د.عماد عثمان: الأدوية المسيّلة للدم ضرورية...

أمراض الدم, الأمراض الوراثية, الأدوية, الإجهاض, صداع الشقيقة / النصفي, أمراض الدم الوراثية, هيوز, فقدان الذاكرة

17 يناير 2011

تزيد الإصابة بمتلازمة هيوز (مرض لزاجة الدم) خطر الإصابة بتخثّر الدم الذي يؤدي إلى جلطات في الدم وعدد من المشكلات الصحية كحالات الإجهاض المتكررة وتجلّط الأوردة العميقة (في الساقين). وأصعب ما في المرض أنه يصعب التعرّف عليه وكشفه، خصوصاً انه قد لا تظهر أعراض واضحة له، وغالباً ما يجري تشخيصه بشكل خاطئ بسبب تشابه أعراضه مع تلك الناجمة عن أمراض أخرى. الإجهاض أكثر من مرتين والصداع النصفي والتعرّض لجلطات في سن مبكرة والذبحات القلبية والألزهايمر وتخثر الأوردة العميقة لدى الشابات اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، كلّها من المؤشرات التي تسمح بالتنبّه للمرض. الطبيب اللبناني عماد عثمان الذي أشرف على دراسة لبنانية أجريت في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وأظهرت نسبة انتشار مرض لزاجة الدم  وأنه يسبب حالة إجهاض من خمس، تحدث بالتفصيل عن متلازمة هيوز وعن أخطارها ومضاعفاتها وطرق معالجتها على نحو فاعل.

- ما هي متلازمة هيوز؟
تُعرف متلازمة هيوز باسم مرض لزاجة الدم أو متلازمة أضداد الفوسفولبيدات.  وقد اكتشفها الطبيب البريطاني غراهام هيوز عام 1983. وتتميّز بوجود أضداد تقضي على الفوسفولبيدات أو الدهون الفوسفوريّة.

- كيف تظهر هذه الحالة وكيف يتم كشفها؟
تظهر الحالة من خلال التخثّر الوريدي أو الشرياني ومن خلال حالات الإجهاض المتكررة وعدد من الحالات المرضية كالجلطة. فهي تسبب حالة من أصل خمس حالات من تجلّط الأوردة العميقة وحالات إجهاض متكررة وجلطات. وتجدر الإشارة إلى أن تخثّر المشيمة في الحمل قد يؤدي إلى الإجهاض.

- من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة هيوز؟
أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمتلازمة هيوز هم:

  • الذين يصابون بجلطة مفاجئة، خصوصاً نسبة 20 في المئة من حالات السكتة التي تصيب الذين لم يتجاوزوا سن الأربعين.
  • الحوامل اللواتي يتعرّضن لحالات إجهاض متكررة، خصوصاً في حال وفاة الجنين في أشهر الحمل الأخيرة. علماً أن نسبة 20 في المئة من النساء اللواتي تعرّضن للإجهاض مرة أو اثنتين مصابات بمتلازمة هيوز.
  • الأشخاص الذين يعانون صداعاً نصفياً متكرراً.
  • الأشخاص الذين يعانون فقدان الذاكرة.
  • الأشخاص المصابون بمرض وريدي مفاجئ في سن مبكرة.
  • الأشخاص المصابون بانسداد رئوي أو بتجلّط الأوردة العميقة.
  • الأشخاص الذين يتعرّضون لأي تخثّر مفاجئ.

- ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة هيوز؟
لا تزال الأسباب الفعلية مجهولة، لكن ترجع ربما إلى عوامل عدة مجتمعة تساهم عادةً في الإصابة بالجلطة كالتدخين وقلة الحركة وحبوب منع الحمل. كما قد تكون هناك علاقة بسيطة بوجود حالات تخثّر في الدم أو إجهاض أو أمراض مرتبطة بالمناعة.

- هل يعاني كل المرضى الأعراض نفسها؟
كلا، تكثر أعراض متلازمة هيوز وقد تشمل آلام الرأس ومشكلات في الدورة الدموية وشعور بالدوار وفقدان الذاكرة ومشكلات جلدية وغشاوة في النظر ومشكلات في الحمل لدى الحامل... كما يمكن ألا يعاني المريض أياً من الأعراض، مما يسبب مشكلة في التشخيص.

- هل يمكن أن يسبب المرض الوفاة؟
نعم يمكن أن يسبب الوفاة حتى قبل تشخيص المرض والتأكد من إصابة المريض به. وأحد أسباب الموت المفاجئ بسبب المرض انسداد الوعاء الدموي في الرئة. لذلك من الضروري وصف العلاج المسيّل للدم ما أن يتم التشخيص لحماية المريض.

- هل تعتبر متلازمة هيوز مشكلة وراثية؟
أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يرث الأطفال من أهلهم ما يجعلهم عرضة للإصابة بمتلازمة هيوز. هذا لا يعني أنهم سيصابون حتماً بالمرض لكنهم قد يصبحون أكثر حساسية وأكثر عرضة. علماً أن أفراد عائلة مرضى متلازمة هيوز يواجهون احتمال الإصابة به بنسبة 5 إلى 12 في المئة.

- كيف يتم التشخيص؟
تجرى فحوص روتينية لتشخيص الحالة وأهمها:
فحص نسبة أضداد ضد الكارديوليبين، وهو فحص دم يمكن إجراؤه في المستشفيات أو في المختبرات.
مضادات التخثّر الذئبية أو فحص تخثّر الدم.

- كيف تتم معالجة متلازمة هيوز؟
تعتبر الأدوية المسيّلة للدم التي تمنع التخثّر ضرورية لمعالجة مرض لزاجة الدم. وقد أظهر العلاج فاعليته لدى معظم المرضى. كذلك في حالات الإجهاض المتكررة لوحظ أن معدل نجاح الحمل بعد العلاج ارتفع من نسبة 20 إلى 70 في المئة.

- هل ثمة أشكال مختلفة من متلازمة هيوز؟
  من الناحية السريرية، هناك أشكال مختلفة من متلازمة هيوز. ففيما يعاني بعض الأشخاص أعراضاً قليلة، تكون مشكلة التجلّط خطيرة وحادة لدى البعض. كما أن بعض النساء يعانين حالات إجهاض متكررة دون أن يصبن بأي جلطة.