يؤذي الظهر أن تكون شاشة الكمبيوتر غير مواجهة مباشرةً للنظر. لذلك من الضروري وضعها بشكل يكون فيه مستوى النظر إلى وسط الشاشة. كذلك يجب أن تكون اليدان مرتاحتين على لوحة المفاتيح شرط أن تكونا في مستوى الجسم. كذلك ينصح بأخذ استراحة كل ساعة أو ساعة ونصف ساعة والمشي لأن كثرة الجلوس أمام المكتب تسبب آلاماً في الظهر. هذا إضافةً إلى الكعب العالي الذي يؤذي الظهر كونه يغيّر تقويم العمود الفقري حيث يدفع الحوض إلى الأمام ويرجع العنق إلى الخلف مما يؤثر على ميزان الجسم والقدمين. لذلك ينصح بعدم انتعال الأحذية التي يتخطى كعبها ال3 سنتمترات. أما في حال انتعال الكعب العالي من الأفضل فعل ذلك ليوم واحد وليس يومياً حتى لا تعتاد العضلات على هذه الوضعية. وفي ما يتعلّق بطريقة النوم، غالباً ما تكون مسبباً لمشكلات الظهر بسبب الأخطاء المرتبطة بها، على أن الطريقة الأسلم للنوم تكون على وسادة رقيقة توضع تحت الركبتين، أو يمكن النوم على  الجانب مع وسادة بين الساقين، على أن يكون الفراش صلباً. كما يجب أن توضع الوسادة تحت الرأس بشكل تملأ فيه الفراغ بين الرأس والكتفين.

- هل من آثار جانبية قد تنتج عن العلاج؟خصوصاً أن هذا النوع من العلاجات قد يؤذي أحياناً؟
لا خطر أبداً من العلاج وليس له آثار جانبية لأنه مرتبط بالدماغ الذي لا يمكن أن يقبل ما قد يؤذي الجسم. كما أنه لا يمكن أن يحصل خطأ لأن الدماغ يحلل دائماً
الرسالة التي تبعث إليه بالضغط على نقاط معينة.

- هل من سن معينة يسمح فيها بالخضوع للعلاج؟
يمكن أن يخضع أي كان  للعلاج بدءاً من الأطفال إلى المتقدمين في السن، علماً أن العلاج مريح جداً للأطفال ويتجاوبون معه بشكل جيد.

- هل من حالات معينة لا تسمح بالخضوع للعلاج؟
ليس هناك ما يمنع إجراء العلاج. فهو يقتصر على التدليك الخارجي. حتى في حال الإصابة بترقق العظام، لا خطر في العلاج بل يحس المريض بتحسن ويشعر مباشرةً بالفرق.

- هل من تشابه بين هذا النوع من العلاج والوخز بالإبر والReflexology؟
يعمل الوخز بالإبر والreflexology على مسارات الطاقة في الجسم. أما علاج الNeuroskeletal Therapy فيعمل على الجهاز العصبي، ولا تشابه بين هذه العلاجات. حتى أن التطبيق في كل منها مختلف.