لا تستخفي بضغط الدم المرتفع

الإقلاع عن التدخين, التوتر, الوزن الزائد, سلامة الصحة, حبوب منع الحمل, الضغط, أطباء بلا حدود, ضغط الدم, الوراثة, جبنة بيضاء خالية من الملح, عوامل نفسية, أمراض الشرايين

13 يونيو 2011

يزيد ضغط الدم من خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين، لكنه يبقى لسوء الحظ من دون تشخيص في أغلب الأحيان ما يجعله خطراً صامتاً على الصحة. إليك توصيات الأطباء لحماية نفسك من ارتفاع ضغط الدم والحدّ قدر الإمكان من تأثيراته المضرة في الصحة.

ضغط الدم السوي هو ذلك الذي لا يتعدى 140/90 مليمتراً من الزئبق. أما ضغط الدم المرتفع فهو ذلك الذي يبلغ مثلاً 150/10 مليمتراً من الزئبق على مدى أشهر عدة. وكلما ازداد الفارق بين الرقم الأول والرقم الثاني، يزداد خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين لأن هذا دليل على تصلب الشرايين وغياب الليونة منها.
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، لكن عدداً ضئيلاً منهم فقط يتلقى العلاج المناسب لهذه المشكلة، لا بل إن 20 في المئة من الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاماً يجهلون أنهم مصابون أساساً بارتفاع ضغط الدم. وتظهر الإحصاءات أنه بعد عمر 35 عاماً، يعاني 50 في المئة تقريباً من الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم، علماً أن 46 في المئة من هؤلاء يعانون أيضاً من ارتفاع مستوى الكولسترول في دمهم. إليك لمحة عن سبل الوقاية من هذا المرض الصامت والخطير في الوقت نفسه.


متابعة طبية دورية


يشير ضغط الشرايين إلى الضغط الذي يحدثه الدم في الشرايين. لذا، تزداد المخاطر على الصحة حين يرتفع ضغط الدم، وقد تحصل ذبحة قلبية، أو جلطة دماغية، أو انسداد في شرايين الساقين، أو قصور في القلب، أو قصور كلوي مع خطر غسل الكلى. كما يزداد احتمال التعرض لداء ألزهايمر.
لذا، تبرز الحاجة إلى مراقبة ضغط الدم بصورة منتظمة والشروع فوراً في السيطرة عليه في حال ارتفاعه.


عوامل الخطر الحقيقية

  • العمر: كلما تقدمنا في العمر، توجب علينا الانتباه أكثر فأكثر إلى ضغط دمنا. وعند النساء، توفر الهرمونات وقاية معينة من ارتفاع ضغط الدم حتى سن اليأس، لكن الإحصاءات تشير إلى أن 13 في المئة تقريباً من النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 35 و44 عاماً يعانين من ارتفاع ضغط الدم.
  • الوزن الزائد: حين يزداد محيط الخصر، يرتفع ضغط الشرايين. لذا، يجب الانتباه دوماً إلى محيط الخصر والحرص على عدم تراكم الكيلوغرامات الفائضة غير الضرورية، ولاسيما في هذه المساحة من الجسم.
  • الوراثة: إذا كان أحد الأهل يعاني من ارتفاع ضغط الدم، يتضاعف خطر تعرض الأولاد للمشكلة نفسها. لذا، في حال وجود العامل الوراثي، تبرز الحاجة إلى مراقبة ضغط الدم بشكل دوري ومنتظم، مع الإشارة إلى أن أمد عيش الشخص المصاب بضغط الدم المرتفع ويتلقى العلاج المناسب يكون موازياً تقريباً للشخص غير المصاب أبداً بضغط الدم المرتفع.
  • حبوب منع الحمل: في 5 في المئة من الحالات، تستطيع الاستروجينات زيادة ضغط الدم في الشرايين من دون معرفة السبب الحقيقي لذلك. واللافت أن ضغط الدم يعود إلى معدله السوي فور التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.

 

وقاية أولية: أسلوب عيش صحي

ثمة إجراءات بسيطة تتيح السيطرة على ضغط الدم المرتفع، أو حتى خفضه أو تأخير تناول الأدوية.

  • التوقف عن التدخين: فالتدخين يحفز تصلب الشرايين، أي ترسب الدهون على الجدران الداخلية للشرايين بحيث تصبح ضيقة ومتصلبة.
  • خسارة الوزن الزائد: فقد أظهرت الدراسات أن خفض الوزن الزائد 5 كيلوغرامات خلال فترة ستة أشهر يخفف خطر التعرض لضغط الدم المرتفع بنسبة 60 في المئة.
  • تجنب المواد الدهنية: حاولي استبدال الزبدة والكريما الطازجة في الصلصات باللبن والجبنة البيضاء. استبدلي كل المكونات الدهنية بأخرى صحية وقليلة الدسم، وركزي أيضاً على الطهو بالبخار من دون إضافة مواد دهنية.
  • تخفيف الملح: من الأفضل تفادي الأطباق الجاهزة واللحوم المصنّعة لأنها تحتوي عموماً على الكثير من الملح المضرّ بالصحة. لكن لا تحرمي نفسك أبداً بشكل كامل من الملح قبل استشارة الطبيب لأن القليل من الملح ضروري للصحة.
  • الإكثار من الحركة: يقال إن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً (مثل المشي السريع، أو السباحة، أو الركوب على الدراجة الهوائية، أو الركض...) تخفض ضغط الشرايين بمعدل 4 مم زئبق.
  • الابتعاد عن التوتر: حافظي دوماً على التفاؤل في الحياة، ولا تدعي الضغط والتوتر يؤثران سلباً في نوعية حياتك. فقد أظهرت الدراسات الطبية أن الضغط والإرهاق والتوتر لا تسبب ارتفاع ضغط الدم وإنما ترفع ضغط الشرايين بصورة مؤقتة وتبقيه مرتفعاً في حال كان الشخص متوتراً أساساً.

 

أدوية محاربة الضغط فعالة جداً

صحيح أنه لا يمكن الشفاء بصورة تامة من ارتفاع ضغط الدم، لكن يتوافر حالياً أكثر من 300 دواء لخفض ضغط الدم المرتفع وجعله مستقراً وطبيعياً. ويقول الأطباء إن خفض ضغط الدم بمعدل 2 مم زئبق يخفف خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين بنسبة 25 في المئة.
تجدر الإشارة إلى أن الأدوية المدرّة للبول تحفز على التخلص من الملح عبر البول وتخفف الضغط في الشرايين. أما حاصرات بيتا فتخفف إنتاج وتأثير الأنزيم المسؤول عن ارتفاع الضغط، فيما تعمل مضادات الكلسيوم على توسيع الشرايين. أما قامعات أنزيم التحويل (IEC) فتبطل تأثير الهرمونات التي ترفع الضغط في الدم.