عصرية بحلّة كلاسيكية ألوان موحّدة هادئة تضجّ بالحياة

بيروت - روزي الخوري 15 مارس 2020

هل سبق أن رأيتم لوناً موحداً هادئاً وكلاسيكياً يضجّ بالحياة؟ الفكرة غير مألوفة، ولكن الناظر إلى هذا المنزل العصري اللابس حلّة كلاسيكية والمؤلّف من طبقتين، يمكن أن يتمتّع بهذا الاستثناء الهندسي الفريد الذي عوّدتنا رؤيته المهندسة النابضة تجدداً مارينا خليل.


لطالما ساهم اللون الرمادي في إرساء الفخامة، خصوصاً أنّه اقترن بالقماش المخمل، كما أنّه اللون الرائج حالياً في عالم الهندسة، وقد تولّى هنا مهمة مزدوجة هي الجمع بين العصرية في طراز الأثاث وهدوء الكلاسيكية الفاخرة.

أما الفكرة الهندسية اللافتة في هذا المنزل الممتد على طبقتين، فتمحورت حول المطبخ الذي شكّل جزءاً من قاعات الاستقبال وفصل الزجاج بينه وبين الصالونات. لذا فهو لم يقلّ جمالاً وذوقاً وفناً هندسياً عن باقي الأجزاء. وتقول المهندسة خليل إنه لكسب مساحة أكبر وليصبح المكان أكثر شباباً وعصرية، ضمّت المطبخ إلى الصالونات مستعينةً بالجدار الزجاجي لجهة الصالونات والمدخل، والذي لم يحجب الرؤية، بل شكّل عازلاً في الأوقات التي يجب فيها حجب الصوت ورائحة الطهي عن المنزل. وقد بدا المطبخ كأنه موضوع في علبة من زجاج ليتمتّع الناظر بالتدقيق في تفاصيله. ففي تصميمه فنّ خاص بفضل الخشب العصري الموشّى بلون الخشب الطبيعي والرمادي وكلّ الأكسسوار من الكروم. وفي الوسط طاولة من الرخام الرمادي نصفها يستخدم لأدوات الطهي ونصفها الآخر للطعام، ارتفعت حولها المقاعد العالية.

وبالعودة إلى الصالونات، فقد أرخى تجانس الألوان جواً من الهدوء والفخامة، حتى الأرض هي من الرخام الرمادي كما المقاعد التي ارتدت كلها نوعاً من القماش بمشتقات الرمادي، منها الداكن ومنها الزاهي، وعليها مجموعة من الأرائك الرمادية أيضاً. السجاد موشّى برسوم رمادية استلقت عليها طاولة مستديرة قاعدتها من الحديد المتشابك، وواجهتها من الرخام الموشّى بالرمادي. وفي الزاوية طاولة رخام رمادية بشكل هندسي فريد. اللوحات الزيتية وحدها شذّت عن قاعدة تجانس الألوان، وطالعتنا لوحة زيتية كبيرة تجسّد شخصاً، هي مزيج من الرمادي مع لمسة حمراء. وعلى الجدار المقابل مجموعة لوحات بأحجام مختلفة وضعت داخل إطار من الخشب، توزّعت بتناسق.

غرفة الطعام مقاعدها من القماش الرمادي، تسلّقت حول طاولة من الخشب وتدلت فوقها ثريا عصرية من الكروم انسدلت من وسط السقف الجفصين الذي صّمم ببساطة في كلّ المنزل. بين غرفة الطعام والمطبخ، غرفة جلوس مال لون قماشها من الرمادي إلى البيج، فيها مكتبة من الخشب ضمّت جهاز التلفزيون، وهو الخشب نفسه الذي استخدمته المهندسة لجدار قاعة الاستقبال، موشّى تخلّلته مستطيلات من المرايا. وفي هذا الركن علامة فارقة هي اللون الأحمر البوردو الذي استخدمته المهندسة خليل لقماش المقعدين من الطراز الفرنسي، يطالعان الزائر بزهوة من الألوان القوية والخافتة في آن واحد.

وعلى طول الجدار الزجاج انسدلت الستائر البيض الشفافة، اللون الأكثر تماشياً مع الرمادي، وقد ساهم في إرساء جوٍ من الراحة والهدوء والفخامة معاً.  

ولاستثمار المساحة أكثر، عمدت المهندسة إلى جعل أسفل الدرج غرفة خاصة بالخادمة. الطبقة العلوية ضمّت ثلاث غرف ماستر كبيرة تتوسطها غرفة جلوس. وتقول خليل: «استثمرنا المساحة ليبدو المكان أكثر رحابةً وراحةً، ففي الطبقة العلوية تمتّ هندسة الغرف بشكل يجعل مساحة كل غرفة أكبر لتضم صالوناً وحمّاماً وغرفة ملابس خاصة بكل منها. كما تمكنّت من استحداث غرفة جلوس توسطّت الغرف الثلاث».     

إحدى الغرف طغى عليها اللون الأبيض من خلال الخزائن من الخشب اللمّاع والسرير من القماش البيج وبعض الأكسسوارات الرمادية ضمّت جناحاً خاصاً بالملابس وصالوناً صغيراً تابعاً لها.

في هذا المسكن، كلّ مستلزمات الراحة مؤمّنة في إطار عصري وفاخر أنيق ومريح يواكب متطلبات الحياة العملية.